د.حماد عبدالله يكتب: " العشوائيــــــات " فى عقول المصريين
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
أصبحت العشوائيات من سمات المحروسة،ولا أقصد بعشوائياتنا فى الأحياء السكنية،مثل الدويقة،ومنشية ناصر،والمجاورين، وباب الوزير، والمغربلين، والسلام،والعرب بالمعادى،وبولاق الدكرور ( الصين الشعبية) وطره وبقية 68 حى عشوائى بالقاهرة،تضم أكثر من 4 مليون نسمه، بما فيهم المقابر بحى الجمالية،ومدينة نصر،وكذلك إمتداد العشوائيات على كل الطرق المنشئة بما فيها الطريق الدائرى والدولى من غرب مصر إلى شرقها!!
ولكن أقصد عشوائيات القرارات الإدارية،وعشوائية السياسات فى قطاعات مثل المرور والمرافق والمياه،والصرف الصحى،والطرق والتراخيص وتشغيل وتراخيص مبانى،وإدارات صحية،وتموين ومواصلات … الخ.
وإستمرت هذه العشوائية منذ الستينيات من القرن الماضى إلى الحاضر فى القرن الواحد والعشرين وحتى بعد قيامنا بإنتفاضات شعبية وثورتين.
والمصيبة الأكبر أن أكثر ما يضير الأمة،أن العشوائية إنتقلت من القدم إلى الركبة،إلى الجسد،ووصلت إلى رأس الأمة،وأقصد به "التعليم الجامعى "وما بعده فى مراحل "الدراسات العليا "من ماجستير ودكتوراه،فأصبحت سمة العشوائية فى كل ما تتناوله رأس الأمة،من بحوث علمية غير ذى قيمة أو ذى فائدة تعود على الجميع.
وترجع خطورة إنتقال هذه السمة إلى هذا الجزء من "جسد الأمة " إلى المثل القائل بأن "السمكة تفسد من رأسها !!
والخوف كل الخوف،بأن ما يتم، وما نأمل فيه من إصلاح سياسى وإقتصادى، يقابله إستهتار إجتماعى شديد الضراوة،والشراسة،وتزداد سمة العشوائية ترسيخًا،فى وجدان هذه الأمة،مما يجعلنى أستصرخ الناس والقادة،والمسئولين عن ثقافة هذه الأمة بأن العشوائيات ستكون سببًا فى إنهيارنا.
ماذا لو أغلقنا كل الأبواق المزايدة،على مصالح ضيقة وخلافات حزبية،ووهم دينى متعصب أعمى فى المجتمع،وواجهنا جميعًا،إدارة وشعب،ما وصلنا إليه من هذا المرض العضال وهو " العشوائية فى مصر" وما السبيل إلى الإستشفاء حتى لو كان ذلك بتدخل جراحى،وإن إستدعى الأمر إستجلاب أطباء غير مصريين لإنقاذ جسد الأمة من الإنهيار،إذا كنا قد فقدنا الثقة فى أطباء وعقلاء هذا الوطن!!.
فلنا أن نستعين بأجانب للمساعدة مثما نفعل فى ( كرة القدم ) على سبيل المثال،ومثلما نفعل فى إدارة شئون الإقتصاد فى الدولة، حيث نستعين بمن يرى أننا نستحق المساعدة من العرب والأصدقاء.
نحن فى أشد الإحتياج للإهتمام بعقول هذا الوطن، وعشوائيات البشر حيث هؤلاء هم الذين نعمل على تنمية إقتصادهم ووسائط حياتهم، ولكن نسينا الإهتمام بعقولهم وهذا الأهم !!
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
قويسنا تودع رفعت حماد أحد رموز الطب البيطري بالمنوفية
نعى الوسط البيطري في المنوفية، الخميس، ببالغ الحزن والأسى د.رفعت حماد، مدير مديرية الطب البيطري، ووكيل الوزارة الأسبق الذي وافته المنية صباح اليوم بعد رحلة عطاء طويلة في خدمة قطاع الطب البيطري.
ومن المقرر أن تُشيع جنازة الفقيد عقب صلاة المغرب من مسجد الديب بقرية شبرابخوم التابعة لمركز قويسنا، حيث يُقام العزاء في مضيفة عائلة الديب بالقرية ذاتها وسط حالة من الحزن التي خيمت على زملائه ومحبيه وتلاميذه الذين عملوا معه على مدار سنوات طويلة.
يعد د.حماد من الكوادر المهنية البارزة في قطاع الطب البيطري بالمنوفية حيث شغل منصب مدير مديرية الطب البيطري لعدة أعوام، وتمتع خلالها بسمعة طيبة وأداء مهني مشهود له بالكفاءة والالتزام، إذ عرف عنه تفانيه في العمل وحرصه الدائم على تطوير المنظومة البيطرية في المحافظة.
ترك الدكتور رفعت بصمات واضحة في الملفات البيطرية التي أشرف عليها، خاصة ما يتعلق بحملات التحصين ومكافحة الأمراض الوبائية التي تمس الثروة الحيوانية، كما كان له دور بارز في تنظيم العديد من المبادرات البيطرية التوعوية داخل القرى والمراكز، بهدف الحفاظ على صحة الحيوانات ودعم صغار المربين.
وأعرب عدد كبير من الأطباء البيطريين والمسؤولين في محافظة المنوفية عن خالص تعازيهم لأسرة الفقيد، مستذكرين مواقفه المهنية والإنسانية ومساهماته في النهوض بالعمل البيطري خلال فترة عمله بالمديرية.
وتشهد منصات التواصل حالة من التفاعل الكبير مع خبر وفاته، حيث نعاه كثيرون بكلمات مؤثرة، مشيرين إلى أنه كان نموذجًا يُحتذى به في الانضباط والإخلاص في العمل.
وبرحيل د.رفعت حماد يفقد قطاع الطب البيطري بالمنوفية أحد أعمدته الذين أثروا العمل الإداري والميداني، تاركًا خلفه إرثًا من القيم المهنية والإنسانية التي ستظل حاضرة في ذاكرة كل من عرفه.