عربي21:
2025-05-30@18:02:08 GMT

كيف كشفت أحداث سوريا هشاشة نظام الأسد وانهيار قواته؟

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

كيف كشفت أحداث سوريا هشاشة نظام الأسد وانهيار قواته؟

يشهد الجيش السوري حالة من التراجع والهشاشة أمام تصاعد هجمات المعارضة المسلحة، حيث تعكس التطورات الميدانية ضعف السيطرة العسكرية للنظام في بعض المناطق الحساسة.

ورآى المعلق في صحيفة "واشنطن بوست" إيشان ثارور في مقال أن التطورات الأخيرة في سوريا هي تذكير بحرب لم تنته أبدا، وقال إن التراجع الدرامي لقوات الأسد في الأيام الأخيرة، ربما كشف عن سيادة بشار الأسد الجوفاء.



 وعلق قائلا: "عادت الحرب الأهلية المشتعلة إلى المسرح العالمي. فقد شنت هيئة تحرير الشام، وهي جماعة إسلامية مسلحة، هجوما خاطفا من معقلها في الشمال - الغربي في أواخر الأسبوع الماضي للسيطرة على معظم حلب، أكبر مدينة في البلاد، والتقدم جنوبا نحو مدينة حماة في وسط البلاد. ويبدو أن مقاطع الفيديو التي نشرتها هيئة تحرير الشام تظهر مقاتليها يرفعون علما بالقرب من قلعة حلب التاريخية ويقيمون نقاط تفتيش في المدينة وحولها".


وأضاف الكاتب أن حلب كانت قبل عقد من الزمان، بمثابة مقبرة الحرب الأهلية السورية، وتمزقت عاصمة البلاد الاقتصادية نتيجة لحملات القمع الوحشية من النظام والغارات الجوية الروسية وتغول الجهاديين وافتراسهم. وفي عام 2016 استعادت القوات الموالية للرئيس السوري الأسد المدينة وبدعم من روسيا ووكلاء إيران.

وكان النصر بتكلفة باهظة على الشعب السوري، وبدا وكأنه يؤكد نجاح الأسد في قمع انتفاضة 2011 المؤيدة للديمقراطية التي تحولت إلى مجموعة من التمردات والثورات المضادة التي استمرت لسنوات.

وأصبحت مجموعة متشابكة من الفصائل والقوى الخارجية التي باتت تدفع الصراع، الذي خلف ما يقرب من نصف مليون سوري وأجبر حوالي 5 ملايين على الفرار من البلاد.

ويضيف الكاتب أن الأسد، فقد السيطرة على محافظة إدلب في شمال- غرب البلاد، حيث تحكم هيئة تحرير الشام وميليشيات مسلحة أخرى مدعومة من تركيا. كما وخسر بعض المناطق في الشمال - الشرقي، التي يتحكم فيها فصيل كردي تحالف بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، استمر المسلحون المتطرفون من تنظيم الدولة بالعمل في الصحراء السورية.

وقد سمح دمار الدولة السورية بظهور تجارة إقليمية مزدهرة في مادة الكبتاغون المنشطة.

 ومع ذلك، وجد الأسد استراحة في الهدوء النسبي وعملت العديد من الدول العربية، بما فيها دول الخليج الغنية، على إصلاح العلاقات مع نظامه الذي تجنبته يوما ما.


ويعلق ثارور أن الانهيار الدرامي في الأيام الأخيرة، قد يكشف عن مدى فراغ هيمنة الأسد. فقد بدا الأمر وكأن قوات النظام قد اختفت أمام هجوم هيئة تحرير الشام.

وبينما كانت الكتائب الموالية للحكومة تستعد لشن هجوما مضاد، عادت الخطوط العريضة الدموية القديمة للحرب الأهلية إلى الظهور: حيث ضربت الغارات الجوية للنظام وروسيا بلدات في محافظة إدلب وفر المدنيون واشتبكت الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا مع الوحدات الكردية في إعادة للمعارك التي اندلعت بالتوازي مع معركتها ضد النظام. واكتفت الحكومات الأجنبية، بما فيها الولايات المتحدة، بإصدار بيانات ضعيفة تحث على خفض التصعيد. 

وقال ثارور إن التطورات الأخيرة مرتبط بالنزاعات الطاحنة في مناطق أخرى. وربما كانت قدرة الكرملين على حماية الأسد محدودة بسبب غزوه المكلف لأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، تعرض حزب الله اللبناني، الذي حول مقاتلوه مسار الحرب الأهلية السورية لصالح الأسد، لضربات شديدة من جانب إسرائيل. وعلى مدار العام الماضي، قصفت إسرائيل أهدافا في مختلف أنحاء سوريا مرتبطة بحزب الله وحلفاء الأسد الإيرانيين.

ودفع حجم هذا القصف مسؤولا في الأمم المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر للتحذير من "عاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية تضرب سوريا المدمرة بالفعل" والتي من شأنها أن تؤدي إلى "عواقب خطيرة وغير متوقعة".

ثم جاء وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي بين إسرائيل وحزب الله، وهو الانفراج الذي يبدو أنه أعطى جماعات مثل هيئة تحرير الشام وتحالف من الميليشيات التي تدعمها تركيا الزخم للاستفادة من تميزها ضد نظام ضعيف.


ونقل الكاتب عن أندرو تابلر، الذي شغل منصب مدير شؤون سوريا في البيت الأبيض في عهد ترامب، لصحيفة "وول ستريت جورنال": "إنه تحول تكتوني" أي زلزالي، "فقد تدخلت القوى الإقليمية والدولية في سوريا منذ أكثر من عقد من الزمان، والآن تتجمع صراعات أوكرانيا وغزة ولبنان وتتداخل في حلب".

وقال ثارور، إن هشاشة الأسد، بالنسبة للمراقبين للشأن السوري، تعطي مثالا مرا. وكتب دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني السابق، على وسائل التواصل الاجتماعي: "مع تدمير جيش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، فمن المرجح أنه لا يستطيع توفير قوات كافية لإنقاذ الأسد".

وأكد كوليبا أن سقوط حلب في أيدي النظام في عام 2016 "كان مقدمة قاتمة" للغزو الروسي والمذابح اللاحقة للمدنيين الأوكرانيين في عام 2022. وكتب: "في سوريا تعلم الطيارون الروس كيفية تدمير المدن الأوكرانية وتسويتها بالأرض. وكان فشل العالم في الوقوف في وجه بوتين والأسد في ذلك الوقت بمثابة دعوة مفتوحة لبوتين لغزو أوكرانيا".

وقال ثارور إن تقدم المعارضة السورية، ركز الضوء على هيئة تحرير الشام ومزاعمها بأنها فكت علاقاتها مع تنظيم القاعدة.

ودعت الهيئة في المناطق التي احتلتها إلى الهدوء. ووعدت بمعاملة الأقليات الدينية والعرقية بطريقة منصفة. وأشار ثارور إلى وصف وزارة الخارجية الأمريكية لهيئة تحرير الشام بأنها: "كيان مثير للقلق" بسبب انتهاكات المجموعة للحريات الدينية للمجتمعات الموجودة التي تعيش وسطها. ويعلق الكاتب أنه لم يتضح بعد فيما إن كانت مكاسبها تعكس قوتها أو ضعف نظام الأسد، أو كليهما.

ونقل الكاتب عن سام هيلر، وهو زميل في مؤسسة القرن ويتابع سوريا:  "بفضل تركيا، كان لديهم الوقت والمساحة في إدلب للتنظيم والاستعداد لهذا"، وأضاف "لم يكن مشروع حكم هيئة تحرير الشام في إدلب مجرد تمرين في بناء الدولة والشرعية السياسية، بل إنه أيضا كان مشروعا مدرا للموارد، ويبدو أن هيئة تحرير الشام استثمرت بعض الأموال التي تراكمت لديها في تطوير هذه القدرة العسكرية".


 ورغم معرفته بأن النظام السوري كان وعلى مدى السنوات الماضية، منهكا ومستنزفا اقتصاديا"، إلا أنه فوجئ من عدم استعداد القوات السورية والقوات المساعدة لها لشن هجوم مضاد قوي حول حلب وبدلا من ذلك انهارت في هزيمة فوضوية، كما قال.

وقد أدرك المحللون هشاشة النظام المتأصلة، لكنهم لم يتوقعوا هذا التحول في مسار الأحداث و"القوة المتجددة للتمرد وقدرته على تنظيم وتدريب وتخطيط وتنفيذ مثل هذه الحملة المذهلة"، حسب قول إميل الحكيم، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية سوريا الأسد المعارضة السورية هشاشة النظام سوريا الأسد المعارضة السورية الجيش السوري هشاشة النظام سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیئة تحریر الشام

إقرأ أيضاً:

داعش يتبنى أول هجوم ضد الجيش السوري الجديد منذ سقوط نظام الأسد

 

 

أعلن تنظيم "داعش" تبنيه أول هجوم ضد القوات الحكومية السورية الجديدة، في تطور أمني هو الأول من نوعه منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

ووفقًا لما نقله موقع "سايت إنتلجينس" المتخصص في مراقبة التنظيمات المتشددة، قال التنظيم في بيان إن "جنود الخلافة فجروا عبوة ناسفة استهدفت آلية تابعة لقوات النظام المرتد في محافظة السويداء"، حسب تعبيره.

ويمثل هذا الهجوم أول عملية يتبناها تنظيم "داعش" رسميًا ضد القوات الحكومية السورية بعد تولي الرئيس أحمد الشرع السلطة، ما يشير إلى تحول جديد في خارطة المواجهات داخل البلاد.

يأتي هذا التطور بعد أيام من إعلان السلطات السورية اعتقال خلية تابعة لـ"داعش" قرب دمشق، كانت تخطط لهجمات داخل العاصمة. وفي عملية أمنية أخرى بمدينة حلب، قُتل عنصر من الأمن العام إلى جانب ثلاثة مسلحين من التنظيم.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، في تصريحات لتلفزيون سوريا، إن نشاط التنظيم المتطرف تزايد بشكل ملحوظ عقب سقوط النظام السابق، مشيرًا إلى أن التنظيم تمكن من الحصول على أسلحة من مخلفات الجيش المنحل.

وكشف البابا أن خلايا تابعة لـ"داعش" حاولت التسلل إلى مواقع عسكرية تابعة لوزارة الدفاع، كما سعت لضم عناصر من فلول النظام السابق إلى صفوفها، في محاولة لإعادة بناء قدراتها القتالية.

وأكد أن العملية الأمنية الأخيرة التي أُجريت ضد عناصر التنظيم شاركت فيها عدة أجهزة أمنية سورية، في خطوة تعكس تغيرًا في تنسيق العمل الأمني.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تبني "داعش" لهذا الهجوم يُعد مؤشرًا على بداية مواجهة مباشرة مع الجيش السوري الجديد، خاصة أن التنظيم كان قد ركز سابقًا على مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال وشرق البلاد.

وفي سياق متصل، ذكر "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" في دراسة بحثية أن "داعش" نفذ هجومًا آخر في 18 مايو/أيار الجاري باستخدام سيارة مفخخة استهدفت مركزًا أمنيًا في بلدة "ميدان الشرقية"، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، دون أن يتبنى التنظيم العملية رسميًا.

وخلص التقرير إلى أن التنظيم، رغم فقدانه الكثير من نفوذه الميداني، لا يزال يشكل تهديدًا أمنيًا حقيقيًا في سوريا، مشيرًا إلى ضرورة عدم التقليل من قدرته على تنفيذ عمليات إرهابية مستقبلاً.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند " داعش " يتبنى أول هجوم ضد الجيش السوري الجديد منذ سقوط نظام الأسد سرايا القدس توقع 10 جنود إسرائيليين في كمين محكم الجيش السوداني يحرر 71 طفلًا زجّت بهم قوات الدعم السريع في القتال العدوان الإسرائيلي يتصاعد في غزة قواعد الإتيكيت لتناول البطيخ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • داعش يتبنى أول هجوم ضد الجيش السوري الجديد منذ سقوط نظام الأسد
  • اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام الأسد؟
  • تحرير 146 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • داعش يتبنى أول هجوم ضد القوات السورية الجديدة منذ سقوط الأسد
  • البيانوني: هذا ما جرى حين جلس الإخوان وجهاً لوجه مع مخابرات الأسد
  • كيف ساهم تطبيق تجسس في إسقاط نظام الأسد؟
  • أساطير انتشار الكنوز تقود إلى رواج البحث عن الذهب في سوريا بعد سقوط نظام الأسد
  • ما علاقة أسماء الأسد بانهيار النظام؟ .. تطبيق كشف جنودا وضباطا
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟