الاتحاد الأوروبي يضغط على تيك توك للتحقيق في شبهة "تدخل أجنبي" بالانتخابات الرومانية
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
كشفت وثائق سرية في رومانيا عن استغلال "جهة حكومية" لتطبيق تيك توك للتأثير على الانتخابات الرئاسية. وقد طالبت المفوضية الأوروبية المنصة بتوضيح دورها في هذه العملية خلال 24 ساعة بموجب قانون الخدمات الرقمية (DSA).
جاءت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بفوز مفاجئ للمرشح المستقلكالين جورجيسكو، المعروف بمواقفه الموالية لروسيا والمتشككة في الاتحاد الأوروبي.
من جانبها، أعربت هينا فيركونن، نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، عن قلقها من "مؤشرات متزايدة على وجود تأثير أجنبي عبر الإنترنت، خاصة على تيك توك"، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لضمان نزاهة الانتخابات.
أفادت الوثائق الاستخباراتية التي كشف عنها الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس بأن صعود جورجيسكو لم يكن طبيعيًا، بل نتيجة حملة منظمة لاستغلال خوارزمية تيك توك. وتحدثت التقارير عن شبكة رقمية تنشط منذ عام 2016، لكنها أصبحت فعالة بشكل كبير قبل الانتخابات، مستخدمة قنوات تيليجرام لتنسيق جهودها.
كما كشفت وثائق عن تمويل مجهول بقيمة مليون يورو دعمت حملة جورجيسكو عبر تيك توك، حيث دُفع ما يصل إلى 950 يورو مقابل إعادة نشر المحتوى. وأكدت تيك توك تلقيها 362,500 يورو من هذه الأموال في الأسبوع الذي سبق الجولة الأولى.
أصدرت المفوضية الأوروبية أيضًا "أمر احتفاظ بالمعلومات"، يلزم تيك توك بتجميد البيانات المتعلقة بالتدخل في الانتخابات، وهي خطوة تمهد لتحقيق محتمل. وسيشمل هذا الأمر الانتخابات القادمة في عدة دول أوروبية، بما فيها ألمانيا واليونان.
تعرض ممثلو تيك توك لاستجواب صارم في البرلمان الأوروبي، لكن ردودهم لم تكن مرضية. دعت فاليري هاير، زعيمة منظمة "تجديد أوروبا"، إلى استدعاء شو زي تشيو، الرئيس التنفيذي لتيك توك، للتحقيق في انتهاكات محتملة لقوانين الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن "العواقب قد تصل إلى تعليق المنصة أو حظرها".
تواجه تيك توك أزمة حادة وسط اتهامات بتسهيل "تدخل أجنبي" في الانتخابات الرئاسية الرومانية، مما يضع المنصة تحت مجهر السلطات الأوروبية. قد تسفر التحقيقات عن عقوبات صارمة تُهدد وجودها في السوق الأوروبية، ما يزيد من الضغوط على الشركة لمراجعة سياساتها وضمان الامتثال للقوانين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تيك توك تواجه دعاوى قضائية من 13 ولاية أمريكية بتهمة إلحاق الأذى بالأطفال لماذا يلجأ الشباب إلى تيك توك للحصول على نصائح مهنية؟ بسبب فيديو على "تيك توك".. آيسلندا تواجه نقصًا في الخيار تيك توكرومانياالمفوضية الأوروبيةالاتحاد الأوروبيتحقيقانتخاباتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل روسيا غزة دونالد ترامب بشار الأسد الصحة إسرائيل روسيا غزة دونالد ترامب بشار الأسد الصحة تيك توك رومانيا المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي تحقيق انتخابات إسرائيل روسيا غزة دونالد ترامب بشار الأسد الصحة إيران فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في سوريا كوريا الجنوبية البيئة الانتخابات الرئاسیة یعرض الآن Next تیک توک
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي.. حذر ودعوة للتهدئة بشأن التصعيد الإيراني الإسرائيلي
باريس- بينما استيقظ العالم اليوم على تصعيد عسكري إسرائيلي إيراني متبادل، وجدت أوروبا نفسها في موقف دقيق تحاول من خلاله الحفاظ على توازن صعب بين الاستقرار الإقليمي والمصالح الإستراتيجية والالتزام بالقانون الدولي.
وشنت إسرائيل هجمات ليلية على 12 موقعا إيرانيا، بما في ذلك منشآت نووية، في عملية أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، ووصفتها طهران بأنها "إعلان حرب".
وفي ظل غياب خطة أوروبية موحدة تجاه الشرق الأوسط، تبقى ردود الفعل الحالية مقتصرة على الكلمات بدون مواقف فعالة، وبيانات تدعو للتهدئة وتنتظر ما ستؤول إليه التطورات الدبلوماسية والميدانية.
موقف حذروممثّلا بالمفوض الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانات تعكس مدى القلق البالغ مما يحدث، مؤكدا أن "دوامة العنف بين إسرائيل وإيران قد تؤدي إلى إشعال حرب إقليمية واسعة".
وبدا رد الثلاثي الأوروبي -فرنسا وألمانيا وبريطانيا- حذرا في التعامل مع الهجوم، وهي الدول الأوروبية التي وقعت على الاتفاق النووي الإيراني المتعثر لعام 2015.
فقد احتفظت فرنسا بموقف متوازن، إذ دعا وزير خارجيتها ستيفان سيجورنيه إلى "خفض التصعيد"، محذرا من أن "أي استهداف مباشر للأراضي السيادية يفتح الباب أمام انفجار واسع يصعب احتواؤه".
إعلانفي المقابل، بدت ألمانيا أكثر تحيزا للموقف الإسرائيلي، ووصف المستشار فريدريش ميرتس حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بأنه "غير قابل للتفاوض"، مشيرا في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني إلى أن ضرب أهداف داخل إيران "ينطوي على مخاطر كبيرة تهدد استقرار المنطقة بأكملها".
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن "التقارير عن هذه الضربات مثيرة للقلق، ونحث جميع الأطراف على التراجع وخفض التوترات بشكل عاجل".
ويعد الموقف البريطاني مختلفا، إذا أكد مسؤولون دفاعيون عدم مشاركة الطائرات البريطانية في الدفاع عن إسرائيل من أي هجمات إيرانية مضادة في الوقت الحالي، وهو عكس ما حدث العام الماضي عندما أعلن سلاح الجو الملكي البريطاني استعداده للاشتباك مع أهداف إيرانية.
وفي اليوم السابق، قدم الثلاثي الأوروبي قرارا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ينص على أن إيران لا تزال غير ملتزمة بالكشف عن عملها في تخصيب المواد القادرة على صنع الأسلحة النووية، في حين هددت طهران بتسريع تخصيب اليورانيوم في منشآتها للتجارب النووية.
وبينما يعكس الموقف الأوروبي مزيدا من التحالف الإستراتيجي مع إسرائيل والرغبة في تجنب الانجرار إلى حرب أوسع، تدرك أوروبا أن أي تصعيد أكبر قد ينسف ما تبقى من المفاوضات النووية.
ويشدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة ضبط النفس والعودة إلى الحوار، مسلطا الضوء على المخاوف الحقيقية من تقويض الجهود الدبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني وأن "التوصل إلى حل دبلوماسي أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".
وفي هذا السياق، يرى توماس غينولي، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية في مدرسة "سنترال سوبيليك"، أن الحل العقلاني والنهائي للمشكلة يتطلب التفاوض على الأخذ والعطاء، بدل الحل العسكري المتمثل في القصف بين كلا الطرفين.
إعلانويتوقع غينولي، في حديث للجزيرة نت، أن الموقف الأوروبي سيتمثل في اقتراح العودة لأسلوب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أي التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني في مقابل مستوى العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
من جانبه، يعتقد رئيس مركز الاستشراف والأمن في أوروبا، إيمانويل ديبوي، أنه لا يوجد حل دبلوماسي ممكن، ويقول "نحن في وضع مختلف اليوم، حيث يلجأ فيه الطرفان المعنيان، إيران وإسرائيل، إلى المواجهة المباشرة عمدا، بدلا من ضمان عدم خوضهما حربا فعلية".
وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر ديبوي أن إمكانية الحوار في الظروف الحالية منعدمة بين الولايات المتحدة وإيران، مفسرا ذلك بالقول إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب اضطر للاعتراف بذلك، قائلا إن بعض المفاوضين الإيرانيين الذين حضروا إلى فيينا لديهم فكرة كسب الوقت وعدم التفاوض".
تهميش إستراتيجيوفي مؤتمر صحفي، صرحت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بأنها تحدثت مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، مشيرة إلى أن بروكسل مستعدة لدعم أي جهود دبلوماسية لتهدئة الوضع الذي وصفته بـ"الخطير" في الشرق الأوسط.
وفي غضون ذلك، من المفترض أن يجتمع قادة مجموعة السبع نهاية هذا الأسبوع في كندا، لإجراء محادثات موسعة حول الوضع في المنطقة مع الولايات المتحدة، التي تظل الطرف الأكثر فعالية فيما يتعلق بإيران، مما يعني بقاء أوروبا في دور تفاعلي وهامشي.
وتعليقا على ذلك، يرى إيمانويل ديبوي أن الأميركيين لن يوقعوا على أي قرار يُتخذ مع الأعضاء الستة الآخرين، متوقعا وجود موقف أكثر ميلا لدعم الموقف الإسرائيلي، سواء في إيطاليا أو ألمانيا.
أما بالنسبة لفرنسا، فيعتقد رئيس مركز الاستشراف والأمن في أوروبا أن باريس ستجد صعوبة في التحرك في هذا الاتجاه، لأنها تنتظر اللحظة الحاسمة للاعتراف بدولة فلسطين "لذا، لن يكون هناك قرار ملزم بالإجماع من مجموعة السبع".
وأكد المتحدث أن الدول الأوروبية لا تملك النفوذ الكافي لمحاولة ليّ ذراع إسرائيل لتجنب الدخول في صراع أو مواجهة مباشرة، معتبرا أن ما يحدث الآن يؤكد إلى حد ما هذا التهميش الإستراتيجي لأوروبا.
وفي ظل ازدياد تباعد الأوروبيين عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- بسبب عدم تطبيق وقف إطلاق النار، قال ديبوي إن الدول الأوروبية تجد نفسها في موقف حرج للغاية لأن "عليها دعم إسرائيل، خاصة بعد تأكيد الضربات الإيرانية التي ستتصاعد، وسيكون من الصعب تحدي الموقف الإسرائيلي".
إعلان