غواصة أميركية تعمل بالطاقة النووية تقع في شباك صيادين نرويجيين
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
شهدت سواحل النرويج حادثة بحرية فريدة عندما علقت غواصة هجومية نووية أميركية من طراز "يو إس إس فيرجينيا" في شبكة صيد تعود لمجموعة من الصيادين المحليين. ووقعت الحادثة بالقرب من مضيق مالانفن، وأثارت اهتمامًا واسعا بسبب التداخل غير المألوف بين التكنولوجيا العسكرية المتطورة وصناعة الصيد التقليدية.
فريق الصيادين بقيادة هارالد إنغن (22 عامًا) بدؤوا نشاطهم المعتاد في صيد سمك الهلبوت على متن سفينة صيد صغيرة يبلغ طولها 10 أمتار، فغادر الميناء في منطقة تقع شمال الدائرة القطبية الشمالية، وكانت رحلتهم تسير بشكل طبيعي، حيث تمكنوا من جمع محصول وفير من الأسماك.
A Norwegian fisherman accidentally caught a US submarine in his nets https://t.co/J4i1Jqfnq4
— Business Insider (@BusinessInsider) November 15, 2024
لكن الأمور أخذت منحى غير متوقع عندما تلقى فريق الصيادين مكالمة عاجلة من خفر السواحل النرويجي، تفيد بأن شباكهم قد تشابكت مع غواصة نووية أميركية بطول 115 مترًا أثناء مرورها في المنطقة. وأوضح القائد إنغن أن الشباك قد سُحبت على مسافة ميلين بحريين قبل أن يتم قطعها.
وقال إنغن لمحطة "إن آر كاي" النرويجية "أفرغنا الشباك وأعدناها مرة أخرى، وكنا في طريقنا إلى مزرعة أسماك عندما أبلغنا خفر السواحل بالحادث. في البداية فكرنا في البحث عن الغواصة، لكن سرعان ما أوضحوا أن الشباك قد تم سحبها وقطعها بالفعل".
الخسائر المالية الناجمة عن الحادث لم تكن بسيطة بالنسبة للصيادين؛ فقد أشار قائد الرحلة إلى أنهم فقدوا شباك الصيد، مما كلفهم نحو 40 ألف كرونة نرويجية (نحو 3600 دولار) لشراء شباك جديدة. وأعرب عن استيائه من الحادثة قائلًا "سمعت عن سفن أخرى تسببت في تلف شباك الصيد، لكن لم أسمع يومًا عن غواصة تفعل ذلك. هذه الحادثة غير مسبوقة هنا".
البحرية الأميركية تعلق على الحادثمن جانبها، أكدت البحرية الأميركية وقوع الحادث، موضحة أن الغواصة "يو إس إس فيرجينيا" كانت في طريقها لمغادرة ميناء ترومسو بعد توقف مخطط له.
وذكرت في رسالة بريد إلكتروني أُرسلت إلى محطة "إن آر كاي" أن سفينة خفر السواحل النرويجية التي رافقت الغواصة ساعدت بسرعة في فك التشابك وإزالة الشباك.
وأعرب الأسطول السادس الأميركي عن تقديره لدعم النرويج المستمر، مشيدًا بتعاونها في تعزيز الأمن في المناطق الشمالية. وصرح مسؤول في البحرية "نحن ممتنون للدعم الذي تقدمه النرويج لنشر الغواصات الأميركية، الذي يعزز قدرتنا على الردع والدفاع في ظل البيئة الأمنية المعقدة في القطب الشمالي".
وتعد الغواصة "يو إس إس فيرجينيا" واحدة من أكثر الغواصات الهجومية تطورًا في العالم، إذ تتمتع بقدرات متقدمة تشمل أنظمة سونار وتقنيات تخف حديثة، كما يمكنها حمل صواريخ "توماهوك" وتنفيذ مهام استكشاف تحت الماء على أعماق هائلة.
وتشكل الغواصات النووية الأميركية جزءًا من الأسطول السادس، وهي وحدة متمركزة في المقدمة مسؤولة عن العمليات في أوروبا وأفريقيا بما في ذلك منطقة القطب الشمالي ذات الأهمية الإستراتيجية المتزايدة. ومنذ العام 2021، أصبحت النرويج مركزًا مهمًا لعمليات الغواصات الأميركية، حيث تستخدم البحرية الأميركية ميناء ترومسو لإعادة الإمداد وتبديل الطواقم.
وتُعد النرويج من بين الدول الرائدة في عمليات القطب الشمالي، حيث تستضيف بانتظام تدريبات عسكرية مثل "الاستجابة الشمالية"، التي تجمع بين القوات الجوية والبحرية من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
محادثات ترامب-إيران.. "ورقة شروط" أميركية تُربك حسابات إسرائيل
تستعد الولايات المتحدة لتقديم "ورقة شروط" إلى إيران، في ظل مفاوضات نووية مستمرة منذ أسابيع. هذا الأمر يفاقم التوتر مع إسرائيل، التي تخشى من إتفاق لا يلبي مطلبه. اعلان
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة بصدد تقديم "ورقة شروط" إلى إيران تطالبها فيها بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم، وذلك ضمن مسار تفاوضي مستمر منذ أكثر من سبعة أسابيع بين الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع تحذيره من أن رفض طهران لهذه الشروط "لن يكون يوماً جيداً لها"، ملمّحاً إلى خيارات بديلة قد تشمل تصعيداً عسكرياً.
هذه التطورات تأتي في ظل خلافات متفاقمة بين واشنطن وتل أبيب بشأن سبل التعامل مع الملف النووي الإيراني. فبينما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التوصل إلى إطار عمل يهدئ المخاوف الإسرائيلية ويؤجل أي عمل عسكري محتمل، تبدو تل أبيب غير مطمئنة للاتجاه الذي تتخذه هذه المفاوضات.
قلق إسرائيليوبحسب الصحيفة، يتزايد في إسرائيل القلق من أن واشنطن تقترب من اتفاق يسمح لإيران بالاحتفاظ بجزء من قدراتها النووية، خصوصاً في مجال التخصيب، مقابل ضمانات لا ترقى إلى مطلبها الصريح بـ"صفر تخصيب".
وتخشى تل أبيب أن يحدّ أي اتفاق من قدرتها على تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ما يضعها في موقف حرج أمام أحد أقرب حلفائها.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب صراحة عن هذه المخاوف، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق "سيئ" سيكون أخطر من غياب الاتفاق كلياً. في المقابل، عبّر مسؤول أميركي عن "خيبة أمل" البيت الأبيض من محاولات إسرائيل التأثير في موقف واشنطن التفاوضي، مشيراً إلى وجود تباينات بين الطرفين حول كيفية إدارة الملف الإيراني.
Relatedطهران ترد على مزاعم قرب توصلها إلى اتفاق نووي مع واشنطنترامب يقول إنّه حذر نتانياهو من ضرب إيران: المحادثات النووية جيدة جدًارئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: إذا اتفقنا مع واشنطن قد نسمح لمفتشيها بتفقد مواقعنا النوويةتحذيرات متبادلة وتصعيد محتملوفي سياق التوتر المتصاعد، وجّه ترامب تحذيراً إلى نتنياهومن القيام بأي عمل عسكري أحادي من شأنه أن يُفشل المسار التفاوضي، وقال: "أبلغته أن ذلك سيكون غير مناسب إطلاقاً في هذه المرحلة، فنحن قريبون جداً من حل محتمل".
وتشهد العلاقات بين الزعيمين الأميركي والإسرائيلي هي الأخرى فتوراً ملحوظاً، لا سيما في ضوء خلافات حول ملفات إقليمية أخرى، أبرزها الحرب في غزة. فقد تجاهل ترامب التنسيق مع إسرائيل خلال زيارته الأخيرة إلى الخليج، وأبرم اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي رغم استمرار استهدافها لإسرائيل. كما أجرى مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس لتأمين الإفراج عن الأسير الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، من دون إشراك الحكومة الإسرائيلية.
ووفقاً للصحيفة، تسعى واشنطن إلى إنهاء جولة المفاوضات الحالية مع طهران باتفاق يُرضي مصالحها ويخفف من قلق تل أبيب، مع إبقاء الخيار العسكري مطروحاً كأداة ضغط.
وفي هذا الإطار، شدد يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، على أن "أي اتفاق سيئ يجب أن يُواجه بالقوة العسكرية لتدمير البرنامج النووي الإيراني، حتى لو عارضت الولايات المتحدة ذلك".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة