الأردني بين “الأب والولد”: وطنٌ يُباع على طاولة الوراثة والتوريث
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
#سواليف
#الأردني بين ” #الأب و #الولد “: وطنٌ يُباع على طاولة #الوراثة و #التوريث
أ.د #محمد_تركي_بني_سلامة
في زمنٍ بات فيه الوطن شبيهًا بشركة عائلية تُدار بعقلية “الأب والولد”، نجد أنفسنا كشعب نعيش على فتات الكرامة، نتجرع مرارة التهميش ونحلم بعدالة مفقودة. لقد تحول الحلم الأردني إلى كابوسٍ مرير، حيث تُوزَّع المناصب والمغانم على أبناء علية القوم وكأن الدولة إرثٌ خاص، بينما المواطن البسيط لا يجد إلا الله سندًا له.
الدين العام يتكدس كالجبال، يطاردنا كظلٍ ثقيل، ولا أحد يعرف إلى أين أنفقت هذه المليارات المتراكمة. ومع ذلك، تجد الدولة سخية حين يتعلق الأمر بتعيينات “أبناء الذوات”، برواتب خيالية لا تُصدق. طفلٌ يولد اليوم في الأردن، وهو لا يزال يحبو، يُحمَّل دينًا يُقدر بـ5600 دينار، وكأن صراخه الأول في الحياة إعلانٌ بتحمل عبء ديون ليس له فيها ناقة ولا جمل.
بينما يُرهق الجندي على الحدود دفاعًا عن الأرض، ويُرهق المُعلم في تعليم الأجيال، ويُرهق الطبيب في إنقاذ الأرواح، نجد “أبناء الذوات” يتسلمون رواتب تعادل دخل مئات العائلات الأردنية. كيف يمكن لعقلٍ أن يستوعب أن أحدهم يحصل على 25 ألف دينار شهريًا بينما يكافح الآلاف لتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة؟
إن هذا العبث بمنظومة العدالة الاجتماعية لا يخلق إلا مزيدًا من الانقسام والإحباط في النفوس. لقد أصبحنا كشعب نشعر بأننا “ضيوف” في وطننا، نعيش في ظل نظام يفتقر إلى أبسط مقومات الإنصاف. المواطن العادي لا يطالب بالمستحيل، بل بحقه في العيش الكريم والعدالة التي كفلها الدستور.
نحن نواجه دولة تسير بلا بوصلة، تقودها صالونات سياسية منفصلة عن واقع الشارع الأردني. تلك الصالونات، التي يبدو أنها عاجزة عن إدراك أن الوطن على حافة الهاوية، مستمرة في نهجها وكأنها تخوض تجربة اجتماعية عجيبة في إدارة الدولة بأسلوب “حرق المراحل”. لكن ماذا عن الشعب؟ من يتحمل فاتورة هذا الفشل؟
الأسئلة كثيرة، والإجابات غائبة. هل ينتظرون أن نصل إلى نقطة اللاعودة؟ هل سنظل نراقب بصمت هذا الانهيار التدريجي؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير النهج قبل فوات الأوان؟
لك الله يا أردني، فقد خذلتك سياسات غارقة في التوريث والتنفيع. لك الله يا أردني، في وطنٍ بات فيه الحلم مساواة مستحيلة. لكن هل يكفي الله وحده؟ أليس من حقنا أن نطالب بالعدالة والمساءلة؟ أليس من حقنا أن نقف ونسأل: إلى أين تأخذنا هذه السفينة الغارقة في الفساد؟
ربما الأمل الوحيد المتبقي هو صوت الشعب، ذلك الصوت الذي لطالما كان القوة الدافعة للتغيير. لا يزال هناك من يؤمن بوطنٍ تُدار فيه الدولة لخدمة الجميع، لا لفئة بعينها. وإن كان هذا الأمل يبدو بعيد المنال، فإنه يبقى شعلة لا تنطفئ في قلوب من يرفضون الانكسار.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأب الولد الوراثة التوريث محمد تركي بني سلامة
إقرأ أيضاً:
مسيرات ووقفات حاشدة في البيضاء تحت شعار “طوفان الأقصى عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر”
الثورة نت/ محمد المشخر
احتشد أبناء محافظة البيضاء، اليوم، في مسيرات ووقفات جماهيرية حاشدة بالمحافظة، وجميع المديريات، تحت شعار “طوفان الأقصى عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر” بمشاركة رسمية وشعبية واسعة.
وردد المشاركون في المسيرات التي تقدمها محافظ البيضاء عبدالله علي إدريس ومسؤول التعبئة العامة في مربع مديريات البيضاء سام الملاحي ومساعد قائد المنطقة العسكرية السابعة مازن المنبهي ووكلاء المحافظة عبدالله الجمالي ومحمد الحميقاني وصالح الجوفي وأحمد السيقل وناصر العجي ومدراء عموم المديريات ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والمؤسسات والهيئات والمصالح الحكومية، وقيادات محلية وتنفيذية وأمنية وعسكرية وشخصيات إجتماعية، هتافات السخط، والشعارات أكدت على أن الدعم والاسناد اليمني لغزة لن يتوقف مهما كلف الأمر، وأدانت صمت وتخاذل الأمة العربية والإسلامية تجاه ما يجري بحق الشعب الفلسطيني من تجويع.
ورفع المشاركون، الأعلام اليمنية والفلسطينية مرددين شعارات وهتافات تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، وتؤكد على الثبات والصمود والإسناد لرجال الله في غزة، موضحة أن الدعم مستمر استناداً إلى القيم القرآنية والواجب الديني، في إطار المشاركة الفاعلة مع الأشقاء الفلسطينيين في مواجهة العدوان الصهيوني.
وأكد المشاركون أن الموقف اليمني المساند لغزة هو موقف إيماني وديني ثابت لن يتغير أمام أي تحديات، ورافض لكل أشكال التخاذل والتطبيع.
وأوضح أبناء محافظة البيضاء، أن المسيرات والوقفات الجماهيرية تمثل تجسيداً للوعي الشعبي والالتزام الديني الراسخ لدى الشعب اليمني، مشيراً إلى أن هذه الفعاليات ستستمر لتعزيز الدعم النفسي والمعنوي للمجاهدين في غزة، وترسيخ قيم الصمود والمقاومة في قلوب الأجيال.
وبارك البيان الصادر عن المسيرات والوقفات في مديريات محافظة البيضاء، لأبناء الشعب الفلسطيني العزيز عمومًا وأبناء غزة ولأبطال المقاومة خصوصًا صمودهم العظيم وصبرهم منقطع النظير وتضحياتهم التي فاقت التوقعات، والذي كان من ثماره إفشال العدو في تحقيق أهدافه التي أعلنها منذ اليوم الأول، فلم يستطع استعادة أسراه دون صفقة تبادل، ولم يُنهِ المقاومة، وفشل في مخطط التهجير، وبقي عاجزًا رغم الدعم الذي لا مثيل له من الأمريكي ومعظم الأنظمة الغربية.
وأكد البيان، أن الخروج الشعبي يعبّر عن ثبات وإصرار الشعب اليمني على مبدأ الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وتجديد الولاء للقيادة القرآنية المتمثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي شكل مصدر إلهام وقوة للجماهير في مواجهة التحديات والصمود أمام العدوان الصهيوني والأمريكي.
وعبر البيان عن الحمد لله الذي وفق الشعب اليمني وهداه بدينه الحق وبكتابه العظيم وبالقيادة القرآنية الصادقة إلى أعظم موقف، وتوجه بشرف وفخر إسناد غزة لعامين كاملين، ونجاه من عار الخذلان والهوان وثبته ونصره أمام أطغى طغاة الأرض الصهاينة والأمريكان، فلم يتراجع ولم ينكسر بفضل الله وكرمه ومنه، ولم يخذل غزة ولم يخضع لغير الله، الملك العزيز الذي أعزه بعزته وأمده بقوته وربط على قلوب أبنائه وثبتهم وسدد ضرباتهم.
وأشار البيان، إلى أن عامين من الصمود والتضحية أظهرا قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة العدوان وتحقيق صمود غير مسبوق، رغم كل الحصار والدمار الذي تعرضت له غزة.
ونوه البيان، إلى أن المقاومة الفلسطينية بمساندة المجتمع اليمني والأمة الإسلامية فشلت جميع المخططات الصهيونية والأمريكية الرامية لقمع الشعب الفلسطيني وإنهاء المقاومة، مؤكداً أن النصر من عند الله وحده.
كما بارك البيان لقائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أنعم الله به علينا، ورفع الله قدرنا بمواقفه وثباته وشجاعته وحكمته.
وشدد البيان على استعداد الجماهير للتحرك الشامل لمواجهة أي عدوان مستقبلي، سواء استمرت الجولة الحالية من العدوان أو اندلعت جولات جديدة، مؤكداً على تطوير جميع عوامل القوة الإيمانية والمادية والتوكل على الله في الدفاع عن القضية الفلسطينية والمقاومة.
وحيا البيان، صمود وثبات كل الأوفياء الصادقين الذي ضحوا مع غزة وبذلوا وثبتوا وصبروا وفي مقدمتهم الأخوة في حزب الله في لبنان الذين ضحوا أعظم التضحيات وكانوا الأوفياء في وعدهم لغزة وفلسطين والقدس، وكذا الجمهورية الإسلامية في إيران الثابتة على النهج، والداعم والسند لغزة والمقاومة دون تراجع، وكذا للأخوة في المقاومة في العراق الذين كان لهم حضورهم في الاسناد، متزامناً مع استنكار الأنظمة والقوى التي تآمرت أو تخلت عن مسؤولياتها تجاه فلسطين.
وأضاف: “نقول لأبناء فلسطين كما قال قائد الثورة: لستم وحدكم، ولن تكونوا وحدكم الله معكم، ونحن معكم، وسنبقى على الدوام معكم حتى تحرير فلسطين كل فلسطين، وزوال الكيان المغتصب المؤقت، الظالم، الإجرامي بإذن الله”.
ودعا البيان، القيادة الجماهيرية إلى استمرار العمل الموحد والدعاء للنصر للشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة، والشفاء العاجل للجرحى، وإطلاق الأسرى، وتحقيق التحرير الكامل لكافة الأراضي الفلسطينية، مؤكدة على أن النصر آتٍ بإذن الله وأن الثبات على الموقف الإيماني والوطني هو طريق الانتصار.