*غسان مراد: الرقمنة لا تلغي الثقافة العربية والاعتماد على الغرب في نشر الثقافات يخفي ما قدمته ثقافتنا

* الاتحاد يدشن ٥ كتب في مجال المعلومات والأرشيف وحفظ التراث

* قطر تستضيف النسخة الـ36 من المؤتمر

* 54 ورقة علمية وحلقة عمل وجلسات حوارية

افتتحت وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات صباح اليوم المؤتمر الخامس والثلاثين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات بفندق جراند ميلينيوم مسقط، تحت عنوان «المكتبات ومؤسسات الأرشيف العربية ودورها في تعزيز الهوية والمواطنة الرقمية»، بمشاركة واسعة من الأكاديميين والمتخصصين في قطاع المكتبات والمعلومات، وافتتح المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام برعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السلطان قابوس.

وفي كلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب أشار أحمد بن سعود الرواحي المدير العام المساعد بالمديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية بالوزارة أن المؤتمر يمثل مناسبة فريدة تجمع بين أروقتها نخبة من المختصين والخبراء في مجال المكتبات والمعلومات من مختلف أرجاء الوطن العربي.

وقال: «إنه لشرف كبير لنا أن نستضيف هذا المؤتمر للمرة الأولى في سلطنة عُمان هذه الأرض التي جمعت بين الأصالة والحداثة، حيث يمتزج عبق التاريخ برؤية المستقبل»، مؤكدا على التزام السلطنة الراسخ بدعم وتعزيز قطاع المكتبات والمعلومات، ودعم كافة الجهود الرامية إلى نشر الثقافة والمعرفة في مجتمعنا العربيز

ولفت إلى أن المكتبات اليوم لم تعد تقتصر على دورها التقليدي، بل أصبحت مراكز للتعليم المستمر، والتفاعل المجتمعي، والابتكار التكنولوجي، متطلعًا إلى أن يكون هذا الحدث منصة رائدة لتبادل الأفكار والخبرات، وبحث المستجدات والتحديات التي تواجه قطاع المكتبات والمعلومات في عالمنا العربي، وأن يفتح آفاقًا جديدة للتعاون والشراكات بين مؤسساتنا العربية.

وأضاف: إن هذا المؤتمر يأتي في وقت حاسم حيث تواجه المكتبات ومؤسسات الأرشيف تحديات جديدة وفرصا هائلة في عصر الرقمنة والتحولات الثقافية السريعة، ونحن هنا اليوم لتبادل الرؤى والخبرات حول كيف يمكن لهذه المؤسسات أن تسهم بشكل فعال في الحفاظ على تراثنا الثقافي وتعزيز الهوية الرقمية لأجيالنا القادمة.

وتابع قائلًا: إن المكتبات ومؤسسات الأرشيف تلعبان دورا محوريا في تعزيز الهوية الثقافية من خلال جمع وحفظ ونشر المعرفة، كما أنها تساهم في بناء مواطنة رقمية واعية من خلال توفير الوصول إلى المعلومات والخدمات الرقمية، مما يتيح للأفراد تعزيز مهاراتهم وتفاعلهم مع المجتمع الرقمي.

وفي كلمة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات واللجنة المنظمة التي ألقاها الدكتور نبهان بن حارث الحراصي رئيس الاتحاد العربي للمكتبات وعميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس أكد فيها أهمية موضوع الهوية والمواطنة الرقمية، وأهمية دور المكتبات ومؤسسات المعلومات في تعزيز الأمر لتوفيرها بيئة تعليمية وتثقيفية تسهم في تنمية الوعي بمخاطر وأخلاقيات التعامل مع المعلومات على الإنترنت.

وقال: يشهد المؤتمر مشاركة واسعة تضم أكثر من 100 باحث وخبير في مجال المكتبات والمعلومات والأرشيف يناقشون التحديات والفرص التي تواجه المؤسسات المعلوماتية.

وأعلن «الحراصي» عن تلقي الاتحاد ردا رسميا من دولة قطر لاستضافة النسخة الـ36 من المؤتمر برعاية كريمة من حكومة قطر ممثلة في مكتبة قطر الوطنية.

تدشين خمسة كتب

ودشن الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات خلال الحفل خمسة كتب كان أولها كتاب «الدليل الاسترشادي للمهارات في الذكاء الاصطناعي للمتخصصين في مؤسسات المعلومات» للأستاذ الدكتور ناجية قموح والأستاذ الدكتور سوهام بادي والدكتور بدر الدين عطية والدكتور رميساء سدوس، والكتاب الثاني بعنوان «الدليل العربي لتكامل مؤسسات ذاكرة المجتمعات: المكتبات والأرشيفات والمتاحف ومتطلبات التحول الرقمي»، وكتاب «المعيار المرجعي العربي للابتكار في المؤسسات الثقافية» للباحثين الأستاذ الدكتور أسامة غريب، والأستاذ الدكتور محمود شريف، وكتاب «السياسات والاستراتيجيات الوطنية للمعلومات وتقنياتها في الدول العربية» للكاتب الأستاذ الدكتور محمود يوسف مراد، والكتاب الخامس حمل عنوان «الدليل العربي لحفظ وصيانة مجموعات التراث الثقافي بالمكتبات والأرشيفات والمتاحف» للمؤلف الدكتور محمود عبدالناصر.

جوائز الاتحاد

وكرّم الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات خلال الحفل الفائزين بجوائز الاتحاد لعاد 2024، حيث حصلت المكتبة الرقمية التي نفذتها مكتبة قطر الوطنية على جائزة أفضل مبادرة عربية، في حين كرّمت مكتبة محمد بن راشد للتميز في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونال الدكتور مصطفى محمد إبراهيم الهلالي من جامعة القاهرة جائزة الاتحاد لأفضل رسالة دكتوراه، ونال الدكتور مصطفى عطية من السودان على جائزة أفضل ورقة علمية للمؤتمر.

أما عن جائزة أكاديمية نسيج للرواد فقد فاز المكرم الأستاذ الدكتور محمد بن ناصر الصقري من جامعة السلطان قابوس بجائزة التميز العلمي، فيما ذهبت جائزة التميز المهني لمكتبات دبي العامة.

وكرّم المؤتمر المتحدث الرئيسي للمؤتمر الأستاذ الدكتور غسان مراد، بالإضافة إلى الرعاة: أكاديمية نسيج للرواد، ودار المنظومة، وإيبسكو.

إشكاليات المحتوى

وتناولت جلسة المتحدث الرئيسي الأستاذ الدكتور غسان مراد موضوع «التقنيات..إشكاليات المحتوى والقيم والهوية» أدارها الأستاذ الدكتور حسن السريحي، وناقش مراد خلال الجلسة الرقميات الإنسانية والإحصاءات عن الحالة العربية والنظريات المرتبطة بالجينات والهوية وعرج إلى القيم العربية ثم قدّم الاقتراحات والحلول الممكن تطبيقها.

ووصف مراد إشكالية المحتوى والقيم والهوية بالمعقدة التي تتداخل فيها كل النظريات القديمة والحديثة وكل المجالات البحثية بدءًا بالتراث والثقافة وصولًا إلى السيبورج (تداخل الآلة مع الإنسان).

ولفت إلى مصطلح المجتمع «المشبوك»، وقال: «يبدو أننا في حالة تأرجح في هذا المجتمع المشبوك، بين التركيز على الطابع الحاسم لتكنولوجيا المعلومات في هيكلة المجتمع الجديدة، وبين التوجس منه بشكل متوازٍ للحتمية التكنولوجية البحتة»، واعتبر أن التنقية باتت من الأساسيات في مجتمعاتنا لكن علينا النظر في الآثار المترتبة عليها بشكل لا لبس فيه.

وفي حديثه عن التقارب بين الآلة والإنسان أكد على ضرورة أنسنة الآلة من جهة وتطويع الإنسان نحو الآلة من جهة ثانية، وأشار إلى أننا من المحتمل في مرحلة بناء حضارة نسميها «الإنسانية الرقمية»، ولفهمها نحتاج إلى الإنسانيات الرقمية جراء التداخل بين الثقافة بمفهومها الواسع والتكنولوجي وأشار إلى أنه على الرغم من أن التقنيات باتت في كل مكان، فإننا ما زلنا في مرحلة انتقالية بين ثقافة المطبوع والثقافة الرقمية، أي أننا نرتكز في أفكارنا على المفاهيم السابقة ونحاول تطويعها لتتناسب مع الحاضر والمستقبل.

وناقش مراد المحتوى العربي من ناحية تضمنه للقيم والموروث الثقافي والخوف من ضياع الهوية التي من الممكن أن تتأثر من هذه الشبكات وخاصة الجيلين زد وألفا.

وتناول مراد أسباب ضآلة المحتوى الرقمي العربي، وتأرجح الهوية الحاصل جراء التقنيات، كما تناول الهوية الرقمية أو الحمض النووي الرقمي الذي يحدد بعدة أمور تعتمد على ماذا تقول وماذا تعلن وماذا تشتري وغيرها، وأشار إلى أن دخول التقنيات إلى المجتمعات سيؤثر على الهوية ما لم نأخذ في الاعتبار منظومة القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع.

وعدّد مراد العقبات التي أمام المحتوى الرقمي المتعارض مع منظومة القيم والمعتقدات العربية، وأكد على الرقمنة لا تلغي الثقافة العربية قيما وعادات، ومثلما نستخدم الشبكة للاطلاع على ثقافة الآخرين علينا استخدامها لنشر ما عندنا لنؤثر في الآخرين ونعرف بقيمنا وتقاليدنا، وأن الاعتماد على الغرب فقط في نشر الثقافات يخفي ما قدّمته الثقافة العربية إلى العالم، لذلك حسب مراد من المفترض بنا رقمنة المخزون الثقافي العربي من ناحية ونشر إنتاجنا الثقافي باللغة العربية أولًا وباللغات الأجنبية تاليًا.

وفي عرضه للحلول ذكر إعطاء الأهمية لعلم المنطق والتحليلات المنطقية للقضايا والمفاهيم العلمية، إلى جانب تدريس المعلوماتية كعلم وليس كأدوات طباعية.

وتضمن اليوم الأول للمؤتمر جلسة نقاشية رئيسية بعنوان «المكتبات الوطنية والعامة ومجامع اللغة ودورها في تعزيز المحتوى الرقمي»، حيث تتضمن أربع أوراق عمل، تشمل الورقة الأولى بعنوان «دائرة المكتبة الوطنية الأردنية ودورها في حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيزها في ظل التطورات العلمية والتكنولوجية» يقدمها الأستاذ الدكتور نضال إبراهيم الأحمد، والورقة الثانية بعنوان «مجامع اللغة ودورها في تعزيز الهوية والمحتوى الرقمي: مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أنموذجا» قدّمها الدكتور علي الأكلبي، والورقة الثالثة بعنوان «إنتاج الكتب الصوتية متعددة اللغات باستخدام الذكاء الاصطناعي: تجربة مكتبة محمد بن راشد» قدمها الدكتور علي كمال شاكر، والورقة الرابعة بعنوان «تسخير أدوات الذكاء الاصطناعي لتحويل البحث ودعم المعلمين» يقدّمها البروفيسور حبيب الله خان باللغة الإنجليزية.

أما الجلسة الأولى فجاءت بعنوان «دور المكتبات الوطنية في تعزيز الهوية الثقافية والمواطنة الرقمية في العالم»، وأدارتها مهرة عيلان العميمي وعليا بنت أحمد الحبسية، وتضمنت أربع أوراق علمية هي: الورقة الأولى بعنوان «الدور المنوط بالمكتبة الوطنية الفلسطينية لتعزيز المواطنة الرقمية في المجتمع الفلسطيني» يقدمها إبراهيم ياسر أبو الوفا، والورقة الثانية بعنوان «دور المكتبة الوطنية بالجزائر في تعزيز الهوية والثقافة العربية - دراسة ميدانية» يقدمها عيسى أحمد قراقع، والورقة الثالثة بعنوان «دور مكتبة الأسد الوطنية في تعزيز الهوية الرقمية للتراث الثقافي الوثائقي» قدّمتها الدكتورة بن عيدة فوزية، والورقة الرابعة بعنوان «التمكين الرقمي ودور مراكز مصادر التعلم في تعزيز المواطنة الرقمية في سلطنة عُمان» قدّمها عبدالله الهنائي.

وتشمل الجلسة الثانية أربع أوراق عمل وتأتي تحت عنوان «دور الأرشيف الرقمي والمؤسسات الوثائقية في حفظ التراث وتعزيز الهوية الوطنية في العالم العربي»، أدارها الدكتور حسين فولاذ.

وتناولت الورقة الأولى «دور المؤسسات العمانية في حفظ التراث الرقمي وتعزيز الهوية الرقمية: الخزانة العمانية لمركز ذاكرة عُمان أنموذجًا» قدّمتها جميلة العامرية وجوخة الشيبانية وسالمة الريامية، والورقة الثانية بعنوان «مكانة الأرشيف الرقمي في بناء الهوية الوطنية وتوطيد الديمقراطية التشاركية: الأرشيف الوطني الجزائري أنموذجا» يقدمها صلاح خيراني ومبارك حشاني، والورقة الثالثة بعنوان «تجربة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في توثيق التاريخ الشفهي الرقمي في سلطنة عُمان» قدّمتها ابتسام الشهومية وسمية المقبالية، والورقة الرابعة بعنوان «دراسة واقع جهود مركز ذاكرة عُمان لتعزيز الهوية العمانية رقميًا» قدّمها سليمان الراشدي.

الجدير بالذكر أن المؤتمر يقدم 54 ورقة علمية وحلقة عمل وجلسات حوارية موزعة على عشر جلسات، تركز على دور المكتبات في تعزيز الهوية الوطنية ومواجهة التحديات التي تواجه المكتبات في بناء بيئة رقمية تساهم في تعزيز المواطنة.

ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهمية المكتبات ومؤسسات الأرشيف في دعم المجتمع وتطوير الهوية الوطنية والمواطنة الرقمية، وتعزيز التعاون بين الدول العربية في هذا المجال الحيوي.

ويقام على هامش المؤتمر معرض مصاحب للتعريف بالمؤسسات العربية الرائدة في مجال قواعد المعلومات والفهرسة والمكتبات الافتراضية وقواعد البيانات بالإضافة إلى بعض المكتبات ودور النشر.

ويختتم المؤتمر مساء اليوم بعد ثلاث جلسات بالإضافة إلى الاجتماع العمومي وعرض التقرير السنوي للاتحاد وقراءة التوصيات الختامية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد العربی للمکتبات والمعلومات المکتبات والمعلومات جامعة السلطان قابوس الذکاء الاصطناعی الأستاذ الدکتور الثقافة العربیة فی تعزیز الهویة الهویة الرقمیة المحتوى الرقمی الهویة الوطنیة الهویة الرقمی الوطنیة فی ودورها فی فی مجال إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تطلق دليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء والآلية الرقمية

أطلقت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة دليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء، والآلية الرقمية للتقييم الذاتي للأداء البيئي، والذى تم اعداده بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، بهدف دعم تلك المشروعات على التحول الأخضر العادل، وذلك فى إطار إحتفالات يوم البيئة العالمى ٢٠٢٥،  بحضور السيد باتريك جان جيلابير، ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) في مصر، والسيدة ريم السعدي، نائب مدير العلاقات الحكومية بمكتب مصر بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)،  والأستاذ محمد معتمد، مساعد الوزيرة للتخطيط والاستثمار، والسيدة سوزان سالم، شركة كيمونيكس مصر للاستشارات،ولفيف من ممثلي القطاع الخاص والقطاع المصرفي والمؤسسات التنموية الدولية والمجتمع المدنى، وخبراء البيئة وقيادات وزارة البيئة.

وأكدت الدكتورة ياسمين فواد ان إطلاق الدليل هو اهداء من وزارة البيئة ضمن الاحتفال باليوم العالمي للبيئة ٢٠٢٥، في اطار خطة الدولة للتحول الأخضر العادل، بهدف دعم كل شاب وشابة ورواد الأعمال لتحقيق التحول الاخضر لمشروعاتهم واستكمال الطريق نحو الأخضر، ووصفت الدليل بالسهل الممتنع، فهو يتخطى مجرد صفحة إلكترونية على موقع وزارة البيئة الإلكتروني يضم بيانات وأدوات وقوائم للتحول الأخضر، ولكنه هو آلية لمساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة سواء كانت مشروعات بيئية في الأساس أو غير بيئية لترسم طريقها بوضوح في التحول لمشروعات خضراء حقيقية.

وثمنت د. ياسمين فؤاد جهود الشركاء من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO  والبنك الأوروبي للإعمار والتنمية EBRD، والسفارة السويسرية، في ترجمة فكرة الدليل إلى واقع، خاصة في المرحلة الحالية التي تقوم على الاستثمار البيئي والمناخي، بما يدعم وزارة البيئة في رحلتها لتغيير لغة الحوار ومساعدة الشباب للمشاركة والمضي قدما في التحول الاخضر، في طريق مصر نحو التحول الاخضر العادل المستدام.

وقدمت الدكتورة ياسمين فؤاد نماذج لكيفية الاستفادة من الدليل، سواء بتقديم معلومات متكاملة حول المشروع ليساعد الدليل في ترجمتها إلى خطوات تحويل هذا المشروع للأخضر، أو مساعدة مشروع بيئي منفذ بالفعل للاستمرار كمشروع اخضر من خلال حصر البيانات بحجم الانبعاثات واستخدامات المياه والطاقة وإدارة المخلفات وغيرها لضمان عدم الحياد عن المعايير والاعتبارات البيئية.

واكدت د. ياسمين فؤاد ان إطلاق دليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء، هو تدشين لخطوة جديدة نحو التحول الأخضر، وهى المسيرة التي بدأتها الحكومة المصرية بدعم وتوجيه من فخامة رئيس الجمهورية، ضمن مخطط واضح لتحقيق التنمية المراعية للأبعاد البيئية والاجتماعية، وتوجه قائم على مشاركة كافة فئات المجتمع لبناء وطن أفضل. موضحة أن وزارة البيئة عملت على ترسيخ مفاهيم الاقتصاد الأخضر والدائري في صميم سياساتها التنموية، وذلك من خلال العديد من المحاور والتي يأتي في مقدمتها دعم وتمكين القطاع الخاص للعب دور فاعل في تحقيق التنمية المستدامة والتحول العادل.

 ووجهت وزيرة البيئة الدعوة للحضور من أجل المشاركة الفعالة في الاستفادة من هذه المنصة، معربة عن ترحيبها بتبادل الرؤى والأفكار وتقديم المقترحات التي من شأنها تعزيز فعالية الأداة التشخيصية الرقمية المصاحبة للدليل، وتوسيع نطاق استخدامها.

من جانبه، أكد السيد باتريك جان جيلابير، ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) في مصر، على أهمية هذه الشراكة فى الدفع قدمًا نحو التحول الأخضر تحت قيادة معالى وزيرة البيئة، وأهمية وحدة الاستثمار البيئي والمناخي بالوزارة لدمج الابتكار والسياسات مع القطاع الخاص، مشيرا إلى أن تأسيس هذه الوحدة ينطلق من تطوير شركات خضراء ليكونوا أكثر اطلاعا ومعرفة بالمعلومات حول التحول الأخضر لتعزيز النظام البيئي في مصر.

وأكد باتريك جيلابير، ان إطلاق الأداتين بداية قوية، فالدليل المطور بالشراكة بين وزارة البيئة والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، كأحد الأدوات المهمة لتعزيز الشركات المتوسطة ومتناهية الصغر، يعطى لمحة بيئية يمكن بها دفع العمل الأخضر وتقييم الشركات فى البصمة الكربونية وسلسلة القيمة الخاصة بهم عبر عملياتهم.

في حين، أعربت السيدة ريم السعدي، نائب مدير العلاقات الحكومية بمكتب مصر بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، عن سعادتها بالمشاركة في إطلاق أول دليل إلكتروني للمشروعات الصغيرة والمتوسطة للتحول الأخضر على الموقع الإلكتروني لوزارة البيئة لمساعدة اصحاب المشاريع لمعرفة الخطوط العريضة لطرق الالتزام البيئي، في ظل نقص معلومات اصحاب الأعمال حول الحوافز والفرص بتحقيق التحول الاخضر، خاصة ان المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل اكثر من ٩٠./. من اقتصادنا المصري بحجم استثماري يصل إلي ١،٤بليون.

واضافت السعدي ان اطلاق آلية التشخيص الذاتية للشركات ايضًا على الموقع الإلكتروني لوزارة البيئة تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة على معرفة موقفها ومدي التزامها بيئيا حتى تستطيع توفيق أوضاعها، وقياس مدي الانبعاثات الكربونية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

ومن جانبه، أوضح الأستاذ محمد معتمد مساعد الوزيرة للتخطيط والاستثمار، ان إنشاء وحدة الاستثمار البيئي والمناخي (CLEIU) بوزارة البيئة، كان المحرك الرئيسي لكافة الإنجازات التي تم تحقيقها خلال الفترة الماضية، حيث نشأت كوحدة خدمات تركز على تحفيز الاستثمارات العامة والخاصة في مختلف مشاريع الاقتصاد الأخضر، وفتح أسواق جديدة حيث تلتقي عوائد المرونة البيئية والمناخية مع الأرباح المالية والاجتماعية والاقتصادية، وقامت على فكرة ربط فكرة البيئة بالتنمية، لافتا إلى الاهتمام  بشكاوى المستثمرين وتسهيل عملية إصدار الموافقات والتصاريح للتيسير عليهم، وأيضًا تقديم تسهيلات للمشروعات الاستثمارية، والتنسيق بين الوزارة والأجهزة المختلفة لتحقيق التكامل لدفع المشروعات البيئية والمناخية، بما يخلق داخليًا بيئة داعمة للاستثمار وتذلل العوائق، ومن ناحية أخرى طرح العديد من الفرص الاستثمارية في المجالات المناخية المختلفة، وإدارة المخلفات، والطاقة المتجددة وغيرها من المجالات. وساعد الوحدة على توفير قاعدة بيانات للمستثمرين، من خلال منصة الاستثمار البيئي والمناخي وتطويرها بشكل مستمر لمواكبة المستجدات الحالية.

وأشار معتمد إلى أن إصدار دليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء، يحقق اهداف وحدة الإستثمار  من حيث الدعم وتعزيز قدرة هذه المشروعات على التكيف مع متطلبات التحول نحو الاقتصاد الأخضر،كما جاء  تطوير آلية رقمية للتقييم الذاتي للأداء البيئي لهذه المشروعات، بهدف تمكين الشركات من تقييم وضعها البيئي بدقة، والحصول على إرشادات عملية تساعدها على تحسين أدائها ورفع كفاءة عملياتها، دون الحاجة إلى الاستعانة باستشاريين. كما ثمن التعاون مع شركة كيمونيكس مصر للاستشارات، مؤكدًا الترحيب بجميع التوصيات والملاحظات التي تسهم في التطوير المستمر.

وقد تضمنت الاحتفالية جلسة تفاعلية تستعرض ملامح الدليل والأداة التشخيصية، والتعرف على ملاحظات واراء المشاركين حول الدليل لتطوير العمل، حيث قدمت السيدة سوزان سالم، من شركة كيمونيكس مصر الاستشاريون عرضا تقديميا حول الدليل الإلكتروني للمشروعات الصغيرة والمتوسطة للتحول الأخضر، ويتضمن أسباب التحول للأخضر وكيفية تحقيقه ونقطة الانطلاق نحوه،  وذلك من خلال تقديم استبيان يوضح للشركات الصغيرة والمتوسطة الخطوات الأولى للتحول الأخضر، وتنفيذ عملية تشاورية مع اكثر من ٤٠ شركة عن احتياجات التحول الأخضر، وتوعية هذه الشركات بالتمويل الأخضر كبديل للقروض، كما استعرضت الخدمات الخضراء، والفرص المتاحة للشركات المختلفة للتحول الأخضر، وفوائده في فتح أسواق عمل جديدة وفرص اكبر للتصدير، مع سبل تقليل التكاليف من خلال الحد من ترشيد استهلاك المياة والكهرباء والموارد المختلفة. وقام عدد من ممثلي الشركات بالتعليق على الدليل ومدى فائدته لتحقيق التحول الاخضر، والعائد على تعزيز التصدير والتنافسية.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. رنا سماحة في أحدث ظهور من صلاة عيد الأضحى
  • تنظيم عقد مزارعة لاستثمار مشروع اتحاد فلاحي السويداء للأشجار المثمرة
  • المنيا تستقبل وفد “Kids Camp” في جولة سياحية بالمناطق الأثرية لتعزيز الهوية الوطنية لدى النشء
  • حظر جديد في الصين يغير قواعد اللعبة لعالم العملات الرقمية
  • الاتصالات: ارتفع مستخدمي منصة مصر الرقمية إلى 8 ملايين شخص
  • دار الكتب تمثل مصر في المؤتمر الأول للمكتبات الوطنية العربية
  • مدبولي: الدولة وضعت رؤية إستراتيجية لبناء مصر الرقمية
  • نيفين عبد الخالق: التحديات المناخية تمس مجتمعنا العربي وتهدد جودة حياة المواطنين
  • وظائف شاغرة لدى شركة أرامكو الرقمية
  • وزيرة البيئة تطلق دليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء والآلية الرقمية