تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم الإثنين الماضي بذكرى تجليس البابا تواضروس الثاني الثانية عشرة، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 118 من بابوات الكنيسة القبطية، ويُعد البابا تواضروس شخصية بارزة ورمزًا روحيًا في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بل ويتخطى ذلك بكونه رمزاً وطنياً، وذلك بما قدمه منذ اعتلائه الكرسي المرقسي في 18 نوفمبر 2012م، خلفًا للبابا شنودة الثالث، ومنذ ذلك الحين أصبح قائدًا روحيًا للأقباط الأرثوذكس ورمزاً وطنياً للمصريين.

وسعى البابا تواضروس خلال ولايته بتقديم أشكال رعوية عديدة في الكنيسة القبطية مهتماً بالأقباط بمختلف أعمارهم والأكليروس “رجال الدين المسيحي”، مستندًا إلى رؤيته الإصلاحية، وتحاول "البوابة" خلال تلك السطور تسليط الضوء على بعض تلك الأشكال الرعوية.

بابا التعليم

أولى البابا تواضروس الثاني اهتمامًا خاصًا بالتعليم داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤمنًا بأن التعليم هو الأساس لبناء جيل قوي روحانيًا وفكريًا، فيرى البابا أن التعليم هو وسيلة لتغيير الحياة، وتعزيز الانتماء، وبناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات العصر بقوة إيمانها وعقلها المستنير، وهذا ما دفع البابا بعمل إصلاحات تعليمية عديدة، أبرزها: 
إطلاق  البابا تواضروس مبادرات لتحديث مناهج "مدارس الأحد" لتتناسب مع التحديات التي يواجهها الأطفال والشباب في العصر الحديث، مع التركيز على التعليم الروحي المتكامل، حيث وجه باصدار منهج موحد للتربية الكنسية من مرحلة الحضانة وحتى مرحلة إعداد الخدام، كما أدخل برامج تعليمية جديدة تحت مظلة منهجية تُعرف باسم "المعروف والمجهول" تهدف إلى تثقيف الأقباط بتاريخ كنيستهم وعقيدتهم، مع تصحيح المفاهيم المغلوطة.  

كما افتتح البابا تواضروس الثاني العديد من "المعاهد اللاهوتية" ومراكز التدريب الكنسي داخل مصر وخارجها، لتأهيل الخدام والكهنة على أسس علمية وروحية حديثة، ركّز على دعم التعليم العالي من خلال “الكلية الإكليريكية” وفروعها المختلفة، ووسع مناهجها لتشمل دراسات مقارنة وحوار الأديان، كما طور معهد الدراسات القبطية بإنشاء مكتبة متطورة للمعهد، مزودة بأساليب حديثة ومتطورة، وإنشاء خلالها كذلك مكتبة للبيع الإنتاج العلمي والفني للمعهد، كما افتتح أقسام جديدة بالمعهد مثل: قسم الدراسات الإعلامية– قسم التراث الشرقي المسيحي.

وسعى البابا تواضروس الثاني لتخصيص مؤتمرات سنوية للشباب القبطي تُركز على التثقيف الديني والفكري، حيث يعزز ارتباطهم بالكنيسة، وأشهر تلك المؤتمرات "لوجوس" الذي يُقام  كل عام بمشاركة أكثر 200 من الشباب ينتمون لـ35 إيبارشية من إيبارشيات الكرازة المرقسية من كافة أنحاء العالم، حيث يسعى المؤتمر إلى احتواء أقباط المهجر من الشباب والشابات وغرز الجذور المصرية في وجدانهم.  

أسس قداسة البابا مشروع ( تراث كنيستنا روح وحياة ) وذلك بغرض الارتقاء بالعظات الروحية ، مؤكدا أن العظات الروحية ليست حكرا على البابا وحده أو مشاهير الآباء والوعاظ على القنوات الفضائية، ولابد من الارتقاء بالعظات الروحية ، وذلك على مراحل متعددة منها المشروع التطبيقى ( العظة المتكاملة ) وإعداد عظات على قراءات الأيام والآحاد بحيث تشمل عظة  كل قداس على مصادر التعليم الكنسى بشكل عملى منظم يتلامس مع الجوانب الحياتية المختلفة للمؤمنين.

كما يهتم البابا تواضروس اهتماماً كبيراً بالباحثين ويشجعهم على دراسة تاريخ الكنيسة القبطيّة وتراثها اللاهوتي والليتورجي، من خلال دعم الأبحاث والمؤتمرات العلمية، ولعل "سيمنار المجمع المقدس" في نوفمبر من كل عام بالتزامن مع ذكرى تجليسه، حيث يجتمع أساقفة الكنيسة القبطية مع البابا تواضروس الثاني، ويشارك الباحثين المختصين فى الفكر الكنسى بأرز ما توصلوا إليه من أبحاث، وهذا المؤتمر ليس اجتماعًا رسميًّا للمجمع المقدس، بل مجرد مؤتمر دراسى حول موضوعات الخدمة والرعاية بالكنيسة.  

وفي هذا السياق يقول المؤرخ الكنسي ماجد كامل لـ"البوابة": يتميز قداسة البابا تواضروس الثاني بالعشق الشديد للقراءة والمعرفة، ولقد ذكر قداسته صراحةً عندما سُئل عن أهم هواياته في مرحلة الطفولة والصبا، فذكر أنه كانت من أهم هواياته القراءة. وأكد أنه كان يداوم على قراءة كتب ومقالات المفكر الكبير الدكتور زكي نجيب محمود (1905–1993م)، وكلنا نعرف العمق الفكري الذي تتميز به كتابات زكي نجيب محمود، فطبيعي كل من يحب قراءته يكون على مستوى ثقافي عال؛ ولذلك كانت باكورة قراراته عندما صار بطريركًا في يوم 18 نوفمبر 2012م. عندما دعا إلى مؤتمر لتطوير التعليم اللاهوتي حيث عُقد في الأنافورا خلال الفترة من 24 إلى 26 يونيه 2013م، وصبت هذه الجلسات تركيزها على (تأهيل المعلمين، الكتاب الأكاديمي: صفاته ومنهجيته، الكاهن والتأهيل العلمي، مكتبات المعهد اللاهوتي).

وتابع، كما اهتم البابا تواضروس بتثقيف طلبة الإكليركية على مستوى ثقافي عالي، فأشرف على تنظيم يوم دراسي لدراسة التاريخ القبطي، كما اهتم بتطوير معهد الدراسات القبطية؛ فقد اهتم قداسته بالمعهد اهتمامًا كبيرًا، فكان يتابع حفلات الخريجين وتسليم الشهادات، وفي مساء يوم الجمعة الموافق 5 ديسمبر 2014م، قام قداسته بافتتاح أعمال المؤتمر الدولي للدراسات القبطية– تطلعات مستقبلية، وذلك بمناسبة مرور 60 عامًا على إنشائه. وبدأ الحفل بالسلام الوطني ثم لحن "ملك السلام" باللغة القبطية، وشارك في الاحتفال البروفيسر (جاك فان دير فليت) الهولندي الجنسية، بالإضافة إلى ممثل السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمي. ولقد أكد قداسة البابا في كلمته أهمية الاهتمام بالدراسات القبطية باعتبارها جزءًا من المكون الحضاري الثقافي الوطني، وأكد قداسته أنه من أهم أهدافه لتطوير المعهد هو ضم باحثين شباب لديهم فكر إبداعي لتطويره، وألا يقتصر على الدارسين الأقباط بل يضم كل المصريين في المرحلة القادمة ويكون متصلًا بجميع المعارف والعلوم الإنسانية في شتى المجالات.

واختتم كامل قائلاً: ولم يغفل البابا تواضروس الاهتمام بتنشئة الطفل القبطي حيث قام بإنشاء قناة "كوجي للطفل" وذلك يوم 18 نوفمبر 2015م تحت إشراف الأنبا مرقس بهدف تنشئة الطفل وتربيته على الإيمان المستقيم، ووضع ثلاثة محاور أساسية للقناة هي: (محور كنسي طقسي لمعرفة الطقس والعقيدة والكتاب المقدس، محور تربوي سلوكي لمعرفة العادات الحسنة والسلوك الصحيح، محور وطني لتربية الطفل على حب الوطن والتسامح وقبول الآخر).

بابا الإنسانية

أولى البابا تواضروس الثاني اهتمامًا كبيرًا بخدمة أخوة الرب (الفقراء والمحتاجين)، متبعًا تعاليم المسيح التي تؤكد أهمية رعاية الفقراء والمرضى والمحتاجين، ومن أبرز جهود البابا في هذا المجال:

أطلق البابا تواضروس العديد من المبادرات لتقديم مساعدات مالية مباشرة للأسر الفقيرة ولتوفير احتياجاتهم الأساسية مثل الطعام، والملابس، والعلاج، وأسس برامج لدعم الأرامل والأيتام من خلال تقديم منح تعليمية ومساعدات شهرية ثابتة.

وبجانب ذلك وجه بإنشاء لجان داخل كل كنيسة محلية لخدمة أخوة الرب، لتحديد احتياجاتهم والعمل على تلبيتها بفعالية مركزاً على تنظيم الخدمة بشكل احترافي لضمان وصول المساعدات لمستحقيها دون أي تمييز.

كما اهتم البابا تواضروس بالرعاية الصحية حيث عمل على دعم المستشفيات والعيادات التابعة للكنيسة لتقديم خدمات طبية مجانية أو منخفضة التكلفة للمحتاجين، مشجعاً الكنائس على تنظيم قوافل طبية لخدمة المناطق النائية والمحرومة.

واهتم البابا كذلك بتوفير فرص عمل للمحتاجين من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمبادرات التي تساعد الأسر على تحقيق الاكتفاء الذاتي، مشجعاً على تدريب أخوة الرب على مهارات مهنية تساعدهم على تحسين أوضاعهم المعيشية.

ومن جانبه يقول القس بولا فؤاد رياض كاهن كنيسة مارجرجس المطرية القاهرة لـ"البوابة" : نتقدم بخالص التهانى لقداسته متمنينا أن يحفظه الله لنا سنين عديدة وأن يعطيه أزمنة سلامية مديدة بهذه المناسبة لابد أن ندخل إلى معرفة حقيقية لقداسة البابا تواضروس؛ فالبابا هو الراعى الذي اختاره الرب فی أصعب وقت مر على مصر وعلى الكنيسة فعندما قام أعداء الإنسانية بحرق أكثر من ٨٠ كنيسة ومبنى قال عبارتة المشهورة وذلك بارشاد الروح القدس “وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن” بهذه العبارة اطفأ نيران الفتنة الطائفية التى كادت أن تحرق مصر كلها وهذا الموقف الرائع وهذه العبارة الخالدة أشاد بها الرئيس عبد الفتاح السيسى وذلك في إحدى زياراته المعتادة فى ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية بقوله لقداسة البابا لن ننسى قولك هذا وموقفك الوطنى.

وتابع، وكما اختار الرب داوود من وسط بيته وعشيرته اختاره الرب من بين كل الآباء القديسين لكى ما يكون خليفة القديس مار مرقس الرسول البابا الأب الحنون الذي دموعه يوم تجليسة على کرسی مارمرقس كانت تحمل الآلام فوق طاقة أي بشر؛ فالبابا تواضروس  يبحث عن الرعية ويذهب إليها فقام بتقليد جديد وهو نقل محاضراته الاسبوعية كل يوم أربعاء من الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية الى مناطق متعددة فذهب الى الشعب يطوف البلاد طولها وعرضها شرقها وغربها يكرز ويبشر بكلمة ربنا.

وأضاف، البابا يخبيء أوجعه ويأتي على نفسه لأجل أولاده فبالرغم من مشاكل ظهره المؤلمة وأنه في حاجة الى راحة لكنه لم يفكر أبداً في راحة جسدة ( يتعب الراعى فتستريح الرعية يجول يصنع خيرا مثل سيد يحمل أوجاع الكرازة ومشاكلها التى هى فوق طاقتة ويصارع الشيطان الذي يحاول أن يهدم ويخرب ولكن البابا يبنى ويجمع ويقود السفينة بحكمة كبيرة وأمانة قلب).

وأكمل، البابا تواضروس بابا متواضع فلم يكسف أحداً او يتسبب في حزنه بكلمة البابا، البشوش الجميل الطيب فكل من تعامل معه يرى فى عيونه نظرة بريئة حانية تصرفاته كلها براءة ووداعة لم نرها في أحد قبل، البابا الحكيم يعالج كل الأمور والأزمات التي تمر على الكنيسة بحكمة اللاهية يسمع تجاوزات في حقه ويسكت ويغفر ولا يرد، كل من يوجعه بالكلام الخارج يصلى هو من أجله، البابا الذي في قلبه محبة بأبوة حقيقية لكل أحد من رعية البابا الجالس على كرسى مارمرقس المسئول عن ملايين الناس نطلب من الرب أن يسنده ويعطيه قوة ومعونة فالله دائما يختار لكل عصر الشخصية المناسبة فالبابا بالحقيقة هو الاختيار السمائي لهذه الايام، نشكر ربنا على هذه النعمة أن لنا بابا أمين وحكيم وراعى عظيم ومخلص بابا المحبة البابا الديموقراطي الذي يسمع وجهات النظر ويتحاور مع كل من يخالفه في الرأي ليتنا ندرك عمل الله فينا ونعمل معه ونبتعد عن المهاترات والتحزبات ووضع العصابات على أعيننا ليشرق علينا بنوره نحن بالحقيقة محظوظون أن يكون.

واختتم، نحن فى وسطنا قدیس عظیم تحمل ويحتمل ونشعر به يصرخ مع بولس الرسول من يعثر وأنا لا ألتهب، الله قادر أن يقود الباحثين والمهتمين بسلام الكنيسة نطلب سلاماً وبنيانا لكنيسة الله، وندين ونشدد على أصحاب صفحات التواصل الاجتماعى التى دأبت على الهجوم على الكنيسة وآبائها باستمرار باستخدام أساليب الإثارة والشائعات والتضليل فى تناول أمور الكنيسة في محاولة للإيحاء إن آباء الكنيسة يفرطون في إيمانها؛ فالبابا هو بحق البابا الأب والراعى والحافظ على الإيمان المستقيم، ونصلى جميعاً من أجل قداسة البابا أن يحفظه الله ونقول له من كل قلوبنا أدام الله حبرياته ورئاسته للكنيسة المنظورة إلى منتهي الأعوام ياسيدنا. 

في صفحات البوابة 

 

ماجد كامل القس بولا فؤاد رياض البابا تواضروس الثاني 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ارثوذكس أقباط الإرثوذكس الارثوذكس البابا تواضروس الثاني البابا تواضروس الكرسي المرقسي الكنيسة القبطية الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثانی تواضروس الثانی ا الکنیسة القبطیة الکنیسة القبطی قداسة البابا من خلال

إقرأ أيضاً:

 اللقاء الإنساني يواصل أعماله لليوم الثاني بصنعاء


جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير المتوكل في افتتاح جلسات اليوم الثاني من أعمال اللقاء الإنساني الموسع، الذي ينظمه قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية والمغتربين تحت شعار "تنسيق - تعاون - ثقة".
وجددّ التأكيد على التزام الحكومة اليمنية بتوفير أقصى درجات الدعم لتسهيل أعمال المنظمات الدولية والمحلية، مؤكداً أن أبواب قطاع التعاون الدولي في الوزارة مفتوحة للتشاور والتقويم والبناء المشترك وأن القطاع سيبقى شريكاً موثوقاً على الدوام.
وعدّ وكيل قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية، استمرار انعقاد اللقاء، إضافة نوعية لمسار العمل الإنساني في اليمن، ويعكس حرصاً مشتركًا على تجاوز التحديات وتعزيز التكامل والتنسيق بما يحقق الأثر الإنساني المرجو ويصون كرامة الإنسان.
وقال: "لقاؤنا ليس فعالية عابرة، بل محطة مهمة نجدّد التزامنا المشترك بالمسؤولية الإنسانية ونعيد فيها بناء جسور الحوار والتكامل بين الدولة وشركائها في العمل الإنساني"، مؤكداً أن اليمن شهد خلال أكثر من عقد من الزمن ظروفًا معقدة من العدوان وإثارة النزاعات الداخلية وتجنيد المرتزقة وحصار اقتصادي وتدهور مستمر في الأوضاع المعيشية.
وأضاف "وبالرغم من كل ذلك، ظل شعبنا متمسكاً بالأمل وكان للمنظمات الدولية دور كبير لا يُنكر في تخفيف المعاناة وإن كان الأمل أكبر من الواقع"، مبيناً أن قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية بذل منذ نهاية سبتمبر 2024م، حتى منتصف يوليو الجاري، جهداً مؤسسياً واضحاً في تسهيل عمل المنظمات الدولية وتهيئة بيئة داعمة ترتكز على المرونة والشفافية وتكامل الأدوار.
وأفاد السفير المتوكل، بأن التسهيلات التي قدّمها القطاع شملت إعداد ومصادقة عشرات الاتفاقيات الفرعية وإصدار المئات من التصاريح لحركة العاملين والمواد وتسهيل إصدار التأشيرات والإقامات والدعم اللوجستي واعتماد آلية التنسيق القانوني من خلال إدارة الحماية والدعم القانوني في القطاع.
وتحدث عمّا رافق تلك الجهود من حرص على احترام الأطر القانونية وحماية استقلالية العمل الإنساني دون المساس بالسيادة الوطنية أو اختلال التوازن المؤسسي، حيث كانت التسهيلات نابعة من الإيمان بأن نجاح العمل الإنساني لا يقوم إلا على التعاون والاحترام المتبادل والشراكة القائمة على الوضوح والثقة.
كما أكد الوكيل المتوكل، أن المرحلة الحالية تشهد تحديات غير مسبوقة وأبرزها قرار أمين عام الأمم المتحدة بإيقاف المشاريع التنموية في المحافظات الشمالية، والذي أدى إلى توقف الكثير من مشاريع المنظمات الدولية والخدمات الأساسية ومعاناة آلاف المواطنين.
وبين أن قرار تعليق مشاريع الأمم المتحدة في محافظة صعدة تسبب في أزمة إنسانية إضافية في اليمن وتدهور الوضع الصحي وزيادة حالات سوء التغذية، وانخفاض حاد في التمويلات المخصصة لخطة الاستجابة الإنسانية 2025م، رغم تصاعد الاحتياج.
ولفت إلى أن من أهم التحديات التي يشهدها اليمن حالياً عدم التزام بعض المنظمات الدولية بالاتفاقيات الأساسية والفرعية، ووصول الحال ببعضها لمحاولة التماهي مع المسار العدائي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الشعب اليمني ومسار العمل الإنساني في العالم بأسره.
وعبر وكيل قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية، عن الأسف لإقدام عدد من المنظمات الدولية على مغادرة اليمن وإغلاق مكاتبها في المحافظات الشمالية بالرغم من استمرار احتياج الناس وتصاعد المعاناة، وكان لافتًا أن يتم ذلك عقب إعلان اليمن مساندة غزة ودعم القضية الفلسطينية، ما يشير إلى طبيعة سياسية لتلك القرارات التي تتنافى مع مبادئ العمل الإنساني.
وأوضح أن ما نشهده اليوم من معاناة إنسانية في اليمن، يقابله صمت دولي حكومي مماثل لما يحدث في فلسطين وغزة من إبادة وقتل مستمر للسكان مع استمرار استهداف الاحتلال الصهيوني للمستشفيات والمدارس والمنازل وحرمان السكان من أبسط حقوقهم واستمرار الحصار والتجويع الممنهج، مؤكدًا أن موقف اليمن كان واضحاً في دعم القضية الفلسطينية منطلقًا من إيمانه بأن الكرامة الإنسانية لا تتجزأ والسكوت عن الظلم تفريط في العدالة.
وأشار السفير إسماعيل المتوكل، إلى أن الهدف من اللقاء تعزيز التقارب والتقييم والمشاركة في صياغة مخرجات واقعية تترجم مبدأ العمل معاً من أجل الإنسان وشعار "تنسيق – تعاون – ثقة"، والاستماع للعروض المقدمة من أبرز المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن ومن الكتل القطاعية، واستعراض الإنجازات وتحليل المعوقات وصياغة الحلول المشتركة.
من جهتها أكدت ممثلة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن "أوتشا" روزاريا برونو، أهمية انعقاد اللقاء لتدارس التحديات التي تواجه مسار العمل الإنساني في اليمن من أجل التغلب عليها خلال الفترة المقبلة.
وأشارت إلى أن اليمن يعاني من أزمات إنسانية كبيرة، مبينًة أن ملايين اليمنيين يحتاجون للمساعدات والدعم، إلا أن الانخفاض الكبير في الدعم تسبب في مأساة إنسانية.
وقالت "لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية سوى 14 بالمائة وتبقى المنظمات مسؤولة في تقديم الدعم والتمويلات لإنقاذ الحياة في اليمن، وهذا يحتاج لإيجاد بيئة ممكنة وملائمة لإنقاذ حياة ملايين اليمنيين".
وشددت روزاريا برونو على ضرورة احترام قانون العمل الإنساني، مضيفة "نُدرك تمامًا أن المدنيين هم من يدفعون الثمن بصورة أكبر".
وعبرت عن التفاؤل بانعقاد اللقاء الإنساني الموسع، بمشاركة السلطات الحكومية وممثلي المنظمات الدولية والمحلية الإنسانية، مضيفة "وبينما أتحدث اليوم، يعاني سكان إحدى مخيمات النازحين في حجة من ارتفاع حالات سوء التغذية، والكثير من عمال العمل الإنساني يقومون بدورهم في الاستجابة الإنسانية".
كما أكدت ممثلة "أوتشا"، أن الأمن الغذائي في اليمن يسوء بصورة أكبر والتوقع أن يسوء خلال الأشهر المقبلة، ما يتطلب تكامل الأدوار لخدمة المجتمعات الإنسانية، منوهة بالتسهيلات التي يقدّمها قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية من أجل التغلب على بعض التحديات والتعاون بكل حرية وانفتاح، وبشفافية.
فيما عبرت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن كرستين شيبولا، عن الشكر والتقدير لقيادة وزارة الخارجية على التسهيلات المقدمة للمنظمات الدولية العاملة في اليمن، لتحقيق مسار العمل الإنساني.
وقالت: "حضور اللجنة الدولية للصليب الأحمر على مستوى كبير في العالم، بما فيها اليمن التي تتواجد فيها منذ ستينيات القرن الماضي، لتقديم حالات الدعم الإنساني"، مشيرة إلى مدى التنسيق والتعاون بين الهلال الأحمر اليمني واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتطرقت شيبولا إلى الشراكة مع الهلال الأحمر اليمني والتحرك الكبير والتواجد في أكثر من مكان يحتاج لتقديم المساعدات للفئات الأكثر احتياجاً، مبينة أن عمل اللجنة يقوم على الاستقلالية والحياد، وهي مبادئ مهمة يحترمها الجميع بشكل كامل.
وعرّجت على القانون الدولي الإنساني في تحقيق الاستجابة الإنسانية الطارئة، مؤكدة أن اللجنة خاطبت مختلف العواصم المهمة بشأن مراكز الإيواء وإصلاحيات السجون، ومنها مركز إيواء اللاجئين في صعدة الذي تعرض لضربات جوية، أسفرت عن قتل وجرح عدد كبير من اللاجئين.
ودعت رئيسة بعثة اللجنة الدولية، إلى عدم استهداف المدنيين والعمل على حمايتهم والتركيز على تلبية احتياجاتهم وفقًا للقانون الدولي الإنساني، مستعرضة أبرز الأنشطة التي نفذتها اللجنة انطلاقًا من استشعارها بالمسؤولية في تقديم المساعدات اللازمة.
وأكدت أهمية التركيز على أولويات متطلبات الفئات الأكثر ضعفًا وتأثيرًا واحتياجًا، لتلبية الاستجابة الإنسانية، وتقديم الخدمات وتنفيذ المشاريع التي تصب في خدمة المجتمع المحلي.
وخلال الجلسة الافتتاحية عُرض فلاش إنساني حول العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة وكل فلسطين والعدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، وما يرتكبه كيان العدو من جرائم إبادة جماعية وتجويع ممنهج على سكان قطاع غزة منذ نحو 22 شهرًا.
وقدّم وليد الجبر من قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية، عرضًا شاملًا عن القطاع "تنسيق - تعاون"، وأبرز التسهيلات المقدمة للمنظمات الدولية خلال الفترة من أكتوبر 2024م حتى يوليو 2025م، بما فيها منح أربعة آلاف و 40 ترخيصاً للعاملين في المنظمات الدولية.
وتطرق إلى الإجراءات والمهام المنفذة للتغلب على التحديات، وأبرزها التنسيق بين المنظمات والجهات الحكومية لضمان تنفيذ المشاريع الإنسانية والتنموية وضمان الوصول الإنساني الآمن للمنظمات إلى المناطق المستهدفة لتنفيذ مشاريعها، مقدّمًا عرضًا تحليلياً لتمويلات خطة الاستجابة الإنسانية خلال الفترة 2019- 2025م.
وتناول في سياق العرض، أهداف ومهام إدارة الحماية والدعم القانوني، بقطاع التعاون الدولي، وكذا الأهداف الفرعية لرفع الوعي القانوني لموظفي المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية العاملة في الجمهورية اليمنية وتقديم الدعم والاستشارات القانونية اللازمة لموظفي المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية.
ويناقش اللقاء الإنساني الموسع الذي يستمر ثلاثة أيام، بمشاركة ممثلي المنظمات الأممية والدولية والمحلية والوزارات المعنية، محاور وعروض لعدد من الوزارات والقطاعات والمنظمات "لتعزيز تنسيق جهود العمل الإنساني في اليمن ومناقشة التحديات وتداعيات انخفاض التمويلات".

 

مقالات مشابهة

  • البابا لاوُن الرابع عشر يوافق على منح لقب ملفان الكنيسة للقديس جون هنري نيومان
  • ندوة لشباب ملتقى لوجوس مع قداسة البابا تواضروس
  • «حكايات الشجرة المغروسة» (6).. جذور الكنيسة الأرثوذكسية في عظة البابا تواضروس
  • قداسة البابا يلتقي مع شباب لوجوس في حلقات نقاشية
  • البابا تواضروس يقدم التعزية: لطفي لبيب ترك رصيدًا كبيرًا وإرثًا مميزًا من الأعمال الفنية المتنوعة
  • لمناقشة أمور الخدمة.. البابا تواضروس يستقبل عددًا من الآباء الأساقفة | صور
  • اللقاء الإنساني يواصل أعماله لليوم الثاني بصنعاء
  •  اللقاء الإنساني يواصل أعماله لليوم الثاني بصنعاء
  • الراعي يعود إلى الديمان معافى... ويستأنف نشاطه الرعوي والكنسي
  • قداسة البابا تواضروس يفتتح معرضًا للمؤسسات القبطية تحت شعار متصلون