صحيفة الخليج:
2025-08-12@19:22:30 GMT

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: القذيفة القاتلة

تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: القذيفة القاتلة

وصلت القوات البريطانية إلى شاطئ رأس الخيمة، قبالة حصن رأس الخيمة، يوم الثاني من شهر ديسمبر عام 1819م، وفي اليوم التالي (الثالث من شهر ديسمبر) تم إنزال فرقة من القوات البريطانية على بعد ميلين إلى الجهة الجنوبية من حصن رأس الخيمة، وفي صباح اليوم الرابع من الشهر، تم إنزال قوات بريطانية على شاطئ رأس الخيمة قبالة الحصن، حيث كانت استحكامات القواسم على بعد تسعمئة ياردة من البحر حيث كانت هنا غابة النخيل، التي تختفي فيها قوات القواسم.


كان أول تقدم للمفرزة البريطانية التي أنزلت على الشاطئ ناحية غابة النخيل، وحينما تقدمت تلك المفرزة تمّ إطلاق قذيفة مدفع من غابة النخيل، قتلت قائد المفرزة مولزورث «Molesworth»، وجرح الليفتنانت سوبري «Supery» بنيران الأسلحة الخفيفة من حصن رأس الخيمة، فتوقفت المفرزة عن التقدم. تم إبلاغ الفرقة البريطانية التي تمركزت على بعد ميلين في الجهة الجنوبية من الحصن بأن تقوم بإطلاق قذائف المدفعية على الحصن.
في صباح اليوم السادس من شهر ديسمبر أطلقت تلك الفرقة المذكورة إلى جنوب الحصن عدة قذائف من مدفع عيار ستة أرطال على الحصن، وإذا مدافع القواسم ترد عليها، حتى تبيّن للفرقة أن القواسم يستعملون القذائف عيار ستة أرطال التي وصلت إليهم من البريطانيين.
استبدلت تلك المدافع بثلاثة مدافع عيار عشرة أرطال، التي لم يستطع القواسم استعمالها، فقاموا باستعمال الصخور لمدافعهم، التي لم تُحدث أثراً.
اقترب الطراد «ليفربول» من الشاطئ قدر ما يسمح به غاطسه، وفتح نيران مدافعه على البلدة والحصن، لكنها لم تحدث أثراً لبعدها الكبير عن الهدف.
كانت القوات البريطانية قد انسحبت من الشاطئ وبقيت القوات الموجودة على بعد ميلين جنوبي حصن رأس الخيمة، وفي مساء اليوم الخامس من المعركة أظهر القواسم درجة عالية من التصميم والصمود والبراعة في مقاومة القوات البريطانية.

حصن رأس الخيمة في عام 1819م ، وتظهر غابة النخيل


لم تكن المدفعية البريطانية تُحدث أثراً على حصن رأس الخيمة، حيث المدفعية ونيران الأسلحة الخفيفة، فقررت القوات البريطانية إحضار بطارية من مدفعين عيار أربعة وعشرين رطلاً أنزلا من السفينة «ليفربول» «Liverpool» ليلاً، وكان القواسم يراقبون عملية الإنزال فقرروا الهجوم على الموقع الذي يبعد عن حصن رأس الخيمة بميلين جنوباً، وكان هو الموقع الوحيد المتقدم.
عند فجر اليوم السادس من المعركة تسللت القوات القاسمية من ناحية خور رأس الخيمة إلى قبالة الموقع الباقي للقوات البريطانية، الذي سيقوم بهدم حصن رأس الخيمة على من فيه.
كانت المنطقة من ساحل خور رأس الخيمة، وعند نهايته، أرضاً منخفضة استتر القواسم خلف الكثبان الصغيرة فيها، وعند الساعة السادسة صباحاً قاموا بهجمة على طول جبهة التحصينات البريطانية، وزحفوا دون أن تشاهدهم القوات البريطانية، بالقرب من بطارية مدفعية الهاون عيار أربعة وعشرين رطلاً، ودخلوها متسلقين الحاجز، بعد أن طعنوا بالخناجر حرس المقدمة، واضطرت المفرزة البريطانية التي كانت تحتل البطارية للانسحاب.
استشاط البريطانيون غضباً، وأمرت بريطانيا ضباطها الذين على المدفعية بإطلاق مدافعهم كلها على حصن رأس الخيمة، لكنها لم تصب الحصن، بل أصابت بلدة رأس الخيمة بدمار شامل.
وما هي إلّا لحظات، وإذا بالنقيب جون غوفر «John Gover» قائد السفينة غلينليغ «Glenelg» يطلق طلقته القاتلة، حيث سقطت على حصن رأس الخيمة لتهده على من فيه.
قتل على أثر الطلقة القاتلة الشيخ إبراهيم بن رحمة القاسمي، قائد قوات القواسم، وهو شقيق الشيخ حسن بن رحمة القاسمي، حاكم رأس الخيمة، وقتل جميع من كانوا في حصن رأس الخيمة.
دخلت القوات البريطانية إلى بقايا حصن رأس الخيمة، وتم احتلال رأس الخيمة بعد مقاومة شديدة لمدة ستة أيام من قبل القواسم.
تم تكريم النقيب جون غوفر بالكأس الفضية المذهبة.
آلت تلك الكأس الفضية المذهبة إليّ، وهي موجودة في دارة الدكتور سلطان القاسمي، ومعروضة للمشاهدين.

الدكتور سلطان بن محمد القاسمي * الكأس الفضية المذهبة وقد كتب عليها النص التالي: الكابتن جون غوفر قائد السفينة غلينليغ بومباي، كتذكار للصداقة والتقدير مقدمُه اللفتنانت كولونيل ميلنز «Milnes»، رفيق وسام باث (C.B.)، قائد الفوج الخامس والستين التابع لجلالة الملك، وضباط الفيلق على متن السفينة غلينليغ أثناء الحملة في الخليج في عامي 1819م – 1820م.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات سلطان بن محمد القاسمي بريطانيا القوات البریطانیة على بعد

إقرأ أيضاً:

اتفاقية بين ترامب ميديا وجي بي نيوز البريطانية ذات التوجه اليميني

أبرمت شركة "ترامب ميديا" التابعة لعائلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شراكة مع قناة "جي بي نيوز" (GB News) ذات التوجه اليميني، لبث القناة الإخبارية البريطانية على المنصة الأميركية للبث المباشر "تروث بلس" (+Truth).

وأعلنت شركة "ترامب ميديا آند تكنولوجي غروب" (TMTG)، التي تدير تطبيق التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" (Truth Social) ومنصة البث المباشر "تروث بلس" (+Truth) أنها ستضيف قناة "جي بي نيوز" التي تستثمر بها مجموعة "ديسكوفري" الأميركية، إلى قائمة القنوات، مما يجعلها متاحة في معظم دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل أدى ترامب رقصته الشهيرة بحضور الصحفيين في البيت الأبيض؟list 2 of 2جون ريندون خبير التضليل الإعلامي وعراب حروب أميركاend of list

ومنذ نشأتها عام 2021، يسود اعتقاد أن "جي بي نيوز" تسعى إلى محاكاة قناة "فوكس نيوز" الأميركية التي يفضلها ترامب.

يأتي ذلك، في وقت يواصل الرئيس الأميركي انتقاد وسائل الإعلام الرئيسية، ورفع دعاوى قضائية ضد عمالقة الإعلام مثل روبرت مردوخ، بالإضافة إلى محطات البث والصحف الصغيرة.

وفي وقت سابق من هذا العام، قال ترامب إن وسائل الإعلام الأميركية مليئة بـ"وحوش اليسار المتطرف" الذين ارتكبوا جرائم "غير قانونية" في تغطيتهم الإخبارية.

ومؤخرا، قال مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، إن "وسائل الإعلام الليبرالية" تنشر "أخبارا كاذبة" فيما يتعلق بتقارير تزعم أن اسم ترامب ورد في ملفات وزارة العدل الأميركية بشأن قضية الملياردير الراحل جيفري إبستين، المتهم بارتكاب اعتداءات جنسية.

وقال ديفين نونيس، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة "ترامب ميديا"، في بيان: "جي بي نيوز هي مصدر رائع للأخبار والحقائق والتعليقات".

وأضاف "من خلال توسيع نطاقها العالمي، نهدف إلى ربط جمهور دولي جديد ضخم بتقارير الشبكة الفريدة وآرائها، مع إحداث ثغرة أخرى في احتكار الأخبار العالمية".

يشار إلى أن "جي بي نيوز" تعد أول قناة إخبارية تنضم إلى وسائل الإعلام التقليدية في بريطانيا منذ نحو عقدين، وتخوض منافسة مع قناة "سكاي نيوز" الخاصة ومع هيئة البث البريطانية "بي بي سي".

إعلان

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أشجار الجنة التي نعيش فيها)
  • إشادة بدعم جواهر القاسمي لتطوير علاج السرطان
  • بها حانة ومهبط هليكوبتر وحصن.. جزيرة بريطانية خاصة تطرح للبيع بـ4 ملايين دولار
  • اتفاقية بين ترامب ميديا وجي بي نيوز البريطانية ذات التوجه اليميني
  • سلطان المطيري.. مسيرة قائد وهب حياته لخدمة الوطن
  • المسؤولية البريطانية عن زرع الكيان الصهيوني
  • وفاة الفريق ركن سلطان بن عادي المطيري
  • تسرب إشعاعي قرب جلاسكو يهدد الغواصات النووية البريطانية
  • أبراج المراقبة البريطانية جنوبا: دعم أمني للجيش ورفض اسرائيلي؟
  • تسرب إشعاعي يُهدّد الغواصات النووية البريطانية .. تفاصيل