إليك بعض فوائد النسيان التي أثبتها العلم
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
يُعد النسيان جزءا من حياتنا اليومية، وعادة ما يُنظر إليه كعلامة على ضعف الذاكرة أو مرض ما، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن النسيان قد يلعب دورا مهما في تحسين وظائف الدماغ، ويسهم في تعزيز قدرتنا على التكيف مع المعلومات الجديدة.
وقال موقع "لايف ساينس" في تقرير للكاتبين سفين فانستي وإلفا أرولشيلفان، إن إحدى أقدم الأبحاث في هذا المجال أكدت أن النسيان قد يحدث ببساطة لأن الذكريات تتلاشى، وفقا لما توصل إليه عالم النفس الألماني هيرمان إبينغهاوس في القرن الـ19، الذي أظهر "منحنى النسيان" الذي صاغه أن معظم الناس ينسون تفاصيل المعلومات الجديدة بسرعة كبيرة.
لكن النسيان يمكن أن يخدم أغراضا وظيفية أيضا، فأدمغتنا تتعرض لشتى المعلومات باستمرار، وإذا أردنا أن نتذكر كل التفاصيل، سيصعب علينا الاحتفاظ بالمعلومات المهمة.
وإحدى الطرق التي نتجنب بها نسيان الأمور المهمة هي عدم الاهتمام بتلك التفاصيل الصغيرة في المقام الأول، ويشير إريك كاندل -عالم الأعصاب الأميركي الحائز على جائزة نوبل في الطب عام 2000- إلى أن الذكريات تتشكل عندما يتم تقوية الروابط بين الخلايا العصبية في الدماغ.
إذ يؤدي الانتباه إلى شيء ما إلى تقوية تلك الروابط والحفاظ على الذكريات، وهذه الآلية تمكننا أيضا من نسيان جميع التفاصيل غير المهمة التي نتعرض لها كل يوم.
ورغم تزايد مؤشرات قلة الانتباه مع التقدم في العمر، فإننا جميعا نحتاج إلى نسيان التفاصيل غير المهمة من أجل تكوين ذكريات جديدة، وفقا للكاتبين.
التعامل مع المعلومات الجديدةأوضح الكاتبان أن استرجاع الذكريات قد يتضمن أحيانا تغييرات في كيفية التعامل مع المعلومات الجديدة: لنفترض مثلا أن تنقلاتك اليومية تتطلب منك القيادة على الطريق ذاته كل يوم، لذا فإنك على الأرجح تتذكر الطريق بشكل جيد، حيث تتعزز الروابط الدماغية الأساسية المرتبطة به مع كل تنقل.
لكن لنفترض أن طريقك المعتاد أُغلق في أحد الأيام، وأنك ستضطر لأن تسلك طريقا جديدا في الأسابيع الثلاثة التالية. لأن ذاكرتك عن تفاصيل الرحلة يجب أن تكون مرنة بما يكفي لدمج هذه المعلومات الجديدة، فإن إحدى الطرق التي يستخدمها الدماغ في هذه الحالة هي إضعاف بعض وصلات الذاكرة المتعلقة بالطريق القديم، مع تقوية وصلات إضافية جديدة لتذكر الطريق الجديد.
النسيان العابرذكر الكاتبان أن النسيان قد لا يحدث أحيانا بسبب فقدان الذاكرة، بل بسبب تغييرات في قدرتنا على الوصول إلى الذكريات، وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت على القوارض أنه يمكن استرجاع الذكريات المنسية أو إعادة تنشيطها من خلال دعم الروابط العصبية.
يُسمّى ذلك عند البشر بـ"النسيان العابر"، فقد ترى شخصا ما في الشارع ولا تستطيع تذكر اسمه، لكن بمجرد أن تتذكر الحرف الأول فإنك تتذكر الاسم بالكامل، وهذا ما يُعرف بظاهرة "طرف اللسان".
وقد درس عالما النفس الأميركيان روجر براون وديفيد ماكنيل هذه الظاهرة في ستينيات القرن الماضي، وخلصا إلى أن قدرة الناس على تحديد الكلمة المفقودة بقليل من التركيز كانت أفضل من تذكرها عبر المصادفة، وهذا يشير إلى أن المعلومات لم تُنسَ بالكامل.
وتشير إحدى النظريات إلى أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة لضعف الروابط في الذاكرة بين الكلمات ومعانيها، مما يؤدي إلى صعوبة في تذكر المعلومات المطلوبة. وهناك احتمال آخر يتمثل في أن هذه الظاهرة قد تكون إشارة إلى أن المعلومات ليست منسية بالكامل، بل يتعذر الوصول إليها حاليا فقط.
هذا قد يفسر سبب حدوثها بشكل أكثر تكرارا مع التقدم في العمر وتراكم الذكريات، مما يعني أن الدماغ يضطر إلى فرز المزيد من المعلومات لتذكر شيء ما، وقد تكون ظاهرة "طرف اللسان" تأكيدا على أن المعلومات المطلوبة ليست منسية، وأن القليل من الجهد قد يؤدي إلى تذكرها بنجاح.
وختم الكاتبان بأن البشر قد ينسون المعلومات والذكريات لعدة أسباب، منها عدم الانتباه بشكل كافٍ أو لأن المعلومات تتلاشى بمرور الوقت، أو بسبب آلية فرز الذكريات التلقائية في الدماغ، وفي بعض الأحيان لا تضيع المعلومات المنسية بشكل دائم، بل يتعذر الوصول إليها مؤقتا، وكل هذه الأشكال من النسيان تساعد أدمغتنا على العمل بكفاءة.
لكن ذلك لا ينطبق على الحالات المرضية التي تتسبب في فقدان الذكريات بشكل كامل، مثل مرض ألزهايمر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المعلومات الجدیدة أن المعلومات إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل يمكن لغذاء طبيعي تخفيض سكر الدم؟ تعرف على فوائد القرع المر
يُعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ويحدث نتيجة خلل في إنتاج الجسم لهرمون الأنسولين أو ضعف الاستجابة له، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، وهو ما قد يسبب مضاعفات خطيرة على القلب، الأعصاب، والبصر.
لماذا يُعتبر القرع المر خيارًا مثاليًا لمرضى السكري؟
ورغم أن السكري غالبًا ما يكون غير قابل للشفاء، فإن اتباع نظام حياة صحي وتناول الأدوية المناسبة يُسهم بشكل كبير في السيطرة عليه، وفقا لما نشر في موقع Times of India.
وفي هذا السياق، سلط التقرير الضوء على أحد الأطعمة الطبيعية التي تُعد فعالة في ضبط مستويات السكر في الدم، وهو القرع المر، الذي يُعرف بمذاقه اللاذع وفوائده الصحية المتعددة، خاصةً لمرضى السكري.
يحتوي القرع المر على مركبات طبيعية تعمل بشكل مشابه لهرمون الأنسولين، وتُساهم في تحسين قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بفعالية.
من بين هذه المركبات:
ـ مادة "شارانتين":
تُساعد على خفض سكر الدم من خلال تعزيز حساسية الجسم للأنسولين.
ـ الأنسولين النباتي "بولي ببتيد-P":
مركب يحاكي عمل الأنسولين الطبيعي، ويُسهم في تنظيم مستويات الجلوكوز.
ـ الألياف الغذائية:
تعمل على إبطاء امتصاص الكربوهيدرات، ما يقلل من الارتفاع المفاجئ لسكر الدم بعد الأكل.
ـ تحسين حساسية الأنسولين: ما يُعزز من قدرة الجسم على استخدامه بكفاءة.
ـ دعم امتصاص الجلوكوز: من خلال تسهيل دخول السكر إلى الخلايا.
ـ إبطاء عملية الهضم: مما يقلل من معدل ارتفاع السكر بعد الوجبات.
ـ تعزيز صحة البنكرياس: وتشير بعض الدراسات إلى إمكانية تجديد خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.
أكدت عدة دراسات علمية فعالية القرع المر في خفض مستويات السكر، حيث أوضحت دراسة نُشرت في Journal of Ethnopharmacology أن مستخلصاته ساهمت في تقليل السكر في الدم لدى مرضى النوع الثاني.
كما أظهرت تجارب سريرية أن تناول عصير القرع المر يُمكن أن يُخفض الجلوكوز خلال 90 دقيقة فقط من تناوله.
ولا تقتصر فوائد القرع المر على السيطرة على السكر فقط، بل تشمل:
ـ مضاد قوي للأكسدة: يخفف الالتهاب والإجهاد التأكسدي.
ـ يدعم خسارة الوزن: غني بالألياف وقليل السعرات.
ـ يحسن صحة القلب: من خلال خفض الكوليسترول الضار (LDL).
ـ يعزز المناعة: بفضل احتوائه على فيتامينات A وC وK.
ـ يدعم الهضم وصحة الأمعاء.
رغم فوائده المذهلة، إلا أن القرع المر ليس بديلًا عن أدوية السكر. لذا يُنصح باستشارة الطبيب قبل إدخاله ضمن النظام الغذائي اليومي، خاصةً في حال استخدام أدوية خافضة للسكر.