تعز: فتاتان يتحديان التقاليد ويشرفان على مشاريع بناء ورصف الطرق
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
شمسان بوست / تعز:
في الجبال الوعرة في جنوب محافظة تعز، تشرف نهلة على العمال أثناء رصف الطرق بالحجارة، بينما تشرف سالي على مشروع رصف طرق مماثل. وقد دخلت كلتاهما مؤخرا قطاع الأشغال العامة، وأثبتتا أنفسهن كمقاولات ماهرات ومهدتا الطريق لمزيد من النساء لدخول مجال البناء.
في وقت قصير، أثبتت نهلة وسالي قدرتهما وأكملت مشاريع تعبيد الطرق المهمة في مديرية المسراخ بمحافظة تعز كجزء من مشروع تعزيز الحماية الاجتماعية الطارئة والاستجابة لكوفيد-19 الذي يسانده البنك الدولي ومشروع الاستجابة للأمن الغذائي والقدرة على الصمود، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الشريك المحلي مشروع الأشغال العامة.
و
تعليقا على رحلتها، تقول نهلة: “قررت العمل في قطاع البناء لأنني مهندسة، وقد أشرفت على مشاريع مختلفة لمؤسسة المياه والصرف الصحي في إب، وأعمل عن كثب مع المقاولين. وقد أثار هذا الظهور اهتمامي بهذا المجال”. وتضيف: “تلقيت تدريبا من مشروع الأشغال العامة (PWP) حول كيفية التنافس في المناقصات، وقد شجعني هذا الدعم على المغامرة في مجال البناء”.
وبالمثل، تشارك سالي، “بدأت رحلتي كمهندسة معمارية تعمل في مشاريع استشارية مكتبية. ومع ذلك، سمح لي مشروع رصف الطرق هذا بالدخول في العمل الميداني، حيث تعلمت المهارات الأساسية مثل شراء المواد وإدارة الموردين. لقد كانت تجربة تحويلية”.
فازت كل من نهلة وسالي على حدة بعروضهما لتعبيد طرق مختلفة في نفس مديرية المسراخ بمحافظة تعز ، كجزء من نهج التعاقد المجتمعي الذي اعتمده كل من مشاريع ESPECRP و FSRRP.
“الفوز بهذا العرض كان قفزة كبيرة إلى الأمام”، تضيف نهلة. وتتابع: “لقد فتح لي نافذة أمل، مما سمح لي بمتابعة حلمي الطويل في العمل في مجال البناء – وهو مجال كنت شغوفة به لسنوات.”
الاستثمار في القدرات البشرية
نجاح نهلة وتصميم سالي هما شهادتان على قوة بناء المهارات من خلال التدريب المهني. ومن خلال برامج مثل التعاقد المجتمعي، تكتسب النساء المهارات التي يحتجنها للتوسع في صناعات جديدة، وتحويل حياتهن ومجتمعاتهن. يعمل التعاقد المجتمعي عن طريق توظيف ودفع أفراد المجتمع المحلي لتحسين البنية التحتية الخاصة بهم واستخدام الموارد المحلية قدر الإمكان.
التعاقد المجتمعي هو استثمار ثابت في رأس المال البشري، مما يوفر دخلا ومهارات مستدامة للمجتمعات المحلية. وتؤكد نهلة أن “التعاقد المجتمعي هو خطوة حيوية في تمكين المرأة في قطاع البناء، مما يوفر لها فرصا لتعلم المهارات واكتساب المعرفة المطلوبة في سوق العمل المحلي”.
وتتفق سالي مع ما قالته نهلة، مضيفة: “هذه المشاريع تعلمني مهارات جديدة، وتعدني للفرص المستقبلية في مجالات متنوعة”.
بعد افتتاح مكتبها الهندسي الخاص، فازت نهلة بمناقصة تعبيد طريق في تعز، وعزت نجاحها إلى عدة عوامل، بما في ذلك التدريب الذي تلقته.
وتقول: “دخلت هذا المشروع بطموح وتصميم على أن أصبح مقاولا رائدا. هدفي هو تحقيق الإنجازات التي ستساعدني على الاستمرار في هذا القطاع، سواء كان ذلك في تعبيد الطرق أو مشاريع البناء الأخرى”
فارق حقيقي
تلتزم نهلة بتحسين مهاراتها، بالاعتماد على خبرة قيمة من الإشراف على المشاريع الصغيرة وإجراء الدراسات. تقول: “بصفتي مهندسة تتمتع بخبرة في الإشراف على المشاريع، لم أواجه تحديات كبيرة في دوري كمقاول”. ومع ذلك، تلاحظ، “كانت هناك بعض الصعوبات الأولية، لكنني تغلبت عليها بالمثابرة وقوة الإرادة”.
تقول نهلة: “تم تنفيذ أعمال تعبيد الطرق وفقا للخطة المعدة مسبقا”. ويبلغ طول الطريق المعبدة أكثر من 4350 مترا، وتستفيد منه قرى منطقة العقرود وسكان تعز على نطاق أوسع”. وتشارك بفخر أن “المشروع اكتمل في غضون مهلة 45 يوما، مما وفر فرص عمل ل 23 عاملا، من بينهم ثماني نساء عملن على رش الأشجار وزراعتها”.
كما تسلط نهلة الضوء على التأثير الإيجابي للمشروع: “استخدمنا مواد عالية الجودة لضمان سلامة ما يقرب من 90,000 من السكان الذين يستخدمون الطريق. والأهم من ذلك، ساعدت هذه التجربة في إظهار أن النساء قادرات على العمل في مجال البناء”.
بصمة فاعلة
نهلة مصممة على إحداث تأثير دائم على صناعة البناء والتشييد، مع التركيز على إثبات قدراتها. وتؤكد قائلة: “أخطط لمواصلة العمل في هذا المجال والاستثمار في المعدات اللازمة للمنافسة والفوز بمزيد من العطاءات”.
تنظر سالي أيضا إلى مشروعها الحالي على أنه نقطة انطلاق. تشرح قائلة: “تبني هذه التجارب أساسا متينا لمسيرتي المهنية”، مما يعكس الفوائد طويلة الأجل للانخراط في مشاريع تنمية المجتمع.
تدعو نهلة إلى دعم أكبر للمقاولات، مشيرة إلى أن هذه المساعدة ضرورية للنساء للتغلب على التحديات والازدهار في هذه الصناعة. وتختتم قائلة: “الدعم ضروري لنجاح النساء كمتعاقدات”.
وبفضل مبادرات مثل التعاقد المجتمعي، يتم إشراك النساء مثل نهلة وسالي بشكل متزايد في أنشطة التنمية المحلية، واكتساب المهارات اللازمة لتأمين سبل عيشهن والمساهمة في مجتمعاتهن.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: مجال البناء العمل فی فی مجال
إقرأ أيضاً:
أمير جازان يتفقد سير العمل بـ مشاريع جازان للصناعات الأساسية
جازان
تفقد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان اليوم، يرافقه صاحب السمو الأمير ناصر بن محمد بن عبدالله بن جلوي نائب أمير المنطقة، مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، اطّلع خلالها على سير العمل، وأبرز المشروعات الجاري تنفيذها من قبل الهيئة الملكية للجبيل وينبع.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله معالي رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع المهندس خالد بن محمد السالم، والرئيس التنفيذي للمدينة الدكتور حسين بن يحيى الفاضلي، وعدد من المسؤولين في الهيئة.
وشاهد سموه عرضًا مرئيًا عن أبرز مشروعات الهيئة الملكية في المدينة والمنطقة الاقتصادية الخاصة بجازان، مستمعًا إلى إيجاز عن أهم القطاعات الصناعية المستهدفة، والحوافز الاستثمارية المقدمة من الدولة لجذب المستثمرين، بالإضافة إلى منجزات الهيئة في تطوير البنية التحتية ورفع جاهزيتها، والخدمات العامة، ودعمها للقطاع السياحي في منطقة جازان، والدور الكبير الذي تقوم به الهيئة في تسويق وجذب الفرص الاستثمارية النوعية.
وتضمّن العرض كذلك، مشروعات حيوية تنفذها الهيئة في المدينة، من أبرزها “محطة تحلية ومعالجة المياه”، التي تعمل بتقنية التناضح العكسي بطاقة إنتاجية تبلغ (60.000) متر مكعب يوميًا، لتأمين احتياجات الاستخدام الصناعي والسكني عبر شبكة نقل وتوزيع متقدمة و”نظام التبريد بمياه البحر” الذي تصل طاقته التصميمية إلى (160.000) متر مكعب في الساعة، ويُعد من المشروعات الداعمة للصناعات في المدينة.
وشملت الجولة زيارة أكاديمية الهيئة الملكية بجازان، التي تُعنى بتأهيل الكوادر الوطنية ورفع جاهزيتهم لسوق العمل، حيث نُفّذت أكثر من (55) دورة وورشة تدريبية في عدة مجالات، استفاد منها أكثر من (2.700) متدرب ومتدربة.
وضمن جولته، زار سموه ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، مطلعًا على موقع الميناء الإستراتيجي، الذي يعد ممرًا تجاريًا مهمًا لـ13٪ من حجم التجارة العالمية.
ويتميز الميناء بمساحة تتجاوز (6) ملايين م²، وطاقة استيعابية تصل إلى (4) ملايين طن متري من البضائع السائبة، و(1.2) مليون وحدة حاوية، وشهد مؤخرًا إنجازات بارزة شملت تصدير شحنات صناعية إلى أمريكا وإيطاليا، ما يعكس جاهزيته لدعم النمو الصناعي واللوجستي في المملكة ويعد من الممكنات الرئيسة في المدينة.
واختتم سمو أمير منطقة جازان، الجولة، بزيارة مصنع شركة “صلب ستيل”، الذي يُعد من الركائز المهمة في صناعة الحديد والصلب بالمملكة، وهو باكورة مدينة جازان للصناعات والأساسية والتحويلية، تأسس في عام (2008)م، وتبلغ طاقته الإنتاجية “مليون طن” في العام، من كتل الحديد موزعة على (500) طن من حديد التسليح و(500) طن من لفائف الحديد.