الإمارات تؤكد أهمية استعادة النظام البيئي للمياه العذبة والحفاظ عليه
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أكدت رزان خليفة المبارك، رئيس الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، خلال كلمتها في قمة "المياه الواحدة" التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، الدور الحاسم للنظم البيئية للمياه العذبة في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالاستدامة.
وجاءت دعوتها بالتزامن مع إطلاق مبادرة "تحدي المياه العذبة"، أكبر المبادرات العالمية لاستعادة الأنهار والأراضي الرطبة، كأحد النتائج الرسمية المتعلقة بالمياه التي تم الإعلان عنها في مؤتمر الأطراف (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة.وفي إطار استعداد دولة الإمارات، بالتعاون مع السنغال، لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في عام 2026، أكدت رزان المبارك، أهمية تعزيز التعاون الدولي لحماية واستعادة النظم البيئية للمياه العذبة عالميًا. التزام متزايد وأشادت خليفة المبارك بالالتزام المتزايد من قِبل المجتمع الدولي تجاه مبادرة "تحدي المياه العذبة"، التي تهدف إلى استعادة 300 ألف كيلومتر من الأنهار المتدهورة و350 مليون هكتار من الأراضي الرطبة بحلول عام 2030، إلى جانب الحفاظ على النظم البيئية السليمة للمياه العذبة.
وأشارت إلى أن هذه المبادرة، التي أُطلقت كأحد النتائج الرسمية المتعلقة بالمياه خلال (COP28)، تلعب دورًا محوريًا في استعادة النظم البيئية للمياه العذبة على مستوى العالم.
وفي سياق متصل، أعربت رزان المبارك عن ترحيبها بانضمام أستراليا وكازاخستان إلى مبادرة تحدي المياه العذبة، وشجعت الدول الأخرى على الانضمام.
وخلال القمة التي شهدت مشاركة رؤساء دول وقادة من السعودية وفرنسا والعراق وكازاخستان والمغرب، بالإضافة إلى قادة أبرز مؤسسات التمويل العالمية مثل البنك الدولي وصندوق البيئة العالمي، أعربت المبارك عن إعجابها بالالتزام الكبير الذي أبدته الدول حتى الآن تجاه الانضمام إلى المبادرة وتنفيذها، إذ تضم المبادرة حاليًا 50 دولة عضوًا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. تمويل مشترك وإلى جانب المساهمة المقدمة من برنامج المياه الدولي التابع لصندوق البيئة العالمي، تم بالفعل تخصيص تمويل مشترك يتجاوز 10 ملايين دولار أمريكي من مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والدول الأعضاء.
وتهدف مبادرة تحدي المياه العذبة، خلال الأشهر المقبلة، إلى زيادة حجم التمويل المشترك والعمل بشكل وثيق مع الدول الأعضاء لتحديد تفاصيل المشروع.
كما تجدر الإشارة إلى أن قمة "المياه الواحدة" عُقدت على هامش الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر "COP16"، التي استضافتها الرياض.
ويعد هذا المؤتمر ثالث وآخر مؤتمر للأطراف يُعقد هذا العام ضمن اتفاقيات ريو الثلاث، والتي تشمل إلى جانب اتفاقية مكافحة التصحر، كلاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي.
وتُعقد هذه القمة أيضًا قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمياه، الذي ستستضيفه كل من السنغال ودولة الإمارات في عام 2026. ريادة إماراتية وتؤكد هذه الفعالية التاريخية مكانة الإمارات وريادتها في تعزيز الشراكات وقيادة الحلول المبتكرة للحفاظ على المياه العذبة.
وتم إطلاق مبادرة تحدي المياه العذبة في مؤتمر المياه الأخير في عام 2023، بدعم من الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ومؤسسات (Conservation International)، و(Nature Conservancy)، و(Wetlands International)، بجانب الأمانة العامة لاتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات للتنمية المستدامة وريادتها في تعزيز الأمن المائي العالمي.
وقالت رزان المبارك، إن المياه تمثل تحديًا عالميًا، لكنها أيضًا قضية محلية، لذلك، من الضروري تمكين المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني من حماية النظم البيئية للمياه العذبة بشكل أفضل، مشيرة إلى أنه من خلال التعاون الفعّال مع الحكومات والشركات التي تعتمد بشكل كبير على المياه، يمكننا تعزيز القدرات وتوفير الموارد اللازمة لاستعادة هذه النظم البيئية الحيوية.
وسلطت رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الضوء على التقدم الذي أحرزته بعض الدول في إطار مبادرة تحدي المياه العذبة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الإمارات دولة الإمارات الأمم المتحدة النظم البیئیة
إقرأ أيضاً:
اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: أهمية المناسبة وما تحقق منذ إقرارها
يُعدّ يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر مناسبة دولية ذات دلالات تاريخية وسياسية وأخلاقية بالغة العمق، إذ خصّصته الأمم المتحدة ليكون اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وليس اختيار هذا اليوم اعتباطيا؛ بل يرتبط مباشرة بتاريخ صدور قرار التقسيم رقم 181 في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، وهو القرار الذي أدّى لاحقا إلى نكبة الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة. لذلك جاء هذا اليوم ليذكّر العالم بمسؤولياته التاريخية نحو قضية لم تجد حلا عادلا حتى اليوم، وليؤكد حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة.
أولا: أهمية اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
يكتسب هذا اليوم أهميته من عدة جوانب رئيسة:
1. مناسبة لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية
مع مرور الزمن وتداخل الأزمات الدولية، قد تتراجع القضية الفلسطينية في سلّم الأولويات لدى بعض الدول أو وسائل الإعلام، لذا يأتي هذا اليوم ليعيد تسليط الضوء على جوهر القضية: شعب يعيش تحت الاحتلال منذ عقود، ويعاني من سياسات التمييز والاستيطان والتهجير القسري، لكنه لا يزال متمسكا بحقوقه الوطنية المشروعة.
2. تذكير المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية
إن إحياء هذا اليوم هو بمثابة تذكير بأن المجتمع الدولي -من خلال الأمم المتحدة- يتحمل مسؤولية خاصة تجاه الشعب الفلسطيني، سواء بسبب القرارات التي صدرت في تاريخه، أو بسبب استمرار الاحتلال ومخالفة إسرائيل للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة.
3. منصة للتضامن الجماهيري والرسمي للعالم بأسره
في هذا اليوم تُنظم فعاليات في برلمانات العالم، والجامعات، والمؤسسات المدنية، ومجموعات الناشطين المختلفة، لتركز على دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية، ورفع الوعي العالمي بالمعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون. كما يُستخدم اليوم كفرصة لتعزيز المقاطعة السلمية، والضغط الدبلوماسي، والمبادرات الإنسانية.
4. يوم يحمل أبعادا حقوقية وإنسانية
لا يُعد التضامن دعما سياسيا فحسب، بل يشمل أيضا مواجهة ومنع ما يتعرض له الفلسطينيون من حصار، وسلب للأراضي، وسياسات التهويد، والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية. لذلك تشارك منظمات حقوق الإنسان بفعالية كل عام لإبراز الانتهاكات الإسرائيلية وتقديم تقارير ودراسات جديدة.
ثانيا: ما الذي حققه الفلسطينيون منذ إقرار هذه المناسبة؟
منذ أن اعتمدت الأمم المتحدة هذا القرار عام 1977، شهد الفلسطينيون -رغم كل التحديات- جملة من الإنجازات السياسية والدبلوماسية والمقاومة الشعبية التي شكلت تراكمات مهمة في مسيرة النضال الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال. فيما يلي أبرز ما تحقق:
1. الاعتراف الدولي المتزايد بفلسطين
أحد أهم الإنجازات الفلسطينية هو توسيع الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة. فقد اعترفت بها أكثر من 138 دولة، وحصلت فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة عام 2012، وهو تطور نوعي أعطى الفلسطينيين مكانة قانونية دولية، ومكّنهم من الانضمام إلى مؤسسات دولية مهمة مثل المحكمة الجنائية الدولية.
2. ترسيخ الهوية الوطنية الفلسطينية
رغم الشتات والانقسام الجغرافي، حافظ الفلسطينيون على هويتهم الوطنية، بل أصبحت هذه الهوية أكثر رسوخا. فقد أسهمت المؤسسات الوطنية، والجامعات، والمخيمات، والمنظمات الشعبية في تعزيز الوعي الوطني ونقل الذاكرة الجمعية من جيل إلى جيل.
3. تنامي الحركة الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية
خلال العقود الماضية، تطورت حركة تضامن عالمية غير مسبوقة. وظهرت مبادرات مهمة مثل:
- حركة "BDS" لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
- مبادرات أكاديمية لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية المتورطة في انتهاكات.
- توسع نشاط المجتمع المدني العالمي الداعم للعدالة للفلسطينيين.
هذا النشاط العالمي المستمر يُعدّ من ثمار الوعي الدولي الذي يعزّزه سنويا يوم التضامن.
4. التطور في المقاومة الشعبية والسياسية
شهد الفلسطينيون تطورا في أدوات المقاومة، من العمل المسلح في حقب معينة إلى المقاومة الشعبية السلمية، والاحتجاجات الجماهيرية، ومقاومة الاستيطان في القرى والبلدات، مثل مقاومة أهالي بلعين ونعلين وكفر قدوم وغيرها. هذه التجارب لم تُحقق مكاسب ميدانية فقط، بل قدّمت الرواية الفلسطينية للعالم بصورة أقوى وأكثر إنسانية.
5. تقدم ملحوظ في المعركة القانونية والدبلوماسية
تمكّن الفلسطينيون خلال العقود الماضية من توثيق آلاف الانتهاكات أمام المحاكم الدولية، وفي مجلس حقوق الإنسان، وفي المنظمات الأممية. وأصبح الاحتلال الإسرائيلي في موقع لا يُحسد عليه أمام تزايد الانتقادات الدولية، وقرارات الإدانة، والحملات الحقوقية.
6. تعزيز الصمود داخل الأرض الفلسطينية
على الرغم من الظروف الصعبة، حافظ الفلسطينيون على وجودهم في أرضهم، وقاوموا الاستيطان والحصار. فقد شهدت القدس، والضفة الغربية، وغزة نماذج متعددة من الصمود، سواء من خلال إعادة بناء المنازل المهدمة، أو حماية الأراضي، أو استمرار المؤسسات التعليمية والصحية رغم القيود.
7. النجاحات الثقافية والإعلامية
استطاعت الرواية الفلسطينية أن تجد لها مساحة واسعة في الإنتاج الثقافي العالمي. فقد وصلت روايات وأفلام وموسيقى ووثائقيات وإنتاج إعلامي فلسطيني إلى المحافل الدولية، ما ساهم في تغيير الصورة النمطية وإبراز الحقيقة على نطاق واسع.
8. نمو الوعي العالمي بعد الحرب على غزة
خصوصا في السنوات الأخيرة، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ازداد الوعي العالمي بحقيقة معاناة الفلسطينيين. وشهدت دول العالم أضخم مظاهرات تضامنية مع فلسطين في التاريخ المعاصر، وبدأت مواقف العديد من الحكومات والبرلمانات الأوروبية تتغير بشكل تدريجي ولكن صريح، لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف الدعم غير المشروط لإسرائيل.
ثالثا: لماذا يبقى يوم التضامن مهما حتى اليوم؟
على الرغم من الإنجازات السابقة، لا يزال الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال، ولا تزال قضاياه الأساسية دون حل:
- إقامة الدولة المستقلة.
- وقف الاستيطان.
- إنهاء الحصار.
- الاعتراف بحق العودة.
-إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
- إنهاء التهجير القسري وممارسات الفصل العنصري.. وغيرها كثير من صنوف المعاناة اليومية للفلسطينيين
لذلك يبقى يوم التضامن مناسبة ضرورية لتجديد الالتزام الدولي بهذه الحقوق، ولتذكير المجتمع الدولي بأن قضية فلسطين ليست قضية إقليمية أو سياسية فحسب، بل قضية عدالة وحقوق إنسان من الدرجة الأولى
خاتمة
إن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ليس مجرد حدث رمزي، بل هو محطة سنوية تعكس استمرار ترسيخ القضية في الوجدان الإنساني العالمي. فمنذ إقراره، ساهم هذا اليوم في تعزيز الوعي العالمي بالحقوق الفلسطينية، ودعم صمود الفلسطينيين، وتوسيع دائرة التضامن الدولي معهم. وفي ظل استمرار الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، تبقى هذه المناسبة فرصة لتأكيد أن الحق لا يموت، وأن نضال الفلسطينيين من أجل الحرية والاستقلال ما زال يجد صداه في كل أنحاء العالم.