ارتفاع هائل بمبيعات الدولار.. ماذا يحدث في العراق؟
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
بعد تجاوز مبيعات مزاد العملة العراقية مبلغ 65 مليار دولار بنهاية أكتوبر 2024، عبر اقتصاديون عن مخاوف من تحول نظام البنوك المراسلة الذي اعتمده العراق لتمويل التجارة الخارجية إلى طريقة جديدة لتهريب العملة وغسيل الأموال عبر "تضخيم قيمة الفواتير".
"هذا الرقم الضخم من المتوقع أن يصل إلى 75 مليار دولار بنهاية العام، وهو الأعلى في تاريخ العراق".
وبحسب البيانات التي يصدرها البنك المركزي العراقي فإن مبيعاته من العملة الأجنبية شهدت تزايداً واضحاً خلال العام الحالي لتتجاوز في أكتوبر الماضي 6 مليارات دولار، أي نحو 274 مليون دولار يومياً.
وأثارت هذه الأرقام تحفظ خبراء الاقتصاد العراقي، كونها مغايرة تماماً لما صرح به رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في فبراير 2023، حين ظهر عند بداية تسلمه لمنصبه على قناة "العراقية" الرسمية محتجاً على حجم مبيعات مزاد العملة في البنك المركزي العراقي.
خلال تلك المقابلة، التي تزامنت مع بدء العمل بالمنصة الإلكترونية ونظام سويفت، قال السوادني "دائماً نتحدث عن وجود فواتير مزورة وخروج الأموال إلى الخارج عن طريق التهريب وهذا واقع"، مبدياً استغرابه من استيرادات كانت تصل قيمتها لنحو 300 مليون دولار يومياً.
وأعرب عن قناعته "إن ذلك يفسر أن العملة كانت تهرب إلى الخارج، وكانت هذه مشكلة مزمنة منذ سنوات"، لافتاً إلى إن هذه الأموال كانت تخرج "بفواتير مزورة".
أرقام متضاربة.. وشكوكتشكل معرفة حجم استيراد العراق ما يشبه المعضلة، فبحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء فإن العراق استورد خلال عام 2023 من المواد السلعية والمنتجات النفطية ما قيمته 24.6 مليارات دولار، مسجلا ارتفاعاً عن سنة 2022 الذي بلغ 21.9 مليار دولار.
وهي أرقام تقل كثيراً عن مبيعات البنك المركزي من العملة الأجنبية في 2023 وهو 40.9 مليار دولار، وأقل من مبيعاته عام 2022 التي وصلت إلى 48.5 مليار دولار.
بالمقابل كشفت شركة "statista" الألمانية المتخصصة ببيانات السوق والمستهلكين بالعالم، عن قيمة استيرادات العراق للعام 2023 التي وصلت إلى ما قيمته 95.53 مليار دولار. فيما تحدث مركز عراق المستقبل عن استيرادات وصلت إلى ما قيمته 67.25 مليار دولار.
هذه التدفقات المالية والاستيرادية تناولها بحث حمل عنوان "دور مزاد العملة في التدفقات المالية غير المشروعة في العراق" واستنتج أن مزاد العملة كان نافذة أساسية للتدفقات المالية غير المشروعة في العراق. وقال إنه تم من خلاله تهريب أكثر من 132 مليار دولار من إجمالي مبيعات السنوات 2007-2013 البالغة 350 مليار دولار.
وفي تقرير نشرته هيئة النزاهة بعنوان "دور نظام الرقابة المالية في منع ظاهرة تهريب العملة الأجنبية" الذي اعتمد على بيع العملة في البنك المركزي العراقي أنموذجاً، توصل إلى أن هناك العديد من المخالفات والخروقات الكبيرة في التعليمات والقوانين التي صدرت من البنك المركزي، نتيجة إهمال متعمد أدى إلى حدوث تجاوزات خطيرة أفرزت ظاهرة تهريب العملة كأحد أهم أوجه الفساد في العراق.
استيراد مرعباستثنت الإدارة الأميركية عدداً كبيراً من المصارف العراقية خلال عامي 2022 و2023 من التعامل مع "نافذة بيع العملات الأجنبية" وفرضت عليها عقوبات لشبهات فساد أحاطت بها. وبدء التعامل مع منصة إلكترونية تقوم المصارف برفع طلباتها من الدولار عبرها بالتنسيق مع الجهات الدولية، لغرض إحكام وتنظيم عمليات نافذة بيع وشراء العملة الأجنبية، تضمن فاعلية الرقابة عليها.
لكن، المشكلة التي حصلت أن: "الآلية لم تتغير كثيراً سوى بتحفيز الأرصدة، أي أننا عدنا نتعامل بالآلية القديمة ما قبل المنصة، الفرق أن عملية التعزيز يتم تدقيقها من قبل المؤسسات البنكية الأمريكية" كما يقول الحبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني لموقع "الحرة".
ويشير المشهداني إلى أن مركز التجارة العالمي الذي يصدر تقريراً سنوياً عن حجم التجارة: "يتحدث عن 85 مليار دولار هي قيمة الاستيرادات العراقية لعام 2023".
وهي مشكلة تأتي من حقيقة أن العراق "دولة مستوردة، ولا تتوفر لدينا عملية تصنيع لتقليل حجم الاستيرادات. وهذا يأتي لأننا لا نمتلك مصدر لتمويل الميزانية غير نفطي، فنحن لا نمتلك سوى الايرادات النفطية".
حقيقة أخرى يشير لها المشهداني: "أن الأرقام الحقيقية للاستيراد لا تأتي إلا من خارج العراق عندما تُفصح تلك الدول عن حجم الاستيراد، لنجد أنها أرقام كبيرة ومرعبة".
وبحسب المشهداني، فإن الأسئلة التي يجب اثارتها اليوم تتعلق بـ"مدى حاجة العراق الفعلية بأن يستورد مواداً بهذه المبالغ في العام الواحد ومدى دقة هذه الأرقام. وعلينا أن نبحث عما إذا كان هناك تضخيم بالفواتير. وهنا نحتاج إلى وقفة للتدقيق بشأن ما إذا كانت هذه البضائع التي تم الاعلان عنها قد دخلت إلى العراق أم لا".
ويتطابق حديث المشهداني هنا مع تقرير "هيئة النزاهة"، الذي أورد عدة مظاهر لتهريب العملة أهمها تضخيم "الفواتير الخاصة بالاستيرادات السلعية الوهمية" والتي قال إن نسبة المواد الداخلة إلى العراق في عينة من القوائم التي قام التقرير بمراجعتها بلغت 1% فقط.
قضية معقدةينتقد استاذ الاقتصاد والعلوم المصرفية، أحمد هذال، في حديثه لـ"الحرة" تأجيل البنك المركزي لسنوات عديدة تطبيق المنصة لتحويل الدولار، والتي من شأنها معرفة المستفيد النهائي من الحوالات الخارجية لتمويل التجارة الخارجية "بحجة أنه لا يمكننا السيطرة على النظام المصرفي، وأن الجهاز المصرفي متخلف ولا يتمتع بالمرونة الكافية لتطبيق الأتمتة الإلكترونية بقضية تحويل الدولار.
ورغم تطبيق المنصة الإلكترونية: "لازالت قضية التحويل معقدة جداً من قبل البنك المركزي، ومازالت هنالك فواتير من قبل التجار، ولا زالت هنالك اعتمادات من قبل المصارف تقول بعملية فبركة لهذه الفواتير وتضخيمها، حتى يتم بيع أعلى كمية ممكنة من مبالغ الدولار عن طريق المنصة والبنوك المراسلة".
ويبرر هذال رأيه بأنه "من غير المنطقي أن يتم بيع الدولار يومياً على مدار خمسة أيام أسبوعياً خلال الفترة القليلة الماضية بما يزيد عن 250 مليون دولار".
ويرى هذال أن هذا الرقم: "كبير جداً"، ويبدي قناعته أن هذه الكميات من الدولار "لا تتطابق مع حجم الاستيرادات الفعلية" لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "كثير من التحويلات الخارجية والسلع والخدمات المسجلة لا تدخل بصفة اسمها الحقيقي".
وهو ما يعني أن: "هنالك تضخيم للاستيرادات بشكل كبير من قبل مجاميع معينة، وهذه مرتبطة بدول الاستيراد والدول الوسيطة التي تغذي هذه الحوالات".
غسيل الأموال "انتهى"ويستبعد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، وجود تهريب أو غسيل أموال من خلال مزاد العملة الأجنبية "لأنه انتهى تقريباً، وأصبحت هناك تعزيزات مالية إلى مصارف مراسلة أمريكية لها القدرة على الامتثال ومراقبة عمليات غسيل الأموال".
وما يحصل اليوم، بحسب ما أبلغ به صالح موقع "الحرة" أن "البنوك العراقية غير المعاقبة يمكنها فتح حسابات ببنوك أجنبية مراسلة قادرة على المراقبة ومعرفة الجهة الأخيرة المستفيدة من الأموال المحولة. لذلك فإن قواعد الامتثال تغيرت وأصبحت أقوى".
ومع ذلك يتفق صالح مع ما ذهب اليه خبراء الاقتصاد "فالعراق لا يحتاج إلى هذه المبالغ الهائلة التي تأتي خلفها قصة أخرى تتعلق بحجم الاستيرادات الكبيرة، وتنوع وتعدد السلع التي يتم استيرادها دون فرض رقابة عليها. خصوصاً السلع الكمالية أو التافهة التي نراها في الأسواق ويتم إنفاق العملة الأجنبية عليها".
ولذلك: "فإن علينا تحديد الأولويات في عملية الاستيراد، ومنع دخول السلع التي لا قيمة لها من الناحية الاقتصادية".
أما الفرق بين حجم الاستيرادات التي يتم الإعلان عنها والتي لا تتناسب مع المواد التي يتم استيرادها فيقول أن :"هناك سلع معفية من الضرائب تخص المستثمرين، كما أن هناك سياسة جمركية مختلفة في الإقليم عن باقي انحاء العراق. كما أن هناك بضائع يتأخر وصولها، أو تصل على شكل تدفقات تحتاج إلى فترة زمنية أطول".
الحل؟ولكل الأسباب التي ذُكرت فإن العراق، بحسب مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية "يحتاج إلى عملية توازن كبيرة، خصوصا فيما يتعلق بتنشيط القطاع الصناعي، وأن يتم دراسة ما يتم استيراده من سلع وبضائع". كما علينا "التحول إلى نظام أتمته لتسجيل البضائع الواردة، ليتبين لنا ما هي البضائع التي تصل فعلاً والتي تم تزويد التجارة بمبالغ مالية من العملة الصعبة وشراء الدينار منهم مقابلها".
بالإضافة إلى "اخضاع المنافذ الحدودية ومعاملتها على انها منطقة واحدة. وهذا كله يحتاج إلى وقت فقد بدء العراق اليوم بخطوات لتحقيق ذلك". ويختم حديثه بالقول: "بتقديري هناك فجوتان الأولى تتعلق بعملية تنظيم نوعية السلع الداخلة للعراق. والثانية تتعلق بتقليص الخروق الجمركية لنحصل على التقديرات الصحيحة لحجم الاستيرادات".
بدوره يرى هذال أن هناك أهمية كبيرة لـ"معرفة المستفيد الأول للتحويل عبر المنصة، وذلك عن طريق التعاون بين الجهات المعنية، وهي وزارة التجارة والتخطيط والبنك المركزي والجمارك ووزارة المالية عبر نظام الاسكودا".
وينوه إلى أن خبراء الاقتصاد "كثيراً ما نادوا بتطبيق هذا النظام وهو معمول به عالمياً لمعرفة الاستيرادات الحقيقة، وما هي الأموال الواجب تسديدها". مع ملاحظة إنه "ليس من المنطقي أن يكون لدينا نحو 60% من التجارة غير منظمة، أي لدينا تجار غير منظمين ولا يمتلكون الصفة القانونية ويضغطون على سعر الصرف الداخلي ويتسببون بارتفاعه وهم المستفيدين من التحويل الخارجي دون أن يمتلكون صفة قانونية".
ويتطلب حل تضارب أرقام الاستيرادات وزيادة حجم مبيعات البنك المركزي من الدولار لتمويل التجارة الخارجية، كما يرى المشهداني "إجراءات حكومية سريعة ورادعة، فمن يقوم بهذه العمليات حيتان فساد من تجار يمولون أحزاب مؤثرة بالقرار".
كما أن هناك "أطرافا سياسية متنفذة متورطة، وبؤر فساد تحتاج محاربتها إلى إرادة سياسية وقوة قرار، مع ملاحظة أن القانون موجود، إلا أنه ليس قوياً بما يكفي بحيث يضرب كبار حيتان الفساد".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العملة الأجنبیة البنک المرکزی تهریب العملة مزاد العملة ملیار دولار فی العراق أن هناک إلى أن من قبل
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث إذا اعترفت بريطانيا بالدولة الفلسطينية؟ صحف بريطانية تجيب
استعرضت الصحف البريطانية اليوم الأربعاء أبعاد القرار المرتقب لبريطانيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، محللة العقبات الإسرائيلية الأميركية ودلالات القرار الدبلوماسية، وسط إشادة بالخطوة ومخاوف من عرقلتها.
وتأتي التقارير على خلفية إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس الثلاثاء أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة وتلتزم بحل الدولتين وتمتنع عن ضم الضفة الغربية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإعلام الإسرائيلي يرصد حجم التناقض في التصريحات بشأن المجاعة بغزةlist 2 of 2السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعيend of listشروط ستارمروحللت صحيفة تلغراف البريطانية المطالب الأربعة التي قدمها ستارمر إلى الحكومة الإسرائيلية مقابل تأجيل الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، مع التأكيد على أن فرص الاستجابة لهذه الشروط تبدو ضعيفة في ظل المواقف الإسرائيلية الحالية.
وقف إطلاق النار: طالب ستارمر بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، وأشار التقرير إلى أن غياب الثقة بين الأطراف المتفاوضة واستمرار العمليات العسكرية يجعلان تحقيق هذا الشرط غير مرجح حاليا. السماح بعودة المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة: دعا ستارمر إلى استئناف دخول المساعدات عبر آلية أممية والسماح بدخول 500 شاحنة يوميا كما كان الأمر قبل الحرب، ويرى التقرير أن نظام المساعدات الحالي الذي يعتمد على مؤسسات أميركية خاصة يجعل تحقيق هذا المطلب معقدا ومليئا بالعقبات السياسية والأمنية. وقف ضم الضفة الغربية: أكد ستارمر أن على إسرائيل الالتزام بعدم ضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذا شرط أساسي في أي تسوية قائمة على حل الدولتين، لكن التقرير أكد أن غياب الإرادة السياسية في إسرائيل لوقف الضم أو الحد منه بسبب قوى اليمين المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية سيحول دون ذلك. الالتزام بسلام طويل الأمد قائم على حل الدولتين: اشترط ستارمر التزام إسرائيل بخطة سلام تفضي إلى حل الدولتين، ولكن التقرير قال إن هذا الحل أصبح أبعد من أي وقت مضى، في ظل الانقسام بشأن قضايا محورية مثل الحدود وحق العودة ووضع القدس المحتلة واستمرار الاستيطان.وأكد تقرير نشرته صحيفة تايمز أن هذا التحرك الرمزي الذي تسير فيه بريطانيا على خطى فرنسا قد لا يُحدث فرقا كبيرا، خاصة في ظل الرفض الإسرائيلي الصارم والاعتراض الأميركي المتوقع داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
إعلانلكن لهذه الخطوة دلالات سياسية ودبلوماسية مهمة، خاصة أن بريطانيا كانت أول من مهّد لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين من خلال وعد بلفور عام 1917، حسب التقرير.
وخلص تقرير نشرته صحيفة إندبندنت إلى استنتاجات مشابهة، مشيرا إلى أن الاعتراف البريطاني -وإن لم يغيّر الوضع القانوني لفلسطين داخل الأمم المتحدة- يحمل رسائل سياسية قوية ويعيد تفعيل الجهود الأوروبية لإحياء حل الدولتين، ويُبرز حجم التباين بين السياسات الأميركية والأوروبية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقد يشجع القرار -الذي جاء نتيجة تنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس– دولا أخرى مثل كندا على اتخاذ خطوات مماثلة، حسب التقرير.
ويظل العائق الحالي الأهم أمام الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، وفق ما نقله التقرير عن الأستاذة المتخصصة في الشرق الأوسط جولي نورمان من كلية لندن الجامعية.
تبعات متوقعةوتابعت نورمان أن تصويت بريطانيا وفرنسا في الأمم المتحدة لصالح فلسطين سيكون خطوة رمزية "مهمة" تعكس التزاما أخلاقيا اتجاه الفلسطينيين، وعلى الرغم من أن الوضع الميداني لن يتغير فورا فإن الاعتراف سيقوي موقف الفلسطينيين سياسيا في أي مفاوضات مستقبلية.
وفي حال اعترفت المملكة المتحدة بفلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل فسيتم تحويل بعثة فلسطين في لندن إلى سفارة، مما يفتح المجال أمام مشاركة فلسطينية أوسع في المحافل الدولية، حسب التقرير.
كما سيؤدي القرار إلى الاعتراف بجوازات السفر الفلسطينية، دون أن يؤثر ذلك على نظام اللجوء والهجرة المعتمد في بريطانيا، إذ سيظل السفر خاضعا لنظام التأشيرات الحالي، وفق التقرير.
وأوضح القنصل البريطاني الأسبق في القدس فينسنت فيان لـ"إندبندنت" أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يغيّر مسألة "حق العودة" للفلسطينيين، معتبرا أنه حق تاريخي، ولكن تحقيقه سيتطلب التفاوض مع إسرائيل.
قرار "شجاع" ومصيريبدورها، أشادت صحيفة إندبندنت في افتتاحيتها اليوم بقرار ستارمر، واعتبرت الإعلان لحظة تاريخية محفوفة بالمخاطر، وتحركا شجاعا يستحق الدعم الكامل رغم الضغوط الداخلية والخارجية.
وأشارت إلى أن ربط الاعتراف بوقف المجاعة وإطلاق الأسرى خطوة ذكية تمنح إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على حد سواء حوافز للتحرك باتجاه الموافقة على وقف إطلاق النار.
وأكدت الافتتاحية أن الاعتراف لن يشمل حماس، بل السلطة الفلسطينية، تماما كما فعلت فرنسا، وأن هذه الرسالة ضرورية لضبط الحكم المستقبلي في غزة.
وأضافت أن ستارمر يحاول إحياء دور البلاد كقوة دبلوماسية فعالة في الشرق الأوسط، وهو أول زعيم بريطاني منذ عقود يسعى إلى دور قيادي في عملية السلام في فلسطين.
وخلص التقرير إلى أن أي خطة سلام أو تحالف دولي أو حوافز اقتصادية لن تنجح دون دعم حاسم من الولايات المتحدة، لكن موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الظاهرية على الموقف البريطاني تمثل تقدما دبلوماسيا يعكس مستوى الثقة بين الجانبين، ويمنح أوروبا مجالا أكبر للتحرك باستقلال.
إعلان