بعد معارك ضارية، تمكنت فصائل المعارضة السورية من بسط سيطرتها على مدينة حماة وتمشيطها من قوات النظام والمليشيات الموالية له ضمن عملية "ردع العدوان" التي شكلة تحولا كبيرا في المشهد السوري.

ما المهم في الأمر؟
تعد حماة الواقعة في وسط الجغرافيا السورية من أهم المدن الاستراتيجية التي من شأن سيطرة المعارضة عليها أن تربك حسابات النظام بشدة وتميل كفة المواجهة العسكرية لصالح فصائل المعارضة.



وفي حين تعود أهمية حماة الاستراتيجية إلى موقعها الجغرافي، فإن السيطرة على المدينة تحمل قيمة رمزية عالية لكونها أولى المدن السورية التي انتفضت على نظام الأسد وتعرضت لمجزرة مروعة في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وفقدان أثر آلاف آخرين.



وبدخول مقاتلي "إدارة العمليات العسكرية" التي تضم فصائل معارضة أهمها "هيئة تحرير الشام"، تصبح حماة في قبضة المعارضة السورية لأول مرة منذ بدء الثورة عام 2011.

مفاتيح الجغرافيا
تقع حماة في وسط سوريا على ضفاف نهر العاصي الذي يمر عبر المدينة، وتعد واحدة من أهم المدن السورية من الناحية الجغرافية والتاريخية.

كما تقع على الطريق الدولي المعروف باسم "M5" وهو أحد أهم الطرق السريعة في سوريا الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب ويربط مدينة حلب في الشمال بمدينة دمشق في الجنوب مرورا بكل من حماة وحمص، ويعتبر شريانا رئيسيا للنقل البري في سوريا.



وتعتبر حماة عقدة الوصل بين العديد من المحافظات السورية بسبب موقعها الحيوي وسط الطريق الدولي "M5" في وسط البلاد، حيث يحدها من الشمال محافظة إدلب، ومن الشرق محافظة الرقة، ومن الجنوب محافظة حمص، ومن الغرب محافظة طرطوس.

وتبعد حماة حوالي 213 كيلومترًا إلى الشمال من العاصمة دمشق، وتعد البوابة الشمالية على ريف محافظة حمص، المدينة التي تصل بين العاصمة والساحل السوري.

ماذا يعني ذلك عسكريا؟
انطلاقا من موقع حماة الاستراتيجي، فإن السيطرة عليها تمنح الجهة المسيطرة نفوذا عسكريا واسعا كون يشكل تهديدا مباشرا للنظام، وهذه التهديد يمكن شرحه على النحو التالي:

تهديد للعمق الجنوبي: السيطرة على حماة تفتح الطريق أمام الفصائل المعارضة للتقدم نحو مدن رئيسية مثل حمص ودمشق، ما يهدد استقرار النظام في مناطق جنوب البلاد.

انكشاف خطوط الدفاع: تُعتبر حماة خط الدفاع الأساسي للنظام لحماية وسط وجنوب سوريا، وبالتالي فإن السيطرة عليها يعني ضعفا في خط الدفاع، ما يزيد من هشاشة الوضع العسكري للنظام.

التحكم في الطريق الدولي: أصبحت الفصائل المعارضة متحكمة في الطريق الدولي M5، الذي يعد من أهم طرق النقل الاستراتيجية في سوريا.

تعطيل خطوط الإمداد: السيطرة على حماة تقطع أيضا طرقا هامة بين المحافظات السورية مثل مثل طريق الرقة - حماة وحلب - حماة، ما يعوق قدرة النظام على تحريك قواته وتزويدها بالإمدادات العسكرية في الشمال.

انهيار "سوريا المفيدة"
أدت سيطرة المعارضة السورية على حماة إلى انهيار مشروع "سوريا المفيدة" الذي تحدث عنه بشار الأسد عام 2016 للإشارة إلى المناطق التي تمثل أهمية استراتيجية واقتصادية للنظام السوري.

وتشمل "سوريا المفيدة" التي يرى محللون أنها مشروع يهدف إلى تقسيم سوريا، مدن دمشق وحماة والساحل السوري وحمص. وقد روج النظام السوري لهذا المشروع لكونه يضم المدن الكبرى والمرافق الاقتصادية والموارد الحيوية.



وتعد حماة أول مدينة من مدن "سوريا المفيدة" تسقط في أيدي المعارضة السورية لأول مرة منذ بدء الثورة وتحولها إلى العسكرة بسبب العنف المفرط للنظام في مواجهتها.

ماذا ننتظر؟
أصبح الطريق إلى محافظة حمص مفتوحا أمام فصائل المعارضة بعد بسط سيطرتها على حماة وقطع الطريق الدولي والطرق التي تربط بباقي المحافظات مثل حلب والرقة.

وقد تشهد الساعات أو الأيام المقبلة توجه المعارضة إلى ريف حمص الشمالي، المكان الذي تشير تقارير إلى أن النظام نقل خط دفاعه إليه بعد انهياره في حماة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المعارضة حماة النظام سوريا دمشق سوريا المعارضة دمشق حماة النظام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المعارضة السوریة فصائل المعارضة الطریق الدولی على حماة

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية: إيران تُزعزع استقرار سوريا والجولاني يواجه تحديات داخلية وخارجية

قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إنّ: "إطلاق النار في مرتفعات الجولان، يكشف عن واقع معقد يواجهه الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، ففي الوقت الذي يسعى فيه إلى ترسيخ حكمه وتحقيق الاستقرار في سوريا، تعمل قوى على الإطاحة به".

وأضافت الصحيفة في تقرير للكاتبة مايا كوهين، أنّ: "العقيد (احتياط) والباحث في مركز القدس للشؤون العامة والأمنية، جاك نيريا، أوضح أنّ: إطلاق النار من قرية تفتسين، وهي قرية فلسطينية، يعني في الواقع عدم وجود أي تدخل للنظام هنا على الإطلاق، وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها إيران تقويض نظام الجولاني".

وتابعت: "الحالة الراهنة ليست استثناءً، بل هي جزء من نمط أوسع من التدخل الإيراني الهادف لزعزعة استقرار سوريا". مبرزة أنّ: "نيريا يستذكر الأحداث التي وقعت في المنطقة العلوية قبل بضعة أشهر، حيث وقعت المجزرة هناك، أي ما تبقى من الفرقة الرابعة بقيادة ابن شقيق بشار الأسد، إلى جانب أحد قادة الفرقة وبمساعدة حزب الله". 

"كان ذلك الحدث، وفقًا لنيريا، ردا من الجماعات الموالية للنظام التي جاءت من إدلب وارتكبت مجازر بحق السكان، وهو في الأصل عملٌ دبرته إيران بعناية لزعزعة الاستقرار وإسقاط نظام الجولاني" استرسل التقرير نفسه.

وأردف: "رغم التحديات، يعتقد نيريا أن الجولاني ينجح تدريجيا في ترسيخ حكمه. وإن مجرد قيامه بمهامه وتوقيعه اتفاقيات، مثل اتفاقيات مع شركة "كل الجسور" لإنتاج الكهرباء في سوريا؛ وإخلاء الأمريكيين لحقول النفط والغاز السورية، يشير إلى مأسسة النظام"، مضيفا: "هناك بوادر سيطرة هنا، وهذه ليست النهاية بعد. لأنه كما ذكرت، لا تزال هناك بقايا من النظام القديم وأنشطة إيران".

وأورد التقرير: "ليس هذا هو الخطر الذي قد يُسقط نظامه، بل الخطر الحقيقي هو من الداخل. قد يثور ضده جهاديون سابقون، دمجهم الجولاني في الجيش السوري، وخاصةً في كل ما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل".


وأبرز: "في السياق الإسرائيلي، يُشدد نيريا على المعضلة التي تواجهها إسرائيل تجاه النظام الجديد. فمن جهة، تُطالب الجولاني بالحفاظ على الهدوء على طول الحدود، ومن جهة أخرى، قد تُضرّ ردود الفعل الإسرائيلية باستقرارها".

واختتم التقرير بالقول إنّ: "الحل، بحسب نيريا، يكمن في التفاهم المتبادل: ما فعلته إسرائيل ردًا على ذلك هو قولها للجولاني: لقد تعهدتَ بالهدوء، فالزم الهدوء، وإلا فسنتعامل مع هذا الأمر".

واستطرد: "الرسالة الإسرائيلية واضحة: سنطبق نفس السياسة التي نطبقها في لبنان. صحيح أن لبنان وقّع اتفاق وقف إطلاق نار، لكننا نرى أن وقف إطلاق النار لا يُطبّق فعليًا، ونهاجم بمجرد أن نرى وجود تهديد لإسرائيل، وقد يحدث الشيء نفسه من الجانب السوري أيضا".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تطرح حلًا فريداً لـ«برنامج الأسلحة الكيميائية» في سوريا
  • مالحقوش يعيدوا.. حوادث مأساوية على الطريق في المحافظات| التفاصيل الكاملة
  • صحيفة إسرائيلية: إيران تُزعزع استقرار سوريا والجولاني يواجه تحديات داخلية وخارجية
  • حماة الوطن يوزع الحلوى والهدايا على الأطفال في صلاة عيد الأضحى المبارك
  • مصرع شاب في انقلاب سيارة على الطريق الصحراوي الشرقي بسوهاج
  • الوزير الشيباني: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية انتهاك لسيادة سوريا وتفتح المجال أمام الجماعات التي تهدد أمنها لزعزعة الاستقرار.
  • "يلملم" و "الجحفة".. مفاتيح الدخول إلى الإحرام في "محافظة جدة"
  • ‏تقارير أولية من سوريا تفيد بحدوث انفجارات في مطار حماة العسكري
  • سوسن أرشيد تروي تفاصيل هروبها المؤلمة من سوريا.. فيديو
  • تلغراف: داخل وكالة المساعدات التي تزرع الخوف والفوضى في غزة