بومبيي تفرض حدّا أقصى للزوار يوميا للحد من السياح
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
بدأ موقع بومبيي الأثري الشهير قرب مدينة نابولي في إيطاليا يستقبل الزوار بموجب تذاكر دخول شخصية بالإضافة إلى فرض حدّ أقصى لعدد الزوار اليومي يتمثل بـ20 ألف شخص، بهدف التصدّي لموجات السياحة الجماعية، على غرار ما فعلته مواقع إيطالية أخرى.
وفي حديث صحافي، قال غابرييل زوختريغل مدير الموقع "نريد أن نضمن لجميع الزوار تجربة جيدة، لا ينبغي مطلقا أن تكون مرتبطة بالسياحة المفرطة"، مشيرا إلى أسباب "أمنية" متعلقة بالزوار والموظفين وأخرى ترتبط بحماية هذا الموقع الأثري الفريد.
ويضيف "نظرا إلى أنّ التذكرة شخصية، من المستحيل إعادة بيع التذاكر التي تم شراؤها مسبقا".
ويبلغ سعر تذكرة الزيارة الكاملة للموقع، المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، 22 يورو (23,20 دولارا).
وبمجرد التحقق من هويات السياح، يمكنهم التجوّل في المدرج والمنازل والشوارع المحفوظة والتي تطل على بركان فيزوف الذي غمر ثورانه المدينة سنة 79 ميلادي.
وفي صباح هذا اليوم من نوفمبر، كان السياح يستفيدون من هدوء مثالي للتجوّل بين الآثار الرومانية، من دون تجاوز الحد المسموح به من السياح.
لكن عند عودة موسم الصيف، "سيكون الأمر معقدا للأشخاص الذين حجزوا مسبقا تذاكر رحلاتهم وسيسافرون ضمن مجموعات أو مع منظمي رحلات سياحية"، على ما يتوقّع السائح الفرنسي دومينيك جيلبير.
- 4 ملايين زائر
يدرك الزوار، سواء أكانوا على علم بالقواعد الجديدة أم لا، أهمية الحفاظ على الموقع.
ويقول يان كوبيتس من جمهورية التشيك "إنها فكرة جيدة"، معتبرا أن "السياحة المفرطة مشكلة عالمية. وفي حال استقبل الموقع عددا كبير جدا من الأشخاص، قد لا يكون مُتاحا للأجيال المستقبلية".
تشير إدارة بومبيي إلى أنها تريد تجربة هذا الإجراء بعد أن شهد الموقع الذي استقبل أكثر من أربعة ملايين زائر عام 2023، أعدادا كبيرة جدا من السياح على مدى أيام. وهذا المعدّل قد يحطم رقما قياسيا جديدا هذا العام لأنّ بومبيي استقبل بين يناير وأكتوبر 3,84 ملايين شخص، بينهم 36 ألف شخص يوم الأحد عندما كانت زيارة الموقع مجانية.
- رابع وجهة عالمية
قد يخضع الحد الأقصى البالغ 20 ألف زائر يوميا (15 ألف زائر في الصباح و5 آلاف بعد الظهر) لتعديل. ويقول غابرييل زوختريغل "لقد أطلقنا مشروعا داخليا ينص على فتح كل الممرات وشوارع بومبيي التي لا تزال مغلقة في أماكن عدة".
وبالإضافة إلى جمال المدينة المدفونة، يشعر زوّارها بتأثّر لرؤية الجثث المتحجرة لضحايا الثوران.
وقد غطّى الرماد البركاني الناجم عن ثوران بركان فيزوف قبل ألفي عام تقريبا معظم الآثار والمنازل، وهو ما جعلها تبقى محفوظة إلى حد كبير. وتبلغ مساحة بومبي نحو 22 هكتارا لا يزال ثلثها غير مستكشف.
وارتفعت أعداد السياح بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم بعد جائحة كوفيد-19، وقد اعتمدت مواقع سياحية إيطالية أخرى تدابير لمكافحة موجات السياحة الجماعية. ففي الربيع، أقرّت البندقية ضريبة على السياح الذين يأتون ليوم واحد إليها خلال الفترة التي تشهد ذروة الحركة السياحية.
وتُعدّ إيطاليا رابع أهم وجهة سياحية في العالم، وقد استقبلت 57,2 مليون سائح أجنبي خلال العام الفائت، بحسب منظمة السياحة العالمية. ويزور عدد كبير منهم المواقع نفسها المتمثلة بالبندقية ونابولي وروما وفلورنسا. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إيطاليا بومبيي السياحة المفرطة
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: هل يمكن لأحد إيقاف زحف اليمين الشعبوي في أوروبا؟
أكد مقال نشرته مجلة إيكونوميست البريطانية أن قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا يواجهون خطر صعود أقصى اليمين الشعبوي، في ظل تراجع نفوذ أوروبا وغرقها في مشاكل اقتصادية، ودخولها في خلافات عميقة مع الحليف الأميركي الذي يدعم اليمين.
وأضافت الصحيفة أن قادة الدول الأوروبية الثلاثة ما فتئوا يحذرون من كوارث إذا تقوّى أقصى اليمين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خلافات الائتلاف وصعود اليمين تهدد مستقبل ميرتس في قيادة ألمانياlist 2 of 2برلمان النمسا يحظر حجاب الفتيات ومنظمات حقوقية تنددend of listفقد قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن حكومته هي "الفرصة الأخيرة" للبلد لتفادي ذلك السيناريو، وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "خطر اندلاع حرب أهلية" إذا ما انتصر أقصى اليمين.
بينما وصف رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر حزب الإصلاح بزعامة نايجل فاراج بأنه تحد "لجوهر هويتنا الوطنية".
غير أن إيكونوميست قالت إن خطاب أقصى اليمين الشعبوي يستحق الإدانة في كثير من ملامحه، لكنها شددت على أن الحديث عنه "بلغة كارثية" محكوم عليه بالفشل، مبرزة أن القادة يحتاجون لنهج مختلف لتحقيق الهدف المطلوب.
إخفاقاتوذكرت أن الخطاب التشاؤمي قد يبدو أنه محاولة من القادة الثلاثة لصرف الانتباه عن إخفاقاتهم الذاتية.
وتابعت أن حكومة ستارمر مثلا تنفق كثيرا على الرعاية الاجتماعية، وستفرض ضرائب قياسية في ظل غياب نمو سريع، وذلك بعد 14 عاما من الركود تحت حكم المحافظين.
أما في فرنسا، فقد ألغي قانون ماكرون لرفع سن التقاعد، بينما يدفع رئيس وزرائه الخامس -خلال 3 سنوات- باتجاه المصادقة على الموازنة بشق الأنفس داخل الجمعية الوطنية. وفي ألمانيا، لم يتحقق شيء تقريبا من خطة ميرتس لـ"خريف الإصلاحات".
وذكرت أن تحذيرات القادة الثلاثة غير مقنعة، فبعض حكومات أقصى اليمين ليست خطرة، فجورجيا ميلوني تقود إيطاليا كما يفعل أي سياسي تقليدي، ومستشارو حزب الإصلاح المحليون في بريطانيا يتصرفون حتى الآن "بشكل طبيعي".
في الوقت الذي تتراجع فيه رغبة الولايات المتحدة في قيادة الدفاع الجماعي عن أوروبا، يتبنى أقصى اليمين الأوروبي اعتقاد دونالد ترامب بأن القارة ستكون أكثر أمنا إذا كانت أقل توحدا.
وأوضحت أن عددا كبيرا من الأوروبيين لا يصدقون ما يقال لهم، لذلك باتوا يقتربون من أقصى اليمين الذين كانت تتجنبهم سابقا.
إعلانففي فرنسا يلتقي زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا مع رجال الأعمال الفرنسيين، وحزب الإصلاح ببريطانيا يستقبل سياسيين محافظين منشقين هو في حاجة إليهم، وفقط برلين ترفض التعامل مع حزب البديل من أجل ألمانيا، حتى إن نوابه -ثاني أكبر كتلة في البرلمان- ممنوعون من تولي مناصب نواب رئيس البوندستاغ.
وتابعت أن المشروع الشعبوي الأكثر إقناعا هو الاقتصاد، فأحزاب أقصى اليمين عندما يخاطبون الشركات يركزون على تقليل القيود التنظيمية، محليا وأوروبيا، ويقولون إنهم يريدون حكومة لا تفرض الكثير من الضرائب، بينما تشتكي الشركات من أن الدولة تعاقب روح المبادرة والمخاطرة، وتنفق الكثير على الرعاية الاجتماعية.
وعلى الرغم من أن التكامل الاقتصادي الأوروبي هو المصدر الأبرز للنمو -توضح إيكونوميست- إلا أن أقصى اليمين يتجه نحو صدام مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيقود إلى تآكل السوق الموحدة وتدمير النمو.
وتوضح الصحيفة أن على الأوروبيين أن يقلقوا من رؤية أقصى اليمين لأوروبا، ففي الوقت الذي تتراجع فيه رغبة الولايات المتحدة في قيادة الدفاع الجماعي عن أوروبا، يتبنى أقصى اليمين اعتقاد دونالد ترامب بأن القارة ستكون أكثر أمنا إذا كانت أقل توحدا.
وأكدت إيكونوميست أن الانتخابات الرئاسية ستجرى بعد 18 شهرا في فرنسا، وفي مارس/آذار 2029 بألمانيا، وأغسطس/آب 2029 ببريطانيا، وإذا استمر السياسيون التقليديون في شيطنة اليمين الشعبوي فسيريحهم ذلك نفسيا، لكنه لن يخدم بلدانهم.