يمانيون../
تحلُّ علينا اليومَ الذكرى السابعة لأحداث فتنة الـ2 من ديسمبر للعام 2017 لزعيم الخيانة الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح.

وحتى هذه اللحظة لا يزال الخائن طارق عفاش يتصدر المشهد بدعم كبير من الاحتلال الإماراتي، حَيثُ يسيطر على مديرية المخاء المطلة على مضيق باب المضيق، ويعمل على استمالة المسلحين من مختلف مناطق اليمن؛ لتنفيذ الأجندة والمخطّطات الإماراتية الصهيونية في اليمن.

كان المشهد مخيفًا في مثل هذا اليوم، حَيثُ أفاقَ الشعبُ اليمني على تصريحات الخائن صالح الذي يوصَفُ بـ “الراقص على رؤوس الثعابين”، ملقيًا خطابًا تحريضيًّا على الجيش واللجان الشعبيّة، وداعيًا الشعب اليمني للخروج بانقلابٍ؛ خدمة للعدوان ومرتزِقته، لتنكشف بعد ذلك ورقة “صالح” التي ادَّخرها العدوانُ للطعن في ظهر اليمن في الوقت والمكان المناسِبَينِ، لكن هذه الدعوة كانت البداية للنهاية المخزية للخائن “صالح” الذي ظلَّ متربعًا على عرش اليمن لمدة 33 سنة.

وخلال هذه الفتنة 2 ديسمبر، كشف الخائن علي عبد الله صالح قناعه الحقيقي؛ فأراد في مثل هذا اليوم المتزامن مع العيد الوطني لدويلة الإمارات، القيام بانقلاب، يستهدف أمن اليمن وسلامته، وأدى إلى شرخ الصف الوطني، هادفًا إلى إحداث تغيير في موازين القوى لصالح العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، غير أن إرادَة الله كانت فوق كُـلّ مخطّطاته الإجرامية؛ فقد انتهت أحداث الفتنة والمؤامرة الكبرى بمقتله بعد أَيَّـام من المعارك الضارية بالقرب من قصره المعروف بـ “قصر الثنية” في العاصمة صنعاء، وهو ما شكَّلَ صفعةً مدويةً للعدوان وانتصارًا عسكريًّا ساحقًا على “الرياض” و”أبو ظبي” وأدواتهما ومرتزِقتهما ومن خلفهما أمريكا والكيان الصهيوني.

لم يكن التمرد في الـ2 من ديسمبر للعام 2017، الذي قاده زعيم الفتنة، بريئًا وطارئًا، بل كان مدعومًا وبشكل مباشر من قوى العدوان، وهو ما كشفت عنه وسائل الإعلام التابعة لدول الاحتلال السعوديّ الإماراتي التي ظلت تعمل لصالحه، وحَوَّلته إلى بطل قومي، فيما كانت قبل ساعاتٍ تصفُه بالمخلوع والمراوغ، وناكر الجميل وبمختلف عبارات الشتم والبذاءة.

لقد فضح الخائن صالح نفسه، وأماط اللثام عن وجهه الحقيقي عندما أراد خيانة الله ورسوله والمؤمنين، من خلال التنكيل بالمجاهدين في الجبهات، بعد أن تعمد في ذلك اليوم نشر ميليشياته ومسلحيه على جنبات الطريق المؤدية إلى صرواح ونهم، لتبدأ تلك المجاميع فجرًا في نصب نقاط تعمل على استهداف سيارات المجاهدين المتجهة إلى أرض المعركة بما فيها سيارات الإمدَاد، حَيثُ جاء قطع الطرق المؤدية إلى الجبهات ضمن مخطّط مدروس تم الاتّفاق عليه بين زعيم الفتنة وبين دول العدوان السعوديّ الإماراتي؛ بهَدفِ هزيمة مقاتلي الجيش واللجان الشعبيّة المرابطين في تلك الميادين؛ ما يسهِّلُ الطريقَ على العدوّ بالتقدم عسكريًّا بعد أن فشل أمام ضربات اليمنيين وأصبح أضحوكةً أمام العالم.

إجماعٌ شعبي لرفض الفتنة:

في فتنة الـ2 من ديسمبر، حصل ما لم يكن في حسبان زعيم الفتنة، وهو الإجماع الشعبي غير المسبوق لرفض كافة أشكال المؤامرة التي يقودها حاكم اليمن الأسبق ضد أبناء بلده، وهو ما جعلهم جميعًا يلتفون حول القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- والرئيس الشهيد صالح الصماد، اللذَين تعاملا منذ البداية على أَسَاس الاحترام، وضبط النفس تجاه التحَرّكات المريبة للخائن “صالح” ونجل أخيه الخائن طارق عفاش، والتي سبقت يوم 2 ديسمبر؛ حرصًا منهما على الشراكة الوطنية، وتفويت الفرصة على دول العدوان، وهو ما اعتبره الخائن صالح ضَعفًا ودفعه إلى المضي قدمًا لتنفيذ مخطّطاته، وإحداث الفتنة التي باءت بالفشل، وانتهت بمصرعه، بفضل الله ووعي أبناء الشعب اليمني.

في الـ2 من ديسمبر للعام 2017، يتذكر الجميع مناشدات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي عبر خطاب متلفز صباح ذلك اليوم، موجهًا للخائن “صالح” بأن عليه أن يوقف تحَرّكاته العسكرية، وأن يضع حَدًّا لمسلحيه، مبديًا استعدادَه للاحتكام حتى إلى قيادات المؤتمر الشعبي العام، وهو الخطابُ الحكيم الذي اعتبره كثيرون من باب إقامة الحُجَّـة، وكان سببًا في فضح زعيم الفتنة، أمام أنصاره ومؤيديه.

وفي ذلك اليوم، سجَّلت غالبيةُ الأحزاب والقوى السياسية مواقفَ مشرِّفةً، من خلال رفضها الانصياع لمخطّط الفتنة التي يقودها الخائن “صالح” ونجل ابن أخيه، بالإضافة إلى مشايخ وأعيان وحكماء اليمن الذين سطروا أنصع صفحات الوفاء، عبر انحيازهم لصف الوطن والشعب والاستجابة لصوت المنطق والعقل، لا سِـيَّـما بعد أن اتضحت لهم الرؤية، وعرفوا حقيقة كُـلّ الأطراف، وفشلهم في إقناع زعيم الفتنة بالعدول عن مؤامراته والعمل على حقن الدماء.

سقطت كُـلّ أشكال الخداع والتشويه خلال هذه الفتنة التي قادها الخائن “صالح” ضد القوى المدافعة عن الوطن، ضد العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي، عبر تزييف الواقع ودغدغة عواطف الجماهير وخلق قصص وهمية لإثارة الشارع، في محاولة منه لحرف أنظار الشعب اليمني عن مواجهة العدوان، وما يدور في ميادين العزة والكرامة، ودعوة المواطنين إلى استرجاع أبنائهم المقاتلين من الجبهات، بالإضافة إلى نيته إسقاط العاصمة صنعاء بعد تشكيل خلايا مسلحة وتوزيعهم على مختلف المديريات والحارات والأحياء السكنية، حَيثُ كان من ضمن الأهداف لتلك الخلايا هو رصد تحَرّكات القيادات الثورية والأمنية والعسكرية وكل من له علاقة بمناهضة دول العدوان.

بفضل الله، ثم بفضل كُـلّ الشرفاء والأحرار في اليمن، فشلت أحداثُ الفتنة التي قادها الخائن “صالح” وانتهت بمقتله بعد يومَينِ من إشعالها، وتحديدًا في الـ 4 من ديسمبر 2017، وهو ما دفع السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى المسارعة في بث روح الإخاء والتسامح، من خلال إصدار التوجيهات لكل القوى الوطنية بعدم استغلال الحدث والتحذير من المساس بأيٍّ من قياداتِ وأنصار وقواعد المؤتمر الشعبي العام، والسعي نحو الانتقام، حَيثُ كانت لخطاب السيد القائد في اليوم ذاته أصداء كبيرة، واحتلت كلماته مكانةً عالية في نفوس اليمنيين، بعد أن وجّه رسائلَ اطمئنان للجميع قائلًا: “غير مسموح لأحد أن يحمل نزعة انتقامية، أَو تصفية حسابات شخصية، أَو استغلال ما حدث لأغراض شخصية.. غير مسموح هذا أبدًا، وعلى الدولة أن تقوم بمسؤولياتها في منع ذلك، وعلى الجميع أن يطمئن في هذا البلد، ولسكان العاصمة صنعاء جميعًا أن ينعموا من جديد في الأمن والاستقرار فيما بينهم وفي وضعهم الداخلي”.

وَأَضَـافَ السيد القائد: “نؤكّـد من جديد أن المعركة كانت مع مليشيات محدّدة، وزعيمها الذي أدارها وموَّلها ورعاها وأمرها وقادها وحركها، وهذه المليشيات تحَرّكت بعدوانٍ واضحٍ مرتبطٍ بقوى العدوان، وعملية تخريب إجرامية، وهدفت إلى توسيعها لتشمل البلد، ولكنها فشلت -بحمد الله- وبفعل جهود الشرفاء في هذا البلد ووعي أبناء هذا البلد”.

وأضاف: “ليست المشكلة مع المؤتمر الشعبي العام كحزب أبدًا لا مع أعضائه وهم شرفاء، وأنا أقول الكثيرُ ساهموا حتى عمليًّا في الموقف اشتركوا في كُـلّ الجهود وبذلوا جهودًا كبيرةً في إسقاط هذه المؤامرة؛ فالإخوة في المؤتمر الشعبي العام هم إخوتنا نحن وهم أصحاب -هم واحد- مسؤولية واحدة في الدفاع عن هذا البلد ضد هذا العدوان في الاستمرار في موقف موحد في الإسهام في أمن واستقرار هذه البلاد في وضعه الداخلي، يكفينا ما يحدث من قوى العدوان”.

لم يكتفِ القائد والعلم والإنسان، بتوجّـه رسائل الاطمئنان إلى أنصار المؤتمر عقب إجهاض فتنة ديسمبر، بل قفز إلى أكبرَ من ذلك، من خلال التوجيه بتقديم الرعاية الطبية الكاملة لأبناء وأقارب ومقاتلي الرئيس الأسبق، حَيثُ كلَّف الرئيسَ الشهيد صالح الصماد، ظهر يوم الاثنين، الموافق 4 من ديسمبر 2017م، الجهاتِ المختصةَ بسرعة نقل أولاد زعيم الفتنة لتلقِّي العلاج وإخضاعهم للرعاية الطبية الكاملة، ناهيك عن متابعة الصماد المُستمرّة لتطورات ومستجدات الأوضاع في العاصمة صنعاء والمحافظات عقب تمكُّن الأجهزة الأمنية من وأد الفتنة، وكان من قرارات الصماد زيارة الأحياء التي شهدت المواجهات المسلحة جنوبي العاصمة وكذلك نزوح بعض الأسر والأهالي، وكان الهدف من هذه الزيارة طمأنة المواطنين والوقوف على أبرز احتياجاتهم.

وللتأكيد فَــإنَّ ما بين ديسمبر الماضي والحاضر، تتضح الحقيقة الجلية للعيان التي أكّـدها الله جل وعلا في كتابه الكريم: “بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ، وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَٰذِبُونَ” (الأنعام – 28)؛ فالخائن طارق عفاش رجل الاحتلال الإماراتي في الساحل الغربي، الذي قاد تمرُّدًا وانقلابًا فاشلًا في العام 2017 أودت بحياة عَمِّه، بعد أن غدر بشركائه على الأرض وطعنهم من الخلف بسهام مسمومة، هو نفسه من يقود اليوم 2024 مساعيَ حثيثة لتفجير الأوضاع عسكريًّا داخل اليمن، وإحياء الفتنة من جديد؛ بهَدفِ إشغال القوات المسلحة اليمنية عن أداء واجبها الديني والوطني والإنساني تجاه نصرة الأشقاء في فلسطين؛ خدمةً لأسياده لأمريكا والكيان الصهيوني، وهو ما يؤكّـد تأصُّل الخيانة والعمالة والدناءة داخل عروق هذه الأُسرة المنبطحة وغير السوية.. فما أشبهَ اليومَ بالبارحة!

المسيرة – هاني أحمد علي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المؤتمر الشعبی العام العاصمة صنعاء السید القائد الفتنة التی هذا البلد الفتنة ا من خلال وهو ما بعد أن

إقرأ أيضاً:

فتنة «الأمين والمقر»وبالونات الاختبار الإعلامية

رغم كل ما تمر به من أزمة وجودية تكاد تعصف بها -خاصة في السنوات العشرين الأخيرة- والتراجع الحاد في مستوى الثقة الشعبية في دورها وأهميتها وقدرتها على الفعل، عادت جامعة الدول العربية لتكون في دائرة الضوء خلال هذا الأسبوع، وأثارت جدلا إعلاميا واسعا لم يقتصر على وسائل الإعلام التقليدية، وامتد إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وشاركت فيه قطاعات واسعة من النشطاء من مختلف الدول العربية.

الجدل الحالي الذي يحيط بالجامعة العربية لا يتعلق بمواقفها الحالية - خاصة من حرب الإبادة الجماعية في غزة -، والحروب والصراعات والأزمات العربية الأخرى، وإنما يتعلق بإعادة النظر فيها، وفي أدوارها، وفاعليتها؛ كونها مؤسسة العمل العربي المشترك الأكبر التي كان يعول عليها كثيرا في نصرة القضايا العربية.

مع قرب انتهاء الفترة الثانية للأمين العام الحالي للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في سبتمبر القادم؛ سارع البعض إلى استباق الأحداث كالعادة، وأعاد طرح السؤال القديم الجديد، وهو: هل سيكون الأمين العام الجديد مصريا أيضا كمن سبقوه منذ تأسيس الجامعة في القاهرة في عام 1945، باستثناء فترة نقل مقر الجامعة إلى تونس في أعقاب المقاطعة العربية لمصر على خلفية توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل؟ ومن هذا السؤال تفرعت أسئلة جديدة حول مقر الجامعة ولماذا يبقى في القاهرة، ولا يُدور بين الدول، أو ينقل إلى دولة أخرى محددة تظن أنها أكثر جدارة من مصر لاحتضان الجامعة؟

الطرح الذي كان قصيرا، وقدمه دون مبرر ودون سابق إنذار كاتب مصري تحول إلى نقاش وصراخ، وتكهنات، وحرب إعلامية تضمنت تقارير صحفية، وتلفزيونية، وملصقات، وتغريدات، واستطلاعات رأي على شبكات التواصل الاجتماعي، شارك فيها أعداد غفيرة من مستخدمي هذه الشبكات. وتبلور هذا النقاش في طرح اسم وزير خارجية خليجي سابق ليكون الأمين العام الجديد للجامعة، وطرح اسم مدينة عربية في نفس الدولة الخليجية ليكون مقرا للجامعة، والمبرر هو تراجع الدور المصري في المنطقة، وصعود قوى عربية جديدة تستحق أن تتولى بنفسها مسؤولية إدارة العمل العربي المشترك، وإدارة الجامعة العربية. يبدو هذا الطرح استكمالا لجهود سابقة استمرت لسنوات عبر جيوش إلكترونية تروج لما أسمته بـ«عاصمة القرار العربي». وهي الفكرة التي تتردد في الفضاء الرقمي منذ سنوات، ورسخت لدى البعض بوعي أو بدون وعي، وبحكم التأثير التراكمي طويل المدى قناعة خادعة بصحتها.

الكاتب المصري الذي أشعل فتيل فتنة «الأمين والمقر» كتب على صفحته بفيسبوك ملصقا يقترح فيه نقل مقر الجامعة العربية إلى عاصمة خليجية. ومن ذلك الملصق تولدت مئات الملصقات التي تعزف نفس النغمة بتعبيرات مختلفة، وشارك فيها كتاب ومثقفون، ومستشارون لحكام دول، مطالبين بتدوير منصب الأمين العام للجامعة الذي «حان وقت انتقاله إلى الخليج العربي؛ حيث مركز الثقل العربي الجديد»؛ حسب وصف أحدهم.

في تقديري أننا أمام بالونة أو بالونات اختبار إعلامية تستهدف التمهيد لقرار عربي قد يحقق رغبة البعض في شق الصف العربي الذي لم يعد يحتمل مزيدا من الشقوق، وإنهاء فكرة الجامعة العربية، والقضاء عليها؛ إرضاء لبعض القوى الإقليمية والدولية التي قد تزعجها بعض بيانات التنديد والشجب والاستنكار التي يصدرها الأمين العام، أو أمانة الجامعة بين الحين والآخر، والتي لا تتعدى مرحلة «الكلام»، وأصبحت محفوظة من كثرة تكرارها.

يعلم من أطلقوا هذه البالونات الحارقة أن المطلب الثاني الذي يتعلق بنقل مقر الجامعة من القاهرة غير واقعي، ويتعارض مع نص المادة العاشرة من الميثاق الصادر في مارس 1945، والتي تنص على أن «تكون القاهرة المقر الدائم لجامعة الدول العربية»، ويتطلب تحقيقه موافقة ثلثي الدول الأعضاء في مجلس الجامعة لتعديل ميثاق الجامعة وفق المادة التاسعة عشرة. أما المطلب الأول الخاص باختيار أمين عام غير مصري للجامعة؛ فإنه يواجه عقبات كثيرة خاصة أنه يتعارض مع العرف السائد في أن يكون الأمين العام من مواطني دولة المقر.

الخطورة في الأمر أن الرد المصري الشعبي وليس الرسمي بالطبع جاء حادا، وهو ما جعل الأمر برمته مقدمة لفتنة إعلامية ورقمية جارفة طالب فيها بعض النشطاء المصريين بانسحاب بلادهم من الجامعة العربية، بل بحذف كلمة «العربية» من اسم الدولة؛ ليصبح «جمهورية مصر». كما طالب البعض بأن يرافق عملية نقل المقر نقل نحو 16 مليون لاجئ عربي تحتضنهم مصر دون تمييز من أبناء سوريا، والسودان، وفلسطين، والعراق، واليمن إلى دولة المقر الجديدة !

هل تستحق الجامعة وأمينها ومقرها كل هذا الجدل؟ يكاد يجمع العرب على فشل منظومة الجامعة العربية بشكل عام. فقد فشلت في كل الاختبارات التي تعرضت لها، ولم تحقق إنجازا واحدا يمكن الفخر به. وحسب تعبير أحد المشاركين في استطلاع للرأي نشرته إحدى المنصات الإعلامية على فيسبوك «فإن الجامعة العربية فشلت في إقامة تحالف عسكري موحد، أو بناء جيش عربي موحد قادر على الدفاع عن الدول العربية. وفشلت في تشكيل حتى قوات حفظ سلام عربية قادرة على فرض السلم في مناطق النزاع العربية في السودان، والصومال، واليمن، وسوريا، وليبيا، وغزة. وفشلت في إقامة سوق عربي مشترك، وفي فتح الحدود بين الدول العربية، وفى إنشاء عملة عربية موحدة، وفي مد خطوط سكك حديدية لتسهيل التجارة.

والفشل الأكبر كان في قضية فلسطين بوجه عام والحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة. ولعل من أطرف وربما أصدق الردود المنشورة، وأكثرها تكرارا في التعليقات الخاصة بهذا الاستطلاع هو اقتراح نقل المقر إلى تل أبيب، واختيار رئيس الوزراء دولة الكيان الصهيوني نتنياهو أو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أمينا عاما جديد لها !

أمام هذا الفشل وتراث عدم الثقة الشعبية العربية فيها؛ فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: ما الذي يدفع البعض إلى هذه الحرب الكلامية غير الضرورية حول الجامعة وأمينها ومقرها؟ وهل سيؤدى نقل المقر، أو تغيير جنسية الأمين العام إلى إحداث أي تغيير في قوة وفاعلية الجامعة التي تعاني منذ سنوات حالة موت سريري؟

أعتقد أن الجامعة العربية لا تحتاج في الوقت الراهن إلى كل ذلك الجدل الإعلامي الذي لا يقدم ولا يؤخر، بقدر ما تحتاج إلى بعض الهدوء، حتى تنتهي بسلام.

مقالات مشابهة

  • رابطة علماء اليمن تُدين العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية
  • رابطة علماء اليمن تُدين العدوان الصهيوني على ايران
  • قائد الثورة: اليمن سيستمر في موقفه المتكامل رسميًا وشعبيًا وعلى كل المستويات نصرة للشعب الفلسطيني
  • الحوثي تعلن فتح طريق مغلق من 10 سنوات.. بين وسط وجنوب اليمن
  • مواطنون من مختلف المحافظات:الظروف المعيشية التي خلفها العدوان والحصار زادتنا تراحماً وألفة في العيد
  • فتنة «الأمين والمقر»وبالونات الاختبار الإعلامية
  • “الشعبية”: العدوان الصهيوني الجديد على اليمن يعبر عن إفلاس وعجز متراكم
  • جبهة تحرير فلسطين:العدوان الصهيوني على اليمن عجز وإفلاس أمام الردع اليمني
  • أكثر من 40 شهيداً وجريحاً مدنيا بجرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم 10 يونيو
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تُدين بشدة العدوان الإسرائيلي الجديد على ميناء الحديدة اليمني