الدبلوماسي الجنوب سوداني أليو قرنق يدشن كتابه في القاهرة حول “مدرسة الشيخ لطفي”
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
دشن الكاتب والدبلوماسي الجنوب السوداني الدكتور أليو قرنق أليو كتابه عن تجربة والده رائد التعليم قرنق أليو 'قطوف من السيرة بمدرسة الشيخ لطفي" الصادر عن دار رفيقي للنشر بجنوب السودان، والذي يوثق لتجربة تعايش فريدة في هذا النموذج التعليمي الذي احتوى الطلاب الجنوبيين في منطقة رفاعة بولاية الجزيرة بشمال السودان إلى جانب أقرانهم الشماليين على مدى ٢٦ عاما منذ عام ١٩٨٥ وحتى استقلال دولة جنوب السودان عام ٢٠١١.
شارك في مناقشة الكتاب نادر السماني أمين عام اتحاد الكتاب السودانيين ومحمود سرور الدبلوماسي بسفارة جنوب السودان بالقاهرة وشول دينق المحاضر بجامعة أعالي النيل بجنوب السودان، وقدمت الندوة وأدارتها أسماء الحسيني الكاتبة الصحفية مدير تحرير صحيفة الأهرام، وساهم في إثراء الحوار عدد كبير من الحضور.
وقد كانت الندوة التي جمعت في القاهرة بين أبناء جنوب السودان والسودان ومصر مفعمة بالمشاعر النبيلة، محتشدة بالأفكار التي تعظم المشتركات وأهمية التلاقي والتعاون بين شعوب الدول الثلاث.
وفي كلمته قال الدكتور أليو قرنق أليو، إن مدرسة الشيخ لطفي ظلت تجربة فريدة في تاريخ الجنوبيين في شمال السودان في زمن صعب، حيث كانت الحرب في أوجها، تفت من عضد التماسك الاجتماعي بين شعوب الجنوب والشمال، فتجسدت عظمة إدارة المدرسة أنها لم تنكفىء على الهوية الجنوبية، فكانت مدرسة قومية ومثالا حيا للتأخي بين الشمال والجنوب، كما كانت تجربة نادرة في النضال ضد التهميش الممنهج، وأكدت أن المطالبة بالحقوق لا تتخذ شكل النضال المسلح فقط، وإنما للنضال وسائل أخرى، للعلم فيها دور كما البندقية، لتخريج أجيال قادرة على مواصلة الدفاع عن قضايا وطنهم وادارته بروح من المسئولية.
وقالت أسماء الحسيني، إن الكتاب ليس فقط سفرا أو مؤلفا عظيما تعبيرا عن الوفاء والتقدير والعرفان للمربي والمعلم والمدير قرنق أليو ورفاقه وأهل رفاعة الأبرار، الذين ضربوا جميعا المثل في العطاء والتضحيات والتسامي، وإنما هو أيضا رسائل من أجل الحاضر والمستقبل. وتأريخ لحقبة زمنية مهمة مر بها السودان، وأن الكاتب أرخ وسلط الضوء على الأحداث المتعاقبة والحروب الأهلية المتتالية والتداعيات الكارثية التي تولدت عنها، ورصد المظالم والتهميش والإقصاء الذي عانى منه أبناء جنوب السودان وقطاعات من أبناء الشمال، وسلط الضوء على السياسات الظالمة والأخطاء أوالخطايا التاريخية التي ارتكبتها القيادات والنخب الشمالية وبعض النخب الجنوبية، وكذلك الحشد الديني والاعلامي الموجه ضد الجنوبيين، والذي قاد في النهاية إلى اختيار الجنوبيين الانفصال بأغلبية ساحقة ناهزت ٩٩%.
وأضافت الحسيني ان الكتاب كشف عن كاتب وباحث متمكن يمتلك أدواته، ولديه رؤية شمولية منصفة ومنهج علمي وأسلوب بديع، وأكدت ان نموذج مدرسة الشيخ لطفي جسد مشاعر الإخاء والإنسانية والوحدة الوطنية المرتجاة التي تم اجهاضها، وكان يمكن أن يتكرر لو توافرت العوامل التي تواجدت في رفاعة مدينة العلم والتسامح الديني التي احتفت وتفاعلت بكل رحابة مع مدرسة الشيخ لطفى وطلابها ومعلميها.
ومن جانبه، قال نادر السماني، إن الكتاب يخاطب الروح قبل العقل، وإن الكتاب سجل مواقف إنسانية عظيمة مؤثرة، وأنه يوثق لتجربة المعلم والتعليم في السودان، ويؤكد دورهما في تمتين الوحدة الوطنية وبناء الأمم.
وأضاف السماني إن ترتيبات الهية قادت خطى هذه المدرسة إلى رفاعة لانجاحها، وقال إن النضال بوسائل أخرى فكرة عميقة ركز عليها الكاتب المعني بالدور التربوي وبناء الإنسان الجديد، وكان أن خلقت المدرسة وحدة وطنية بين أبناء الجنوب أنفسهم، وهو الأمر الذي لا يتحقق إلا بالتربية والتعليم والثقافة والآداب والفنون، مشيدا بدور الأستاذ قرنق أليو الذي اعتمدت إدارته على الديمقراطية والتفاهم والمهنية العميقة.
وقدم شول دينق شهادته على نشأة ومسيرة مدرسة الشيخ لطفي، التي قال إنها كانت تجربة عظيمة عاصرها، وكان شاهدا على الجهود الجبارة التي بذلها الأستاذ قرنق ورفاقه الشجعان من أجل تأسيس واستمرارية هذه المدرسة العملاقة في ظل تحديات هائلة على جميع الأصعدة.
ودعا دينق إلى الاستفادة من هذه التجربة الملهمة، والمنهج الأبوي التربوي الذي اتبعه الأستاذ قرنق وأقرانه، القائم على التفاني والتضحية والاستقامة والنزاهة.
فيما أعرب محمود سرور عن تقديره لمؤلف الكتاب وللمجهود العظيم الذي بذله من أجل جمع شهادات مدير المدرسة والمعلمين والتلاميذ والمعاصرين لهذه التجربة الفريدة، التي قال إنها ما كانت ان تتحقق دون اهل رفاعة الكرام الذين يستحقون كل العرفان والوفاء، متمنيا لهم وللسودان كله السلامة والسلام.
وأكد سرور الذي كان معلما بمدرسة الشيخ لطفي إن التعليم أمن قومي، وأنه يجب أن يكون أولوية في دولة جنوب السودان الفتية، وأن يكرم المعلمون الذين حفروا في الصخر، وأن يتم تكريمهم وتقدير جهودهم على أوسع نطاق.
القاهرة:
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
مصرع مواطن سوداني بنيران الدعم السريع في كردفان
لقى مواطن سوداني مدني مصرعه وتعرض آخرون للإصابة جراء هجوم للدعم السريع في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.
وأشارت مصادر سودانية إلى أن هجمات للجيش السوداني أسفرت عن تدمير ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع.
واستهدفت مُسيرات الجيش السوداني تستهدف عدة مواقع للدعم السريع في شمال كردفان.
وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، في وقت سابق، بياناً قالت فيه إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت أمس مذبحة في مدنية كلوقي جنوب كردفان.
وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأدان برنامج الأغذية العالمي الهجوم الذي استهدف شاحنة ضمن قافلة إنسانية شمال دارفور بغرب السودان، مطالباً بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن الحادث لضمان حماية المساعدات الإنسانية.
وقالت شبكة أطباء السودان، في وقتٍ سابق، إن الحصار المفروض على مدينتي الدلنج وكادوقلي يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.
وأضافت: "وفاة 23 طفلاً بسبب سوء التغذية الحاد خلال شهر بمدينتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان".
وقالت منظمة الهجرة الدولية، في وقتٍ سابق، إن تصاعد القتال في كردفان يُجبر سكانها على النزوح.
وذكرت مصادر سودانية أن هناك مواجهات اندلعت داخل مدينة بابنوسة في غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت شبكة أطباء السودان إنه تم تسجيل 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع لفتيات من مدينة الفاشر وصلن إلى طويلة.
ويأتي ذلك في إطار الكشف عن جرائم الدعم السريع في السودان خلال الفترة الأخيرة.
وأشارت مصادر سودانية إلى أن الجيش السوداني بدأ في بسط سيطرته على بلدة أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان.
وذكرت المصادر أن الجيش السوداني يبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إنه لا نهاية للحرب إلا بالقضاء على ميليشيا الدعم السريع.
وأضاف قائلاً: "سنواصل القتال ضد ميليشيا الدعم السريع".
وأعلن البرهان التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة.
وطالب مجلس حقوق الإنسان بتحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن الانتهاكات في الفاشر.
وأصدر مجلس حقوق الإنسان مشروع قانون يهدف إلى إدانة انتهاكات الدعم السريع في الفاشر,
وأكد مجلس حقوق الإنسان الدولي ارتفاع مخاطر الجوع والمرض في السودان.
وقال فريق الخبراء المستقلين بشأن السودان إن أجزاء كثيرة في الفاشر أصبحت ساحة جريمة.
قالت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إنها تُحذر من تفاقم كارثة نزوح آلاف الأسر من دارفور وكردفان في السودان.
وأضافت: "النازحون من دارفور وكردفان في السودان يواجهون انتهاكات خطيرة".