خاص| مصطفى وفيق:"مرار بطعم الشوكولاتة" يكشف تأثير التنمر الوظيفي بأسلوب فني ساخر
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
استعرض المخرج مصطفى وفيق في فيلمه "مرار بطعم الشوكولاتة"، قصة التنمر الوظيفي من خلال أسلوب فني مبتكر يتنقل بين الصمت والسخرية، وفي حوار خاص مع بوابة الوفد الإلكترونية، كشف وفيق عن رؤية جديدة للفن الساخر وأثره العميق في معالجة القضايا الاجتماعية الحساسة، وتعزيز الوعي بها.
يواصل المخرج مصطفى وفيق طرح قضايا اجتماعية هامة من خلال أعماله السينمائية، ومن أبرزها فيلم "مرار بطعم الشوكولاتة"، وتدور أحداث الفيلم حول شخصيتي "جهاد" و"سيد"، اللذين يعانيان من التنمر الوظيفي على يد مديرهما "عادل منصف"، فضلًا عن تفضيل زميلتهما الكسولة "جميلة" عليهما.
"الفن الصادق".. كيف يسلط الفيلم الضوء على المحسوبية في بيئة العمل؟
يسلط الفيلم الضوء على مشكلة التنمر الوظيفي وكيفية تأثيره على حياة الموظفين، وهو مستوحى من مشاهد حقيقية تحدث في بعض المؤسسات والشركات.
وفي حديث المخرج مصطفى وفيق عن القضايا التي يتناولها الفيلم، أكد أن التنمر الوظيفي ينعكس بشكل كبير على الواقع الاجتماعي الحالي، مشيرًا إلى أن الكثير من الموظفين المتفانين في عملهم يُعتبرون ضحايا للمحسوبية.
واعتبر أن التنمر في بيئة العمل يؤدي إلى خفض الروح المعنوية للموظفين، مما يدفعهم للبحث عن فرص أخرى، مما يضر بالشركة أو المؤسسة نفسها، لأن الموظفين هم رأس المال الحقيقي لأي منظمة.
وتابع وفيق بالإشارة إلى دور الفن والسينما في تحفيز المجتمع على التفكير في مثل هذه القضايا الاجتماعية، قال: "الفن الصادق ينبع من نسيج المجتمع ويعبر عنه، ولا يشترط أن يقدم حلولًا، بل يكفي أن يسلط الضوء على المشكلة".
وأضاف أن فيلمه يعرض محاربة المحسوبية في مجال العمل، ويسلط الضوء على النقاط السلبية في هذه الظاهرة، دون تحديد مجال معين للشركة في سياق الفيلم، ليتناول المشكلة بشكل عام في كافة المجالات.
أسلوب الفيلم الصامت والساخر.. طريقة مبتكرة للوصول للجمهور
وعن الجمهور المستهدف، أشار وفيق إلى أن الفيلم رغم أن أحداثه تدور في شركة ويخص مرحلة متوسطي العمر، إلا أن فريق العمل حرص على تبسيط الفكرة لتصل لجميع الأعمار، واستخدموا أسلوبًا صامتًا وساخرًا يشبه أفلام الرسوم المتحركة القديمة، مما يسهل الوصول إلى الرسالة بطريقة فكاهية.
الموسيقى التصويرية تضفي خفة الظل على الفيلم وتعزز تأثيره العاطفي
كما تحدث عن استخدامه لأسلوب الرمزية والتجسيد العاطفي في الفيلم، حيث أن استخدام فيلم صامت يتطلب من الممثلين جهدًا كبيرًا، ويكون أكثر صعوبة من التمثيل بالحوار.
وقد لعبت الموسيقى التصويرية التي أعدها محمد قابيل دورًا بارزًا في إضافة خفة الظل على الفيلم وتعزيز تأثيره العاطفي.
طاقم عمل فيلم "مرار بطعم الشوكولاتة"
الفيلم من تأليف وإخراج مصطفى وفيق، وبطولة وئام سام، وعمر عسران، وولي حنا، وعلي الشرشابي، وتم عرضه في سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية كجزء من برنامج نادي السينما المستقلة التابع لصندوق التنمية الثقافية، ليحظى على حب وتفاعل المشاهد، خاصةً لأنه يناقش أزمة حقيقية يتعرض لها الكثير في عملهم.
مصطفى وفيق يتطلع لإبداع سينمائي جديد في 2025
وفيما يتعلق بأعماله القادمة، كشف المخرج مصطفى وفيق عن وجود عدة أفكار لديه لمشروعات سينمائية جديدة، ويخطط لتقديم عمل قصير آخر في العام 2025.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الضوء على
إقرأ أيضاً:
عسل بنكهة الشوكولاتة.. اختراق غذائي تقوده الفيزياء
أثناء تصنيع الشوكولاتة، غالبا ما يتم التخلص من قشور حبوب الكاكاو، كأحد بواقي عملية التصنيع، لكن يبدو أن هذا الوضع قد يتغير مستقبلا بعد أن أوجد فريق بحثي برازيلي استخداما صناعيا لهذه القشور، بإدخالها في عملية تصنيع غذائي تقودها الفيزياء، لإنتاج "عسل بنكهة الشوكولاتة".
ولم يسبق لأي جامعة أو جهة إنتاج، إتاحة هذا المنتج الذي تم تسجيله كبراءة اختراع، سعى من خلالها الفريق البحثي بكلية العلوم التطبيقية بجامعة كامبيناس الحكومية البرازيلية إلى الجمع بين الحسنيين، وهما الاستفادة من مخلف كان مصيره عادة الإهمال، وتطوير منتج العسل بإعطائه مذاقا جديدا وقيمة غذائية أكبر.
وتكشف الدراسة المنشورة في دورية " إي-سي-إس سستينبل كِمستري آند إنجنيرينج"، تفاصيل هذا الاختراق الغذائي الجديد، والذي استفاد من واحدة من أهم مزايا العسل البرازيلي، وهي أنه يحتوي على ماء أكثر ولزوجة أقل من عسل النحل الأوروبي، مما يجعله مثاليا لاستخلاص المركبات من قشور حبوب الكاكاو، عند وضعهما معا في إناء واحد، وإخضاعهما لفيزياء الموجات فوق الصوتية.
والموجات فوق الصوتية، هي اهتزازات ميكانيكية عالية التردد تفوق 20 ألف هيرتز، أي أعلى من نطاق السمع البشري، وعندما تنتقل هذه الموجات داخل السوائل أو المواد الغذائية، يحدث ما يعرف بـ"الانهيار الفقاعي"، حيث تتكون فقاعات دقيقة جدا ثم تنفجر، مولدة ضغطا وحرارة موضعية تساعد على تفكيك الجدران الخلوية واستخلاص المركبات النشطة.
وتكتسب هذه التقنية أهميتها لأنها تسرع عمليات الاستخلاص والتجانس والتعقيم، وتقدم بديلا صديقا للبيئة مقارنة بالطرق التقليدية، لأنها تعمل "بالتأثير لا بالالتماس"، أي تحفز التفاعلات داخل المادة دون إفسادها أو تعريضها لدرجات حرارة مرتفعة، مما يحافظ على القيمة الغذائية والطعم الأصلي.
إعلانوخلال التجارب، وضع الباحثون العسل وقشور الكاكاو في وعاء، ثم أدخلوا مسبارا يشبه القلم المعدني، ليقوم هذا المسبار بتوليد موجات صوتية عالية التردد داخل الخليط، وهذه الموجات تخلق فقاعات دقيقة تنفجر بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في الحرارة وكسر جدران خلايا قشور الكاكاو، لينتقل محتواها إلى العسل.
والنتيجة تكون إنتاج العسل يمتص نكهات ومركبات الكاكاو، فيصبح عسلا بنكهة الشوكولاتة غنيا بالمواد الفعالة غذائيا، التي توجد في قشور الكاكاو، وهي الثيوبرومين والكافيين، وهي مركبات ترتبط بفوائد صحية، خاصة لصحة القلب، كما أدت عملية الاستخلاص باستخدام الموجات فوق الصوتية إلى إثراء العسل بمركبات فينولية معروفة بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات.
ويقول الباحثون في بيان صحفي رسمي نشرته "مؤسسة ساو باولو لدعم البحث العلمي"، إن نكهة المنتج الجديد ليست ثابتة بل تتغير بتغير نسب المزج بين العسل وقشور الكاكاو، فكلما زادت القشور اقتربت النكهة أكثر من مذاق الشوكولاتة الداكنة.
ورغم أن التجارب الأولية كشفت عن طعم واعد يجمع بين حلاوة العسل وعمق الكاكاو، فإن الفريق لا يزال يجري اختبارات إضافية للتذوق والخواص الحسية لضبط النكهة المثالية التي يمكن طرحها في الأسواق.
ولم يتوقف طموح الباحثين عند حدود المختبر، فالفريق يسعى حاليا للعثور على شريك صناعي يتبنى المنتج ويقوده نحو خطوط الإنتاج، خاصة أن التقنية مسجلة بالفعل كبراءة اختراع تسهل عملية الترخيص التجاري.
منتج صديق للبيئةوللتأكد من أن الابتكار لا يقدم طعما جديدا فقط، بل ينسجم أيضا مع مبادئ البيئة الحديثة، خضع المنتج لتقييم بيئي شامل، يتضمن مراجعة سلسلة من عناصر الإنتاج، مثل النقل والمعالجة والتنقية والتطبيقات، وتحديد مدى توافقها مع مبادئ الكيمياء الخضراء.
وجاءت النتيجة مشجعة، فاختيار عسل محلي صالح للأكل كمذيب طبيعي وبديل للمواد الكيميائية كان العامل الأكثر تأثيرا في رفع درجة الاستدامة والخروج بمنتج صديق للبيئة.
ويعمل الفريق الآن على دراسة تأثير الموجات فوق الصوتية على الميكروبات في العسل، لأن العملية قد تؤدي إلى قتل البكتيريا والفطريات التي تُفسد العسل، وبالتالي تزيد فترة صلاحيته.
كما يعتزم الباحثون اختبار استخدام نفس التقنية لاستخلاص مركبات مفيدة من نباتات أخرى أو مخلفات نباتية باستخدام عسل النحل المحلي.