موقف لافت.. البابا يدين غطرسة المحتل في فلسطين وأوكرانيا
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
دان البابا فرانشيسكو اليوم الاثنين -في موقف نادر ولافت- ما وصفها بـ"غطرسة المحتل" في فلسطين وأوكرانيا، معبرا عن قلقه العميق تجاه المعاناة الإنسانية التي تسببت بها الحروب في هذين البلدين.
وجاءت تصريحات البابا، خلال كلمة ألقاها في الفاتيكان بمناسبة الذكرى الـ40 لمعاهدة السلام بين تشيلي والأرجنتين، حيث وصف النزاعات الحالية بأنها "إخفاقات كبرى للبشرية".
وأضاف بشكل مرتجل خلال كلمته: "أذكر ببساطة إخفاقين للبشرية اليوم: أوكرانيا وفلسطين، حيث المعاناة كبيرة وحيث غطرسة المحتل تقوض الحوار".
وفي انتقاد حاد لتجارة الأسلحة، وصف البابا الحديث عن السلام وسط استمرار الحروب بأنه "نفاق"، داعيا إلى وضع الحوار في صميم العلاقات الدولية. وأكد أمام الدبلوماسيين وممثلي الأديان الحاضرين أن السلام يجب أن يقوم على أساس العدل والإنصاف.
ويعد هذا التصريح الأكثر صراحة من البابا تجاه السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وعلى الرغم من أن "الكرسي الرسولي" يعترف بدولة فلسطين منذ عام 2013، ويدعم حل الدولتين، فإن هذا التصريح يمثل أول إدانة علنية بهذا الوضوح للسياسات الإسرائيلية.
وجاءت هذه التصريحات بعد أسبوع واحد من نشره كتابا جديدا بعنوان "الأمل لا يخيب أبدا: حجّاج نحو عالم أفضل"، الذي دعا فيه إلى دراسة الوضع في غزة لتحديد إذا ما كان يندرج تحت تعريف الإبادة الجماعية، وهو ما رفضته إسرائيل بشدة.
دعوات للسلاموكان البابا فرانشيسكو يعلن باستمرار أنه يصلي من أجل المدنيين في غزة وأوكرانيا، مشيرا إلى المعاناة التي يعيشونها يوميا. كما استقبل مؤخرا 16 أسيرا إسرائيليا تم الإفراج عنهم في صفقة تبادل للأسرى العام الماضي.
وسبق أن انتقد البابا استخدام القوة المفرطة في غزة ولبنان، ودعا إلى ضبط النفس، لكنه لم يصل من قبل إلى مستوى تصريحاته الأخيرة التي اتهم فيها المحتل بـ"الغطرسة" التي تقوّض فرص الحلول السلمية.
ووضعت تصريحات البابا الأخيرة الفاتيكان في قلب النقاش الدولي حول حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، مع دعوة صريحة إلى الحوار بوصفه حلا وحيدا للسلام في ظل هذه الأزمة الإنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
عيد برائحة البارود
في حين تتزين العواصم العربية بالأضواء والزينة، وتصدح المساجد بالتكبيرات، وتُذبح الأضاحي في أجواء من الفرح والسرور، يعيش أهل غزة عيدًا مختلفًا، عيدًا مُلطخًا برائحة البارود، ومُثقلاً بأصوات القصف والدمار.
في غزة، لا أضاحي تُذبح، بل تُزهق الأرواح، ولا تكبيرات تُسمع، بل أصوات الانفجارات تُدوّي في الأرجاء. أدى الغزيون صلاة العيد على أنقاض المساجد المدمرة، وفي مراكز الإيواء، حيث غابت مظاهر العيد التقليدية.
في شوارع غزة، لا أطفال يركضون بثياب العيد، ولا بالونات في الأيدي، ولا ضحكات على الأبواب، بل أشلاء متناثرة، ودموع تسيل فوق وجه أمٍّ فقدت أبناءها، وأبٍ يدفن أضحيته الوحيدة: طفله الصغير.
الأطفال في غزة لا ينتظرون العيدية، بل يتساءلون إن كانوا سيبقون على قيد الحياة. هناك، لا تُفتح الهدايا بل تُفتح القبور، ولا تُضاء الشموع بل تُشتعل النيران في البيوت والأحلام.
في غزة، تختلط رائحة الشواء برائحة الجثث، وتتحوّل موائد العيد إلى موائد عزاء، تُقرأ فيها الفاتحة بدلًا من تبادل التهاني.
رغم كل هذه المعاناة، يصرّ أهل غزة على الحياة، ويُحاولون إدخال البهجة على قلوب أطفالهم، من خلال مبادرات ترفيهية بسيطة، تُضفي بعض الفرح على أجواء العيد الحزينة.
يا عرب، في الوقت الذي تحتفلون فيه بالعيد، لا تنسوا أن هناك شعبًا يُعاني، ويُقدّم التضحيات من أجل كرامته وحقوقه. فلنُشاركهم الألم، ولنُساندهم في محنتهم، حتى يعود العيد إلى غزة فرحًا وسلامًا.
أليس من الخزي أن نغرق في التهاني، وننسى أن أهلنا هناك لا يملكون سوى الدموع؟ أليس من العار أن نلبس الجديد، وهم بالكاد يجدون ما يستر أجسادهم تحت الأنقاض؟
غزة لا تطلب منا إلا كلمة، وقفة، موقفًا لا يُشترى ولا يُباع، لكنها كثيرًا ما تُقابل بالصمت، أو بالتجاهل العربي الذي زاد الجراح عمقًا.
فلتكن أعيادنا ناقصة ما دامت غزة تنزف، ولنتذكر أن العيد الحقيقي يكون حين يعم السلام، وتُرفع المعاناة، ويُكسر الحصار.