جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-24@00:33:53 GMT

وراء الأكمة ما وراءها

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

وراء الأكمة ما وراءها

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

لا ريب أن التكنولوجيا الحديثة جعلت المرء يميل تجاه مشاهدة كل ما يحدث على الكرة الأرضية، بشكل مباشر، سواء كانت أحداث الطبيعة أو حروباً بشرية تنافسية بين القوى العالمية أو تجاه واحد من الأحزاب أو المتنافسين في أي انتخابات تجري في دول مؤثرة، ولها شأن أو تدخل وهيمنة، في منطقتنا المثقلة بالأحداث والهموم، كما نميل في أحيان إلى أحد الأقطاب، أو نرى خطر القطب العالمي الأوحد أكثر خطرًا من تعدد الأقطاب، وغيرها من تلك المعادلات.

إلّا أن هذا الميل يغيبُ في تكتلنا ووحدتنا، ظهر منا من يتمنى أن يخسر طرفا الانتخابات الأمريكية، وهي الأمنية المستحيلة، وآخرون تمنُّوا انتصار مرشحة الحزب الديمقراطي، لكن الأمر الذي وقع أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب انتصر على منافسته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ووصل الحزب الجمهوري الى الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ بالولايات المتحدة. اذن ها هو العالم يترقب ولاية ترامب المقبلة، ومآلات الصراع الدائر في منطقتنا، والمفاجآت التي يمكن أن يقوم بها هو وفريقه المختار.

والسؤال: هل ستغسل إدارة دونالد ترامب المقبلة ذنوب أمريكا؟ وتطهر ضميرها مع جرائم الإبادة التي حصدت ما يزيد على 148 ألف بين شهيد وجريح في غزة، ارتكبها الكيان اللقيط، ثم وسع مساحة مجازره في لبنان، بدعم أمريكي وأوروبي، أم ستمكن رأس الكيان من متابعة قتل الأطفال والنساء والمسنين، واعتقال المزيد، وقصف المدنيين؟

ينبغي على من يشاهد أن يعلم، أن أي من الإدارات الأمريكية تحتفظ بالكيان اللقيط في المنطقة كورقة حاسمة لبسط هيمنتها على العالم، وكقاعدة متقدمة تتحكم منها على الطرق البحرية والمضائق، والسيطرة على المخزون الهائل من الثروة في المنطقة.

يبدو أننا نعيش مرحلة عالمية شبيهة بتلك التي أشعلت الحربين العالميتين الأولى والثانية، وندور في دوامة من أكاذيب ومصالح تلك المرحلة الفظيعة، جميع أقنية الاتصال مفتوحة بين واشنطن والكيان اللقيط، وترامب أظهر تمسكه برؤيته للمنطقة، التي بدأها في رئاسته الاولى، هي حقيقة واقعة.. تستمر البجعة العرجاء في إرسال مبعوثيها إلى المنطقة، وبنتيجتها تزداد المجازر المرتكبة في حق كل ما هو مدني. وقد تنفس ترامب الصعداء؛ إذ أصبح الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة الأمريكية..

في النهاية، لم يتغير شيء، في الواقع فرأس الكيان اللقيط سيبقى في السلطة حتى تنتهي صلاحيته، وسيواصل جيش الكيان وقطعان المستوطنين والطائرات الحربية الأمريكية والمعدات العسكرية الأوروبية قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير كل سبل الحياة في غزة ولبنان.. لا داعي للسرور ووضع استراتيجيات تفاوضية تضج بالآمال المستقبلية، لأن أمريكا دعمت وتدعم الكيان اللقيط ببذخ لرسم شرق أوسط جديد، وعلينا أن ننظر عند مشاهدتنا للانتخابات الأمريكية الى التضحيات والدماء التي سالت حتى الآن.

النتيجة التي يمكن أن تخلص إليها المنطقة من كل هذه الفوضى هي التمسك بالحق والدفاع عنه، في ظل استراتيجية إقليمية تحفظ الأمن والاستقرار، وأن لا ننخدع بالصراع بين القوى الكبرى في منطقة امتزجت بها الأكاذيب بالدماء، القضية كبيرة ومختلفة، تحتاج إلى التقدم على مسار الدفاع عن الأرض والمقدسات.

إننا نعيش في عالم قتل فيه 15 مليون مسلم منذ عام 2003م، في أفغانستان واليمن والعراق وسوريا وليبيا.. لا معنى لأن نرفع سقف الآمال من إدارة دونالد ترامب، ما يعني شعوب المنطقة من إدارة ترامب هو إلغاء احتلال الكيان اللقيط لفلسطين، وتطهيرها من المستوطنات، وإزالة الغطاء عن الكيان المقام تحت العلم الأمريكي، لأن من يسعى الى إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة هو رأس الكيان اللقيط وزبانيته، وترشيحات ترامب للوزراء تبدو مصممة لإشعال مثل ذلك، فريق ترامب القادم من عتاة داعمي الكيان اللقيط، ومؤيدي الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعضهم مؤمن بأسطورة "المعبد" المزعوم، وممن يظهر تعاطفه مع المنظمات المتطرفة، وغيرها من القضايا بالغة الخطورة والمرتبطة بالقدس المحتلة، وهو ما يعيد الى الأذهان ولاية ترامب الأولى وما أظهرته أكمته من قرارات، فهل وراء أكمة إدارة ترامب القادمة شيء من "قورش الكبير" الذي يذكر في التاريخ والتوراة بأنَّه سمح لليهود بالعودة إلى القدس وبناء الهيكل بعد السبي البابلي؟

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"أمازون": الطلب لم يتأثر بالرسوم الجمركية التي فرضها ترامب

الاقتصاد نيوز - متابعة

كشف الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، آندي جاسي، أن الشركة لم تشهد انخفاضا ملحوظا في إنفاق المستهلكين أو أي زيادة في الأسعار نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأكد جاسي خلال الاجتماع السنوي للمساهمين في أمازون أنه لم يتم ملاحظة أي تراجع في الطلب حتى الآن.

وكان مسؤولون في شركة أمازون قد أشاروا في وقت سابق من الشهر الجاري إلى أن الشركة تستعد لاحتمال أن تؤدي الرسوم الجمركية المتصاعدة إلى بيئة عمل أكثر صعوبة.

وحذّرت شركة وول مارت إحدى أكبر سلاسل البيع بالتجزئة في البلاد، من أنها ستضطر إلى رفع الأسعار بنهاية الشهر الجاري بسبب ارتفاع تكاليف الاستيراد.

ورداً عليها، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم السبت الماضي، إن سلسلة متاجر وول مارت للبيع بالتجزئة يجب أن "تتحمل الرسوم الجمركية" بدلا من التذرع بها لزيادة الأسعار.

وقالت وول مارت إنها تعمل دائما على إبقاء أسعارها منخفضة قدر الإمكان، مضيفة أن هذه الممارسة لن تتوقف.

وذكرت سلسلة المتاجر في بيان لرويترز "سنحافظ على الأسعار منخفضة قدر المستطاع ما دام بوسعنا ذلك نظرا لواقع الهوامش الربح المحدودة للبيع بالتجزئة".

وقال رئيس وول مارت التنفيذي، دوج مكميلون، يوم الخميس الماضي، إن السلسلة لم تستطع استيعاب جميع تكاليف الرسوم الجمركية بسبب هوامش الربح الضئيلة للبيع بالتجزئة.

وأضاف أن الشركة مع ذلك ملتزمة بضمان ألا تؤدي التكاليف المتعلقة بالرسوم الجمركية على البضائع العامة، الواردة من الصين في الأساس، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وخفض العديد من الشركات الأميركية توقعاتها للعام بأكمله أو سحبتها وسط توتر بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، ولا سيما الصين، مع تقليص المستهلكين الإنفاق.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • حكام العرب يلهثون وراء ترامب .. واليمن تعلن التحدي ”
  • خارجية جنوب أفريقيا توضح حقيقة إبادة البيض التي تحدث عنها ترامب
  • وزارة الخارجية السودانية: ننفي المزاعم غير المؤسسة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية
  • ???? الصورة التي قال ترامب إنها “لمزارعين بيض قتلوا في جنوب إفريقيا”.. هي في الحقيقة لحادثة في الكونغو!
  • اليمنيون ينددون بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم في غزة
  • ترامب يتجه للشركات الأمريكية.. تهديد لـأبل بضرائب تصل لـ25%
  • الكشف عن خطة تستهدف تركيا وأذربيجان.. والدول التي تقف وراءها
  • "أمازون": الطلب لم يتأثر بالرسوم الجمركية التي فرضها ترامب
  • البنتاغون يقبل رسميا الطائرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب
  • بت اقرب الان لقول المسؤولة الأمريكية التي قالت قبل أشهر ان السودان فاشل في عرض قضيته