انطلقت اليوم فعاليات الاحتفال باليوم العربي للملكية الفكرية، بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بالشراكة بين الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحت رعاية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية، بحضور العديد من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، والمؤسسات والهيئات العامة والخاصة المعنية بقضايا حماية حقوق الملكية الفكرية، وذلك تحت عنوان "دور حقوق الملكية الفكرية في تعزيز التنمية الاقتصادية للدول العربية".

وخلال فعاليات الحفل، تم إعلان العاصمة الإدارية الجديدة كعاصمة عربية للملكية الفكرية لهذا العام؛ حيث تسلم المهندس خالد عباس، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، شهادة براءة الملكية الفكرية وجائزة عاصمة الملكية الفكرية لعام 2024، من الدكتور أسامة البيطار، الأمين العام للاتحاد العربي لحقوق الملكية الفكرية.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور أسامة البيطار: اختيار العاصمة الإدارية للاحتفال باليوم العربي للملكية الفكرية يأتي تقديرًا لمكانتها كرمز للتخطيط الحديث وكمثال حي لرؤية حضارية لدولة عربية تحتضن الإبداع وتدعم التنمية المستدامة، مضيفًا أن تهيئة بيئة حاضنة للمبدعين والمشروعات الناشئة يأتي من خلال تعزيز حقوق الملكية الفكرية كأداة رئيسية داخل اقتصاد معرفي مستدام.

بدوره، أكد المهندس خالد عباس أن العاصمة الإدارية كانت حلمًا وأصبحت حقيقة، وتحولت من مجرد أرض صحراوية في عام 2016، إلى مدينة متكاملة تضم عدة أحياء حكومية وسكنية واستثمارية وغيرها، مشيرًا إلى تزايد حركة الإشغال والسكن بالعاصمة الإدارية بخلاف انتقال الحكومة المصرية للعمل من داخل العاصمة الإدارية خلال الفترة الماضية، فضلا عن وجود 6 جامعات دولية ونحو 13 مدرسة على أرض العاصمة الإدارية، وغيرها من المكونات التي نجحت كعنصر جذب للإقامة بالمدينة.

وأضاف "عباس": فكرة مشروع العاصمة الإدارية جاءت في ظل المخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية 2052، الذي كان أحد أهدافه هو مجابهة الزيادة السكانية، لذلك كانت الدولة المصرية تنظر إلى المستقبل حين وضعت ذلك المخطط، بإنشاء مدن متطورة تستوعب الزيادة المتوقعة مستقبلاً في عدد السكان، بجانب إنشاء شركة لتملك وإدارة العاصمة الإدارية لتعمل بفكر استثماري، وتقدم خدمات ذكية وخضراء ومستدامة لجميع قاطنيها.

أشار الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مركز المعلومات إلى أنه في ظل التطورات المُتلاحقة، خاصة المرتبطة بالجوانب التكنولوجية، أصبح التعدّي على الملكية الفكرية أمرا شائعا ومنتشرا على نطاق واسع، بما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة لا تقتصر على التعدي على الابداعات والابتكارات الفردية، إلا أن لها تأثيرها على الدول أيضًا من زوايا عدة في مقدمتها الارتباط الوثيق بين انتهاك حقوق الملكية الفكرية وهروب الاستثمارات خارج البلاد.

وأكمل "الجوهري" أن من شأن حماية حقوق الملكية الفكرية توفير بيئة داعمة ومُمكنة لحماية ابتكارات وإبداعات الأفراد، مع تشجيع الاستثمار في البحث والتطوير، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، بالإضافة إلى توفير الحماية القانونية لأصحاب الحقوق في مواجهة استغلال الآخرين وإساءة استخدام اختراعاتهم.

كما أوضح رئيس مركز المعلومات  أنه في ظل سعي مصر المستمر لتطوير صناعاتها الإبداعية وحماية حقوق الأفراد وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، عملت الدولة على تطوير إطارها التشريعي والمؤسسي لحماية حقوق الملكية الفكرية، لذا جاء قانون رقم 82 لسنة 2002 ليوفر الأساس القانوني لحماية جميع الجوانب المتعلقة بالملكية الفكرية، وتحديد الجزاءات بشأن أي انتهاك لحقوق الملكية الفكرية، لافتا إلى أنه بموجب قانون رقم 163 لسنة 2023، تم إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية ليختص بتنظيم ورعاية وحماية الملكية الفكرية في مصر.

من جانبها، أكدت المستشارة ريم عيسى الريموني، رئيس الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية، خلال كلمتها، أن الاحتفال باليوم العربي للملكية الفكرية يعد ركيزة لمشروع حيوي اقتصادي وقانوني بدأت تتضح معالمه بعزم الدول العربية، شعوبًا ومؤسسات، على خلق فرص اقتصادية وبيئة استثمارية آمنة لتتحول إلى دولة منتجة.
      وأضافت أن انطلاق الرؤية الاقتصادية للدول العربية 2030 أسهم في تطور ودعم برامج ومبادرات محورها رفع الوعي بالملكية الفكرية، مشيرة إلى أن الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية يعد منوطًا بتنفيذ تلك الرؤى والبرامج ووضع منظومة متماشية مع هذا التوجه لاقتصادات ونشاطات الدول العربية وضمان استمرار تدفق الابتكار بشكل آمن ومستدام.

وخلال الكلمة التي ألقتها بالنيابة عن السفير محمدي أحمد الني، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، قالت المستشارة روان فخوري، مدير إدارة الشركات العربية المشتركة بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، إن اليوم العربي للملكية الفكرية يمثل خطوة استراتيجية لدعم جهود الدول العربية في مجال الابتكار والإبداع وتعزيز التعاون المشترك لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن حماية حقوق الملكية الفكرية تخلق بيئة مواتية للابتكار، من خلال آليات تشجيعية بالتنسيق مع مؤسسات القطاع الخاص، مضيفة أنه سيتم اختيار عاصمة عربية سنويًا لتكون مقرًا للاحتفال باليوم العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية كجزء من تعزيز الوعي بأهمية ذلك الملف، مشيدة بما تحقق من إنجازات تنموية في مصر، خاصة في العاصمة الإدارية.

وأكد الدكتور هشام عزمي، رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، أهمية دعم حقوق الملكية الفكرية كركيزة أساسية للتنمية المستدامة، مشيرًا إلى الجهود المصرية لحماية حقوق الملكية الفكرية وإطلاق استراتيجيتها الوطنية في سبتمبر 2022، والتي تعد خارطة طريق واضحة المعالم نحو تحقيق ذلك الهدف، من خلال حوكمة البنية المؤسسية للملكية الفكرية، وتهيئة البيئة التشريعية، وتفعيل المردود الاقتصادي، وتوعية المجتمع المصري بجميع فئاته بأهمية الملكية الفكرية.

وقال "إتيان سانز دي أسيدو"، الرئيس التنفيذي للجمعية العالمية للعلامات التجارية (INTA) بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال كلمة مسجلة له، إن الشرق الأوسط يعد بمثابة منطقة ذات صلة وثيقة بمجتمع الرابطة الدولية للعلامات التجارية، والتي تجمع 6500 شركة من 181 دولة حول العالم، مشيرًا إلى أهمية تعزيز الملكية الفكرية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة، والنهوض بالتشريعات  لتحقيق أفضل الممارسات في مجال الملكية الفكرية، لافتًا إلى أهمية البدء في توعية الشباب حول أهمية الملكية الفكرية، ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية والمجتمعية وزيادة التبادل التجاري وحماية حقوق المستهلكين.

تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الاحتفال شهدت توقيع عدد من مذكرات التعاون، من بينها مذكرة تفاهم بين مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار والاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية، والتي تشمل الاتفاق على التعاون في عدد من المجالات المشتركة، أبرزها تبادل الخبرات وإجراء الأبحاث العلمية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن إقامة وتنظيم الفعاليات العلمية والبحثية بمشاركة خبراء من الطرفين، إلى جانب التعاون في مجال التدريب، علاوة على تبادل إصدارات الجانبين.

كما يذكر أنه تم الإعلان عن اليوم العربي للملكية الفكرية، من خلال التوصية الصادرة عن مجلس وزراء الاقتصاد والصناعة والتجارة المالية العربية في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في عام 2023، ليتم الاحتفال بهذا اليوم في الأول من ديسمبر من كل عام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس الوزراء الوزراء مدبولي المزيد المزيد

إقرأ أيضاً:

وزراء خارجية المملكة ودول عربية وإسلامية يؤكدون على دور (الأونروا) في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين 

البلاد (الرياض) أكد وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية تركيا، ودولة قطر على الدور الذي لا غنى عنه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين ورعاية شؤونهم, فعلى مدار عقود، قامت الأونروا بتنفيذ ولاية فريدة من نوعها أوكلها لها المجتمع الدولي، تُعنى بحماية اللاجئين وتقديم خدمات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والمساعدة الطارئة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها، وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، ويعكس اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار تجديد ولاية الأونروا لمدة ثلاث سنوات إضافية، الثقة الدولية في الدور الحيوي الذي تؤديه الوكالة واستمرارية عملياتها. ويدين الوزراء اقتحام القوات الإسرائيلية لمقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، لما يمثله هذا الاعتداء من انتهاك صارخ للقانون الدولي وحرمة مقار الأمم المتحدة، وهو ما يعد تصعيدًا غير مقبول، ويخالف الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 22 أكتوبر 2025، الذي ينص بوضوح على التزام إسرائيل كقوة احتلال بعدم عرقلة عمليات الأونروا، بل على العكس من ذلك تسهيلها. وعلى ضوء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة، يؤكد الوزراء على الدور الأساسي الذي تضطلع به الوكالة في توزيع المساعدات الإنسانية عبر شبكة مراكز التوزيع التابعة لها، بما يضمن وصول الغذاء والمواد الإغاثية والمستلزمات الأساسية إلى مستحقيها بعدالة وكفاءة، وبما يتسق مع قرار مجلس الأمن رقم 2803, كما تُعد مدارس الأونروا ومرافقها الصحية شريان حياة لمجتمع اللاجئين في غزة، حيث تواصل دعم التعليم وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية رغم الظروف شديدة الصعوبة، وهو ما يدعم تنفيذ خطة الرئيس “ترمب” على الأرض وتمكين الفلسطينيين من البقاء على أرضهم وبناء وطنهم. ويؤكد الوزراء على أن دور الأونروا غير قابل للاستبدال، إذ لا توجد أي جهة أخرى تمتلك البنية التحتية والخبرة والانتشار الميداني اللازم لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين أو لضمان استمرارية تقديم الخدمات على النطاق المطلوب، وأي إضعاف لقدرة الوكالة سيترتب عليه تداعيات إنسانية واجتماعية وسياسية خطيرة على مستوى المنطقة بأسرها، وعليه، يدعو الوزراء المجتمع الدولي إلى ضمان توفير التمويل الكافي والمستدام لها، ومنحها المساحة السياسية والعملياتية اللازمة لمواصلة عملها الحيوي في كافة مناطق عملياتها الخمسة، إن دعم الأونروا يمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار وصون الكرامة الإنسانية وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لقضيتهم وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

مقالات مشابهة

  • وزراء خارجية المملكة ودول عربية وإسلامية يؤكدون على دور (الأونروا) في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين 
  • بدء تحصيل تذاكر ركوب لأتوبيسات النقل الداخلي بالعاصمة الإدارية يناير المقبل
  • نجم العربي القطري .. كل ما تريد معرفته عن صفقة الأهلي الجديدة
  • رئيس الأعلى للإعلام يلتقي مسؤولي جوجل لبحث ملف حقوق الملكية الفكرية
  • رئيس غرفة التجارة العربية الفرنسية: المياه والبيئة في صميم الأزمات والفرص بالعالم العربي
  • تكريم محافظ القاهرة بعد فوز العاصمة بجائزة التميز العربي
  • ننشر حيثيات الإدارية العليا بإدراج المرشح وليد شوقي شاكر بجولة الإعادة بطلخا ونبروه
  • تونس.. عاصمة «السياحة العربية» لعام 2027
  • عمان عاصمة الحلم العربي اليوبيل الماسي
  • إعلان مهم من هيئة إدارة السير بشأن الرخص الجديدة