سودانايل:
2025-08-12@09:01:59 GMT

روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

من أخطر سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي تغبيش الوعي حول اهم المعلومات والحقائق، بصنع الانحيازيات وتوجيه الآراء حيث الانقسامات بحسب التوافق السياسي، اذ بات يعتمد انتشار المعلومة للأعلى والأجهر صوتاً والأكثر انتاجاً بغض النظر عن صحة المعلومات، دقتها، او سطحيتها.. ولقد صنعت هذه الحرب اللعينة سوق معلوماتي اختلف عن بقية أسواق الميديا في خطورته بتوجيه دفة المعارك على الأرض من جهلاء بالحرب والسياسة، والحس الإنساني السليم، في وقوفهم مع استمرار الحرب، التي ساقت أهلهم وارحامهم الي حتفهم، وساهمت من ثم في تشريدهم وذلهم في معارك ليس لها من الكرامة غير اسمها الذي اختاره لها الاخوان المسلمون!
ومن أبرز نماذج انتفاع الحركة الإسلامية في هذا السوق الزخم ما تناقلته تلك الوسائط من شعور بالغبطة والنشوة باستخدام روسيا لحق الفيتو واسقاط اجماع 14 دولة عضو في مجلس الامن على وقف الحرب.

. والغريبة أن الاقتراح الذي تم رفضه يشمل فيما يشمل قرارات إدانة وتجريم لقوات الدعم السريع لما ارتكبته في الجزيرة ودارفور، حيث انتهكت حرمات البيوت، والاعراض، وقتلت، ونهبت، واغتصبت النساء، وأذلت الشيوخ والمسنين من النساء والرجال.. ولذلك كان استخدام روسيا لحق نقض القرار عملا محبطاً لدعاة السلام وحقن الدماء.
وبالطبع امتطي البرهان موجة البطولات المضللة متوهماً ان له دبلوماسية محترمة، وسيادة معترف بها قائلا (البارحة شهدنا الموقف الروسي الداعم لسيادتنا... فالسودان يعمل بشكل وثيق مع أصدقائه وأصدقاء شعبه، لمنع صدور القرار المعيب والخادش للسيادة السودانية) فكأنما روسيا استخدمت حق الفيتو (العزيز الاستخدام) من اجل الكيزان! وهي تعلم انهم حكام كرتونيون من بقايا دولة (إعادة صياغة الانسان السوداني) التي كانت تمثل فيها روسيا رمز الشيطان مصدر حربهم (يا حبذا الجنات واقترابها** أمريكا وروسيا قد دنا عذابها** على ان لاقيتها ضرابها) وبالطبع ليس هي بالسذاجة التي تجعلها تقف في وجه أمريكا وأوروبا، مستعطفه رضا حكومة بورتسودان المتصدعة.
روسيا التي كايدت مشروع التصويت على قرارات مجلس الامن من اجل وقف حرب السودان، تهمهما في المقام الاول حربها مع أوكرانيا، وقرارات بايدن والديموقراطيين في البيت الأبيض، والسماح لأوكرانيا باختراق الأراضي الروسية بصواريخ مدمرة طويلة المدي، وهو الشي الذي سوف يعقّد مشهد العلاقة بين ترامب وبوتين في أثناء دورة حكم الجمهوريين المقبلة.
ومن سخرية القدر وخفة عقل الفلول، تصوراتهم ان روسيا هي خارج حلبة صراع موارد السودان، كما انها تجهل ان الجنرال البرهان لا يحكم فيما يملك، بل هو عاجز عن استرداد قيادة الجيش من سطوة الحركة الإسلامية، وحماية المواطنين واسترداد الأراضي المحتلة من قبل صنيعته مليشيا الدعم السريع.. واما عطايا حكومة الحركة الإسلامية لروسيا فهي لم تتوقف منذ ان قام الاسلاموي البشير بمقابلة بوتين في عام 2017 وصرح (انه يحتاج لحماية من الاعمال العدوانية للولايات المتحدة ضد السودان) مقابل (امتيازات التعدين وبناء قاعدة بحرية علي البحر الأحمر في بورتسودان بوابة البلاد للتجارة).. انتهي - الجزيرة - تحت عنوان (مغامرة فاغنر لماذا تتورط روسيا في صراع السودان) 2023/8/5
كما ان روسيا لا تحتاج ان تتخذ قراراتها مراعاة لقائد مليشيات الدعم السريع حميدتي وال دقلو أصحاب "جبل عامر"، أكبر مناجم الذهب في السودان وافريقيا، اذ أن كليهما يبيعان لروسيا الذهب طواعية، من اجل شراء السلاح، لإبادة وتقتيل الشعب الأعزل. اما ترهات الجنرال في (نحن نعرف كل من وقف مع الشعب السوداني، وسنقدر هذا الأمر، وسيستند التعاون والتحالف مع دول الإقليم ودول العالم على مخرجات ومحصلات هذه الحرب)! فهي وعود ليست للإعمار والنهوض بالدولة، كما لن تعود للشعب المشرد اللاجئ بنفع، بعد ان فقد أبناءه وهُجّر من ارضه، وهو المحروم طوال ثلاث عقود من حكم الحركة الإسلامية من خيرات أرضه، التي تقدمها الحكومة رشاوي وضرائب لتلك الدول حتى تضمن استمرار بقائها في السلطة، وتحمي مصلحة افراد التنظيم، وتشتري بها ذمم جنرالات الجيش الفاسدين، واليوم تشتري بتلك الموارد السلاح لاستباحة دماء المواطنين، يقتلهم الجنجويد ارضاً، وتقصفهم قوات الجيش جواً.
فإن كانت تلك الآلات الإعلامية الفرحة باستمرار الحرب، يطرب زامرها حكومة الامر الواقع، فعلى وطن اسمه السودان السلام.. فقد أسفر صراع المطامع الدولية عن فصيح نواياه حول حرب السودان، ولا رادع له غير ان يجتمع السودانيين حول وقف الحرب.. كما ان التعويل علي وحدة الصف السوداني للجنرال المستلب الإرادة البرهان تعني الامتثال لشروط الحركة الإسلامية، التي تستجلب عضويتها للاستوزار في بورتسودان، وهو يعلن (.. يجب أن تنتهي الحرب، وبعدها نجلس في حوار سوداني - سوداني، ليقرر السودانيون كيفية إدارة بلادهم، فإذا قرروا إبعادنا لا نمانع، وسنعيد لهم أمانتهم وبلدهم نظيفاً من هؤلاء المتمردين الخونة، سيكون هذا الأمر قريباً).. كالعادة وعود الجنرال الانقلابي بالتخلي عن السلطة، وإنهاء الحرب (بالتوافق السلمي او بالانتصار)، حبر على ورق، وتفتقد الى النية الصادقة، حيث لم ينجح في الوفاء بأيهما رغم تكرارهما منذ رئاسته لمجلس السيادة المحلول او كقائد للجيش. ولن يكون هنالك حوار سوداني برعاية حكومة الحرب، وجميع الذين ينادون بوقف الحرب مدانون بتهم العمالة والخيانة الوطنية. كما اثبتت الأيام فشل الدعم السريع في ادارة مناطقه وتأمين المواطنين، ولم يفعل سوي تهجيرهم خارجها.

 

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

أزمة ثقة تهز حكومة نتنياهو .. انقسامات في الصف الإسرائيلي حول إدارة حرب غزة

شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية تصعيدًا داخليًا غير مسبوق، تمثل في توجيه وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، انتقادات علنية وقاسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية إدارة الحرب في قطاع غزة. 

تكشف هذه الانتقادات عن حجم الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، حتى في القضايا التي يُفترض أنها تحظى بإجماع، كالحرب ضد فصائل المقاومة الفلسطينية. كما تعكس تصريحات سموتريتش تصدعًا متزايدًا في التحالف اليميني الحاكم، وتضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة.

تفاصيل الانتقادات:
وجه وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عقب قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) بمواصلة الحرب في قطاع غزة و"السيطرة الكاملة" على مدينة غزة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سموتريتش قوله: "فقدتُ ثقتي بأن رئيس الوزراء قادرٌ ويريد أن يُفضي إلى قرار في غزة، فهذه ليست الطريقة الأمثل لتحقيق النصر."

استعراض حصيلة الحرب: 

أوضح سموتريتش أن إسرائيل دفعت ثمنًا باهظًا خلال ما وصفه بـ 22 شهرًا من الحرب، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هناك إنجازات عظيمة تحققت في جميع ساحات القتال، مضيفًا: "حزب الله وسوريا وإيران وأعداء آخرون، هددونا لسنوات وخططوا لهجوم واسع، هُزموا."

وفيما يخص الوضع في غزة، أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قضى على معظم قادة حماس، ودمّر جزءًا كبيرًا من بنيتها التحتية العسكرية، لكنه استدرك بالقول: "العمل لم ينتهِ بعد، ولم تتحقق أهداف الحرب بالكامل."

خلافات حول الخطة العسكرية: 

تحدّث الوزير اليميني المتطرف، الذي يرأس حزب "الصهيونية الدينية"، عن محادثات مكثفة أجراها مع نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة، سعيًا لاتخاذ "خطوة دراماتيكية لتحقيق النصر في غزة". ووفقًا لسموتريتش، فإن هذه الخطوة كان من المفترض أن تدمر القدرات العسكرية والمدنية لحركة حماس، وتضع عليها ضغوطًا غير مسبوقة لإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين.

وأضاف أنه خلال تلك المحادثات، بدا أن نتنياهو يدعم الخطة، موضحًا:
"ناقش تفاصيلها معي، وأعرب عن سعيه لاتخاذ قرار، وعن نيته المضي قدمًا هذه المرة. لكن للأسف، تراجع عن موقفه."

اتهامات بالتردد والتراجع: اتهم سموتريتش نتنياهو وحكومته بأنهم استسلموا لضعفهم، موضحًا أن القرار الجديد هو تكرار لنهج سابق، يتمثل في الشروع بخطوات عسكرية محدودة هدفها الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح المختطفين.

وأشار إلى أن هذا النهج يسمح لحماس بإعادة التسلح والتعافي بعد كل جولة من القتال، مؤكدًا: "هكذا لا تُتخذ القرارات، وهكذا لا يعود المختطفون، وهكذا لا تُربح الحرب."

فقدان الثقة:

 في ختام تصريحاته، عبّر سموتريتش عن خيبة أمله الكبيرة قائلاً: “للأسف، ولأول مرة منذ بدء الحرب، أشعر أنني ببساطة لا أستطيع دعم هذا القرار.. ضميري لا يسمح بذلك.. لقد فقدت الثقة في أن رئيس الوزراء قادر ويريد قيادة الجيش الإسرائيلي هناك (في غزة)”.

تأتي هذه التصريحات بعد أن أقرّ الكابينت خطة نتنياهو للسيطرة الكاملة على مدينة غزة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد صرح يوم الخميس الماضي بأن إسرائيل تنوي السيطرة عسكريًا على كامل قطاع غزة، لكنها في النهاية ستسلمه لقوات عربية تتولى إدارته بشكل "ملائم"، في إشارة إلى سعيه لتأمين مخرج سياسي للصراع.

تعكس انتقادات سموتريتش لنتنياهو أزمة ثقة متصاعدة داخل الحكومة الإسرائيلية، وتؤشر إلى انقسامات عميقة حول استراتيجية الحرب في غزة. ومع تصاعد هذه الخلافات، يبدو أن مستقبل العمليات العسكرية والسياسية في القطاع بات مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف الحرب، ومطالب داخلية بتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.

طباعة شارك نتنياهو سموتريتش غزة إسرائيل

مقالات مشابهة

  • حكومة كامل .. حكومة السودان
  • السودان.. مقتل وإصابة 122 شخصاً جوعاً وبنيران الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • السودان وليبيا ومصر.. هل يحول “الدعم السريع” الحدود المتوترة إلى ساحة حرب؟
  • قوات الدعم السريع تقصف بالمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية ومراكز الإيواء بالفاشر
  • معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الاتجاهين الجنوبي والشرقي بدارفور
  • أزمة ثقة تهز حكومة نتنياهو .. انقسامات في الصف الإسرائيلي حول إدارة حرب غزة
  • قوات الدعم السريع: مزاعم قصف مطار نيالا لا أساس لها من الصحة
  • حكومة السودان ترحب بالبيان الصادر عن اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي
  • روسيا تجدد دعمها لسيادة السودان ووحدة أراضيه
  • الجيش السوداني: متمردو الدعم السريع أعدموا 12 شخصا داخل مستشفى النهود