تحذيرات إسرائيلية من مذكرات اعتقال جديدة نتيجة استمرار حرب غزة
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
حذرت أوساط إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، المزيد من مذكرات الاعتقال ضد المسؤولين والجنود الإسرائيليين، نتيجة استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
وكشف مراسل موقع "زمن إسرائيل" عومار شربيط أنه "قبل أسبوعين قدم جندي يقضي إجازة في قبرص موعد عودته لإسرائيل بعد تحذير وزارة الخارجية خشية أن تعمل منظمات أجنبية على إصدار مذكرة اعتقال بحقه، بسبب فيديوهات تفاخر فيها حول تدمير الفلسطينيين في غزة، وأعلنت عزمها طلب اعتقال ثلاثة إسرائيليين يزورون هولندا بتهمة ارتكاب جرائم حرب، دون معرفة ما إذا كان قد تم فتح تحقيق في قبرص، أو إصدار مذكرة اعتقال بحقهم في أمستردام".
وأضاف المراسل في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هاتين الحالتين تذكّران بالخطر المحدق بالجنود الذين ارتكبوا جرائم حرب في الخارج، حيث يتزايد القلق بعد مذكرات الاعتقال التي أصدرتها محكمة لاهاي ضد بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، والخشية من وصول المذكرات للرتب المتوسطة والصغرى في الجيش، ما يستدعي القلق من خطر إجراء المزيد من التحقيقات في بلدان أخرى".
مخاطر متزايدة
وأشار إلى أن "المخاطر زادت عقب انتشار الوثائق والفيديوهات على الانترنت لجنود بعد أن غادروا غزة، وتم وضع علامات على وجوههم وأسمائهم والوحدات الموجودة التي خدموا فيها، بهدف تجريمهم، خاصة وهم يقومون بالنهب والإفساد والإساءة للفلسطينيين، أو قراءة كلمات التوراة لمعتقلين معصوبي الأعين وموثوقي الأيدي، ويصرخون فرحاً بنشوة لحظة تفجير المنازل، وحطموا أجهزة التلفاز والمرايا، وقلبوا خزائن الطعام في غرف المعيشة، ويحطمونها، ويكسرون بوفيهات المطاعم والسوبر ماركت، ويرمون منتجات المتاجر بكل مكان".
وأوضح أن "أحد الأفلام الوثائقية المنتشرة على الإنترنت تكشف عن صورة جندي يكسر الأطباق كما لو كان بحانة يونانية، ويقتحم آخرون خزائن الملابس، ويتفاخرون بالأوراق النقدية التي عثروا عليها، ويحرقونها، ويرتدون ملابس النساء فوق زيهم العسكري، ويتحدثون أمام الكاميرا باللغة الإنجليزية، وبلكنة بريطانية، فيما يظهر جنود يدوسون على معتقلين فلسطينيين عراة، ومغطين وجوههم، ويقدم جندي آخر باللغة الفرنسية ظهر أحد المعتقلين تعرض للتعذيب".
وأكد أن "العديد من الجنود يحملون جنسية مزدوجة، ما يفتح الباب لرفع دعوى قضائية ضدهم في الدول الأخرى، صحيح أن أوامر الاعتقال الصادرة من لاهاي ليست موجهة ضد الجنود والضباط، لكن لا يمكن استبعاد هذا السيناريو تمامًا".
ونقل الموقع عن المحامية يائيل فياس جيبرتزمان، مديرية عيادة لقانون الجنائي الدولي بجامعة "رايخمان"، من أنه "رغم أن المحكمة ستلاحق الأسماك الكبيرة، إلا أنه ربما يكون هناك استثناءات، بحال فشلت في الوصول إلى كبار المسؤولين والجنرالات لاعتبارات سياسية"، على حد قوله.
وأضافت أن "الاتهامات الموجهة لإسرائيل تتركز في تقييدها للوسائل الأساسية لبقاء أهالي غزة على قيد الحياة، خاصة الماء والطعام والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود والكهرباء، ما أدى لمعاناة كبيرة، وإجراء العمليات الجراحية دون تخدير، ما يجعل من جوهر الأوامر الصادرة عن نتنياهو وغالانت بأنها تركز على سياسة التجويع كوسيلة من وسائل الحرب باعتبارها "جريمة حرب"، وكذلك الأعمال اللاإنسانية والاضطهاد الموصوفة بـ"جريمة ضد الإنسانية".
استهداف الرتب العليا
واستدركت بالقول إن "خطر محاكمة الجنود والضباط أمام محكمة لاهاي ضئيل للغاية، لكنهم مكشوفون في بلدان ثالثة منخرطة في صراع الشرق الأوسط، وفيما يتعلق باتهام التجويع المتعمد للفلسطينيين، فإذا كان "الرأس هو المسؤول"، فإن "الأيدي والأرجل" مسؤولة أيضاً، لأنه من بين الاتهامات الصادرة هي إساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين".
ولفت الرئيس السابق لقسم القانون الدولي في الجيش الإسرائيلي ليرون ليبمان، إلى أن "المحكمة تستهدف الرتب العليا في الجيش والحكومة، لكننا لا نعرف إذا ما صدرت أوامر سرية منها ضد ضباط وجنود أقل رتبة".
وتابع قائلا: "الخطر من جانب المحكمة يتركز على دول ثالثة للعمل ضد صغار الجنود، لأنها عادة تستهدف كبار المسؤولين، وهي لا تبحث عن جندي أو ضابط ذي رتبة متوسطة، لكن يمكن أن تبدأ الملاحقة لكبار الضباط ممن لديهم رتبة مقدم وما فوق".
وحذر أن "التهديدات على جنود وضباط الجيش لا تقتصر على المحكمة الجنائية الدولية، فهناك العديد من البلدان التي تتولى الولاية القضائية الجنائية العالمية، حتى فيما يتعلق بالأحداث التي ليس لها صلة مباشرة بها، وهذا يختلف من بلد لآخر، هناك دول يعتمد فيها القرار على الآلية الحكومية القانونية، وأخرى يمكن لبعض المنظمات تقديم طلب لقاضي مبتدئ لاعتقال أي إسرائيلي على أراضيها".
وأكد أنه "كلما زاد عدد الضباط والجنود الإسرائيليين الحاملين لجنسيات أجنبية، فإنه يفتح بابًا آخر للمحاكم الأجنبية، وكلما ارتفعت رتبتهم العسكرية، كلما تم النظر لنشاطهم العدواني بأنه إشكالي، وبالتالي المشكلة أكبر، ويعتقد جيش الاحتلال أنه ينبغي زيادة الانضباط في نشر مقاطع الفيديو على شبكات التواصل، أعلم أن هناك أوامر بشأن الموضوع، لكن هناك مشكلة في التنفيذ، وهذا أمر مثير للقلق، لأنه قد يشير لمشكلة تأديبية لدى الجنود".
المحامي يوفال كابلينسكي الذي عينه غالانت للترافع عنه، أكد أن "استمرار حرب غزة سيؤدي لتعميق التحقيقات الدولية، والمحكمة ستعمل بإلحاح متزايد، وبالتالي فقد تكون هناك طلبات لأوامر اعتقال إضافية، خاصة مع تدهور الوضع الإنساني في غزة، وصدور المزيد من التقارير القاسية من شمال القطاع، حيث ينظر إليها العالم على أنها تهجير وتجويع".
وختم بالقول إن "كل ذلك قد يؤدي ذلك لصدور أوامر اعتقال إضافية، من المرجح أن تشمل مستويات عسكرية أدنى، في ضوء ما أثبته الجيش من عدم انضباط في هذه الحرب، وبالتالي فشل كبير لقيادته، وقد أصبح مشهوراً في العالم بأنه غير أخلاقي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية مذكرات الاعتقال الجيش الجنائية الدولية الاحتلال الاحتلال الجنائية الدولية الجيش مذكرات اعتقال حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل إسرائيلية جديدة عن عصابة أبو شباب.. علاقة بالاحتلال والسلطة
زعم صحفي إسرائيلي أجرى مقابلة مع ياسر أبو شباب، الذي يقود عصابة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أن الأخير ينسق مع جيش الاحتلال، ويعمل في مناطق تقع تحت سيطرته في القطاع.
دورون كادوش المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال، قال إنه أجرى مقابلة مع أبو شباب، كاشفا عن تفاصيل أنشطته وتعاونه مع السلطة الفلسطينية، وعلاقة مليشياته بالاحتلال.
وزعم أبو شباب أن "مئات العائلات تلجأ إلينا، ونستقبل العشرات منها يوميًا، نحن نحميها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، يصلون إلينا عبر ممر إنساني، ونطالب بالسماح بنقل عشرات الآلاف من الأشخاص بأمان، وأن يكون الممر الإنساني تحت إشراف دولي".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "هناك علاقات تربطه مع السلطة الفلسطينية، وهي شريكة في عمليات التفتيش الأمني على مداخل المنطقة التي يتواجد فيها، علاقتنا مع السلطة قائمة في إطار المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وفي إطار شرعيتها القانونية، نجري عمليات تفتيش أمنية عبر جهاز المخابرات الفلسطينية، الذي يتعاون معنا في هذا الشأن لضمان عدم دخول عناصر معادية تُخرب مشروعنا للتحرر من حماس، دون أن نتلقى تمويلًا من السلطة".
وأوضح أننا "لا نعمل مع إسرائيل، لكن هدفنا حماية الفلسطينيين من حماس، أسلحتنا ليست من إسرائيل، بل هي أسلحة بسيطة جمعناها من السكان المحليين، دون استبعاد إمكانية التنسيق معها في المستقبل، وإذا تم أي تنسيق، فسيكون إنسانيا، لصالح أهلنا في شرق رفح، وسيتم تنفيذه من خلال قنوات الوساطة".
عيناف حلبي مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، كشف تفاصيل جديدة عن أبو الشباب، "تاجر المخدرات السابق الذي ينهب المساعدات الإنسانية، ونجا من محاولة اغتيال في خانيونس، وكان له اتصال بتنظيم داعش، مع ظهور تفاصيل "مقلقة" حول أعضائها، وأنشطتها في الماضي أو في الحرب الحالية، وعلاقاتها بعناصر معادية متطرفة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "محادثات أجراها مع مصادر مشاركة في الميليشيا، أظهرت صورة مقلقة، فهي ليست مجرد قوة تعمل ضد حماس في غزة، بل مجموعة مسلحة لها سجل من النشاط المعادي ضد إسرائيل، وارتباطات بتنظيم داعش، وتاريخ إجرامي، ويقول رفاقه إن أبو شباب ترك المدرسة في سن مبكرة، وبدأ الاتجار بالمخدرات، خاصة الحشيش والحبوب المؤثرة على العقل، ثم انتقل لتأمين شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، واستغل ذلك لسرقة البضائع والنهب بشكل ممنهج".
وأشار أنه "كان يقدم "خدمات أمنية" لشاحنات تابعة للصليب الأحمر والأونروا والأمم المتحدة، وكان يتاجر في البضائع التي يتلقاها في المقابل، ويزعم مصدر في الأمم المتحدة أن اسمه ورد في مذكرة داخلية باعتباره المسؤول عن عمليات النهب واسعة النطاق للمساعدات الإنسانية المُرسلة للقطاع، وينتمي إليه حاليا نحو 300 مسلح، بعضهم سجناء تم إطلاق سراحهم من سجون حماس".
وزعم أن "ثلاثين عائلة في شرق رفح تدعم أبو شباب، ويتمتعون في الوقت الحالي بحماية نسبية، حيث يتواجد الجيش في المنطقة، وبالتالي لا يتم تنفيذ غارات جوية هناك؛ وفي الوقت نفسه، وبفضل وجود الجيش، أصبحت العائلات محمية من هجمات حماس، مع العلم ان الميليشيا تُقدم نفسها بأنها معارضة للحركة، رغم أن بعض أعضائها شاركوا سابقا بإطلاق الصواريخ على مستوطنات الغلاف، بل يحافظون على الاتصال مع عناصر تنظيم داعش".
ونقل عن مصدر مقرب من أبو شباب أننا "نعتمد على الجماهير للثورة ضد حماس، لدينا دعم واسع، ومن بين العناصر البارزة في الميليشيا عصام نباهين (33 عاماً) من مخيم النصيرات وسط القطاع، سبق أن قاتل مع داعش في سيناء ضد الجيش المصري، وعاد إلى غزة قبل اندلاع الحرب، وسجل وهو يطلق الصواريخ على إسرائيل دون تنسيق مع حماس، وقد حكم عليه بالإعدام لقتله أحد أفراد الشرطة في غزة، لكنه فر من السجن في أول يوم من الحرب".
وأكد أن "عنصر آخر هو غسان الدهيني، شقيق وليد الدهيني، أحد أعضاء داعش الذي تم القضاء عليه من قبل حماس، ويعمل حاليًا كجزء من الميليشيا الجديدة، رغم كونه عضوًا رسميًا في حركة فتح، وأفادت مصادر في السلطة الفلسطينية بأن الميليشيا تتلقى رواتب منها تحت رعاية شخصية من قبل ضابط المخابرات الكبير بهاء بعلوشة، فيما تحدثت المصادر عن نشوب توتر بشأن قضية دعم الميليشيا بينه وبين رئيس المخابرات العامة ماجد فرج".
ونقل عن مسئول أمني فلسطيني في السلطة أن "مجموعتين إضافيتين من المليشيات ستبدآن عملهما قريبا في القطاع، واحدة في بيت لاهيا شمالا، والأخرى في الوسط، تحظيان بدعم الاحتلال والسلطة والقيادي السابق في فتح محمد دحلان في الوقت نفسه، وكلها تعمل علنا ضد حماس".
يشار إلى أن أبو شباب والدهيني، أكدا تنسيقهما مع السلطة الفلسطينية، لكنهما نفيا وجود أي تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي.