في عام 2024، شن المجرمون السيبرانيون أكثر من 38 مليون هجمة تصيد احتيالي، منتحلين صفة منصات تجارية، ومصارف، وتجار تجزئة متخصصين بالمنتجات التقنية. ويتم تداول بيانات بطاقات الدفع المسروقة على نطاق واسع في منتديات الإنترنت المظلم، بأسعار تبدأ من 70 دولار وتصل إلى 315 دولار لكل مجموعة.
تراقب كاسبرسكي عن كثب المشهد المتطور للتهديدات السيبرانية المتعلقة بالتسوق.

وبينما يستعد المتسوقون لأحداث المبيعات الكبرى مثل الجمعة السوداء بحثاً عن أفضل الصفقات، لاحظ باحثو كاسبرسكي استعداد المجرمين السيبرانيين والمحتالين لاستغلال هذا الطلب، في محاولة لسرقة البيانات الشخصية، والأموال، ونشر البرمجيات الخبيثة من خلال إغراءات التسوق الخادعة.
بين شهري يناير ونوفمبر 2024، منعت حلول كاسبرسكي 38,473,274 هجمة تصيد احتيالي مرتبطة بالتسوق عبر الإنترنت، وأنظمة الدفع، والمؤسسات المصرفية. وقد استخدمت 44% من هذه الهجمات الخدمات المصرفية كطعم، بمعدل زيادة قدره الربع تقريباً، مقابل 30,803,840 مليون محاولة تصيد مسجلة خلال نفس الفترة من العام الماضي. 
كثيراً ما ينتحل المحتالون صفة كبار تجار التجزئة مثل أمازون، وWalmart، وEtsy، ويرسلون رسائل بريد إلكتروني خادعة تزعم أنها تقدم خصومات حصرية. ترتبط رسائل البريد الإلكتروني هذه بمواقع إلكترونية مزيفة مصممة لتقليد المواقع المشروعة، وغالباً ما تحتوي على أخطاء دقيقة مثل الأخطاء الإملائية أو أسماء عناوين المواقع المعدلة قليلاً. وعادةً ما يخسر الضحايا الذين يحاولون التسوق على هذه المواقع المال.  
تستغل عملية خداع أخرى واسعة الانتشار رغبة المستهلكين في الفوز بجوائز. إذ يرسل المحتالون رسائل تروج لاستطلاعات رأي محدودة الوقت، مع سحوبات على جوائز، ومكافآت قيمة مجانية مثل هاتف iPhone 16. لخلق حالة من الإلحاح، يزعم المحتالون أن عدداً قليلاً فقط من المستخدمين «المختارين» يمكنهم الوصول للصفقة، مما يضغط على متلقي الخدعة للتصرف بسرعة. يقدم المحتالون «مكافأة» لمشاركة بعض «المعلومات الأساسية»، مثل عنوان البريد الإلكتروني، وإنفاق بعض الأموال على موقع مزيف.
وتتبع خبراء كاسبرسكي مسارات النشاط الاحتيالي، وكشفوا أن البيانات المسروقة يتم استغلالها مباشرةً من قِبل المحتالين، أو بيعها في منصات تجارية عبر الإنترنت المظلم، وتحدد قيمة البيانات سعر بيعها. على سبيل المثال، تشمل المجموعات الشاملة من تفاصيل بطاقة الائتمان المسروقة، والمعروفة باسم fullz، عادةً رقم البطاقة، وتاريخ انتهاء الصلاحية، وكود CVV، واسم حامل البطاقة، وعنوان إرسال الفواتير، ورقم الهاتف.

مثال على إعلان عبر الإنترنت المظلم لبيع بيانات تسوق المستخدم. اكتُشف بواسطة فريق Kaspersky Digital Footrpint Intelligence
قال مارك ريفيرو، كبير الباحثين الأمنيين لدى كاسبرسكي: «هذا العام، تعكس أسواق الإنترنت المظلم استراتيجيات التسعير وتكتيكات التسويق لتجار التجزئة المشروعين عبر الإنترنت. بل يقدم البعض عروضاً ترويجيةً بأسلوب عروض الجمعة السوداء، مثل الخصومات والصفقات المجمعة، على غرار المبيعات الموسمية عبر مواقع الإلكترونية الرئيسية.»
ضمن هذه الحملة، قدم بائع خصماً قدره 10% على تفاصيل بطاقة الائتمان المسروقة من دول مثل كندا، وأستراليا، وإيطاليا، وإسبانيا بسعر يبدأ من 70 دولار ويصل إلى 315 دولارا للبطاقة اعتماداً على جودة البطاقة والمنطقة التي تنتمي إليها.

مبيعات الجمعة السوداء عبر الإنترنت المظلم. اكتُشف بواسطة فريق Kaspersky Digital Footrpint Intelligence
للاستمتاع بأفضل ما تقدمه الجمعة السوداء هذا العام، تأكد من اتباع بعض توصيات السلامة:
لا تثق بأي روابط أو مرفقات تستقبلها عبر البريد الإلكتروني، وتحقق من المرسل قبل فتح أي شيء.    
تحقق من صحة روابط مواقع المتاجر الإلكترونية قبل ملء أي معلومات. تحقق من عدم وجود أي أخطاء إملائية أو أخطاء في التصميم.
قم بحماية جميع الأجهزة التي تستخدمها للتسوق عبر الإنترنت باستخدام حل أمني موثوق. يحمي تطبيق Kaspersky Premium مستخدميه من مجموعة مختلفة من عمليات خداع التسوق.
قم بإعداد إشعارات الدفع وتحقق بانتظام من البيانات المالية. تواصل مع المصرف أو الشركة المصدرة لبطاقة الائتمان إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن العمليات.
قم بإعداد إشعارات الدفع التلقائية وراجع كشوفك المالية بانتظام. إذا لاحظت أي نشاط غير عادي على حسابك، تواصل مع المصرف أو الشركة المصدرة لبطاقة الائتمان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإنترنت المظلم الجمعة السوداء عبر الإنترنت

إقرأ أيضاً:

المتعة السوداء

 

 

 

أنيسة الهوتية

 

المُتعُ ألوانٌ، وفي حياة كل إنسان لون معين من المُتعة التي يستلذُ بها، وبحسب رغباته النفسية التي يستطيع أو لا يستطيع مقاومتها، وبدرجة وعيه الاجتماعي والديني، وبنسبة ما يحب أن يمنحه من طاقة لروحه وعقله، ونضارة وشفافية لقلبه، يختار لون المتعة التي يفصلها بيديه تفصيلا تاما على مقياسه الذي يبتغيه.

والنصيب الأعلى في العضويات يعود إلى "المتعة الحمراء"؛ فيفوق فيها مجمل عضويات بقية الألوان. وهنا تشتغل الشهوة، والتمرد، والمتعة المتخاطفة من أبواب الأخلاق، والقيم، والمبادئ، وأحيانا المتخطية للإنسانية. إنها نوعٌ من اللذة الخاطفة التي تترك بَعدها روحًا خاوية وعقلًا فارغًا وراءها، فيدمنها الجسد والنفس الأمارة بالسوء ويصبحان عبيدًا لها، ويقدمان لها القرابين بين كل ركوع وسجود على تلك السجادة الحمراء.

وتقابلها "المتعة الخضراء"، وهنا يشتغل الانسجام في حدود المُباح وعدم تخطِّي كل محذور ومحظور. ويستمتع فيها الإنسان الأخضر بتفاصيله الصغيرة، في محيطه الصغير، ضحكة صديق، كتاب جميل، عمل خيري، فنجان قهوة، لحظة هدوء، رائحة الخبز، لحن هادئ. وحين يأتي إلى المتعة الجسدية فإن الأخضر اليانع لا يقبلها إلا في حدود الشرع. ولأنه إنسان أخضر، فإنه يتبع منطق الكون بنظام تام.

ثم "المتعة البيضاء"، أو "المتعة الغيمية"؛ وهي الأرقى، والأنقى، والأطهر؛ حيث تكمن منطقة الراحة فيها في العطاء المستمر، أن يشعر الإنسان بقمة السعادة حين يعطي لقمته لفم جائع، وأن يترك أثر سعادة في قلب حزين، وأن يسعد عينًا تمنت حتى قبل أن ينطق لسانه، ويجبر خاطرًا، ويبحث عن الشقوق في الأرواح فيخيطها، ويعيد المتخبطين إلى الصراط المستقيم… وهذه المتعة البيضاء نسبة الأعضاء قلة قليلة، إلا أنهم هم من يخدمون البقية باستمرار؛ فإنهم كالملائكة في الأرض على هيئة بشر. لا يملون العبادة، والتسبيح والذِكر.

والمؤلم أن نسبة العضويات تكاد تزيد عن الخضراء والبيضاء في "المتعة السوداء" والتي تأتي مباشرة بعد الحمراء. إنها تحتوي الموجوعين، والمتألمين، والذين لا زالوا يعانون من صدمات الطفولة والزمن، هذه المتعة تبتلعهم كثُقب أسود، لا يقوون على الخروج منها، فيها سحر أسود يحول الألم إلى مأوى داخلي، والجرح إلى هوية، والحزن إلى وطنّ.

وضحايا المتعة السوداء، لا يتقبلون التشافي! ليس لأنهم لا يمتلكون الأدوات؛ بل لأنهم يخشون السعادة ويظنون بأنها خدعة. فيتشبثون بجراحهم، وإن شفيت يرجعون لنبشها مرارًا وتكرارًا حتى تنزف من جديد! وهنا نتأكد أن المشكلة ليست في الصدمات مهما بلغت قسوتها: تحرش في الطفولة أو في الشباب، خذلان، جوع، يتم، ظلم، قهر، خيانة، غدر، تسلُّط، طلاق…إلخ.

المشكلة في قرار الإنسان وعدم استعداده للتخلي عن هذه الصدمات، ووضع حد لسلطة الماضي عليه، الذي جعله متقوقعا في كهف البكاء والألم، أو جعله نِسرًا أسودًا وضع عشه على مدخل ذلك الكهف يستعد للحظة الانقضاض رغبة في الانتقام.

والعجيب أن هناك من يتم انتشاله واحتضانه وتشافيه… ثم، يعود إلى تلك الحاوية الكهفية، بحثًا عن جراحه القديمة، حتى يشعر بالأمان حين يجدها! والسعادة السوداء بالتقليب فيها، وإعادة تشغيلها والبكاء والنواح عليها، حتى ينسلخ منه التشافي مرة أخرى ويقع هو ضحية السجن في ذلك الكهف، والوقوع في أحضان الاكتئاب الذي يبدأ في تناول وجبته الدسمة مع كل قطرة دمع تساقطت منه، ومع كل حرقة قلب أوجعته، ومع كل فكرة سوداء حفرت في راسه مثل السوس.

هؤلاء هم أتعس البشر على وجه الأرض، حين أنهم يرون الألوان وهمًا، والحضن الحنون سجنًا، والكلمة الطيبة احتيالًا، والمجموعة الشمسية منفى، والثقب الأسود وطنًا لهم. للأسف!!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ترامب يشعل الإنترنت بعد زلة لسان عن ألاسكا
  • المتعة السوداء
  • FT: إيران وإسرائيل تواصلان تبادل الهجمات السيبرانية بعد وقف إطلاق النار
  • في حملات لشرطة التموين.. ضبط 4 أطنان دقيق قبل بيعها بالسوق السوداء
  • "الحكومي بغزة": 83 شاحنة مساعدات فقط دخلت الجمعة إلى القطاع
  • تحذير من فيتش للبنوك التركية بشأن الائتمان
  • صورة أقمار صناعية تظهر حشداً عسكرياً إسرائيلياً قرب موقع “ناحل عوز”
  • تراجع الواردات الأمريكية أكثر من المتوقع في يونيو وسط مخاوف الرسوم
  • تباين مثير في نسب الائتمان إلى الودائع بالمصارف العراقية
  • مصادر طيبة: مستشفيات القطاع تستقبل 39 قتيلا و491 مصابا