جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-03@07:39:14 GMT

هل تصمُد جبهة لبنان؟

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

هل تصمُد جبهة لبنان؟

 

علي بن سالم كفيتان

 

صمدت جبهة غزة لعام ونيفٍ، وما زالت، فهل تصمد جبهة لبنان؟ وما مآلات ذلك الصمود لو استمر؟ تساؤلات نطرحها من واقع ما نشاهده من أحداث تدور رُحاها بين الكيان الصهيوني وحركات المقاومة في غزة ولبنان، بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر مع جماعة أنصار الله في اليمن؛ مما يُمكن توصيفه بمعركة "عض الأصابع" وأنَّ من يصرخ أولًا يخسر النزال.

ولا شك أن الصراخ والاستسلام بات بعيد المنال في جبهة غزة؛ فالوضع تخطّى حدود الإحساس بالألم، إلى مرحلة أعمق لم يدركها العدو وهي أولوية الثأر للكم الكبير من التضحيات التي سكبت على أرض غزة، فليس من المجدي الآن الدخول في صفقة تبادل أو اتفاق سلام؛ كون الفاتورة تخطّت السقف الذي يمكن من خلاله الوصول إلى أي وفاق خلال الأمد القريب، أو حتى المتوسط. ومن الواضح أن الكيان الصهيوني ينزف في الميدان من خلال تساقط جنوده يوميًا في أرض المعركة، مهما كان العدد؛ فالأهم هو استمرار هذا النزيف المؤلم للداخل الصهيوني، وتدفق الجثث اليومي إلى المقابر، وارتفاع نبرات النحيب الصهيوني والإحساس بالفقد؛ فهذا الخليط من الشعوب الذي جُمِع من كل بقاع الدنيا والموعود بـ"جنة الله على الأرض" يتجرّع أكثر من أي وقت مضى الألمَ الذي سقاه للشعب الفلسطيني منذ 75 عامًا. ولأول مرة بدأوا في إعادة حساباتهم باستعادة جنسياتهم الأصلية والعودة إلى الأوطان التي قدموا منها، فهل يصمد لبنان لعام آخر وتعمل المقاومة على زيادة الغلة وحصاد أرواح المزيد من المرتزقة؟

هذا أمر مفصلي في الحرب الدائرة حاليًا؛ فجبهة لبنان امتصت الصدمة بنجاح وإعادة بناء صفوفها في زمن قياسي، في الوقت الذي خطَّط فيه العدو لضرب القيادات، متوقعًا انهيارًا دراماتيكيًا للجبهات، بينما المشهد يبدو مختلفًا اليوم؛ حيث تبلي المقاومة في الجنوب اللبناني بلاءً حسنًا وتساهم بشكل مباشر في تخفيف الضغط على جبهة غزة المنهكة.

الداخل الصهيوني يغلي وبدأت تنهار القلاع والحصون التي يحتمي بها نتنياهو بعد أن وصلت صواريخ المقاومة إلى مخدعه في قيساريا وتسريب معلومات حساسة من مكتبه عبر أبرز المقربين منه، وصياح أعضاء الكنيست كالديكة واشتباكهم ليل نهار على خلفية خلع نتنياهو، بعد إخفاقاته الهائلة في حماية الصهاينة من نيران المقاومة، وانهيار الاقتصاد الصهيوني، ووقف الدراسة، وهجرة عشرات الآلاف منهم إلى خارج الكيان الإسرائيلي، في الوقت الذي يراهن فيه نتنياهو على استلام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية في يناير المقبل؛ لممارسة المزيد من الضغوط على الدول العربية وإيران، وتوسيع مظلة التطبيع، والاعتراف بالكيان الصهيوني، وتمرير النسخة المعدلة من "صفقة القرن" المؤجلة؛ إذ إنَّ صمت هذه الدول وترك نتنياهو يخوض حرب إبادة الشعب الفلسطيني بمفرده لم يحقق الهدف من منظور ترامب، وبما أن هناك من العرب من يرى في "حماس" و"حزب الله" و"أنصار الله" حركات تخريبية لا بُد من التخلص منها، فلن يكون هناك متسع لديهم للشجب والاستنكار والتعبير عن الأسف؛ بل ربما سيكون عليهم المشاركة مرغمين في الجبهات ودخول جيوشهم المترهلة إلى ساحات القتال في غزة وفي جنوب لبنان واليمن إلى جانب الكيان الصهيوني كنوع من دفع الفاتورة الدموية للحرب؛ فالمال لم يعد يكفي.

إيران حتى الآن ما زالت مُمسكة بخيوط اللعبة في الشرق الأوسط، واستطاعت من خلال حصادها لانهيار الأنظمة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ملأ الفراغ والتماهي مع الشعور بالظلم والخذلان الذي تمارسه بعض الأنظمة العربية ضد شعوبها، فما تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم لم يعد مدًا شيعيًا ولا طموحًا سياسيًا؛ بل أصبحت أيقونة للمقاومة ضد الطغيان الصهيوني. ومن هنا لم يعد تسويق إيران كعدو للمنطقة، يحظى بالقبول لدى الشعوب؛ مما أجبر الأنظمة التي حاولت شيطنتها لردحٍ من الزمن لإعادة النظر في العلاقات معها، والتسابق لفتح السفارات، والترحيب بتواجدها السياسي والاقتصادي؛ مما يعد نجاحًا باهرًا لإيران وفشلًا ذريعًا للعرب والكيان الصهيوني والغرب.

وكإجابة على تساؤلنا الذي عنونَّا به هذا المقال: هل تصمد جبهة لبنان؟ نرى أن الحالة اللبنانية مختلفة كل الاختلاف عن جبهة غزة؛ فلبنان الحديث تم بناؤه على توافقات طائفية وكل فصيل له مرجعيته خارج حدود الوطن، يستمد منها الدعم المالي والسياسي وحتى الاجتماعي، وهذا البناء الهش ربما يُقلِّل من اللحمة الوطنية اللبنانية ويُفسح المجال للتدخل في الشأن الداخلي؛ مما قد يحسم الحرب في الجنوب سريعًا، عبر إحياء توافقات الطائف، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل الكيان الصهيوني المُنهار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد: فخور بفريق عمل قطارات الاتحاد الذي يقوده ذياب بن محمد بن زايد

قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، برحلة من دبي للفجيرة بقطار الاتحاد للركاب. 
وكتب سموه عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»: «خلال رحلة من دبي للفجيرة بقطار الاتحاد للركاب.. القطار سيربط بين 11 مدينة ومنطقة في الدولة من السلع للفجيرة.. بسرعة 200 كم/ساعة. وسيسهم بنقل 36 مليون مسافر بحلول 2030.. وسيبدأ تشغيله العام القادم بإذن الله».
وأضاف سموه: «فخور بمشاريعنا الوطنية.. وفخور بفريق عمل قطارات الاتحاد الذي يقوده ذياب بن محمد بن زايد.. وفخور بدولة لا تتوقف عن العمل، بل تضيف كل يوم لبنة جديدة في بنيتها التحتية المستقبلية».

أخبار ذات صلة محمد الشرقي: تعزيز قيم العمل الجماعي والولاء والوطنية بلدية دبي تحصد «الفائز الوطني» للسلامة

خلال رحلة من دبي للفجيرة بقطار الاتحاد للركاب .. القطار سيربط بين 11 مدينة ومنطقة في الدولة من السلع للفجيرة .. بسرعة 200 كم/ساعة . وسيسهم بنقل 36 مليون مسافر بحلول 2030 .. وسيبدأ تشغيله العام القادم باذن الله .

فخور بمشاريعنا الوطنية .. وفخور بفريق عمل قطارات الاتحاد الذي… pic.twitter.com/5U1DOmxBXS

— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) August 2, 2025

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • المقاومة تستهدف مقر قيادة للعدو الصهيوني في خان يونس
  • تحقق نبوءة نبوية في اليمن .. الإمام الذي أحيا الله به الدين
  • وقفة طلابية في إب تنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة
  • ما حكم السجود مع وجود حائل بين جبهة المصلي وموضع سجوده؟.. المفتى يجيب
  • محمد بن راشد: فخور بفريق عمل قطارات الاتحاد الذي يقوده ذياب بن محمد بن زايد
  • كثرة السجود.. من الصحابي الذي أوصاه النبي بهذا السلوك ؟
  • “الرشق”: ترمب يكرّر أكاذيب الكيان الصهيوني وتحقيق أمريكي يفنّد مزاعم سرقة المساعدات
  • 50 مسيرة حاشدة في الجوف تؤكد الثبات مع غزة والجاهزية لمواجهة العدو الصهيوني
  • الحزب في زيارة لـ جورج عبدالله: المقاومة مستمرة حتى تحصين البلد
  • قوات القاسم تعرض مشاهداً لقصف تحشدات العدو الصهيوني بجباليا البلد