روسيا تكشر عن أنيابها.. تهديدات بتصعيد حرب هجينة ضد الغرب
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
في تصعيد جديد في صراعها مع الغرب، حذرت روسيا من أنها ستواصل توسيع نطاق الحرب الهجينة التي تشنها ضد الدول الغربية، مهددة بزيادة الهجمات الإلكترونية، عمليات التخريب، وتوجيه ضربات مباشرة إلى حلفاء أوكرانيا.
وفي حلقة من برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، ناقش، سيد غنيم، الأستاذ الزائر في الناتو والأكاديمية العسكرية الملكية في بروكسل، تهديدات موسكو الأخيرة وكيفية تأثيرها على الأمن العالمي في ظل الصراع المستمر في أوكرانيا.
الحرب الهجينة: مزيج من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية
غنيم بدأ النقاش بشرح مفهوم الحرب الهجينة التي تتبناها روسيا في الفترة الأخيرة، قائلاً إنها تشمل مزيجًا من الهجمات العسكرية التقليدية، الحرب السيبرانية، والتأثير الإعلامي، فضلاً عن التلاعب بالاستقرار الداخلي للدول الغربية.
روسيا، بحسب غنيم، لا تقتصر على القتال في ساحة المعركة فقط، بل تستخدم أساليب غير تقليدية لزعزعة استقرار الدول من الداخل، من خلال التشويش على الأنظمة السياسية والاقتصادية.
ضربات أوكرانية على العمق الروسي: تصعيد غير مسبوق
غنيم أشار إلى الهجمات التي شنها الجيش الأوكراني باستخدام صواريخ أميركية الصنع ضد أهداف روسية، والتي اعتبرتها موسكو استفزازًا مباشرًا.
وأضاف أن هذا الهجوم يفتح الباب أمام تصعيد عسكري غير مسبوق من روسيا، حيث تتزايد المخاوف من تنفيذ موسكو عمليات هجومية شاملة داخل أوكرانيا وخارجها. وتوقع غنيم أن تبدأ روسيا في تنفيذ ضربات مباشرة ضد القوات الغربية إذا استمرت هذه الهجمات.
التهديدات الروسية: الرد على أي دول تسمح باستخدام أراضيها ضد موسكو
وفيما يتعلق بالتهديدات الروسية بتوجيه ضربات إلى دول الغرب التي تساهم في دعم أوكرانيا، قال غنيم إن روسيا تلوح بشكل متزايد بأنها ستتعامل مع هذه الدول بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع كييف.
وأضاف أن روسيا قد تستهدف المملكة المتحدة والولايات المتحدة مباشرة، في حال استمر استخدام الأراضي الأوكرانية لشن هجمات على أراضيها. هذه التصريحات قد ترفع من حدة التوترات بشكل غير مسبوق بين موسكو والدول الغربية.
التعاون مع أطراف غير تقليدية: تعزيز شبكة العلاقات الروسية
أشار غنيم إلى أن روسيا تعمل على توسيع دائرة تحالفاتها، خصوصًا في إفريقيا وآسيا الوسطى، حيث تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري والسياسي. هذا التعاون مع دول غير تقليدية، بحسب غنيم، قد يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي والدولي، خاصة إذا قررت روسيا استخدام هذه العلاقات لتوسيع نطاق الحرب الهجينة ضد الغرب.
وأضاف أن روسيا قد تستخدم هذه الدول كحصن لها في مواجهة الضغوط الغربية، ما يعزز من قدرتها على فرض المزيد من الضغوط.
الناتو في مواجهة التحديات: كيف يرد الحلف على الحرب الهجينة؟
خلال النقاش، طرح تساؤل حول رد فعل حلف الناتو تجاه التصعيد الروسي، خصوصًا في ظل تصاعد المخاوف من مواجهة شاملة. غنيم أكد أن الناتو قد بدأ في إعادة تقييم استراتيجياته لمواجهة هذا النوع من الحروب، وتحديدًا من خلال تعزيز الدفاعات السيبرانية ومراقبة التحركات الروسية.
أضاف غنيم أن الحلف سيحتاج إلى مزيد من التعاون مع دول الجوار وأدوات الردع غير التقليدية لمواجهة التهديدات الروسية المتزايدة.
هل يتجه الصراع إلى حرب شاملة؟
في سياق الحديث عن تصعيد الحرب الهجينة، تطرق النقاش إلى فكرة ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين روسيا والدول الغربية، حيث أشار غنيم إلى أن روسيا قد لا تكون قادرة على حسم الصراع في أوكرانيا بالوسائل التقليدية، لكنه حذر من أن استمرار هذه التصعيدات قد يؤثر على استقرار المنطقة ويؤدي إلى نتائج غير متوقعة.
وأضاف أن الغرب يهدف إلى إضعاف النظام الروسي من الداخل، لكنه سيكون بحاجة إلى مزيد من التعاون بين الدول الأعضاء في الناتو لتحقيق هذا الهدف.
التهديدات السيبرانية: الحرب في الفضاء الرقمي
غنيم أكد أن الحرب السيبرانية تعد من أخطر أدوات الحرب الهجينة التي تستخدمها روسيا، حيث يمكن لهذه الهجمات أن تُعطل الأنظمة الإلكترونية في الدول الغربية وتعرقل التواصل العسكري والمدني.
وأضاف أن أي تصعيد في هذا المجال قد يتسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية الرقمية في أوروبا وأميركا، وهو ما قد يفتح الباب أمام حرب ممتدة خارج نطاق الجبهات العسكرية التقليدية.
تصعيد خطر مع عدم وجود حل قريب
وأشار غنيم مختتماً إلى أن الوضع في أوكرانيا سيظل معقدًا في ظل التصعيد المستمر من روسيا، محذرًا من أن الحرب الهجينة قد تزداد تعقيدًا في الأيام المقبلة.
مع تزايد الدعم الغربي لأوكرانيا، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت روسيا ستستمر في استخدام هذه الاستراتيجية المتطورة أم ستجد نفسها مضطرة للدخول في حرب شاملة مع الغرب.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الناتو بروكسل الحرب الهجينة الهجمات العسكرية الحرب السيبرانية الجيش الأوكراني أوكرانيا روسيا روسيا الحرب الروسية أزمة أوكرانيا الناتو بروكسل الحرب الهجينة الهجمات العسكرية الحرب السيبرانية الجيش الأوكراني أوكرانيا روسيا أخبار روسيا الحرب الهجینة الدول الغربیة دول الغرب أن روسیا وأضاف أن
إقرأ أيضاً:
الكرملين رداً على الناتو: تصريحات “الاستعداد للحرب ضد روسيا” تعكس نسيان تجارب الحرب العالمية الثانية
الثورة نت /..
علق المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، اليوم الأحد، على تصريحات أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، بشأن “ضرورة الاستعداد للحرب ضد روسيا”، واصفًا إياها بأنها صدرت عن “فرد من جيل نسي تجارب الحرب العالمية الثانية”.
وكان روته قد دعا خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتز، الدول الأوروبية إلى “زيادة الإنفاق الدفاعي استعدادًا لمواجهة روسيا”.
وحث أمين عام “الناتو” أعضاء الحلف على “تبني عقلية عسكرية”، مدعيًا أن الناتو هو “الهدف التالي” لروسيا.
ورد بيسكوف، وفق وكالة “سبوتنيك”، على هذه التصريحات قائلاً: “من المحتمل أن يكون هذا التصريح صادرًا عن ممثل لجيل تمكن من نسيان كيف كانت الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف: “روسيا تتطلع إلى واشنطن، وليس إلى أوروبا، في قضايا التسوية في أوكرانيا، ونرى موقف واشنطن بشأن حل النزاع بأنه حاسم وواقعي”.
وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية تمارس ما وصفه بـ”لعبتهم في أوكرانيا”، معتبراً أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وصل إلى السلطة بشعارات السلام، لكنه استمر في انتهاك اتفاقيات مينسك، بما أدى إلى تقارب الحرب بدلًا من السلام.
وأوضح المتحدث الرئاسي الروسي أن دخول خبراء الناتو إلى أوكرانيا، وتورطهم في بعض الهيئات الحكومية، بالإضافة إلى وصول أولى شحنات الأسلحة، شكّل تهديدًا للشعب الروسي المقيم هناك وأثرًا جيوسياسيًا على أمن روسيا، ما أسهم في قرار موسكو تنفيذ “عملية عسكرية خاصة”.
وبخصوص إمكانية توقيع كييف اتفاقيات سلام ثم تخريبها كما حدث مع اتفاقيات مينسك، أكد بيسكوف أن روسيا لن ترضى بذلك، مؤكدًا الحاجة إلى “نظام ضمانات محدد لضمان امتثال كييف لاتفاقيات التسوية الأوكرانية، ليس فقط للأمن، بل لتنفيذ هذه الاتفاقيات فعليًا”.
يُذكر أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كان قد صرح في 11 ديسمبر الجاري بأن روسيا لا تملك أي خطط عدوانية ضد دول الناتو أو الاتحاد الأوروبي، وأنها مستعدة لتقديم ضمانات كتابية بهذا الشأن.