يمانيون:
2025-12-14@17:00:43 GMT

فتاوى السلام مع عدو السلام

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

فتاوى السلام مع عدو السلام

السفير – عبدالله علي صبري

حتى مع القضية الفلسطينية العادلة والتي كانت محل إجماع عربي وإسلامي، فإن الموقف الديني يتم تدبيجه تبعا للموقف السياسي، وهكذا هي العادة مع مشايخ البلاط وفقهاء السلطة في مختلف العصور.
ولأن الموقف السياسي في مصر قد تغير لصالح التطبيع مع الكيان الصهيوني بعيد إعلان اتفاقية كامب ديفيد 1979م، فقد صدر عن شيخ الأزهر آنذاك الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، فتوى تجيز الصلح والسلام مع الكيان الصهيوني، من منطلق أنه يجوز القبول بالظلم دفعا لظلم أكبر.

وبعض النظر عن شرعية هذه الفتوى فلا شك عندي أن الفتوى هنا كانت في إطار خدمة الحاكم وبهدف شرعنة سياسته، بدليل أن الشيخ جاد الحق عاد وتراجع عن هذه الفتوى فيما بعد.

قريبا من هذه الفتوى وفي ظروف مشابهة، صدر عن الشيخ السعودي بن باز فتوى تجيز الصلح مع اليهود، في إطار التعليق على اتفاق أوسلو 1993، الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع الكيان الصهيوني، ولا شك أيضا أن مثل هذه الفتوى جاءت بهدف إرضاء ولي الأمر في السعودية، الذي كان من المؤيدين لما يسمى بالسلام بين فلسطين وإسرائيل. وتوسع ابن باز إلى القول بأنه إذا اقتضت الهدنة ضرورة الدخول مع العدو في تبادل تجاري أو تبادل للتمثيل دبلوماسي، فلا بأس.

وعلى العكس من هذا الموقف المهادن، وجدنا لمثل هؤلاء العلماء مواقف متطرفة ليس حيال عدو خارجي، بل تجاه جماعة من المسلمين، فقد صدرت عشرات الفتاوى والبيانات تحرض على الجهاد والقتال في سوريا، وتدعو إلى القتال في اليمن ضد من يسمونهم بالحوثيين واعتباره واجبا شرعيا، بل إن أحدهم قال بأن لا مانع من قتل 24 مليون نسمة في اليمن من أجل مصلحة مليون شخص.

ومن أتكلم عنهم هنا ليسوا من جماعات داعش والقاعدة، وإذاً لهان الأمر.

من ميزات طوفان الأقصى والعدوان الصهيوني البربري على غزة أنه قد كشف حالة التبعية المذلة والتزاوج الباطل بين الأمراء والعلماء في مجتمعاتنا، فقد كان صوت مشايخ وعلماء الدين مغيبا وظل غائبا، إلا من أصوات محدودة جدا قياسا بالقطيع الكبير ممن يطلق عليهم رجال الدين في أمتنا العربية والإسلامية، وزد على ذلك أن هناك من خرج عن السياق، وأصدر فتاوى على الضد من الجهاد والمقاومة، حيث تداولت وسائل الإعلام في نوفمبر من العام الماضي فتوى للدكتور سلمان الداية – وهو من علماء غزة- يدين فيها هجوم حركة المقاومة الإسلامية حماس على الكيان الصهيوني في 7 أكتوبر.

وزعم الداية أن حماس انتهكت المبادئ الإسلامية التي تحكم ” الجهاد “، وقال: “إذا لم تتوفر أركان الجهاد أو أسبابه أو شروطه فلابد من تجنبه حتى لا نُهلك أرواح الناس، وهذا أمر يسهل على الساسة في بلادنا تخمينه، لذا كان لابد من تجنب الهجوم “.

أما الذين كانت لهم مواقف طائفية تجاه جبهات إسناد غزة وفلسطين، فحدث ولا حرج.

غير أن هذا لا يعني أن المشهد سوداوي تماما، فالعلماء في دول محور الجهاد والمقاومة كان لهم مواقف واضحة تجاه الجهاد الشرعي في فلسطين، وهي مواقف اتسقت حتى مع الضمير الإنساني العالمي، الذي رفع الصوت عاليا احتجاجا على جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وخرج الملايين منهم في تظاهرات شعبية شهدتها عواصم وجامعات الدول الغربية، فيما لزم الشارع العربي والإسلامي الصمت اتساقا مع مواقف علماء وفقهاء ومشايخ السلطة للأسف الشديد.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی هذه الفتوى

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تطالب الكيان الإسرائيلي بالوقف الفوري للاستيطان بالضفة

الثورة نت/وكالات طالبت وزارة الخارجية الألمانية حكومة الكيان الإسرائيلي، اليوم السبت، بالوقف الفوري لبناء المستوطنات في الضفة الغربية. وقالت الخارجية الألمانية في بيان لها: “نرفض بشكل قاطع قرار “إسرائيل” بناء أكثر من 750 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية”. وأكدت الخارجية أن الاستيطان ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي. وشددت ألمانيا رفضها أي ضم رسمي أو بحكم الأمر الواقع للأراضي الفلسطينية، مضيفةً أنها لن تعترف “بأي تغيير على حدود 4 يونيو/حزيران 1967 “. وصادق “الكابينيت” الأمني والسياسي الإسرائيلي مساء الخميس على شرعنة 19 مستوطنة في الضفة الغربية. وذكرت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي، أن من بين هذه المستوطنات، مستوطنتي “غنيم” وكديم” اللتين تم إخلاؤهما في عام 2005 بموجب خطة فك الارتباط عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، وذلك بحسب اقتراح وزير جيش العدو يسرائيل كاتس، ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش. وكان وزير مالية العدو الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، قد أعلن عن خطة لتخصيص 2.7 مليار شيقل، في إطار ميزانية الدولة للعام 2026، لإقامة 17 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية خلال السنوات الخمس المقبلة

مقالات مشابهة

  • “الجهاد الإسلامي”: انطلاقة “حماس” أسست لمنعطف حاسم في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني
  • سرايا القدس تزف الشهيد عباهرة من كتيبة جنين بعد اشتباكه مع جنود العدو الصهيوني
  • بخصم كبير.. الحق اشتري ساعة Galaxy Watch 8
  • تعرف على شرح حديث "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
  • «باركن» و«داماك» توقّعان اتفاقية لخمس سنوات
  • أخنوش من الناظور: جهة الشرق لها نفس الحق في التنمية ونسعى لتحويل إمكانياتها إلى فرص حقيقية
  • ألمانيا تطالب الكيان الإسرائيلي بالوقف الفوري للاستيطان بالضفة
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • مقررة أممية تنتقد توقيع كوستاريكا اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان الصهيوني
  • موعد صلاة الجمعة اليوم 12 ديسمبر 2025