"الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب".. مفتي الجمهورية في ضيافة جامعة حلوان
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انطلقت فعاليات ندوة "الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب" التي نظمتها الإدارة العامة لرعاية الشباب بجامعة حلوان بالتعاون مع أسرة من أجل مصر المركزية، بحضور فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
جاءت الندوة تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عماد أبو الدهب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، والدكتور وليد السروجي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتور جمال على عميد كلية التجارة وإدارة الأعمال.
أقيمت الفعالية بمجمع الفنون والثقافة تحت إشراف الدكتور أشرف رضا المدير التنفيذي للمجمع، بمشاركة الدكتور محمد حلمي رائد أسرة من أجل مصر المركزية.
وأكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يُعد من أولويات الجامعة لتعزيز وعي الطلاب وتعريفهم بأمور دينهم من خلال جهات موثوقة، واعتبر وجود الدكتور نظير عياد فرصة استثنائية للطلاب للاستفادة من علمه الغزير ورؤيته المستنيرة في قضية تجديد الخطاب الديني.
وشدد قنديل على أن دور جامعة حلوان التنويري والتثقيفي يتجاوز تقديم المعرفة الأكاديمية ليشمل بناء شخصية الطالب الواعية والمتوازنة، المدركة لتحديات عصرها.
وأضاف أن تجديد الخطاب الديني ليس مجرد قضية نظرية، بل ضرورة مجتمعية لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تهدد استقرار الأوطان والقيم الإنسانية، وهنا يبرز دور العلماء الأجلاء كالدكتور نظير عياد في تقديم تفسير مستنير للنصوص الدينية يراعي متغيرات العصر ويؤصل قيم التسامح.
من جانبه رحب الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب بفضيلة المفتي مؤكداً إننا ندرك تمامًا أن شباب الجامعات هم عماد المستقبل وقادة الغد، ومن هنا تأتي أهمية هذه اللقاءات التي تهدف إلى توعية الطلاب بأهمية الفكر المستنير، ومساعدتهم على فهم صحيح الدين بعيدًا عن التشدد والغلو.
نحن على يقين أن لقاء اليوم سيترك أثرًا عميقًا في نفوس أبنائنا الطلاب، ويحفزهم على تحمل مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم، كجيل يؤمن بالعلم، الحوار، والتسامح.
وخلال كلمته وجه فضيلة المفتي الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية الشكر لأسرة جامعة حلوان على الدعوة الكريمة لإعادة الوعي وبناء الإنسان ومناقشة التطرف الديني وأثره وأسبابه على هدم المجتمعات وهي قضية هامة تناقش الفهم غير السليم للدين للجماعات المتشددة، ويعد التحاور والمناقشة ضرورة حياتية وفريضة في هذه الآونة لدفع الافتراءات الملصقة بصحيح الدين، وتجديد الخطاب الديني يمثل دفعة قوية لبناء الإنسان، وارجو ان يكون لبنة لبناء الإنسان والعودة لصحيح الدين تأخذ بصلاح أبنائنا وبناتنا .
وأضاف الدكتور عياد أن هذا اللقاء يعد أحد اللقاءات المهمة التي تطرقت لموضوع مهم وهو قضية تجديد الخطاب الديني والتطرف من الالتزام أو الانفلات ، وقد جاء الدين الإسلامي بهدف تحقيق الصلاح في الحياة الأولى والفلاح في الآخرة، و نظرة الناس للدين تأتي متفاوتة لذا جاءت الدعوة للتجديد في الدين فالله يبعث على رأس كل أمة كل مائة سنة من يجدد بها فهي إرادة ربانية والواقع أننا يمكن أن نطمئن أن طبيعة الدين تقبل وتوجب التجديد فهو يتميز بخصائص المرونة والثبات والصلاحية لكل زمان ومكان فالدين فيه الثابت والمتغير، فالتجديد ضرورة وهي مسألة خطيرة، ولكن يجب انتقاء من يجدد فالدعوة إلى الله تحتاج إلى أدوات ووسائل وعناصر ولا يمكن أن يقوم بها الا من تتوافر به عدة أمور أبرزها ما يسمى بالرسوخ في العلم والقدرة على التعامل مع النص وفهم الواقع وإنزال حكم الله مع واقع الناس دون الاعتراض على أمر إلهي، وعالم الدين هو المنوط به تجديد الدين كل منا في مجاله .
وتابع “غياب التجديد يلزم عنه آفة التطرف بأبعادها سواء كان تطرف ديني أو لا ديني لأنه في حقيقة الأمر لا يوجد تطرف في الدين إنما تطرف في سلوك المنتمين للدين، ودعاة التحرير والتنوير حاولوا أن يتعاملوا مع النص الديني بعيدا عن مضمونه ونصه ، وجاء ذلك نتيجة عدم تجديد الخطاب الديني، وأصبح الدين مهنة من لا مهنة له، واختزل البعض الأحكام من خلال قراءة انتقائية لأحكام الدين مما أدى لاتهام الدين بما ليس فيه لذا الفهم الصحيح للدين وعرضه بصورة سلسة أصبحت ضرورة واجبة فالغلو والتشدد أبعد ما يكون عن مراد الله تعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا”.
كما تضمنت الفعالية الإجابة على تساؤلات الطلاب الخاصة بالعبادات والأمور الدينية والحياتية، وفي الختام تم تبادل الدروع.
وجاءت الفعاليات تحت إشراف الدكتور أحمد عليق مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، واللواء محمد أبو شقة أمين عام الجامعة، و هشام رفعت أمين الجامعة المساعد لشئون التعليم والطلاب، محمد السيد جاد مدير عام الإدارة العامة لرعاية الشباب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أسرة من اجل مصر المركزية تجديد الخطاب الديني جامعة حلوان فضيلة الدكتور نظير عياد تجدید الخطاب الدینی الدکتور نظیر عیاد نائب رئیس الجامعة جامعة حلوان
إقرأ أيضاً:
الهجرة النبوية وطوفان الأقصى.. ملامح التعبئة وبناء الوعي في وجه الطغيان الأمريكي الصهيوني
يمانيون – تقرير
في توقيت يحمل رمزية عالية الدلالة، أحيت محافظتي صنعاء وذمار، اليوم، ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، بالتوازي مع تدشين الجولة الثانية من دورات “طوفان الأقصى” التعبوية، في مشهد يُجسّد تلاحمًا عميقًا بين القيم الإيمانية والواجب التعبوي الجهادي في مواجهة قوى العدوان الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة.
الهجرة النبوية.. معركة إرادة واستراتيجية تغيير
لم يكن إحياء ذكرى الهجرة النبوية مجرّد مناسبة تاريخية تمرّ مرور الكرام، بل مثّلت محطة لإعادة استحضار ما تعنيه تلك الهجرة من معانٍ نضالية وتحولات استراتيجية.
وفي الفعاليات التي شهدتها مديريات محافظة صنعاء، ربط المتحدثون بين هجرة الرسول الأعظم ﷺ من مكة إلى المدينة، وبين طبيعة الصراع اليوم ضد مشروع الهيمنة الغربية الذي تقوده واشنطن وتل أبيب.
المتحدثون من مسؤولي المديريات والتعبئة والإرشاد، قدّموا قراءة معمّقة للهجرة كتكتيك عسكري سياسي كان ضرورة لبناء مجتمع حر مستقل، تمامًا كما تمثل التعبئة العامة في الوقت الحاضر ضرورة استراتيجية لمواجهة العدوان، وكسراً لحالة الانتظار والاستنزاف التي يسعى العدو لفرضها.
وأكدت الكلمات أن الهجرة لم تكن هروبًا من المواجهة، بل بداية لتحوّل ميداني في بنية المواجهة، وهي ذات الفلسفة التي تحكم مسار طوفان الأقصى اليوم، حيث يتحول الاحتفال من سرد تقليدي إلى حشد تعبوي واستنهاض جماهيري شامل.
“طوفان الأقصى”.. عنوان التعبئة والتحشيد في معركة التحرر
تزامن إحياء ذكرى الهجرة مع انطلاق الجولة الثانية من برنامج دورات “طوفان الأقصى” التعبوية، يضع هذه الدورات في سياق تعبوي-تحرري جديد، يجعل منها رافعة رئيسية في معركة مواجهة العدو الصهيوني والأمريكي.
أشار المشاركون إلى أن هذه الدورات ليست مجرد نشاط تدريبي، بل تمثل تجديدًا لميثاق العهد مع القضية الفلسطينية، وترجمة عملية لشعار “يد تبني وأخرى تقاتل”.
وقد شدد المتحدثون على أن مسار طوفان الأقصى ليس مسارًا ظرفيًا، بل رؤية استراتيجية لمواجهة الغطرسة الصهيونية عبر بناء القوة، واستدعاء القيم الإيمانية المتجذرة في هوية الشعب اليمني.
من مكة إلى غزة.. وحدة المسار والمصير
الربط الذي أبرزه الخطباء والمرشدون بين الهجرة النبوية ونصرة الشعب الفلسطيني، جاء في سياق تأكيد على وحدة المسار والمصير، حيث يمثل صمود اليمن اليوم امتدادًا لنهج الأنصار الذين احتضنوا النبي في المدينة المنورة، وشاركوه بناء الدولة الإسلامية الأولى.
وأكدت الكلمات أن الأمة اليوم أمام هجمة صهيوأمريكية متجددة، تستهدف الإسلام وهويته من الداخل، وتعمل على تشويه رموزه وتدمير بنيته التربوية والثقافية والاجتماعية. وهو ما يفرض، بحسب المتحدثين، تعميق مفاهيم الجهاد، والتعبئة الشاملة، وتفعيل المسؤولية الجماعية دفاعًا عن فلسطين والقدس.
ذمار.. الهجرة مشروع لبناء الدولة واستنهاض الأمة
في المدرسة الشمسية بمدينة ذمار، شهدت الندوة الثقافية التي حضرها عدد من العلماء والقيادات التنفيذية حضورًا فكريًا متماسكًا في تحليل أبعاد الهجرة النبوية.
حيث أكد مدير مكتب الأوقاف في المحافظة، فيصل الهطفي، أن الهجرة لم تكن حدثًا عابرًا، بل خطوة استراتيجية لبناء مجتمع يحمل مشروعًا تحرريًا عالميًا.
وشدد الهطفي على أن دروس الهجرة تؤسس لفهم أعمق لمعنى الإعداد والمواجهة، وتحفز الأمة للعودة إلى هويتها القرآنية واستعادة كرامتها المستلبة.
وفي مداخلة عضو رابطة علماء اليمن، العلامة إسماعيل الوشلي، تم التأكيد على أن الهجرة مثّلت اللحظة الفارقة في تأسيس الدولة الإسلامية، وأن استلهام قيمها اليوم ضرورة حتمية لمواجهة طغيان قوى الكفر الحديثة، المتمثلة في أمريكا والكيان الصهيوني ومن يدور في فلكهما.
كما أشار الناشط الثقافي يحيى الموشكي إلى أن الفرق بين مجتمع مكة ومجتمع المدينة يُظهر كيف يمكن للتحوّل القيمي والعقائدي أن يُحدث تغييرًا في موازين القوى، وهو ما يحتاجه المسلمون اليوم أمام مشاريع التغريب والتطبيع والخضوع.
رسائل سياسية وعقائدية في توقيت حساس
يحمل توقيت هذه الفعاليات رسائل عميقة في مضمونها السياسي والعقائدي؛ إذ تأتي في لحظة يواصل فيها اليمن دوره المتقدم في معركة دعم الشعب الفلسطيني ومواجهة الهيمنة الصهيوأمريكية، وفي وقت تتصاعد فيه وتيرة التهديدات الأمريكية-الصهيونية ضد محور المقاومة.
المشاركون وجهوا تحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية على انتصاراتها في مواجهة العدوان الصهيوني – الأمريكي، معتبرين أن الهجرة اليوم تتجسد على هيئة معركة ممتدة من غزة إلى صنعاء، ومن بيروت إلى طهران، ومن كربلاء إلى الضاحية.
الهجرة مشروع تحرر مستمر لا مناسبة طقسية
لم تكن الهجرة النبوية مناسبة تُحيى بخطابات تقليدية، بل مشروع تحرر متجدد.. وهذه الفعاليات تؤكد أن اليمن، وهو يُحيي هذه الذكرى، يضعها في سياقها العملي، مستلهمًا منها معاني الثبات، والتجهيز، والعمل المستمر لإسقاط مشروع الهيمنة وإعلاء كلمة الحق.
دورات “طوفان الأقصى” ليست إلا امتدادًا لهجرة محمد ﷺ، وهجرة المسلمين من واقع التبعية والضعف إلى مشروع الحرية والقوة، تحت راية القرآن ونور الولاية.