لجريدة عمان:
2025-12-14@11:02:23 GMT

لا عدالة مطلقة

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

يخطئ كثير من الناس عندما يعتقدون أنه يمكن تحقيق عدالة مطلقة فـي أمر ما، حتى لو تحقق لذلك الأمر الكثير من معززات العدالة، كالقوانين والنظم الإدارية، والقيم الضابطة الأخرى، التي تحكم العلاقة بين طرفي المعادلة، ولذلك تأتي مجموعة من القيم التي يؤمن الناس بأهميتها فـي تسيير حياتهم اليومية، لتوجد نوعا من التوافق بين الأطراف - التوفـيق والمصالحة - لليقين الضمني أن لا عدالة مطلقة بين البشر، ففـي تطبيق الأحكام أيا كان نوعها (شرعي/ قانوني) لا بد أن يختزن النفوس شيئا من عدم الرضا، فالهاجس يذهب إلى أن هناك مطلبا نفسيا، وهو أن لهذه النفس حقًا لم يكتمل استرداده، مهما بذلت العدالة الكثير من التمحيص، والتأكد، وتفنيد الاستدلالات القانونية والشرعية، فهذه فطرة متأصلة فـي النفس فـ«رضا الناس غاية لا تدرك» ومن جوانب هذه الفطرة، أنها لا تقر بخطأ مرتكب، حتى ولو كان من غير قصد، ولا تقر بتقصير ما، وأثر ذلك على عدم الحصول على الحق الكامل، فـي تقدير كل نفس، ولذلك كنا نعيش هذه الانفعالات النفسية عندنا وعند غيرنا لما كنا فـي الوظيفة، وخاصة فـي مناسبة التقييم السنوي للموظف، والمكافأة المترتبة على ذلك بعد الحصول على النتائج، فالكل يرى أنه الأحق من الآخر، والكل يرى أنه أدى ما عليه من دور، والكل يرى أن مستويات التقييم التي أجريت غير منصفة، ولذلك كان الكل يتذمر، حتى ولو أعطي الموظف حرية تقييم نفسه بنفسه، فسيصل فـي نهاية الأمر أنه لم ينصف نفسه، لأنه أوقع نفسه بين طرفـين، أحدهما: صعوبة تقييم نفسه، والثاني: أن مسؤوله الأعلى حمله مسؤولية نفسه، حتى ينفذ المسؤول من مسؤوليته تجاه هذا الموظف أو ذاك، وسيظل فـي كلا الأمرين عتب ضمني، وهو عدم الرضا، وإن لم يصرح به الموظف.

وفـي محيط الأسرة الواحدة تكون المعركة محتدمة بين مختلف الأطراف (الأب، الأم، مجموع الأخوة والأخوات) حيث يعيش الوالدان امتحانا قاسيا، طوال اليوم، فجدلية العلاقة بين الأخوة والأخوات لن تنتهي، وكل فرد يصدر اتهامه إلى أحد قطبي الأسرة (الأب/ الأم) بأنه فضل فلان على فلانة، أو العكس، أو ظلم فلان وأنصف فلان، أو حابى فلانة، وتجاوز فلان/ فلانة، وتظل المعركة حامية الوطيس إلى أن يصل فلان وفلانة سنا مقدرا من النضج، يدركان من خلاله، أن مجموعة الاتهامات التي يصدرانها بصورة يومية إلى الأم والأب، فـي زمن ولَّى، فـيها الكثير من التجني، والتسرع، وعدم إدراك الكثير من الاعتبارات التي يأخذ بهما هذان المغلوب على أمرهما، وأقول المغلوب على أمرهما لمواقفهما المرتجلة طوال اليوم، لكي يقنعان هذا/هذه، ويلاطفان هذا/ هذه، فـي صورة محتدمة لا تتوقف إلا عندما تغلق مصابيح الإنارة، ويأوي كل فـي فراشة، حالما بيوم قادم، ربما، يكون أقل ضراوة واحتدام مما سبقه.

قد تكون هذه الصورة المحتدمة من التفاعلات النفسية بين مختلف الأطراف، أقل حدة فـي أحضان المجتمع، وأكثر هدوءا، ليس لقلة المتشاكسين فـيها، إطلاقا، ولكن، لاتساع دوائر العلاقات، بين مختلف الأطراف، ولعدم قدرة الحاضنة المركزية على تقصي مثالب مختلف الأطراف، لأن المجتمع عبارة عن دوائر محدودة بعدد أفرادها، وفوق ذلك أنها مغلقة، هي تتفاعل داخل محيطها وبقوة، ولكن خروج تفاعلها على اتساع رقعة ميدان المجتمع تكون فـي حالات نادرة، واستثنائية، وهنا تتصدى لها مؤسسات معنية: مراكز شرطة، ادعاء عام، محاكم، وقبل ذلك لجان التوفـيق والمصالحة، ومع وجود هذه المؤسسات التي قد تمتص من حالات التصادم بين أفراد المجتمع، إلا أن المحصلة النهائية، لا تزال الأنفس تشعر بأنها لم تستوف حقها الذي تأمله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مختلف الأطراف الکثیر من

إقرأ أيضاً:

ضحايا حرب غزة يواجهون نقصًا حادًا في الأطراف الاصطناعية

غزة (زمان التركية)ــ في يوليو/تموز 2024، دمرت غارة جوية إسرائيلية منزل حنين المبحوح في وسط غزة بينما كانت هي وعائلتها نائمين. قُتلت بناتها الأربع، بمن فيهن طفلتها الرضيعة البالغة من العمر خمسة أشهر. وأُصيب زوجها بحروق بالغة. سُحقت ساقا المبحوح تحت الأنقاض، واضطر الأطباء إلى بتر ساقها اليمنى فوق الركبة.

تجلس حنين المبحوح على كرسيها المتحرك، تحلم بإعادة بناء أسرتها، وبحمل طفل جديد بين ذراعيها. تحلم بالمشي مجدداً. لكن بعد أن فقدت ساقها خلال حرب الإبادة الإسرائيلية، توقفت حياتها في غزة، كما تقول، وهي تنتظر السفر إلى الخارج لتلقي المزيد من العلاج.

“على مدى العام ونصف العام الماضيين، لم أتمكن من التنقل، أو العيش مثل الآخرين. على مدى العام ونصف العام الماضيين، كنت بلا أطفال”، قالت ذلك وهي تتحدث في منزل والديها.

لم يُسفر وقف إطلاق النار في غزة، الذي مضى عليه شهران، عن تقديم المساعدة الكافية لآلاف الفلسطينيين الذين فقدوا أطرافهم جراء القصف الإسرائيلي خلال العامين الماضيين . وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود ما بين 5000 و6000 شخص مبتوري الأطراف جراء الحرب، 25% منهم أطفال .

أولئك الذين فقدوا أطرافهم يكافحون من أجل التأقلم ، في ظل نقص الأطراف الاصطناعية والتأخيرات الطويلة في عمليات الإجلاء الطبي من غزة.

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن شحنة من المستلزمات الأساسية للأطراف الصناعية وصلت مؤخراً إلى غزة. ويبدو أن هذه أول شحنة كبيرة تصل منذ عامين.

وبحسب لؤي أبو سيف، رئيس برنامج الإعاقة في منظمة المعونة الطبية للفلسطينيين (MAP)، ونيفين الغصين، المديرة بالإنابة لمركز الأطراف الاصطناعية وشلل الأطفال في مدينة غزة، فإن إسرائيل لم تسمح سابقاً بدخول أي أطراف صناعية جاهزة أو مواد لتصنيع الأطراف منذ بدء الحرب.

لم ترد الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، والمعروفة باسم “كوغات”، عندما سُئلت عن عدد الإمدادات التعويضية التي دخلت خلال الحرب أو عن سياساتها المتعلقة بهذه الإمدادات.

مستقبلي مشلول

قالت المبحوح إنها كانت نائمة وطفلتها الرضيعة بين ذراعيها عندما ضربت الغارة منزلهم في النصيرات. ولم تكن المبحوح تعلم بمقتل طفليها طوال أسابيع قضتها في المستشفى تتعافى.

خضعت لعدة عمليات جراحية . لا تزال يدها تعاني من صعوبة في الحركة. أما ساقها المتبقية فلا تزال محطمة، مثبتة بقضبان معدنية. وهي بحاجة إلى ترقيع عظمي وعلاجات أخرى لا تتوفر إلا خارج غزة.

تم إدراج اسمها في قائمة الإجلاء الطبي قبل 10 أشهر، لكنها لم تحصل بعد على إذن بمغادرة غزة.

تنتظر فرصتها للرحيل، وهي تعيش في منزل والديها. تحتاج إلى مساعدة في تغيير ملابسها، ولا تستطيع حتى الإمساك بقلم، وما زالت تعاني من حزن شديد على ابنتيها. قالت عن طفلتها: “لم أسمعها تنطق كلمة ‘ماما’، ولم أرَ سنها الأول، ولم أشاهدها تخطو خطواتها الأولى”.

إنها تحلم بإنجاب طفل جديد، لكنها لا تستطيع ذلك حتى تتلقى العلاج.

“من حقي أن أعيش، وأن أنجب طفلاً آخر، وأن أستعيد ما فقدته، وأن أمشي، فقط أن أمشي مجدداً”، قالت. “أما الآن فقد شُلّ مستقبلي. لقد دمروا أحلامي”.

عمليات الإجلاء الطبي لا تزال بطيئة

لم يسفر وقف إطلاق النار إلا عن زيادة طفيفة في عمليات الإجلاء الطبي لـ 16500 فلسطيني تقول الأمم المتحدة إنهم ينتظرون الحصول على علاج حيوي في الخارج – ليس فقط مبتوري الأطراف، ولكن المرضى الذين يعانون من أنواع عديدة من الأمراض المزمنة أو الجروح.

حتى الأول من ديسمبر، تم إجلاء 235 مريضاً منذ بدء وقف إطلاق النار في أكتوبر، أي ما يقارب خمسة مرضى يومياً. في الأشهر التي سبقت ذلك، كان المتوسط ​​حوالي ثلاثة مرضى يومياً.

أعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي استعدادها للسماح للمرضى وغيرهم من الفلسطينيين بمغادرة غزة عبر معبر رفح الذي تسيطر عليه إسرائيل بين غزة ومصر، لكنها لن تسمح بعودتهم. وتصر مصر، التي تسيطر على الجانب الآخر من المعبر، على ضرورة فتح رفح أيضاً لعودة الفلسطينيين إلى ديارهم، وفقاً لما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.

صرح الدكتور ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لوكالة أسوشييتد برس، بأن تراكم الحالات يعود إلى نقص الدول القادرة على استضافة المرضى الذين يتم إجلاؤهم. وأضاف أن هناك حاجة لفتح طرق إجلاء طبي جديدة، لا سيما إلى الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، حيث المستشفيات جاهزة لاستقبال المرضى.

أما بالنسبة للمنتظرين، فإن الحياة تتوقف تماماً.

يرقد ياسين معروف في خيمة بوسط غزة، وقد بُترت قدمه اليسرى، بينما بالكاد تُربط ساقه اليمنى بقضبان معدنية.

تعرض الشاب البالغ من العمر 23 عامًا وشقيقه لقصف إسرائيلي في مايو/أيار أثناء عودتهما من زيارة منزلهما في شمال غزة، الذي أُجبرت عائلتهما على الفرار منه. قُتل شقيقه. وبقي معروف ينزف على الأرض، بينما هاجم كلب ضال ساقه اليسرى الممزقة.

يقول الأطباء إن ساقه اليمنى ستحتاج أيضاً إلى بتر، ما لم يتمكن من السفر إلى الخارج لإجراء عمليات جراحية قد تنقذها. وقال معروف إنه لا يستطيع تحمل تكلفة المسكنات ولا يستطيع الذهاب إلى المستشفى بانتظام لتغيير ضماداته كما هو مطلوب.

وقال: “إذا أردت الذهاب إلى الحمام، فأنا بحاجة إلى شخصين أو ثلاثة ليحملوني”.

كان محمد النجار يدرس للحصول على شهادة في تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين قبل الحرب.

قبل سبعة أشهر، اخترقت شظايا ساقه اليسرى خلال قصف المنزل الذي كانت عائلته تحتمي فيه. قام الأطباء ببتر ساقه فوق الركبة. كما أصيبت ساقه اليمنى بجروح بالغة، ولا تزال الشظايا عالقة في أجزاء من جسده.

على الرغم من خضوعه لأربع عمليات جراحية وعلاج طبيعي، إلا أن الشاب النجار البالغ من العمر 21 عاماً لا يستطيع الحركة.

وقال: “أود أن أسافر إلى الخارج وأضع طرفاً صناعياً وأتخرج من الجامعة، وأن أعيش حياة طبيعية مثل الشباب خارج غزة”.

غزة تواجه نقصاً في الأطراف الاصطناعية

بشكل عام، تسببت القوات الإسرائيلية في إصابة ما لا يقل عن 170 ألف فلسطيني وقتلت أكثر من 70300 – معظمهم من النساء والأطفال – منذ أكتوبر 2023.

وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير صدر في أكتوبر/تشرين الأول إن نحو 42 ألف فلسطيني عانوا من إصابات غيرت حياتهم في الحرب، بما في ذلك عمليات بتر الأطراف، وإصابات الدماغ، وإصابات الحبل الشوكي، والحروق الشديدة.

لقد تحسّن الوضع “بشكل طفيف” بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات المساعدة، لكن “لا يزال هناك نقص كبير في المنتجات المساعدة”، مثل الكراسي المتحركة والمشايات والعكازات. وأفادت منظمة الصحة العالمية في بيان لوكالة أسوشيتد برس أن غزة لا تضم ​​سوى ثمانية أخصائيين في الأطراف الصناعية قادرين على تصنيع وتركيب الأطراف الاصطناعية.

أفاد مدير مركز الأطراف الاصطناعية وشلل الأطفال في مدينة غزة، وهو أحد مركزين لا يزالان يعملان في القطاع، أن المركز تلقى شحنة من المواد اللازمة لتصنيع الأطراف الاصطناعية قبيل بدء الحرب عام 2023. ودخلت شحنة صغيرة أخرى في ديسمبر 2024، لكن لم تصل أي شحنات منذ ذلك الحين.

وقال الغصين إن المركز تمكن من توفير أطراف صناعية لـ 250 حالة خلال فترة الحرب، لكن الإمدادات بدأت تنفد.

بحسب أبو سيف من منظمة MAP، لم تدخل أي أطراف صناعية جاهزة، وقال إن إسرائيل لا تحظرها، لكن إجراءاتها تتسبب في تأخيرات و”في النهاية يتجاهلونها”.

يريد إبراهيم خليف ساقاً اصطناعية يمنى حتى يتمكن من الحصول على وظيفة في الأعمال اليدوية أو تنظيف المنازل لإعالة زوجته الحامل وأطفاله.

في يناير/كانون الثاني، فقد ساقه عندما ضربت غارة جوية إسرائيلية مدينة غزة بينما كان يخرج لشراء الطعام.

قال خليف: “كنتُ المعيل لأطفالي، أما الآن فأنا جالس هنا. أفكر في كيف كنتُ وما أصبحتُ عليه”.

Tags: الحرب في غزةضحايا حرب غزة

مقالات مشابهة

  • الإدارة الحكومية للإبداع
  • ضحايا حرب غزة يواجهون نقصًا حادًا في الأطراف الاصطناعية
  • منظمة حقوقية: العدو الإسرائيلي يستغل الحرب لسن قوانين تسكت الفلسطينيين
  • عمرو أديب: السنوات القادمة ستشهد الكثير من الأحداث والتغيرات المهمة سياسيا بمصر
  • برج السرطان حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025… كشف الكثير من الحقائق
  • مظهر شاهين ينتقد الطلاق الشفهي: أي شريعة تُبهدل المرأة؟
  • مظهر شاهين يحذّر من فوضى الطلاق الشفهي: نساء معلّقات بين الشرع والقانون
  • البزري شارك في إطلاق خطة تجهيز المستشفيات الحكومية لضمان عدالة صحية
  • كأس العرب ... وكأسك يا وطن!
  • هل تلقين الميت بعد دفنه بدعة؟!