الثورة نت/
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنّ “تحرّكات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط نشطة وعدوانية”.. محذراً من أنّ هذا الأمر يؤثّر سلباً في الاقتصاد في المنطقة.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية الليلة الماضية، عن بوتين، قوله: إنّ لدى روسيا وإيران “مشاريع مشتركة ضخمة، ولا سيما في مجالي الطاقة والأمن”.

. مُضيفاً: إنّ بلاده “تعوّل على توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، خلال زيارة الرئيس الإيراني المرتقبة إلى روسيا”.

كما أكد، في كلمة ألقاها خلال منتدى الاستثمار الـ15 لبنك “في تي بي” الروسي تحت عنوان “روسيا تنادي”، أنّ “العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا وإيران مستقرة”.. لافتاً إلى أنّ “حجم التبادل التجاري بينهما آخذ في الازدياد”.
في السياق ذاته، أعلن بوتين أنّ “روسيا تعمل على تطوير علاقاتها مع الصين بعيداً عن الأحداث بشأن أوكرانيا”، لأنّ هذا البلد “شريك تجاري واقتصادي منذ فترة طويلة”.. مشيراً إلى أنّ “التعاون بين البلدين في قطاع إنتاج السيارات لم يبدأ بالأمس، وهذا لا علاقة له بمغادرة الشركات المصنّعة الأوروبية”.

وفيما يتعلق بالاقتصاد الروسي، أكد بوتين أنّه و”بعد فترة صعبة، لم يتعافَ بالكامل فحسب، بل يضمن أيضاً تغييرات هيكلية نوعية”.. مشيراً إلى أنّ هذا الأمر “في غاية الأهمية، وربما الأهم، وهو نتيجة العمل في المجال الاقتصادي خلال العامين أو الأعوام الـ3 الماضية”.

ولفت أيضاً إلى أنّ الاستثمارات في روسيا تنمو للعام الثالث، على التوالي، “على الرغم من كل المشكلات التي يحاول (أي الغرب) خلقها لنا من الخارج”.
أما عن الشركات الغربية في روسيا، فأوضح بوتين أنّ موسكو “لن تهيّئ ظروفاً خاصةً لتلك التي ترغب بالعودة إلى سوقها، لكنها لن تمنعها من ذلك”.

وصرّح بوتين، بأنّ “مجموعة بريكس تولي الاهتمام المطلوب لإنشاء نظام دفع رقمي موحّد”.. موضحاً أنّ “مشكلات المدفوعات خطيرة، وهي تعيقنا إلى حد ما، والاقتصاد العالمي يتطور، وعدد الشركاء آخذ في الازدياد”.
وقال: “الجميع لا يريد طرقاً آمنةً للتواصل الاقتصادي والمدفوعات فقط، بل الوسائل الحديثة للحسابات أيضاً”.

كما أكد الرئيس الروسي أنّ “عملة بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى سوف تتطوّر، ولن يستطيع أحد حظرها بغضّ النظر عن مصير الدولار”.
في سياق متصل، لفت بوتين إلى أنّ “استخدام الولايات المتحدة الدولار كعملة عالمية يجعل الأرباح تهبط عليها من السماء”، إذ إنّ واشنطن “تستغلّ اقتصادات العالم لمصلحتها الخاصة عبر الدولار”.

وتناول بوتين التقارير التي تزعم أنّ الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، هدّد بـ”فرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المائة على دول بريكس إذا أنشأت عملةً بديلة للدولار”.. موضحاً: “لم يقل ذلك.. بل قال إنّه سيتخذ الإجراءات المناسبة، إذا قام أحد بمنع استخدام الدولار أو تقييده”.
وتطرّق الرئيس الروسي إلى المشكلات الاقتصادية التي تواجهها الدول الأوروبية، ورأى أنّها “لا ترتبط فقط بفقدان موارد الطاقة من روسيا، بل بتعطيل العلاقات التجارية والخدمات اللوجستية أيضاً”.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!

لم يبقَ في عالمنا العربي إعلاميٌّ أو محلّلٌ سياسي، أو دخيلٌ على المهنتين، إلا وحاضر ودبّج مقالات على مرّ العقود الأخيرة عن «الشرق الأوسط الجديد». غير أنَّ الشرق الأوسط الذي نراه اليوم حالة مختلفة عما كنا نسمعه، مضموناً وظروفاً.

منطقتنا صارت، مثل حياتنا ومفاهيمنا السياسية - الاجتماعية، خارج الاعتبارات المألوفة. بل يجوز القول إنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات. وهنا لا أقصد البتة التقليل من شأن نُخبنا السياسية أو الوعي السياسي لشعوبنا، أو قدرة هذه الشعوب على التعلّم من أخطائها... والانطلاق - من ثم - نحو اختيار النهج الأفضل...

إطلاقاً!
اليوم، نحن وأرقى شعوب الأرض وأعلاها كعباً في الممارسة السياسية المؤسساتية في زورق واحد.
كلنا نواجه تعقيدات وتهديدات متشابهة. ولا ضمانات أن «تعابير» كالديمقراطية والحكم الرشيد في دول ذات تجارب ديمقراطية راسخة، كافية إذا ما أُفرغت من معانيها، لإنقاذ مجتمعات هذه الدول مما تعاني منه... وسنعاني منه نحن.

بالأمس، سمعت من أحد الخبراء أنَّ الاستخدام الواسع لتقنيات «الذكاء الاصطناعي» في مرافق أساسية يومية من حياة البشر ما عاد ينتظر سوى أشهر معدودة.

هذا على الصعيد التكنولوجي، ولكن على الصعيد السياسي، انضمت البرتغال قبل أيام إلى ركب العديد من جاراتها الأوروبيات في المراهنة عبر صناديق الاقتراع على اليمين العنصري المتطرف، مع احتلال حزب «شيغا» الشعبوي شبه الفاشي المرتبةَ الثانية في الانتخابات العامة الطارئة، خلف التحالف الديمقراطي (يمين الوسط)، وقبل الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً.

تقدُّم «شيغا» في البرتغال، يعزّز الآن حضور الشعبويين الفاشيين الذي تمثله في أوروبا الغربية قوى متطرفة ومعادية للمهاجرين مثل: «الجبهة الوطنية» في فرنسا، و«فوكس» في إسبانيا، و«إخوان إيطاليا» في إيطاليا، وحزب «الإصلاح» (الريفورم) في بريطانيا، وحزب «الحرية» في هولندا، وحزب «البديل» في ألمانيا.

ثم إنَّ هذه الظاهرة ليست محصورة بديمقراطيات أوروبا الغربية، بل موجودة في دول عدة في شرق أوروبا وشمالها، وعلى رأسها المجر. وبالطبع، ها هي ملء السمع والبصر في كبرى الديمقراطيات الغربية قاطبةً... الولايات المتحدة!

في الولايات المتحدة ثمّة تطوّر تاريخي قلّ نظيره، لا يهدد فقط الثنائية الحزبية التي استند إليها النظام السياسي الأميركي بشقه التمثيلي الانتخابي، بل يهدد أيضاً مبدأ الفصل بين السلطات.

هذا حاصل الآن بفعل استحواذ تيار سياسي شعبي وشعبوي واحد، في فترة زمنية واحدة، على سلطات الحكم الثلاث: السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، يضاف إليها «السلطة الرابعة» - غير الرسمية - أي الإعلام.

ولئن كان الإعلام ظل عملياً خارج الهيمنة السياسية، فإنه غدا اليوم سلاحاً أساسياً في ترسانة التيار الحاكم بسبب هيمنة «الإعلام الجديد»، والمواقع الإلكترونية، و«الذكاء الاصطناعي»، و«أوليغارشي» ملّاك الصحف والشبكات التلفزيونية، ناهيك من وقف التمويل الحكومي لإعلام القطاع العام. وما لا شك فيه أن مؤسسات هؤلاء، بدءاً من رووبرت مردوخ (فوكس نيوز) وانتهاء بإيلون ماسك (إكس) ومارك زوكربرغ (ميتا) وجيف بيزوس (الواشنطن بوست)... هي التي تصنع راهناً «الثقافة السياسية» الأميركية الجديدة وربما المستقبلية، بدليل أن نحو 30 من وجوه إدارة الرئيس دونالد ترمب جاؤوا من بيئة «فوكس نيوز» ونجومها الإعلاميين.

في هذه الأثناء، يرصد العالم التحولات الضخمة في المشهد الأميركي بارتباك وحيرة.
الحروب الاقتصادية ليست مسألة بسيطة، وكذلك، لا تجوز الاستهانة بإسقاط سيد «البيت الأبيض» كل المعايير التي تحدد مَن هو «الحليف» ومَن هو «العدو»... ومَن هو «الشريك» ومن هو «المنافس»!
ولكن، في ضوء التطوّرات المتلاحقة، يصعب على أي دولة التأثير مباشرة في أكبر اقتصادات العالم وأقوى قواه العسكرية والسياسية. ولذا نرى الجميع يتابع ويأمل ويتحسّب ويحاول - بصمت، طبعاً - إما إيجاد البدائل وإما التقليل من حجم الأضرار الممكنة.

أما عن الشرق الأوسط والعالم العربي، بالذات، فإننا قد نكون أمام مشاكل أكبر من مشاكل غيرنا في موضوع اختلال معايير واشنطن في تحديد «الحليف» و«العدو».

ذلك أن الولايات المتحدة قوة كبرى ذات اهتمامات ومصالح عالمية. وبناءً عليه، لا مجال للمشاعر العاطفية الخاصة، وأيضاً لا وجود للمصالح الدائمة في عالم متغيّر الحسابات والتحديات.

في منطقتنا، لواشنطن علاقة استراتيجية راسخة مع إسرائيل التي تُعد «مركز النفوذ» الأهم داخل كواليس السلطة الأميركية ودهاليزها، والتي تموّل «مجموعات ضغطها» معظم قيادات الكونغرس ومحركي النفوذ.

ثم هناك تركيا، العضو المهم في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، والقوة ذات الامتدادات الدينية والعرقية والجغرافية العميقة والمؤثرة في رسم السياسات الكبرى.

وأخيراً لا آخراً، لإيران أيضاً مكانة كبيرة تاريخياً في مراكز الأبحاث الأميركية كونها - مثل تركيا - «حلقة» في سلسلة كيانات الشرق الأوسط، ولقد أثبتت الأيام في كل الظروف أن غاية واشنطن «كسب» إيران لا ضربها.

في هذا المشهد، ووسط الغموض وتسارع التغيير، هل ما زلنا كعرب قادرين يا ترى على التأثير في المناخ الإقليمي وأولويات اللاعبين الكبار؟

 الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • أخبار التوك شو| الرئيس السيسي يؤكد ضرورة عودة الملاحة لطبيعتها في باب المندب والبحر الأحمر.. ومصر تدعو لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي
  • الرئيس يستقبل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. ويؤكد على خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية
  • الرئيس السيسي يؤكد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط
  • الرئيس السيسي يشدد على أهمية خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية
  • العميد العايش لـ سانا: تم التوافق أيضاً على السعي لحل المشاكل العالقة في ملف الامتحانات والمراكز الامتحانية، بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التربوية، كما تم بحث آليات تسهيل عودة المهجّرين إلى مناطقهم، والعمل على إزالة المعوقات التي تعيق هذه العودة
  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
  • تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل الدولار في مايو
  • خلافات ترامب وماسك تندلع علناً في الشرق الأوسط