ليبيا – في ظهوره الأسبوعي على قناته “التناصح“، والذي تابعته صحيفة “المرصد“، صرّح مفتي المؤتمر العام المعزول، الصادق الغرياني، بأن تقرير ديوان المحاسبة الأخير ليس سوى جزء من القصة، ومع ذلك يحتوي على معايب ومخازي تُندى لها الجبين. واصفًا التقرير بأنه يكشف عن سرقات وتحايل وإهدار للمال العام تُقدَّر بالمليارات، خاصة في المنطقة الشرقية التي قال: “لا تخضع فيها الإنفاقات لديوان محاسبة أو رقابة إدارية”.

وأشار الغرياني إلى أن باب الصرف مفتوح حسب زعمه، مضيفًا: “تجتمع مبعوثة الأمم المتحدة مع صندوقهم بنص قرار عقيلة الذي ينص على أنه لا يخضع لرقابة، وتجلس مندوبة البعثة وكأنّ هذه التجاوزات لا وجود لها!”.

الغرياني أعرب عن أسفه حيال ما وصفه بتكرار تجاوزات البعثات الأممية قائلاً: “كل بعثة أسوأ وأشرّ من سابقتها”. وأضاف أنّ تقرير ديوان المحاسبة أظهر نفقات بلغت 174 مليار دينار، متسائلًا عن الأثر الحقيقي لهذه الأموال في بناء مؤسسات الدولة.

انتقادات للإنفاق الحكومي والبنية التحتية

أوضح الغرياني أنّ مؤسسات الدولة ضعيفة وهشّة، قائلاً: “لا بنية تحتية تُذكر، ولا مشاريع تُرى على أرض الواقع، على الرغم من ضخامة الميزانيات المرصودة. قطاع الصحة يحصل على 7 مليارات، والداخلية على 6 مليارات، ومع ذلك، لا يوجد أي معسكر أو مشروع تم بناؤه من هذه الأموال”. وأضاف أنّ كتائب ومليشيات تفرض نفسها على الحكومة في الشرق والغرب والجنوب، بينما وزارة الدفاع تُنفق ميزانيات ضخمة دون تحقيق تقدم يُذكر في بناء جيش أو حرس حدود حقيقي.

أزمة المحروقات والمقايضات

انتقد الغرياني طريقة تعامل الحكومة مع ملف المحروقات قائلاً: “نشتري البنزين والوقود بقيمة 41 مليار دينار، ثم ندعمه من الميزانية بـ42 مليار أخرى، ليصل إجمالي التكلفة إلى أكثر من 83 مليار دينار”. وأشار إلى أن هذا الدعم يذهب بغالبيته إلى المهربين واللصوص، بينما يشتري المواطنون وغيرهم الوقود والكهرباء بأسعار زهيدة دون رقابة أو إحصائيات دقيقة. وأكد أنّ هذا الهدر للمال العام هو “عار سيكتبه التاريخ”، داعيًا الحكومة لاتخاذ قرارات صارمة وإلغاء الدعم الذي وصفه بالمهزلة.

فساد المليشيات وإدارات الدولة

اتهم الغرياني المليشيات بالتغوّل في إدارة الدولة قائلاً: “المليشيات ليست مشكلة المنطقة الشرقية فقط، بل أصبحت تهيمن على إدارات الدولة في المنطقة الغربية أيضًا. تهدم الإدارات، وتلغيها، وتنصّب أخرى وفق مصالحها”. وتطرّق إلى إدارة الإمداد في قطاع الصحة قائلاً: “على الرغم من القبض على مسؤولين فيها بتهم الفساد والاختلاس، إلا أنّ الإدارة الجديدة أُلغيت بعد أسبوع من تشكيلها”.

تحذير من التعدي على المال العام

وجّه الغرياني تحذيرًا شديد اللهجة قائلاً: “أحذر كل من يعتدي على المال العام أو يتجرأ على نهبه بهذه القسوة والعدوان. هؤلاء الناس يستهترون بحرمات الله دون مبالاة. مستولٍ على 260 مليون يورو، ويطالب بعطاءات إضافية لنفسه، ويهدد المسؤولين والإدارات بالإلغاء إن لم يُمنح ما يريد. هذا غلوّ وفساد من كبائر الذنوب”. واختتم بالقول: “التصرف في المال العام بهذه الطريقة والتلاعب بالأموال الكبيرة ستكون عاقبته وخيمة على كل من يتعدى عليه”.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

ارتفاع في عجز الميزانية الأمريكية بمقدار 196 مليار دولار منذ بداية العام

الجديد برس| أفاد مكتب الميزانية في الكونغرس الأمريكي بأن عجز الميزانية منذ بداية هذا العام المالي ارتفع بمقدار 196 مليار دولار، على الرغم من جهود خفض النفقات وتقليص حجم الجهاز الحكومي. ووفقا للتقرير، ازدادت النفقات الفيدرالية خلال الفترة من أكتوبر إلى أبريل بمقدار 342 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وكان النمو الرئيسي في مجالات الدفاع وبرامج الهجرة والالتزامات الاجتماعية، بينما زادت إيرادات الميزانية خلال هذه الفترة بمقدار 146 مليار دولار فقط، على الرغم من ارتفاع تحصيل ضريبة الدخل. وجاء في وثيقة مكتب الكونغرس: “النفقات على الدفاع والهجرة، بالإضافة إلى الضغط المستمر على أنظمة الرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية، زادت من عجز الميزانية بمقدار 196 مليار دولار منذ بداية العام المالي الحالي.” وأوضح مكتب ميزانية الكونغرس أن النفقات على الدفاع زادت بمقدار 39 مليار دولار، وعلى وزارة الأمن الداخلي بمقدار 18 مليار دولار. وكان أكبر مساهم في العجز هو المدفوعات بموجب برامج الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، حيث بلغ إجماليها ما يقرب من 1.5 تريليون دولار – بزيادة 70 مليار دولار عنها في العام السابق. وفي ظل هذه المؤشرات، تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى إقرار مشروع قانون ضخم للضرائب والهجرة، يتضمن خططا لخفض النفقات بما لا يقل عن 2 تريليون دولار. وأنشأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية ولايته إدارة الكفاءة الحكومية الأمريكية بهدف “خفض النفقات المتهورة وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية”. وفي 16 يناير، صرح وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسينت أن النفقات الفيدرالية للحكومة الأمريكية وصلت إلى مستوى غير مسبوق في وقت السلم، وأن عجز الميزانية يتراوح بين 6.8% و7% من الناتج المحلي الإجمالي. ووصف الوضع الحالي للسياسة المالية الأمريكية بأنه “خرج عن السيطرة”، معربا عن قلقه من العواقب المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون في 11 فبراير الماضي، إن إدارة الكفاءة الحكومية كشفت عن نفقات “صادمة” للحكومة الأمريكية لم يتم الحصول على إذن من الكونغرس بشأنها.

مقالات مشابهة

  • عن لقاء القائد العام وبوتين.. بعيو: من الرجمة إلى الكرملين.. ليبيا شريكة لا فريسة
  • استغل منصبه في التزوير.. موعد محاكمة موظف الصحة المتهم بالاستيلاء على المال العام
  • ارتفاع في عجز الميزانية الأمريكية بمقدار 196 مليار دولار منذ بداية العام
  • الترهوني: بقاء المليشيات ليس سوى إطالة للأزمة في ليبيا  
  • احميد: قوة المليشيات تفوق سلطة الدولة بالمنطقة الغربية  
  • بشأن الانتخابات... فرنجية يدعو للالتزام بهذا الأمر
  • لديها تاريخ مرضي..إنقاذ لحالة ولادة حرجة بمستشفى أشمون العام بالمنوفية
  • لأول مرة في تاريخ السودان، تتعرض الدولة لاستهداف بهذا الشكل الواضح
  • أسعار جديد للمحروقات.. هكذا أصبحت
  • 37 مليار إيرادات و31 مليار إنفاق في 4 أشهر: أين تذهب أموال ليبيا؟