مع اقتراب تسلّم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ولايته الثانية، يعود الحديث عن وعوده بإنهاء الحرب الأوكرانية، حيث صرح سابقًا بأنه سيضع حدًا لهذا الصراع خلال يومه الأول في المنصب، ولكن ورغم هذا التعهد الطموح، تبقى التفاصيل غامضة حول كيفية تحقيق ذلك في ظل تعقيدات المشهد الدولي.

خطوط الصفقة المحتملة

وفقًا لتحليل نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، فإن هناك سيناريوهات متعددة لصفقة قد تُبرم بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تشمل هذه السيناريوهات:

1.

مقايضة الدعم: تخلّي واشنطن عن دعم عضوية أوكرانيا في حلف الناتو.

2. الحياد الأوكراني: التزام كييف بالحياد السياسي والعسكري.

3. الاعتراف بالواقع: قبول واشنطن بضم روسيا أراضي أوكرانية.

4. رفع العقوبات: إنهاء القيود الاقتصادية المفروضة على موسكو.

5. تقليص الدعم العسكري: الحد من المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا.

في المقابل، قد تقدم روسيا التزامات منها: وقف إطلاق النار والهجمات العسكرية، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح على الخطوط الأمامية.

التحديات والمخاطر

ورغم هذه الاحتمالات، يشير التحليل إلى أن مثل هذه الصفقة قد تواجه عقبات كبيرة، أبرزها أهداف بوتين بعيدة المدى الرامية إلى إخضاع أوكرانيا، وإعادة رسم المشهد السياسي الأوروبي.

كما أن اتفاقًا من هذا النوع قد يُضعف التحالفات الغربية ويقوّض النظام الأمني الأوروبي.

من جهة أخرى، فإن روسيا قد تلجأ لهذه الصفقة بشكل تكتيكي لتعزيز مكاسبها الحالية، وإعادة تسليح نفسها قبل استئناف الهجوم لاحقًا.

وفي هذا الإطار، يُتوقع أن يخصص الكرملين 32% من ميزانيته للإنفاق الدفاعي في العام المقبل، مما يعكس نيته الاستعداد لجولات صراع مستقبلية.

سيناريو الفشل

من المحتمل أن تفشل الصفقة أيضًا نتيجة مطالب غير واقعية من الطرفين، قد ترى موسكو أن وقف إطلاق النار يمنح كييف فرصة لإعادة تنظيم قواتها بدعم غربي، وهو ما حدث بعد اتفاقيات مينسك لعام 2014 التي أضرت بالمصالح الروسية.

في المقابل، قد يلجأ ترامب للضغط على روسيا عبر خطوات أخرى، مثل إغراق أسواق النفط لخفض عائدات موسكو، أو حتى زيادة الدعم العسكري لكييف بشكل مفاجئ، مما قد يُعقد أي محاولات للتفاوض.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: إستئناف استراتيجية اقتصادية الاحتمالات الأمريكي الهجمات العسكرية التحالفات التحديات والمخاطر التحديات الحرب الأوكرانية الدعم العسكري الرئيس الامريكي المنتخب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

إقرأ أيضاً:

خيانة ترنبيري.. كيف باعت أوروبا كرامتها لترامب على مائدة غولف

الاتفاق الذي حمل في طيّاته وعودًا مالية واستثمارية ضخمة، كشف عن تنازلات صادمة اعتُبرت إهانة لهيبة الاتحاد الأوروبي وتفريطًا بمصالحه الحيوية. 

الصفقة التي كسرت العمود الفقري الأوروبي ما كان يُفترض أن يكون اتفاقًا تجاريًا متوازنًا، تحوّل إلى صفقة أحادية الجانب منحت واشنطن امتيازات كاسحة، في حين تركت أوروبا منقسمة، ضعيفة، ومجردة من أدوات الردع التجاري.

خسائر استراتيجية.. وغياب السيادة الاقتصادية أهم القطاعات الأوروبية، من الأدوية إلى الفولاذ، تم تجاهلها بالكامل، في حين ضمنت الولايات المتحدة فتح الأسواق الأوروبية أمام منتجاتها، دون التزامات متكافئة.

الرسوم العقابية الأميركية باقية، والاتحاد تخلى عن حق الدفاع عن نفسه مستقبلاً.

600 مليار دولار.. رشوة سياسية أم انتحار اقتصادي؟ تعهد فون دير لاين بضخ استثمارات أوروبية بقيمة 600 مليار دولار في السوق الأميركية، رغم عدم امتلاكها أي صلاحية قانونية لذلك. الخطوة أثارت تساؤلات واسعة حول دوافعها، ومَن يقف خلف هذا "التفريط الجماعي". 

بروكسل تُقاد من خلف الستار ضغوط هائلة من شركات التكنولوجيا والسيارات، خصوصاً الألمانية، ساهمت في فرض هذا المسار الاستسلامي، وسط تواطؤ واضح من بعض العواصم الكبرى، أبرزها برلين ودبلن.

لم يُوقّع شيء بعد.. فهل تتراجع أوروبا؟ رغم الضجيج، لا تزال الصفقة في مراحلها الأولية، ولم تُحسم بعد كاتفاق قانوني ملزم.

البرلمان الأوروبي وحكومات الدول الأعضاء يملكون فرصة تاريخية للتراجع، وإعادة صياغة العلاقة مع واشنطن بما يضمن الكرامة والمصالح الأوروبية.

--- خلاصة المشهد: صفقة "ترنبيري" ليست اتفاقاً اقتصادياً فحسب، بل اختبار حقيقي لما تبقّى من استقلالية القرار الأوروبي. فإما أن تنهض أوروبا وتصحح المسار، أو تسجّل في التاريخ لحظة سقوطها تحت أقدام صفقة غولف وابتسامة ترامب.

مقالات مشابهة

  • القاهرة الإخبارية: موسكو تعتبر تصريحات ترامب تصعيد يعوق التسوية في أوكرانيا
  • خيانة ترنبيري.. كيف باعت أوروبا كرامتها لترامب على مائدة غولف
  • بوتين: روسيا تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا
  • بوتين يآمل استمرار محادثات السلام مع أوكرانيا وزيلينسكي مستعد لإنهاء الحرب
  • لافروف: أوكرانيا توافق على اقتراح روسيا باستئناف محادثات اسطنبول
  • أوكرانيا تنفي سيطرة القوات الروسية على مدينة استراتيجية
  • شريف عامر: مؤتمر حل الدولتين خطوة استراتيجية لتعزيز الدعم الدولي لفلسطين
  • لإنهاء الحرب.. زيلينسكي يدعو إلى تغيير النظام الحاكم في موسكو
  • أميركا تُحدد سقفا زمنيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يهدد بإفشال الصفقة التجارية مع كندا بسبب توجهها للاعتراف بفلسطين