يمن مونيتور/ نيويورك/ خاص:

قال بيان مشترك للدول المشاركة في تعهدات مجلس الأمن بشأن المناخ والسلام والأمن إن الوضع الزري في اليمن يتفاقم بسبب المخاطر المرتبطة بتغير المناخ.

البيان صدر باسم فرنسا، وغويانا، واليابان، ومالطا، وموزمبيق، وجمهورية كوريا، وسيراليون، وسلوفينيا، وسويسرا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.

وأضاف البيان-الذي أطلع عليه “يمن مونيتور”- “أدى الصراع المطول في اليمن إلى نزوح أكثر من 4.5 مليون شخص داخليًا، إلى جانب أضرار جسيمة في البنية التحتية وانهيار اقتصادي”.

يعاني 18.2 مليون يمني – أكثر من نصف السكان – من انعدام الأمن الغذائي وهم في حاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة. 75٪ منهم من النساء والأطفال.

وقال البيان الذي قدمته مندوبة بريطانيا الدائمة في مجلس الأمن “باربرا وودوارد” للصحفيين قبل جلسة مجلس الأمن يوم الأربعاء، “يتفاقم هذا الوضع الإنساني المزري بسبب المخاطر المرتبطة بتغير المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والتصحر، فضلاً عن أنماط هطول الأمطار غير المنتظمة والفيضانات المفاجئة”.

باربرا وودوارد، المندوبة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة ورئيسة مجلس الأمن لشهر نوفمبر

وأشار إلى أن “الحصول على مياه الشرب هو أحد التحديات الأكثر أهمية التي تواجه اليمن. فوفقاً للبنك الدولي، تشير التقديرات إلى أن 18 مليون شخص يفتقرون إلى الوصول إلى المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي الكافية في اليمن”.

واليمن بالفعل واحدة من أكثر البلدان التي تعاني من نقص المياه في العالم. ومع ذلك، فإن إمدادات المياه في البلاد مهددة بمجموعة من تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر، والذي يمكن أن يتسبب في تسرب المياه المالحة إلى مصادر المياه العذبة في المناطق الساحلية.

 وعلاوة على ذلك، أدى تفاقم الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى زيادة المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة، وزاد من خطر انتقال الكوليرا من خلال تلوث إمدادات المياه. كما أدى استنزاف احتياطيات المياه الجوفية، وزيادة وتيرة وشدة الأحداث الجوية المتطرفة، إلى تدهور الأراضي الزراعية. وهذا بدوره يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وهو محرك للنزوح والصراع المحلي، مع زيادة المنافسة على الموارد النادرة.

وقالت الدول إلى أنها تدرك “الارتباطات المتعددة الأوجه بين تغير المناخ والصراع والنزوح وزيادة الفقر والضعف، والتي تساهم جميعها في تدهور الوضع الأمني ​​والإنساني في اليمن”.

 وأضافت: أن منع وإدارة وحل النزاعات المحلية المتعلقة بالأرض والمياه والموارد الطبيعية أمر ضروري. إن التسوية السياسية الشاملة تحت رعاية المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام والاستقرار الطويل الأمد في اليمن، ومعالجة هذه التحديات.

وشدد إلى أن على المجتمع الدولي السعي “إلى معالجة آثار تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في اليمن كجزء من جهود المساعدات الإنسانية وبناء السلام الأوسع نطاقاً”.

وتابع: “وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي تعزيز تنسيق الجهود العالمية لبناء القدرة المحلية على الصمود في مواجهة المخاطر المناخية وتعزيز إدارة مخاطر الكوارث والاستجابة لها، بما في ذلك من خلال تنفيذ أنظمة الإنذار المبكر وتحسين مراقبة موارد المياه الجوفية”.

ودعا “منظومة الأمم المتحدة الأوسع نطاقاً إلى دعم الجهود الرامية إلى إيجاد أنظمة غذائية أكثر استدامة، واستخدام المياه والطاقة بكفاءة، فضلاً عن زيادة استخدام الطاقة المتجددة. وسنعمل على معالجة التحديات المترابطة للصراع وتغير المناخ لضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية الفورية وغير المقيدة جنباً إلى جنب مع تحقيق مستقبل مستقر ومستدام لليمن”.

يمن مونيتور14 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام مباحثات سعودية بريطانية أممية حول المستجدات اليمنية وجهود السلام مقالات ذات صلة مباحثات سعودية بريطانية أممية حول المستجدات اليمنية وجهود السلام 14 نوفمبر، 2024 النائب العام يوجه باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتقطعين لشاحنات وقود كهرباء عدن 13 نوفمبر، 2024 هل يبتز الحوثيون شركات النقل البحري بملايين الدولارات؟-تحليل 13 نوفمبر، 2024 الولايات المتحدة “تأسف” لعدم تعزيز عقوبات مجلس الأمن على الحوثيين 13 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية الولايات المتحدة “تأسف” لعدم تعزيز عقوبات مجلس الأمن على الحوثيين 13 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية بيان لـ11 دولة: التغيّر المناخي يفاقم الوضع المزري في اليمن 14 نوفمبر، 2024 مباحثات سعودية بريطانية أممية حول المستجدات اليمنية وجهود السلام 14 نوفمبر، 2024 النائب العام يوجه باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتقطعين لشاحنات وقود كهرباء عدن 13 نوفمبر، 2024 هل يبتز الحوثيون شركات النقل البحري بملايين الدولارات؟-تحليل 13 نوفمبر، 2024 الولايات المتحدة “تأسف” لعدم تعزيز عقوبات مجلس الأمن على الحوثيين 13 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك مباحثات سعودية بريطانية أممية حول المستجدات اليمنية وجهود السلام 14 نوفمبر، 2024 النائب العام يوجه باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتقطعين لشاحنات وقود كهرباء عدن 13 نوفمبر، 2024 هل يبتز الحوثيون شركات النقل البحري بملايين الدولارات؟-تحليل 13 نوفمبر، 2024 الولايات المتحدة “تأسف” لعدم تعزيز عقوبات مجلس الأمن على الحوثيين 13 نوفمبر، 2024 السعودية تؤكد دعمها لجهود تعزيز الأمن والاستقرار في اليمن 13 نوفمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 12 ℃ 21º - 10º 27% 1.61 كيلومتر/ساعة 21℃ الخميس 22℃ الجمعة 21℃ السبت 21℃ الأحد 21℃ الأثنين تصفح إيضاً بيان لـ11 دولة: التغيّر المناخي يفاقم الوضع المزري في اليمن 14 نوفمبر، 2024 مباحثات سعودية بريطانية أممية حول المستجدات اليمنية وجهود السلام 14 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬436 غير مصنف 24٬192 الأخبار الرئيسية 15٬014 اخترنا لكم 7٬080 عربي ودولي 7٬012 غزة 6 رياضة 2٬361 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬264 كتابات خاصة 2٬090 منوعات 2٬016 مجتمع 1٬843 تراجم وتحليلات 1٬807 ترجمة خاصة 87 تحليل 14 تقارير 1٬618 آراء ومواقف 1٬554 صحافة 1٬485 ميديا 1٬419 حقوق وحريات 1٬330 فكر وثقافة 903 تفاعل 817 فنون 482 الأرصاد 330 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 9 نوفمبر، 2024 رسالة من الأمير تركي الفيصل إلى دونالد ترامب أخر التعليقات نور سنق

الإنبطاح في أسمى معانيه. و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى...

أحمد ياسين علي أحمد

تقرير جامعة تعز...

Abdaullh Enan

نور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...

SALEH

تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...

محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

أفريقيا تحت الأضواء.. تمدد إسرائيلي بعد تضامن تاريخي مع فلسطين

في 12 سبتمبر/أيلول 2025 ومع أنظار العالم المتجهة نحو التصويت على "إعلان نيويورك" في الجمعية العامة للأمم المتحدة شهدت القارة الأفريقية لحظة فارقة تعكس عمق تحولاتها السياسية.

وجاء هذا التصويت بعد عامين من الحرب المدمرة على غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة، ليكشف عن انقسام غير متوقع: 38 دولة أفريقية أيدت الإعلان الداعم لحل الدولتين، مقابل امتناع 4 دول وغياب 12 أخرى.

لم يكن هذا المشهد مجرد رد فعل لحظي، بل ثمرة جهود إسرائيلية متواصلة على مدى عقود نجحت في تفكيك جبهة التضامن التاريخية مع فلسطين وإعادة تشكيل تحالفات القارة.

الممتنعون الأربعةإثيوبيا.. سد النهضة وثمن الدعم الإسرائيلي

تتربع إثيوبيا ثاني أكبر دول أفريقيا سكانا (120 مليون نسمة) ومقر الاتحاد الأفريقي.

امتناعها يعكس شبكة مصالح متشابكة، إذ يعيش نحو 160 ألف يهودي إثيوبي في إسرائيل منذ عمليتي "موسى" (1984) و"سليمان" (1991)، في حين يعتمد مشروع سد النهضة بتكلفة 5 مليارات دولار على دعم تقني إسرائيلي.

وفي فبراير/شباط 2025 أثارت صفقة تعاون مائي بين أديس أبابا وتل أبيب قلقا واسعا في القاهرة، أما البعد الأمني فكان حاسما، إذ وجدت إثيوبيا الخارجة من حرب تيغراي (2020-2022) في إسرائيل حليفا موثوقا، في حين تراجعت القوى الغربية.

ومع تصاعد التوتر مع إريتريا في أكتوبر/تشرين الأول 2025 برز هذا التحالف كركيزة لاستقرار النظام الإثيوبي.

القنصلية الإثيوبية في القدس المحتلة (ويكيميديا)الكاميرون.. "الوحدة الإسرائيلية" تحرس العرش

تمثل الكاميرون أوضح نموذج لارتباط بقاء الحكم بإسرائيل، كتيبة التدخل السريع التي أُنشئت عام 2001 وتُعرف محليا بـ"الوحدة الإسرائيلية" يقودها ضابط إسرائيلي متقاعد وترتبط مباشرة بمكتب الرئيس بول بيا (92 عاما).

لعبت الكتيبة دورا رئيسيا في أزمة الأنغلوفونية منذ 2016، وواجهت اتهامات من منظمة "مراقبة الإبادة" بارتكاب انتهاكات جسيمة.

إعلان

والكاميرون إلى جانب إريتريا من الدول الأفريقية القليلة غير المعترفة بفلسطين، وكانت الوحيدة التي صوتت مع إسرائيل في قرار أممي عام 2013.

وفي يوليو/تموز 2025 عزز بيا نفوذ قادة كتيبة التدخل السريع عبر تعديل وزاري استعدادا للانتخابات المقبلة.

ويمتد التعاون أيضا إلى مواجهة بوكو حرام التي نفذت 425 هجوما في 2022 بزيادة 21% عن العام السابق.

الرئيس الكاميروني بول بيا (يمين) يستقبل شيمون بيريز سنة 1986 (رويترز)جنوب السودان.. ولادة دولة في حضن إسرائيل

بعد يوم واحد من استقلالها في 10 يوليو/تموز 2011 اعترفت إسرائيل بدولة جنوب السودان، وفي الـ28 من نفس الشهر أقيمت علاقات دبلوماسية كاملة.

وكشفت تقارير أممية (2016) عن توريد أسلحة إسرائيلية إلى جوبا عبر أوغندا، بينها بنادق "غليل" و"تافور".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018 اتهمت وزارة الخزانة الأميركية الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسرائيل زيف بتزويد طرفي النزاع الأهلي بالسلاح.

أما التطور الأبرز فكان تقارير رويترز ونيويورك تايمز في أغسطس/آب 2025 عن محادثات لإعادة توطين فلسطينيين من غزة في جنوب السودان رغم النفي الرسمي.

ويعكس امتناع جوبا اعتمادا شبه كامل على الدعم الإسرائيلي في ظل هشاشة الدولة.

الكونغو الديمقراطية.. التوازن الحرج

رغم اعترافها الرسمي بفلسطين فإن الكونغو الديمقراطية امتنعت عن التصويت، في خطوة تعكس صراعا بين التزاماتها التاريخية ومصالحها الراهنة.

وباعتبارها أكبر دولة أفريقية مساحة ومنتجة لـ70% من الكوبالت العالمي تواجه كينشاسا تحديات أمنية واقتصادية تجعل التعاون مع إسرائيل خيارا شبه إلزامي.

ومنذ تولي الرئيس فيليكس تشيسيكيدي السلطة عام 2019 تعززت العلاقات عبر اتفاقيات أمنية أرسلت بموجبها إسرائيل "عشرات المدربين" إلى شرق البلاد لمواجهة جماعة المتمردين.

وفي سبتمبر/أيلول 2023 اتفق تشيسيكيدي ونتنياهو على نقل السفارة الكونغولية إلى القدس مقابل فتح سفارة إسرائيلية في كينشاسا، مما أثار جدلا واسعا.

وفي سبتمبر/أيلول 2024 كشفت مجلة "أفريكا أنتليجنس" عن دور شركة أمنية إسرائيلية في حماية الرئيس وتدريب الحرس الجمهوري.

أما اقتصاديا فيظل النفوذ الإسرائيلي حاضرا عبر الملياردير دان غيرتلر الخاضع لعقوبات أميركية منذ 2017 بتهم فساد في قطاع التعدين.

وقد بدا امتناع الكونغو حلا وسطا يوازن بين جميع الأطراف، لكنه يعكس اعتمادا أمنيا واقتصاديا عميقا يجعل أي موقف مؤيد لفلسطين مكلفا للغاية.

أبرز الأسلحة الإسرائيلية في جنوب الصحراء الأفريقية (الجزيرة)المتغيبون

وقّع المغرب اتفاقية التطبيع في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020 مقابل اعتراف أميركي بسيادته على الصحراء الغربية، وتُوجت العلاقة في 17 يوليو/تموز 2023 باعتراف إسرائيلي رسمي بهذه السيادة.

ويعكس غياب الرباط عن التصويت محاولة لتفادي إحراج مزدوج: عدم التصويت ضد إسرائيل مع مراعاة الرأي العام المؤيد لفلسطين.

أما السودان -الذي وقّع اتفاقية في أكتوبر/تشرين الأول 2020- فيغرق في فوضى منذ حرب أبريل/نيسان 2023، ويعكس غيابه عجزا داخليا عن اتخاذ موقف، لكنه يترك الباب مفتوحا أمام ورقة التطبيع لاستقطاب دعم غربي.

المغرب وإسرائيل وقّعا اتفاق استئناف العلاقات نهاية 2020 (الفرنسية)رواندا

يحكم بول كاغامي رواندا منذ عام 2000، وفي يوليو/تموز 2021 كشف مشروع "بيغاسوس" عن استخدام السلطات برنامج تجسس إسرائيليا ضد آلاف النشطاء والصحفيين، بينهم ابنة بول روسيسابغينا ملهم فيلم "فندق رواندا".

إعلان

وأكد تقرير "لوموند" (مايو/أيار 2024) أن بيغاسوس أصبح "عنصرا أساسيا في ترسانة الحكومة".

كما دعمت رواندا حصول إسرائيل على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي (2021)، وفضلت الغياب على اتخاذ موقف قد يضر بعلاقتها الإستراتيجية.

كينيا وزامبيا

تحافظ كينيا القوة الاقتصادية في شرق أفريقيا على توازن دقيق مع إسرائيل في مجالات الأمن والزراعة والتكنولوجيا دون إغضاب شركائها العرب.

أما زامبيا فقد شهدت في أغسطس/آب 2025 إعادة فتح السفارة الإسرائيلية في لوساكا بعد 52 عاما من الإغلاق، وذلك عقب شهر واحد فقط من التصويت، مما يشير إلى أن غيابها كان جزءا من مفاوضات حساسة مع تل أبيب.

الإستراتيجية الإسرائيلية.. من العزلة إلى النفوذ

في نوفمبر/تشرين الثاني 1973 وبعد حرب أكتوبر/تشرين الأول قررت منظمة الوحدة الأفريقية قطع العلاقات مع إسرائيل، وقد استجابت 28 دولة فورا، وبحلول منتصف السبعينيات لم يبق لإسرائيل سوى 4 دول.

لكن منذ أواخر الثمانينيات بدأت عودة مدروسة عبر 3 محاور: تعاون أمني مباشر مع النخب، تجارة سلاح بلا شروط حقوقية، وتكنولوجيا كأداة نفوذ.

وقد خففت اتفاقيات أوسلو (1993) الضغط الدبلوماسي، وبين 1993 و2000 أعادت 27 دولة علاقاتها مع إسرائيل.

وفي يوليو/تموز 2016 قاد بنيامين نتنياهو جولة شملت إثيوبيا وكينيا ورواندا وأوغندا، معلنا أن "إسرائيل عادت إلى أفريقيا، وأفريقيا عادت إلى إسرائيل".

وبحلول 2025 أقامت إسرائيل علاقات مع 44 دولة أفريقية من أصل 54، وبلغت صادراتها الدفاعية إلى القارة 3% من إجمالي 14.7 مليار دولار في 2024.

كما استخدمت 7 دول أفريقية على الأقل برامج تجسس إسرائيلية وفق منظمة العفو الدولية.

وزير خارجية زامبيا مولامبو هايمبي (يسار) مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر (الحساب الرسمي لجدعون ساعر)جنوب أفريقيا.. صوت المقاومة الأفريقية

في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023 تقدمت جنوب أفريقيا بدعوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد إسرائيل، مستندة إلى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948.

عُقدت جلستان استماع علنيتان في 11 و12 يناير/كانون الثاني 2024 بقصر السلام، قبل أن تُصدر المحكمة في الـ26 من نفس الشهر أمرا مؤقتا يشمل 6 إجراءات أساسية: 4 منها حازت على 15 صوتا مقابل اثنين (معارضان: القاضية الأوغندية جوليا سيبوتيندي والقاضي الإسرائيلي أهارون باراك)، في حين حصل اثنان آخران على 16 صوتا مقابل صوت واحد (معارضة: سيبوتيندي وحدها).

وتطالب هذه الإجراءات إسرائيل باتخاذ كل الخطوات اللازمة لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وضمان عدم تورط قواتها فيها، ومنع التحريض عليها، إلى جانب تمكين تدفق المساعدات الإنسانية، والحفاظ على الأدلة المتعلقة بالقضية، وتقديم تقرير دوري خلال شهر.

وفي 28 مارس/آذار 2024 أصدرت المحكمة أمرا ثانيا بأغلبية 14 صوتا مقابل اثنين يفرض ضمان إمدادات الغذاء الأساسية إلى غزة، تلاه في 24 مايو/أيار 2024 أمر ثالث بتصويت 13 مقابل اثنين يطالب بوقف فوري للعمليات العسكرية الهجومية في رفح.

وفي أواخر فبراير/شباط 2024 أكدت منظمتا هيومن رايتس ووتش وأمنستي إنترناشونال أن إسرائيل لم تلتزم بالتدابير المؤقتة، مشيرتين إلى فشلها في السماح بدخول المساعدات الإنسانية الكافية.

رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا (يمين) مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (غيتي)

ويرى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا منذ عام 1994 في النضال الفلسطيني امتدادا طبيعيا لمعاركه ضد نظام الفصل العنصري، فقد أكد نيلسون مانديلا في عام 1997 "نحن نعلم جيدا أن حريتنا غير مكتملة دون حرية الفلسطينيين".

أما كتاب "التحالف غير المعلن" (2010) لساشا بولاكو-سورانسكي فيكشف عن تعاون عسكري ونووي سري بين إسرائيل ونظام الأبارتايد، بما في ذلك عرض إسرائيلي لبيع أسلحة نووية لجنوب أفريقيا في عام 1975.

إعلان

وقد صوتت بريتوريا لصالح "إعلان نيويورك" في سبتمبر/أيلول 2025 إلى جانب الجزائر ونيجيريا، وذلك ضمن 38 دولة أفريقية أيدت الإعلان الداعم لحل الدولتين بشكل يعكس استمرارية موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا: اليمن بحاجة لحكومة قوية وموحدة وعلى الحوثيين مراجعة أنفسهم
  • المانيا: اليمن بحاجة إلى حكومة موحدة والمجتمع الدولي ينتظر شريكاً قويا وعلى الحوثيين تحديد موقعهم من السلام ولا حلّ في اليمن دون السعودية
  • أغلبها بمناطق الحوثيين.. تسجيل أكثر من 13 ألف حالة انتحار في اليمن خلال سنوات الحرب
  • تأجيل محاكمة 37 متهمًا بـ «خلية التجمع» لـ 26 نوفمبر
  • تأجيل محاكمة 124 متهما بقضية الهيكل الإداري للإخوان بالتجمع لجلسة 26 نوفمبر
  • بمشاركة 57 دولة.. السعودية تستضيف أكبر تجمع إسلامي لمناقشة أمن المياه
  • رئيس البرلمان اللبناني: بعد اتفاق غزة يجب إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في لبنان
  • بعد توقف 11 عاماً.. صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر: اليمن على حافة الانهيار الاقتصادي
  • أفريقيا تحت الأضواء.. تمدد إسرائيلي بعد تضامن تاريخي مع فلسطين
  • «التغير المناخي والبيئة» تؤكد التزامها الراسخ بحماية التنوع البيولوجي