رغم لائحة الانضباط المدرسية| «عصا المعلم» تتصدر المشهد.. الأسباب والحلول
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
في وقت أقرت فيه وزارة التربية والتعليم لائحة الانضباط المدرسي لضبط العملية التعليمية إلا أن مازالت تعديات المعلمين على الطلاب بالضرب تتصدر المشهد.
لائحة الانضباط المدرسي تنظم العلاقة بين الطالب والمعلم
وتنص لائحة الانضباط المدرسي على إثابة كل طالب يلتزم بالمواظبة على الحضور والانضباط السلوكي بـ5 درجات تضاف إلى المجموع الكلي، وذلك في سنوات النقل فقط، ويتم منح درجتين للانضباط السلوكي لمن لم يرتكب أي مخالفات من المستوى الأول أو الثاني أو الثالث وتشمل تلك المخالفات عنف الطلاب مع زملاءه أو معلميه ونصت على عقوبة مرتكبيها بالفصل مدة لا تتجاوز أسبوعين أو النقل إلى مدرسة آخرى حسب طبيعة المخالفة.
وقائع تعدي بالضرب على الطلاب خلال العام الحالي 2024 - 2025
ورغم إقرار مبادئ الثواب والعقاب في تلك اللائحة إلا أن «عصا المعلم» مازالت ترتفع على الطلاب بالمدارس، ولعل آخر تلك الوقائع كانت اليوم الخميس عندما قرّر مصطفى عبده مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية إحالة معلم بمدرسة طوخ الثانوية الصناعية للتحقيق، بسبب تعديه بالضرب على طالب.
ضرب الطلاب في المدارسوخلال العام الحالي 2024 – 2025 أيضًا، شهدت إحدى مدارس البدرشين، واقعة لتعدي معلم على طالب بسبب عدم تحمل الأول ضوضاء الثاني الصادرة عن حديثه مع زميله فاعتدى عليه ركلا بكلتا قدميه فأصابه بمنطقة حساسة، فأبلغ الأب الشرطة التي استدعت المدرس بعد تقديم ولي أمر الطالب تقريرا طبيًا بحالة نجله.
وفي بداية هذا العام، حرر والد طالبة تدعى سلمى نادر محمد 3 شكاوي في وزارة التربية والتعليم حملت رقم 5162 بخصوص احتجاز ابنته في غرفة بمدرسة دار التربية بمفردها وعدم السماح لها بحضور الحصص الدراسية في مدرستها بالزمالك، وذلك عقابًا لها بسبب حضورها حفلا بأحد الفنادق دون موافقة المدرسة.
وهنا تساءل الرأي العام المصري عن أسباب استمرار ضرب المعلمين واستخدام العنف ضد الطلاب رغم اللائحة المقررة من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وتضمن للمعلم والطالب حقه، ليطرح سؤال «ما سبب استخدام المعلمين العنف ضد الطلاب رغم وجود لائحة الانضباط؟».
ما سبب استخدام المعلمين العنف ضد الطلاب رغم وجود لائحة الانضباط؟
وللإجابة عن ذلك السؤال، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن هناك سببان لوجود حالات ضرب وعنف من المعلمين تجاه الطلاب، رغم إقرار لائحة انضباط مدرسي صارمة من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
وأضاف أستاذ الطب النفسي، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن الجانب الأول يتعلق بالطلبة الذين يسنفزون المعلمين ويردون عليهم بطريقة جافة لا تتناسب مع الفارق العمري بين الطرفين بالإضافة إلى تجاهل بعض الطلبة معلم الفصل بسبب تعاملهم مع معلم آخر في مركز الدروس الخصوصية، وهو ما يؤدي إلى حدوث استفزاز نفسي للمدرس، بالإضافة إلى وجود بعض المدرسين لديهم ثبات إنفعالي قليل.
الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسيوأردف: «بعض المدرسين الذين يعانون من عدم وجود ثبات إنفعالي قد يشعرون بالضيق من الطالب الذي يأخذ دروس خصوصي عند مدرس آخر فيبدأ في مضايقة الطالب من خلال الدرجات، فيبدأ الطالب في التمادي معه فيكون رد فعله الضرب حتى يتدخل أولياء الأمور».
واستطرد: «في النهاية الموضوع متوقف على الثقافة التي تغيرت في عدم وجود احترام بين الصغير والكبير وتقدير الكبير للصغير كما كانت في الماضي، فالمدرس اليوم يذهب إلى المدرسة راغبًا في جمع الطلاب في حصص الدروس الخصوصية والطالب يرغب في أخذ الدروس عند مدرس آخر فلا يحترم مدرس الفصل فكل شخص يبحث عن مصلحته فيحدث الصدام، ولكن تلك الأزمات لا تخرج من المدرس المجتهد القادر على إيصال المعلومة بلا تخرج من المعلم الغير قادر على جمع الطلاب حوله بتفوقه في المادة العلمية ويحاول جمعهم بطريقة آخرى».
ما حلول مواجهة ظاهرة ضرب المعلمين للطلاب في المدارس؟وفي هذا الصدد، كشفت أسماء مراد الفخراني، أخصائية علم الاجتماع والإرشاد الأسري وتطوير الذات،عن الأسباب التي تؤدي إلى استخدام المعلمين للعنف ضد الطلاب رغم وجود لائحة انضباط مدرسية تحكم العلاقة بينهم.
وأوضحت أخصائية علم الاجتماع، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن السبب في استمرار التعديات هو رفع الكلفة بين الطالب والمعلم الأمر الذي أدى إلى عدم وجود إلتزام باللائحة وأصبحت المعاملة غير رسمية بين الطرفين فنجد الغناء دخل الفصول لغناء المعلومة والدورس وتصوير مشاهد مع الطلبة من أجل التريند، فأصبح لا يوجد تعامل بشكل حازم يضمن وقار المعلم، فنتج عنه تعامل سيئ من المعلم للطالب، متابعة: «لا يحق للمعلم في كل الأحوال ضرب الطالب سواء كان صغيرًا أو كبيرًا لأن مجرم قانونيًا».
أسماء مراد الفخراني أخصائية علم الاجتماعوأضافت الأخصائية الاجتماعية أن الغزو الثقافي الذي يسيطر على المجتمع من خلال الميديا ووسائل الإعلام ساهم أيضًا في تقليد الطلاب لمشاهد السخرية من المعلمين على طريقة مسرحية مدرسة المشاغبين –كمثال- مما جعل المعلم لا يلنزم بالطريقة الطبيعية لمعاقبتهم والاعتداء عليهم دون الالتزام بلائحة الانضباط المدرسي.
وأردفت الدكتورة أسماء مراد أن على أولياء الأمور أن ينصحوا أبنائهم أن يصنعوا قيمة للمعلم، فالإحترام من الطلبة يصاحبه تقدير، كما يجب العمل على تحسين أجور المعلمين الذي تسبب في انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي أدت إلى إهمال المعلمين للطلاب في وقت يجب فيه عملهم من أجلهم، مختتمة: «من حقوق الطالب على المعلم أن يكون قدوة له في كل شئ ومن حقوق المعلم على الطالب الإحترام والتقدير».
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: لائحة الانضباط لائحة الانضباط المدرسي الانضباط السلوكي وزارة التربیة والتعلیم لائحة الانضباط المدرسی من المعلم
إقرأ أيضاً:
انطلاق الدورة الـ74 لإعداد المعلم الجامعي بكلية التربية جامعة أسيوط
شهدت جامعة أسيوط، تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، اليوم الإثنين الموافق 16 يونيو، انطلاق فعاليات النسخة الرابعة والسبعين من دورة إعداد المعلم الجامعي، والتي تنظمها كلية التربية خلال الفترة من 16 إلى 19 يونيو الجاري، بقاعة المؤتمرات والمناقشات بالكلية.
حضر افتتاح الدورة كل من الدكتور أحمد عبد المولى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمود عبد العليم، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور حسن حويل، عميد كلية التربية، والدكتورة أماني الشريف، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ومقرر الدورة، إلى جانب لفيف من أعضاء هيئة التدريس.
وتستهدف الدورة تدريب نحو 100 متدرب من معاوني أعضاء هيئة التدريس والباحثين من مختلف كليات الجامعة، في إطار حرص الجامعة على تأهيل كوادر أكاديمية تمتلك المهارات التربوية والتعليمية اللازمة لممارسة مهنة التدريس الجامعي بكفاءة وفاعلية.
وأكّد الدكتور أحمد المنشاوي، أن تأهيل الكوادر الأكاديمية يُعد أحد أهم أولويات الجامعة، باعتبارهم الركيزة الأساسية في تطوير العملية التعليمية وتعزيز جودة الأداء الأكاديمي والبحثي.
وأشار رئيس جامعة أسيوط، إلى أن دورة إعداد المعلم الجامعي، تمثل خطوة مهمة في بناء قدرات معاوني أعضاء هيئة التدريس والباحثين، وتزويدهم بالمهارات التربوية والتقنية التي تؤهلهم لأداء رسالتهم التعليمية بكفاءة واحترافية، بما يسهم في تحقيق رؤية الجامعة نحو التميز والريادة على المستويين المحلي والدولي.
وأكد الدكتور أحمد عبد المولى، نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون التعليم والطلاب، على المكانة الرفيعة التي يحظى بها الأستاذ الجامعي في مختلف المجتمعات، مؤكدًا على أهمية تنمية المهارات القيادية لديه، وتعزيز وعيه بالمستجدات العالمية في مختلف المجالات. ودعا إلى الانخراط في الأنشطة الطلابية باعتبارها وسيلة فعالة لتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس والطلاب على حد سواء، والمساهمة في بناء شبكة علاقات اجتماعية قوية داخل الحرم الجامعي. كما أشار إلى أهمية التقدير المتبادل بين الباحثين وأساتذتهم، وضرورة التحلي بالتواضع في التعامل مع الطلاب، إلى جانب الالتزام بالانضباط الوظيفي، وتحقيق العدالة في ممارسة الصلاحيات الأكاديمية والإدارية.
وأشاد الدكتور محمود عبد العليم، نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بالتطور الملحوظ الذي تشهده دورة إعداد المعلم الجامعي خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً أنها باتت تمثل منصة فاعلة لتطوير مهارات شباب الباحثين وتأهيلهم ليكونوا قادة فاعلين في مسيرة التنمية والبناء بمصر، وهو ما يعكس التزام الجامعة الراسخ ببناء مستقبل واعد للأجيال القادمة.
من جانبه، أعرب الدكتور حسن حويل، عميد كلية التربية، عن بالغ شكره وتقديره لإدارة الجامعة، التي تمثل الداعم الأكبر لشبابها من طلاب وباحثين، مشيراً إلى أن الدورة تسهم بفاعلية في إعداد أعضاء هيئة التدريس أكاديمياً ومهنياً وثقافياً، بما يضمن تأهيلهم لأداء مهامهم التعليمية بكفاءة وتميّز، إلى جانب تطوير مهاراتهم الشخصية وتعزيز قدراتهم.
وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة أماني الشريف، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ومقرر الدورة، أن البرنامج التدريبي يتضمن محاضرات يقدمها نخبة من أعضاء هيئة التدريس، وتتناول عدة محاور مهمة، من بينها: الاتجاهات الحديثة في نظم التعليم الجامعي، ومهارات التدريس الجامعي، واستخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وجودة التعليم الجامعي في ضوء أهداف الجمهورية الجديدة والاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، بالإضافة إلى دور الإدارة الجامعية في دعم العملية التعليمية، ومهارات إعداد جدول المواصفات والاختبارات الفعالة.
وتتضمن فعاليات الدورة عددًا من المحاضرات المهمة التي تُلقي الضوء على محاور أساسية في العمل الجامعي، من بينها محاضرة للدكتور أحمد عبد المولى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، حول "الأنشطة الطلابية ودورها في دعم العملية التعليمية"، ومحاضرة للدكتور محمود عبد العليم، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بعنوان "التعليم الجامعي ودوره في خدمة المجتمع"، إلى جانب محاضرة للدكتور جمال بدر، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، تناقش واقع البحث العلمي واقعه ومشكلاته.
كما تشمل فعاليات الدورة حلقة نقاشية بمشاركة عميد ووكلاء الكلية، تتناول دور المشروعات القومية في دعم وتمكين شباب أعضاء هيئة التدريس، إلى جانب تنظيم ورش عمل للتدريس المصغر، يتم خلالها تقسيم المتدربين من مختلف كليات الجامعة إلى أربع مجموعات، بهدف إكسابهم مهارات تطبيقية وتعزيز الجوانب العملية في أساليب التدريس الجامعي.