فايد أبو شمالة
من أول جملة في كلمته التي استمرّت نحو ساعة ونصف وحتى خاتمتها لا تسمع إلا عبارات تفيض بمعاني الدعم والمساندة والإصرار على ذات الموقف ونفس الطريق.
لا يرى نفسه إلا مسؤولاً وقائداً يحمل همّ المستضعفين والمظلومين، يتفقد أحوالهم، ويكاد يصف ما يمرون به من ظلم واضطهاد بكل دقة ومعرفة بتفاصيل التفاصيل؛ فيتحدث عن غزة وشمالها ومخططات الاحتلال فيها ومعاناة أهلها من مجازر وتجويع وترويع، ويمدح صبرهم وصمودهم، كما يرفع شأن مقاومتهم ويمدح عزمها وبأسها وديمومتها، كأنه جندي من جنودها أو قائد من قادتها.
ويحدثك عن لبنان وما يتعرض له من عدوان وتدمير ومحاولات العدوّ لكسر شوكته ومساومة أهله ومقاومته لتتراجع عن مواقفها الثابتة الراسخة مساندة لغزة، ويسهب في الحديث عن بأس المقاومة اللبنانية وما تقوم به من إيلام للعدو بالصواريخ والمُسيَّرات والاشتباك والالتحام في الجنوب، ويرفع قدر المقاومين وشأنهم، وتشعر أنه أحدهم وبينهم ومعهم.
ثم يحدثك عن العراق ومقاومته الإسلامية ودورها المتصاعد وتطور مساهمتها في مساندة غزة ولبنان، وكيف أن مُسيَّرات العراق تضرب الاحتلال الصهيوني بشكل متواصل في العمق والجولان، ويمتدح المقاومين ودورها ويقدر عالياً جهدهم ومحاولاتهم المستمرة، وكأنه الذي يرعى ذلك الجهد ويعرف ظروفه وطبيعة الظروف التي تحيط به.
فإذا تحدث عن اليمن يمر مرور الكرام على ما يتعرض له اليمن من ضربات وعدوان أمريكي وبريطاني، ويذكرها مقترنة بالشرح والتأكيد أنها لن تؤثر على مسيرة اليمن ودوره في المعركة، ويستطرد في الحديث عن دور اليمن في مساندة غزة ولبنان وإصراره على الاستمرار في ضرب العدوّ الصهيوني ومن يساندونه، ويعلن بكل فخر واعتزاز عن ضرب حاملة الطائرات الأمريكية والمدمرتين في البحر الأحمر، ويحدثك بطريقة مشوقة عن هروب سفنهم وقواربهم من البحر الأحمر وبحر العرب، وابتعادها وتخفيها من رصد القوات البحرية اليمنية التي تقف لها بالمرصاد مطاردة، ولا تخلو نبرته وهو يعرض أفعال اليمن من شعور بالعجز وقلة الحيلة والرغبة في المزيد مهما كان الثمن، رغم أنه وجه نحو العدو تسعة وعشرين صاروخاً باليستياً و مجنحاً و مُسيَّرة في أسبوع.
ولا يتجاهل ما حدث في هولندا ويشرح ما فعله الجمهور الصهيوني من اعتداءات وجرائم، لا سيَّما تمزيق الأعلام الفلسطينية، وصيحات الموت للعرب، وتشجيع قتل الأطفال؛ مما استجلب غضبة الشرفاء فقاموا بردعهم.
ثم يختم بتذكير اليمنيين بدعوة حماس لجماهير الأمَّة والشعوب العربية والإسلامية، ويدعوهم لتلبية الدعوة، مع أن ميادين اليمن لم تخل من مليونيات التظاهر والتضامن كُلّ أسبوع منذ أكثر من ثلاثة عشر شهراً.
تلك هي كلمة المقاومة التي سمعناها من السيد القائد اليمني عبد الملك بدر الدين الحوثي..
وشتان بينها وبين ما سمعنا من معظم الكلمات في قمة الرياض، التي احتشد فيها الزعماء بضع ساعات، وانتهت بمطالبات وبيانات جوفاء، وتذكير بمبادرات لا يلقي لها العدوّ بالاً؛ لأنه يعرف أنها لا يترتب عليها أي عمل، وتمر كما مرت سابقتها قبل عام كامل، دون أن تفرض على العدو بنداً أو تحقق مطلباً واحداً من مطالبها.
صحفي فلسطيني
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“حماس”: سلاح التجويع الصهيوني في غزة إبادة جماعية ممنهجة
الثورة نت /..
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، سلاح التجويع جريمة حرب مكتملة الأركان وإبادة جماعية ممنهجة يرتكبها جيش العدو الصهيوني بحق أهالي قطاع غزة.
وأكدت “حماس”، في تصريح صحفي، أنّ قطاع غزة يواجه مجاعة كارثية بفعل حصار شامل مستمر، في أخطر مراحل الإبادة الجماعية، منذ أكثر من خمسة أشهر.
وقالت إن أخطر مراحل الإبادة الجماعية، تشمل إغلاق المعابر، ومنع حليب الأطفال، والغذاء والدواء عن أكثر من مليوني إنسان، بينهم 40 ألف رضيع مهدّدون بالموت الفوري، بالإضافة إلى 60 ألف سيدة حامل.
وأشارت إلى أن العدو الصهيوني حوّل الغذاء إلى سلاح قتل بطيء، والمساعدات إلى أداة فوضى ونهب، بإشراف مباشر من جيشه وطائراته.
ولفتت “حماس” إلى أن غالبية شاحنات الإغاثة التي تدخل غزة تتعرض للنهب والاعتداء، في إطار سياسة ممنهجة يتبعها العدو الصهيوني، تقوم على “هندسة الفوضى والتجويع” بهدف حرمان المدنيين من المساعدات القليلة، وإفشال توزيعها بشكل آمن ومنظّم.
وأضافت: “وفي حين يحتاج القطاع إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات ووقود يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجاته، فإن ما يُسمح بدخوله فعليًا لا يمثل سوى نسبة ضئيلة”.
وتابعت: “لقد بلغت الكارثة حدًا أن أمهات غزة أُجبرن على إرضاع أطفالهن الماء بدل الحليب، وسُجّل حتى الآن استشهاد 154 فلسطينيًا بسبب الجوع، بينهم 89 طفلًا، مع مئات الإصابات اليومية بسوء التغذية، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية”.
ولفتت “حماس” إلى أنه ورغم تصاعد الإدانات الدولية، يروّج العدو الصهيوني لمسرحيات إنزال مساعدات جوية وبرية محدودة، بينما تسقط معظمها في مناطق خطرة سبق أن أمر العدو بإخلائها، ما يجعلها عديمة الجدوى وتهدد حياة المدنيين.
وذكرت أنه وفي سلوك إجرامي متكرر، يستهدف العدو الصهيوني فرق تأمين المساعدات، ويفتح الممرات لعصابات النهب تحت حمايته، ضمن خطة ممنهجة لإدامة المجاعة كأداة حرب.
ودعت حركة “حماس”، المؤسسات الدولية إلى فضح سلوك العدو القائم على “هندسة التجويع” وتعريته قانونيًا وأخلاقيًا، باعتباره جريمة حرب مركبة ومتعمدة، لا تقل خطورة عن القصف والتدمير المباشر.
وأكدت أن كسر الحصار وفتح المعابر فورًا ودون شروط هو الحل الوحيد لإنهاء الكارثة في غزة، وأن أي تأخير في ذلك يعني المضي نحو مرحلة إبادة جماعية، خصوصًا بحق الفئات الهشة من أطفال ومرضى وكبار سن.
كما دعت، الشعوب الحرة والمنظمات الحقوقية والإنسانية حول العالم إلى تصعيد تحركاتها، والعمل على فرض آلية أممية مستقلة وآمنة لإدخال وتوزيع المساعدات، بعيدًا عن تحكّم الاحتلال وسياساته الإجرامية.