“حياة بلا قيود”.. مبادرة لتوعية الطلبة بمخاطر المخدرات
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
"عمان"
نظمت جمعية الرؤية الإيجابية وبدعم من مؤسسة جسر لتثقيف الأقران في إطار مبادرة “حياة بلا قيود”، حلقة عمل ومعرض توعوي في مدرسة الشيخ أحمد الصائغي الأساسية لطلبة الفئة العمرية من 10 إلى 12 سنة، بهدف توعية الشباب بمخاطر المخدرات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، وتعزيز دورهم في نشر الوعي في مجتمعاتهم.
ركزت الحلقة تقديم معلومات شاملة عن المخدرات وأنواعها، حيث تم شرح الفروق بين المنشطات، والمهدئات، والهلوسات ، كما تم توضيح التأثيرات المختلفة التي تتركها هذه المواد على العقل والجسد ،وعرض الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى الوقوع في فخ المخدرات، مثل ضعف الشخصية، والبحث عن الهروب من المشاكل النفسية والاجتماعية، والانفتاح على البيئة غير السليمة أو الأصدقاء السيئين ن كما تم التطرق إلى التأثيرات السلبية التي تنتج عن تعاطي المخدرات، والتي تشمل المشاكل الصحية الجسدية والعقلية، والتدهور الاجتماعي، وزيادة الجرائم والمشاكل الاقتصادية ، كما تم عرض إحصائيات تؤكد أن المخدرات تؤدي إلى تدمير حياة الفرد وتدمير النسيج الاجتماعي للمجتمع بشكل عام.
وتطرقت الحلقة إلى كيف يمكن أن يتحول تعاطي المخدرات إلى إدمان مقيّد للشخص ويؤثرعلى كافة جوانب حياته اليومية ،وناقشت مفهوم الإدمان وأسبابه، وأهمية التوعية لمنع الوقوع في هذه الدائرة المدمرة ، مع عرض أساليب الوقاية من المخدرات والتركيز على أهمية الدعم الاجتماعي من الأسرة والمجتمع، وتعزيز مهارات الرفض لدى الشباب في مواجهة الضغوطاتكما تم التطرق إلى الطرق العلاجية والإرشادية للمساعدة في التعافي من الإدمان.
وفي المعرض المصاحب، تم عرض مواد توعوية تركز على التوعية بمخاطر المخدرات، شملت مجموعة من البوسترات، والمنشورات، ومقاطع الفيديو التفاعلية التي تستعرض تأثيرات المخدرات على الفرد والمجتمع.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الزواج بين مسؤولية الدولة والمجتمع
د. خالد بن علي الخوالدي
تحديات جمة تواجه الدولة من جهة تتعلق بالزواج، منها قلة المواليد، وما يتبعها من تحديات ديموغرافية وسكانية واقتصادية، فلا يكون هناك نجاح اقتصادي مع قلة عدد السكان.
وتحديات مجتمعية بدأت تظهر وبشكل مقلق، تتعلق بغلاء المهور، وتأخر سن الزواج، وتزايد العنوسة في المجتمع، وما يتبع ذلك من آثار اجتماعية وغيرها.
لقد تحوّل الزواج -للأسف- من فرحة عائلية ومجتمعية إلى عبء مالي مخيف لكثير من الشباب وأسرهم، فما كان يومًا احتفالًا بسيطًا يجمع الأسر، أصبح اليوم ساحة للمباهاة والإسراف، تثقل كاهل المقبلين على الزواج، وتغرقهم في دوامة الديون قبل أن تبدأ حياتهم الجديدة، وهذا -لعمري- لو استمر بهذا المنهج، فله آثار سلبية كبيرة على الصعيدين المجتمعي والحكومي.
لذا تبرز الحاجة لشراكة فاعلة بين الحكومة ممثلة في مبادراتها الداعمة، والمواطن بوعيه واختياراته، لإنقاذ هذه المنظومة الاجتماعية الحيوية من براثن المغالاة، فلم يعد خافيًا على أحد ظاهرة حفلات الزواج الباذخة التي تجتاح المجتمع: فالقاعات الفاخرة التي تتكلف آلاف الريالات، والبرستيجات المبالغ فيها، وولائم الطعام التي تفوق حاجة المدعوين بكثير، والهدايا الفارهة؛ تحوّل الفرحة إلى كابوس مالي، فتكاليف حفلة الزواج وحدها قد تصل إلى عشرات الآلاف من الريالات، وهو مبلغ كبير في زمن ترتفع فيه تكاليف المعيشة بشكل لا يرحم.
وفي ظل تحديات كهذه، يأتي صندوق الزواج العُماني ليمثل شريان حياة للكثيرين، هذه المبادرة الحكومية الرائدة تقدم دعمًا ماليًا مباشرًا للمقبلين على الزواج (2000 ريال عماني)، هدفها تخفيف العبء. ورغم تواضعه أمام التكاليف الطائلة، يعد مساهمة حقيقية وملموسة، فهو يساعد في تغطية جزء من تكاليف الزواج، ويمنح الشباب دفعة معنوية.
وفي رأيي المتواضع، لو يتم تعزيز هذا الصندوق وزيادة موارده، وتسهيل إجراءاته، وتوسيع فئات المستفيدين، فهذه خطوات حكومية مطلوبة لتعظيم أثره وجعله حلاً أكثر فاعلية في مواجهة رياح التكاليف العاتية، مع سن قوانين صارمة بأن لا يزيد المهر عن (5000) ريال عماني، وهو مبلغ متوازن بين حاجة الزوجة للتجهيز للعرس، وبين مقدرة الشباب على دفع المهر. فالمهر في جوهره رمز للمودة والالتزام، ومثل هذا القانون لو طُبّق بحكمة واحترام للخصوصيات، سيحمي الشباب من الضغوط، ويُعيد المهر إلى معناه الحقيقي، ويوجه الموارد نحو بناء حياة زوجية مستقرة بدلًا من تبديدها في مظاهر فارغة.
وهو ليس انتقاصًا من حق الفتاة، بل ضمان لمستقبل مشترك أكثر أمنًا.
إن أمر تيسير الزواج ليس مسؤولية الحكومة وحدها ببرامجها مثل صندوق الزواج، ولا مسؤولية المواطن وحده بوعيه واختياراته، إنها شراكة حقيقية تحتاج إلى إرادة سياسية لسن تشريعات حامية كحدود للمهور، وإلى تغيير جذري في الثقافة المجتمعية التي تُكرّس البذخ والإسراف، فهدفنا جميعًا هو حماية مؤسسة الزواج، تلك اللبنة الأساسية في المجتمع العماني، من أن تتحول من حلم جميل إلى كابوس مالي يثني الشباب عن خطوتهم الأولى في بناء أسرة، وأوطانهم في أمسّ الحاجة إليها.
الزواج مسؤولية جماعية فلنتحمّلها معًا، ودمتم ودامت عُمان بخير.
رابط مختصر