بعد 20 سنة خداع.. «رضا» تطلب الطلاق وتنهي صبر 10 سنوات من الانتظار
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
مَّرت عشر سنوات وبدلًا من أن تعود الحياة لطبيعتها.. بدأت الحقيقة الموجعة تنكشف؛ في البداية، كانت "رضا" تظن أن غياب زوجها مؤقت وأنه يعمل لتأمين مستقبل أسرتهما، وكانت لم تغفل ليلة قبل أن ترسم في خيالها لحظة عودته وكيف سيكون شكل المنزل الذي ما زال كل ركن فيه محتفظًا برائحته؟، وهي لم تعلم أن الحياة تخفي لها شيئًا آخر سيقلب ميزان توقعاتها، ويحطم آمالها؛ وأنها ستقضي أول يوم من عودته في محكمة الأسرة، لاكتشاف كان بمثابة القشة التي دفعتها لطلب الطلاق للشقاق فما القصة؟
دعوى طلاق بعد غياب 10 سنواتالوقت الحاضر.
في الوقت الحاضر.. الساعة العاشرة صباحًا، وقفت رضا أمام محكمة الأسرة، تمسك بحقيبة صغيرة في يدها وملف القضية في اليد الأخرى، وملامحها تحمل آثار سنوات من التعب والصبر، لكن عينيها كانتا ثابتتين، المكان من حولها يعجّ بالحركة؛ رجال ونساء يدخلون ويخرجون، أصوات مرتفعة من نقاشات المحامين وأحاديث عابرة بين المنتظرين، لكنها وقفت على بعد خطوات من المدخل، تنظر بين الحين والآخر إلى ساعة يدها، وكأن عقاربها تتحرك أبطأ مما ينبغي، وشعورها بالتوتر يزداد مع كل دقيقة تمر، وفي هذه الأثناء روَّت لـ"الوطن" سبب تواجدها في المحكمة.
قبل 20 سنة.. وقت الخطبة
"من 20 سنة جه في بختي عريس من طرف خالتي.. وعشان كنت داخلة على الـ25 سنة أمي وافقت من غير طلبات ولا شروط وكان محل ثقة لأن جوز خالتي عرفه، وبعد ما اتخطبتله بدأت أعرف عنه حاجات كتير لكن عمري ما كنت أعرف أنه ممكن تدمر حياتي بعد 20 سنة".. بهذه الكلمات وبصوت يحمل في طياته الندم وصفت "رضا" صاحبة الـ45 عامًا كيف تعرف على زوجها وأنها منذ بداية علاقتهما وهي تمر بظروف ومشكلات صعب تخطيها لكنها كانت ترسم في خيالها أحلامًا تعطيها الأمل في إكمال تلك الزيجة للنهاية.
على الرغم من أي شيء حدث قالت "رضا" إنها أعتقدت إن بعد الزواج سيتقلما على بعضهما البعض وأن جميع العلاقات بها مشاكل، وبدأت تتبع نصائح والدتها، وتزوجت منه في منزل عائلته داخل غرفة واحدة، وبعد شهرين من الزواج عرفت بشأن خطبيته القديمة، وأقنعها أنه تركها قبل خطبيتها بأشهر ولم يخبرها بذلك لأنه ليس بالأمر المهم، فاقتنعت ورفضت أن تسمع لنساء عائلته حتى لا تعكر صفو حياتها بأحاديث النساء، على حد تعبيرها.
قبل 10 سنوات.. عام 2013 سفر الزوج
بعد إنجاب طفلها الأول بدأت مسؤوليات الحياة تزداد وبدأت الزوج يبحث عن عمل أخر، وقررت أنن تخرج للعمل حتى تسانده في مصروفات المنزل، وفي تلك الأثناء أنجبت تؤام، ومع مضاعفة المسؤوليات سافر الزوج بعد 10 سنوات زواجهما بحثًا عن فرصة عمل أفضل، تاركًا "رضا" مع أطفالها الثلاثة ووعودًا بالعودة سريعًا، وبدأت في تولي مهمتها الجديدة كأب وأم ورجل البيت في نفس الوقت، وهي تنتظر لحظة رجوعه كل ثانية تمر، على حد حديثها.
مرت السنوات بحُلوها ومُرها ولم يخطُر على بال "رضا" أنها أحلامها بالعودة وفقًا لوعود زوجها ستكون سراب، إذ تقول رضا بحسرة: "صبرت على غيابه 10 سنوات، وتحملت مسؤولية البيت والأطفال وحدي، لكن الزم كشف لي الحقيقة التي أخفاها طول السنين".
الوقت الحاضر
"من حسرتي على حالي وشبابي اللي ضاع وأنا شقيانه في غربته، مقتش قادرة أتحمل، ده راجل بدأت حياته معايا على الكذب والخداع"، كانت "رضا" تظن أن زواجها قائم على الثقة، لكنها اكتشفت أن حياتها بنيت على كذبة عمرها 20 عامًا.. حين تزوجها أكد لها زوجها أنه ترك خطيبته الأولى؛ لكنها تفاجأت أثناء غيابه بعودتها لحياته، لم يكن الأمر مجرد خيانه لم تزوجها بعد زواجهما وعندما سافر اصطحبها برفقته وأنجب منها أطفالًأ في عمر أولادها تقريبًا، وفقًا لحديثها.
تقول رضا: "استنيت 10 سنين على أمل يرجع وحياتنا تبقى أحسن كنت بشتغل كل يوم عشان مخليش الولاد يحسوا بغيابه، وهو كان دايمًا بيشتكي مش صعوبة الحياة وأنا استحمل، وفي الآخر عرفت أنها عايشه معاه هناك وسايبني هنا للهم"، لم تترك كلمة للعتاب في حلقها ولم تواجهه بها، حتى استنفذ آخر ذرة من مشاعرها، لتقرر بعد 20 عامًا من الزواج و10 سنوات من الانتظار اللجوء لمحكمة الأسرة بزنانيري وأقامت ضده دعوى طلاق للشقاق حملت رقم 7234 فور عودته من الخارج.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محكمة الأسرة دعوى طلاق
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء: التيمم يُجزئ مريض العناية المركزة حال تعذر استخدام الماء
أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا رسميًا يتناول حال المريض المحجوز داخل غرف العناية المركزة والذي يمنعه الأطباء من استخدام الماء حفاظًا على حالته الصحية، مؤكدةً أن هذا المريض غير ملزم باستعمال الماء للطهارة، وأنه يجوز له التيمم للصلاة، وإذا تعذر عليه التيمم كذلك لأي سبب من الأسباب، فإن صلاته تُعد صحيحة وتجزئه ولا يُطلب منه إعادتها لاحقًا.
وأشارت دار الإفتاء في فتواها إلى أن هذا الحكم مستند إلى النصوص الشرعية التي تؤكد أهمية الحفاظ على النفس البشرية، ومنها قول الله تعالى:﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29].
كما استدلت بما ورد عن الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، الذي تيمم وصلّى بأصحابه في ليلة شديدة البرودة خوفًا على نفسه من استخدام الماء، ولم يُنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، مما يُعد دليلًا شرعيًا على صحة فعله.
وأكدت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، خاصةً في حالات الضرورة والمرض، وأن حفظ النفس البشرية مقدَّم على الالتزام بكيفية الطهارة المعتادة متى تعذرت، مضيفةً أن الشريعة لم تُشرّع الطهارة لتعجيز الناس أو إلحاق الضرر بهم، بل جاءت لحفظ مصالحهم وأبدانهم.
وناشدت دار الإفتاء الكوادر الطبية وذوي المرضى ضرورة الرجوع إلى أهل الفتوى المتخصصين في مثل هذه الحالات، للتأكد من صحة العبادات التي يؤديها المرضى داخل المستشفيات، وتحديدًا في أقسام العناية المركزة، وعدم اتخاذ قرارات شخصية قد تضر بالمريض أو تبطل عبادته، مشددةً على أن مراعاة ظروف المرضى جزء من فقه الواقع وتطبيق مقاصد الشريعة.
هل يقع الطلاق على سبيل المزاحو تحدث الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن قضية الطلاق أثناء المزاح، مؤكدًا أن الطلاق أمرٌ جاد وشديد في الشريعة الإسلامية، وليس مجالًا للعب أو الهزل أو المزاح، وأنه لا ينبغي التفوه بلفظ الطلاق دون قصد حقيقي.
وأوضح الشيخ وسام أن الطلاق شُرع من الله تعالى لفك عقد الزواج في الحالات التي يتعذر فيها استمرار الحياة بين الزوجين، ويجب عدم استخدامه بشكل عشوائي أو في لحظات غضب أو مزاح، لأن ذلك يتنافى مع حكمة التشريع.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان الطلاق الذي وقع في لحظة مزاح يُعد صحيحًا، قال إن الأمر يعتمد على نية الزوج، فإذا كان يقصد الطلاق حقيقة حتى وإن قاله مازحًا، فإنه يقع ويُعتد به، مشيرًا إلى أن الطلاق لا يُبنى فقط على الألفاظ، بل لا بد من التحقيق في نية الزوج ومقصده الحقيقي.
وأضاف أن دار الإفتاء دائمًا ما تدعو الناس إلى عدم التسرع في إطلاق ألفاظ الطلاق، والحرص على ضبط النفس والتفكير جيدًا قبل التفوه بأمر قد يُؤثر على الأسرة والمجتمع، مؤكدًا أن الطلاق له آثار عظيمة لا تُمحى بسهولة، ولا ينبغي الاستهانة به.