.¤ والحقيقة التي لا خلاف حولها ان الشيخ د. عبد الحي يوسف، من العلماء الاجلاء والمؤثرين.. ويتمتع بقبول ويحظى بشعبية كبيرة خاصة وسط فئة الشباب من الجنسين.. لصراحته وقوة حجته وبساطته في ايصال مقاصد الدين.. ولشرحه المسائل الفقهية بطريقه مبسطة لا غلو فيها ولا تطرف.. ولذلك كان مسجده بحي جبرة الخرطومي منارة من منارات العلم والهداية.

¤ وكانت الانقاذ تخشى خطب عبد الحي وهذة حقيقة .. بل كانت تخشى كل الائمة المؤثرين، وكاتب السطور صاحب مصطلح ظل يشير اليه في مرات عديدة في هذة الزاوية.. (لوبي المساجد) على اعتبار ان الانقاذ ولإهتمامها بالمساجد.. وتعرف تأثيرها .. كانت تتهيب من يعتلي المنبر .. وذاك موضوع آخر ناقشني فيه الاستاذ الجليل النائب الأول علي عثمان محم طه ذات مرة.

¤ والحقيقة ان ما قاله د. عبد الحي عن الرئيس البرهان كقائد للجيش ورئيس، حقيقه.. كون الباغي الشقي حميدتي تضخم امام اعينه.. حتى طغى وتجبر.. وحدثته نفسه الخبيثة بالاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، وقتل البرهان.. وهي الحقيقة التي يحاول الرئيس ان يطردها من رأسه ولا ادري لماذا ؟؟.. والحقيقة التي ذكرها عبد الحي ولا جدال بشأنها أن البرهان وضع يده في يد نتنياهو.. ولم يكسب شيئا – وهذة من عندي !!.

¤ والحقيقة ان عبد الحي لا علاقة له بالحركة الاسلامية وهو اكثر تأثيرا من كل قياداتها بعلمه لا ماله.. وماكان للحركة ان ترهق نفسها وتتبرأ منه وهو لم يزعم – كما يزعم البعض – انهم قيادات في الحركة وافواههم تنفجر منها ” منابع ‘ الإدعاء والزعم بالمعرفة بكل شئ.. ولم يسئ عبد الحي في حديثه للاسلاميين حتى يسارعوا لاصدار بيان.. في وقت وقعت احداث جسام وجرائم صمتت عنها الحركة الاسلامية.

¤ والحقيقة أن عبد الحي اشار الى ان مسمى المستنفرين اسم الدلع للمجاهدين.. وبالفعل قوامهم شباب الحركة الاسلامية ولو ذهب البعض لينزع عنهم الانتماء للتيار الاسلامي.. ويذوق حديثه بوجود كيانات ومجموعات أخرى.. وتقدموا الصفوف من اجل ”الوطن” لا ”الوطني” ولا ينتظرون مكافأة.. بعد ان حملوا ارواحهم على اكفهم.

¤ والحقيقة ان الشيخ الوقور عبد الحي من الداعمين وبقوة للقوات المسلحة.. ولم يدعي انه الاوحد الداعم للجيش.. ولم يقل يوما ان دعمه للجيش كان الأقوى والاكثر وقعا.. بينما البعض يكتب اسطر لاقيمة لها ويتباهى ان كتاباته حركت البرهان.. او ينهق اخر في تسجيلات صوتية تحمل الاكاذيب والاساءات ويزعم انه لولا عمله ما استطاع الجيش تحرير منطقة.

¤ والحقيقة ان حديث عبد الحي حمل بعض الانتقادات الشخصية للرئيس.. وهي لا تليق في حق عبد الحي ولا في حق البرهان وهو قائد للجيش ورئيس.. لكنها في نهاية الأمر رأي شخصي وان عبد الحي لم يتحدث من منصة رسمية ولا ينتمي لأي جهة.. والحقيقة ان عبد الحي يتحدث بصراحة يحسد عليها وصلت به الجراءة وهو مقيم في تركيا ان يصف موقفها إزاء حرب السودان بـ (غاية في السلبية).

¤ ثم انه تحدث عن وزير خارجية تركيا هاكان فيدان – مدير جهاز المخابرات السابق – الرجل الذي تهابه تركيا ودولا.. وهذا يعني ان عبد الحي يقول مايقول ولو كان السيف على عنقه.. وصفة المجاهرة كادت ان تنعدم.. بعد أن اصبح الكثيرين ”يزينون الباطل للسلطان” ويجملون الظلم الذي يرتكبه ويصورونه عدلا.

¤ يجب ان لا ننشغل كثيرا بحديث عبد الحي.. وامام الشعب السوداني معركة وجودية لا عبثية.. معركة ان يعيش بعزة وكرامة ولا يزل او يهان ..ولا تغتصب حرائره ولا تنهب البيوت وعرق ” الناس” وشقى العمر.

¤ ومهما يكن من أمر.. لو كنت في موقع البرهان فان حديث عبد الحي الخالي من مساحيق التجميل ”ما باباهو”.. ولن اركز كثيرا مع من يطلق علي لقب ” الكاهن”.

اسامة عبدالماجد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ان عبد الحی

إقرأ أيضاً:

الفيلم الكوري مجنونة جدا.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق المخفية

عالجت السينما موضوع الانقسام بين الذات التي يراها المجتمع والدوافع الخفية الأكثر قتامة التي تقف خلف السلوكيات الغريبة التي لا تتسق معها. وجسّدت كلاسيكيات الرعب المبكرة مثل "دكتور جيكل ومستر هايد" (Dr. Jekyll and Mr. Hyde) هذه الثنائية حرفيا، إذ أظهرت رجلا محترما في حالة حرب مع الأنا البديلة العنيفة، محوِّلة الصراع النفسي إلى تحول جسدي.

وطوّرت الأفلام اللاحقة الفكرة بعمق نفسي أكبر، ومنها "فيرتيجو" (Vertigo) الذي جسّد الهوس والرغبة في التحكم بهوية الآخر، ملمّحا إلى أن الظلام لا يكمن فقط داخل الأفراد، بل أيضا داخل الأوهام التي يفرضها الآخرون عليهم. وفي فيلم "سائق التاكسي" (Taxi Driver)، يقدم البطل نفسه على أنه محارب قديم وحيد، لكن تحت هذه الهوية العامة الهشّة تنمو عقدة منقذ عنيفة تنفجر في عمل خطير، وفي فيلم "نادي القتال" (Fight Club)، يعبّر العمل عن خيبة أمل من خلال الأنا البديلة المولودة من الإحباط الذكوري المكبوت، كاشفا كيف يصنع المجتمع الحديث هويات تتمرّد في النهاية على الوضع الطبيعي المفروض.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"ضايل عنا عرض" يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام الوثائقيةlist 2 of 2فيلم "أوسكار: عودة الماموث".. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم كبوة جديدة؟end of list

وبرزت الميلودراما في أفلام منها "البجعة السوداء" (The Black Swan)، حيث استخدمت الذات المزدوجة لاستكشاف الكمال والذات الأنثوية، مشيرة إلى أن الشخصية المظلمة أحيانا ما تكون نتاجا لضغوط مجتمعية لا شرّا فطريا.

لم تتعامل هذه الأفلام مع الذات الخفية بوصفها مجرد وحش، بل باعتبارها رد فعل على الكبت العاطفي والوحدة والتوقعات الثقافية، ممهدة الطريق لقصص معاصرة مثل "مجنونة جدا" (Pretty Crazy) لإعادة صياغة الصراع نفسه في أنواع أدبية جديدة.

لعبت بعض المشاهد أدوارا مفتاحية للدفع بالمشاهد في قلب أزمة العمل (إيه إم دي بي على إنستغرام)اللعنة التي تغير موازين القوة

وتدور أحداث فيلم "مجنونة جدا" حول غيل غو، وهو شاب عاطل عن العمل ينجرف في روتين ممل حتى تدخل جارته الجديدة الساحرة، سون غي، حياته فجأة، ليكتشف أن المرأة اللطيفة التي يلتقيها خلال النهار تتحول إلى شخصية فوضوية، تكاد تكون شيطانية كل ليلة بسبب لعنة غامضة.

إعلان

ورغم صدمته، يفتن بها، ويقبل طلبا غير عادي من والدها المنهك لمراقبتها خلال هذه التحولات الليلية، ليصبح حارسا مترددا ينمو ببطء مرتبطا عاطفيا بكلا جانبي شخصيتها. بينما يقضي ليالٍ طويلة يحميها ويراقبها، يتحول ما يبدأ كخوف إلى عاطفة، ويتحول الفيلم من كوميديا ​​رومانسية غريبة إلى قصة عن الهوية والصدمة الخفية والصراع بين التوقعات الاجتماعية والواقع الداخلي.

وحين يحاول غيل غو كسر اللعنة ومساعدة سيون غي على استعادة السيطرة على حياتها، يترك الفيلم السؤال الأعمق الكامن وراء الحبكة الخارقة للطبيعة مفتوحا، وهو هل يمكن للحب أن يعيش في ظل الاختلاف الحاد بين شخصية المحبوب نهارا وليلا؟

يُشير التناقض بين غيل غو وسون غي بشكلٍ خفي إلى اختلاف طبقي، حيث يقدم الفيلم غيل غو كشاب عاطل عن العمل، ينجرف بلا هدف ولا استقرار. من ناحية أخرى، تعمل سون غي خبازة في متجر محلي، وتظهر في البداية كجارة مهذبة وفعّالة اجتماعيا، فهي امرأة لديها وظيفة وروتين، يبدو كأنه جزء من الحياة اليومية العادية، ويُنشئ هذا التناقض توترا اجتماعيا واقتصاديا بين استقرارها المتواضع، وإن كان منتظما، ووجوده الهش وغير المستقر.

ويزداد هذا التوتر حدة بالطريقة التي تُخفي بها "طبيعة" سون غي الظاهرة اللعنة الخارقة للطبيعة التي تسكنها. في الوقت نفسه، يُصبح غيل غو، رغم اضطرابه الاقتصادي، حاميها الليلي، لتنقلب بذلك موازين القوة والدعم المتوقعة. من خلال هذا التناقض، يُشير الفيلم إلى أن الطبقة أو المكانة الاجتماعية لا تضمن الأمن أو الهوية، فالاستقرار قد يكون وهما، بينما قد يحمل الضعف أو التهميش على قوة خفية.

قدم المخرج الكوري الجنوبي لي سانغ غيون أداء بصريا مميزا، ولعبت بعض المشاهد أدوارا مفتاحية للدفع بالمشاهد في قلب أزمة العمل، ولعل أحد أكثر المشاهد لفتا للانتباه هو ذلك الذي تستقل فيه غيل غو المصعد مع سون غي بعد مقابلتها في الليلة السابقة، يصبح المشهد العادي مقلقا فجأة حيث يتغير تعبيرها ووضعيتها بشكل جذري لدرجة أن الجمهور يشعر بالصدمة تماما كما يشعر بها غيل غو، تنجح هذه اللحظة لأنها تعلن بصريا عن الصراع المركزي للفيلم دون تفسير.

وفي مشهد آخر لا يُنسى خلال أحد "مواعيد الليل"، عندما تكشف سون غي، في حالتها الفوضوية، بشكل غير متوقع عن تلميحات من انعدام الأمن بدلا من العنف، مما يشير إلى أن شخصيتها المظلمة ليست شرا خالصا ولكنها جزء مجروح من نفسها، وهو كشف يجلب تعاطف المشاهد.

وفي مشهد لاحق تواجه فيه سون غي والدها بشأن اللعنة، لأنه يحول السرد من الكوميديا ​​إلى الدراما العاطفية، ويكشف عن الإرهاق والخوف والذنب الذي يحيط بحالة سون غي، ويظهر أن اللعنة تؤثر على كل من يرتبط بها.

وأخيرا، فإن اللحظة التي تقترب من النهاية التي يختار فيها غيل غو البقاء مع سون غي أثناء تحولها، بدلا من الهرب كما يفعل أي شخص عاقل، تقف كقمة عاطفية، فهي تُظهر القبول بدلا من الخوف، مما يحول الصراع الخارق للطبيعة إلى بيان مؤثر حول الحب والولاء والشجاعة لمواجهة الجانب الأظلم لشخص ما.

فصام الليل والنهار يظهر بصريا عبر تناقض الإضاءة والألوان (إيه إم دي بي على إنستغرام)فصام الليل والنهار بصريا

تتكامل العناصر البصرية وتصميم الصوت في الفيلم لبناء مشهد عاطفي متقلب يتأرجح بين الكوميديا ​​والتشويق والتوتر النفسي. بصريا، يلعب الفيلم على التناقضات بين بيئات النهار والليل لإبراز موضوعه الرئيسي، وهو الانقسام بين شخصية سون غي العامة وهويتها الخفية المظلمة.

إعلان

غالبا ما تصور مشاهد النهار بإضاءة طبيعية ساطعة، وألوان دافئة، وأجواء عادية، بينها مخابز، وشقق، وشوارع الأحياء، مما يخلق شعورا بالراحة والطبيعية اليومية، وتبرز هذه المشاهد الهادئة بصريا الروتين والاستقرار، مما يجعل سون غي تبدو مندمجة تماما في محيطها.

على النقيض من ذلك، تميل بيئات الليل إلى أن تكون أكثر برودة وظلاما وعدم استقرار بصري: تملأ الظلال الزوايا، وتصبح حركة الكاميرا أقل قابلية للتنبؤ، وتحل إضاءة النيون أو الإضاءة الاصطناعية محل سطوع النهار الطبيعي. لا يُشير هذا التحول في التصوير السينمائي إلى تحول سون غي فقط، بل يعكس أيضا القلق النفسي الذي يحيط بحالتها.

تسهم اللقطات المقربة في المشاهد الليلية في تجسيد تحولات الوجه والتوتر العاطفي، بينما تكون لقطات النهار أوسع وأكثر استرخاء، وتوضح السياقات الاجتماعية والمساحة، وتخلق المشاهد المكبرة جوا من الضيق، يشعر من خلاله الجمهور أنه مُحاصر بشخصية سون-غي المظلمة، بينما توحي التركيبات الأوسع في ضوء النهار بالحرية والانتماء الاجتماعي.

كما يستخدم الفيلم الانعكاسات والمرايا والنوافذ للتلميح إلى الهويات الخفية، وتذكر هذه العناصر البصرية المشاهدين ببراعة بوجود ذات منقسمة دائما تحت السطح، حتى التصميمات الداخلية البسيطة للشقق تصبح مساحات رمزية، تنتقل من الراحة المنزلية إلى الحبس المقلق اعتمادا على الإضاءة ووضع الكاميرا.

يلعب تصميم الصوت دورا حاسما بالقدر نفسه في تشكيل النسيج العاطفي للفيلم. خلال مشاهد النهار، تنشئ الأصوات المحيطة، كضجيج الشوارع والمحادثات العابرة، بيئة صوتية طبيعية ترسخ المشاهد في عالم اجتماعي واضح.

عادة ما تكون الموسيقى في هذه اللحظات خفيفة أو مرحة، مما يعزز أجواء الكوميديا ​​الرومانسية التي تفتتح الفيلم. ومع ذلك، يتغير المشهد الصوتي بشكل كبير مع حلول الليل. تضفي النغمات الخافتة، والأصداء البعيدة والضوضاء المحيطة المكتومة شعورا بالتشويق وعدم القدرة على التنبؤ، كما لو أن شيئا خطيرا على وشك الحدوث. تعمل هذه الإشارات السمعية الدقيقة كإشارات نفسية، تهيئ المشاهد لتحول سون غي حتى قبل أن يراه.

الأصوات الليلية الخافتة والمكتومة تخلق تشويقا وقلقا (إيه إم دي بي على إنستغرام)

في بعض المشاهد، يصبح الصوت أكثر تعبيرا من الصورة. على سبيل المثال، تعتمد مشاهد التحول بشكل كبير على المؤثرات الصوتية بدلا من المؤثرات البصرية، مما يوحي غالبا باضطراب داخلي من خلال تشوهات صوتية، أو أصوات هامسة، أو إشارات انتقالية حادة. تتيح هذه التقنية للجمهور الشعور بصراع سون غي الداخلي دون الاعتماد على صور حاسوبية صريحة أو صور مخيفة. فبدلا من صدمة الجمهور بصريا، يزعجهم الفيلم صوتيا، مما يجعل التحول تجربة عاطفية، وليست خارقة للطبيعة بحتة.

كما تساعد الموسيقى التصويرية على تطوير علاقات الشخصيات. عندما يبدأ غيل-غو بقضاء الليالي مع سون-غي، تتحول الموسيقى من نغمات كوميدية إلى ألحان عاطفية وتأملية، مما يوحي بترابط عاطفي متنام. أحيانا، يصبح الصمت أداة مؤثرت حيث يبرز الضعف في لحظات السكون، مما يجعل المشاهد ينتظر بقلق التحول غير المتوقع التالي.

في النهاية، يحول مزيج التناقضات البصرية وتصميم الصوت فيلم "مجنونة جدا" إلى أكثر من مجرد مزيج من الكوميديا ​​والرعب، باستخدام الإضاءة والتصوير والألوان واالصوت لعكس الصراع الداخلي.

مقالات مشابهة

  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • روائع النغم بصوت ريم كمال فى معهد الموسيقى.. غدا
  • برج السرطان حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025… كشف الكثير من الحقائق
  • صدام علني بين الحلفاء.. الإخوان يكشفون دورهم في حرب السودان
  • الفيلم الكوري مجنونة جدا.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق المخفية
  • روائع النغم بصوت ريم كمال في معهد الموسيقى
  • الحي الجامعي بالجديدة يوفر للطالبات نقل مباريات كأس أفريقيا
  • السفارة الأميركية في بغداد تجري تمريناً لمنظومة C-RAM بالذخيرة الحيّة
  • صورة من بورتسودان..!
  • الأوبرا المصرية تُشعل ليل القاهرة بسهرة خالدة من روائع جارة القمر فيروز