مشروع هندي إسباني لتطوير تقنية إنتاج الأكسجين على متن الغواصات
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
الهند – قامت شركة Larsen & Toubro الهندية وشريكتها الإسبانية Navantia بتطوير تقنية لإنتاج الأكسجين على متن الغواصات أثناء تواجدها تحت الماء.
وأفادت صحيفة The Economic Times الهندية أنه تم تركيب مولد يعتمد التقنية التي طورتها شركتا L&T وNavantia لأول مرة في أحدث غواصة تعمل بالديزل والكهرباء في إسبانيا، وهي غواصة S-83.
ويستخدم المشروع الهندي الإسباني الإيثانول الحيوي بغية توليد الأكسجين لأفراد أطقم الغواصات. ويزيد استخدامه من قدرة الغواصات على التخفي ويسمح لها بالبقاء تحت الماء لمدة تصل إلى 21 يوما دون أن تظهرعلى سطح البحر. ومن المقرر استخدام مولدات الإيثانول الحيوي في 6 غواصات هجومية من طراز Project 75I لصالح البحرية الهندية. ومن المقرر أن يتم بناؤها البالغ قيمته 43.5 مليار دولار، في معمل السفن Mazagon Dock Shipbuilders في مومباي الهندية باستخدام تكنولوجيا ستقدمها الشركات الأجنبية.
يذكر أن Navantia وL&T تشاركان في مناقصة التكنولوجيا التي أعلنتها وزارة الدفاع الهندية، ويتنافس معهما الكونسورتيوم الألماني Thyssenkrupp Marine Systems.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
تقنية الليدر.. أدة ثورية في عالم الآثار تكشف تفاصيل حضارة المايا
تشير نتائج دراسات علمية حديثة إلى أن حضارة المايا القديمة بلغت في أوج ازدهارها عدد سكان قُدّر بحوالي 16 مليون نسمة، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالتقديرات السابقة، وقد أسهم هذا الاكتشاف في تغيير الصورة النمطية السائدة عن هذه الحضارة، حيث كشفت البيانات عن درجة عالية من التعقيد والتنظيم الاجتماعي لم تكن معروفة من قبل.
اعتمد فريق البحث، بقيادة العالم فرانسيسكو إسترادا بيلي من معهد أبحاث أمريكا الوسطى في جامعة تولين، على استخدام تقنية متطورة تُعرف باسم الليدار (LiDAR)، وهي اختصار لـ "الكشف والقياس بالضوء"، وتعتمد هذه التقنية على إطلاق نبضات ليزر من الطائرات لمسح سطح الأرض، ما يسمح بكشف ما يقع تحت الغطاء النباتي الكثيف، كالغابات الاستوائية.
وقد مكّنت هذه التقنية الباحثين من رصد آلاف الهياكل المعمارية التي كانت مخفية تحت الغابات، مما كشف عن مبانٍ وطرقٍ وأنظمة زراعية معقدة، تدل على وجود نشاط بشري كثيف وتنظيم عمراني متقدم.
تقديرات سكانية غير متوقعةصرّح إسترادا بيلي بأن الفريق العلمي أُصيب بالدهشة من حجم الزيادة السكانية التي كشفت عنها البيانات، إذ كانت التوقعات السابقة تشير إلى نمو سكاني محدود، بناءً على المسوحات التقليدية، إلا أن النتائج الجديدة سلّطت الضوء على مستوى عالٍ من التنظيم الاقتصادي والاجتماعي، لم يكن يُتوقع أن تكون حضارة المايا قد بلغته في ذلك الوقت.
قلب الأراضي المنخفضة للماياشملت الدراسة مساحة تجاوزت 95 ألف كيلومتر مربع من الأراضي التي تُعرف باسم "الأراضي المنخفضة للمايا"، وهي تضم مناطق من مقاطعة بيتين في غواتيمالا، وغرب بليز، وولايتي كامبيتشي وكينتانا رو في المكسيك، وتعتبر هذه المنطقة موطنًا رئيسيًا لحضارة المايا، إلا أن الغابات الكثيفة كانت تخفي تحتها بقايا مدن وبُنى تحتية لم تُكتشف من قبل.
المدن والريف جزء من نسيج واحدخلافًا للرؤية التقليدية التي كانت تُصور قلب حضارة المايا كمزيج من مدن كبيرة ومستوطنات ريفية معزولة، كشفت البيانات الحديثة عن نمط مختلف تمامًا حيث تبين أن معظم المباني كانت تقع على بعد لا يزيد عن 5 كيلومترات من ساحة مركزية.
وقد احتوت هذه الساحات في العادة على مساكن للنخبة، ومواقع احتفالية، وأماكن تجمع عامّة، مما يشير إلى أن السكان الريفيين كانوا مندمجين تمامًا في الحياة المدنية والدينية، ولم يكونوا معزولين كما كان يُعتقد.
تخطيط حضري منسّق وهيمنة النخبأظهرت الدراسة أن المستوطنات كانت تُبنى وفق تصميم موحد ومنظم، حيث كانت النخب تسيطر على المساحات العامة وتُشرف على النشاطات الزراعية والاجتماعية، كما لاحظ الباحثون درجة من التحضّر تفوق ما كان يُظن سابقًا، لا سيما في المناطق الشمالية من الأراضي المنخفضة.
توزيع سكاني متوازن وشبكات زراعية متقدمةأحد أبرز الاكتشافات في الدراسة هو أن التوزيع السكاني بين المناطق الحضرية والريفية كان متوازنًا نسبيًا بين شمال وجنوب الأراضي المنخفضة، خلافًا للاعتقاد السائد الذي كان يُشير إلى انخفاض الكثافة السكانية في الشمال.
ورغم الطابع الحضري لهذه المناطق الشمالية، إلا أنها احتوت على شبكات زراعية واسعة النطاق، يُرجّح أن النخب الحاكمة كانت تُديرها بشكل مباشر لضمان إنتاج الغذاء وتوزيعه بكفاءة على مستوى واسع.
استمرار إرث المايا في العصر الحديثورغم مرور قرون على انهيار هذه الحضارة، فإن إرث المايا لا يزال حاضرًا حتى اليوم، إذ يُقدّر عدد أحفادهم الذين لا يزالون يعيشون في جنوب المكسيك وأمريكا الوسطى بنحو 8 ملايين نسمة، ولا يزال هؤلاء يحافظون على تقاليدهم الثقافية واللغوية، ويواصلون تمثيل واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ الإنساني.