التحصينات النبوية: كلمات بسيطة تحميك من ظلم كل ذي سلطان
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
في حياة المسلم، يمر العديد من المواقف التي قد يشعر فيها بالخوف والرهبة من شخص ذي سلطة أو قوة، سواء كان ملكًا، حاكمًا، أو مسؤولًا قويًا.
وقد يواجه الإنسان تحديات مع هؤلاء الأشخاص في مجالات مختلفة من الحياة، سواء في العمل أو السياسة أو حتى في مواقف حياتية عادية. وفي مثل هذه الحالات، يلجأ المسلم إلى التحصينات النبوية التي جاءت بها السنة الشريفة لرفع الخوف والقلق، وتأكيدًا على أن الحماية الحقيقية لا تكون إلا بتوفيق الله ورعايته.
التحصينات النبوية
من أبرز التحصينات النبوية في هذا المجال هو الذكر الذي ورد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، الذي يعد من أروع الأدعية التي تُقال عند مواجهة السلطان المهيب أو المسؤول القوي، هذا الدعاء هو من التحصينات القوية التي يذكرها المسلم ليحمي نفسه من أي ضرر قد يتسبب به الشخص صاحب السلطان.
الحديث الشريف عن تحصين الخوف من ذي سلطانقال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما:
"إذا أتيت سلطانًا مهيبًا تخاف أن يسطو بك فقل: الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعًا، الله أعز مما أخاف وأحذر، وأعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه، من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس، اللهم كن جارا لي من شرهم، جل ثناؤك، وعز جارك، وتبارك اسمك، ولا إله غيرك."
ثم قال: "ثلاث مرات."
رواه البخاري في "الأدب المفرد"، وقال محققاه: موقوف وإسناده صحيح. كما عزوه للطبراني في الكبير، وابن أبي شيبة، والحلية، وغيرهم.
شرح وتحليل الدعاءهذا الدعاء النبوي يحتوي على العديد من الأبعاد الروحية التي تعزز الإيمان بالله وتعطي المسلم شعورًا بالأمان والطمأنينة. دعونا نتوقف عند بعض النقاط الرئيسية التي يشتمل عليها هذا الدعاء:
التأكيد على عظمة الله سبحانه وتعالى:
يبدأ الدعاء بتسبيح لله وتأكيد عظمته، حيث يُقال: "الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعًا". هذا التصور يزيل من قلب المؤمن أي نوع من الخوف أو القلق من الأشخاص الذين يظنون أنهم يملكون قوة وسلطانًا. إذ يُذكِّره الدعاء بأن القوة الحقيقية بيد الله وحده، وهو أعظم من كل شيء وأعلى من أي مخلوق.
في الدعاء، يُؤكد المؤمن أن الله هو "الممسك السماوات السبع"، أي أن الله هو الذي يمسك الكون كله بقدرته ولا شيء يمكن أن يتحرك دون إرادته. هذه العبارة تزيل أي تصور من أن هناك قوة أخرى غير الله قادرة على التأثير في مصير الإنسان.
يتم هنا اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، طالبًا أن يقي المؤمن شر "عبدك فلان وجنوده وأتباعه". وهذا يشمل تحصين النفس من أي أذى قد يأتي من السلطان نفسه أو من مساعديه، سواء كانوا من الجن أو الإنس. وفي هذه الاستعاذة يظهر التوجه الكامل نحو الله في طلب الحماية، وهو ما يعزز التوكل على الله في الأوقات العصيبة.
من أبرز وأجمل الألفاظ التي وردت في هذا الدعاء هي "اللهم كن جارا لي من شرهم". طلب المسلم من الله أن يكون له جارًا وحارسًا يمنع عنه أي ضرر من السلطان وأتباعه. والجار في هذا السياق ليس فقط من يُجيره، بل هو من يظلل عليه ويحميه من كل شر.
ينتهي الدعاء بتسبيح لله قائلاً: "جل ثناؤك، وعز جارك، وتبارك اسمك، ولا إله غيرك". هذا الختام يعكس التوحيد الكامل لله، وتأكيدًا على أن الله هو الوحيد الذي لا يُشركه في سلطانه أحد، وأنه لا يمكن لأحد أن يعترض إرادته.
هذا الدعاء يعد من أعظم التحصينات التي يمكن أن يلجأ إليها المسلم عند الخوف من السلطان أو القوة أو أي شخص ذي سلطة قد يؤذيه. فهو لا يقتصر على كونه مجرد كلمات تُقال، بل هو عمل عميق يعكس التوكل على الله، ويُعزز الطمأنينة الروحية في قلب المؤمن. فيما يلي بعض
الفوائد التي يحققها الدعاء:الراحة النفسية والسكينة:
عند ترديد هذا الدعاء، يشعر المسلم بحماية الله ورعايته، ويزول عنه التوتر والقلق الناتج عن مواجهة الأشخاص ذوي القوة.
التوكل على الله في مثل هذه المواقف يعزز الإيمان بقدرة الله العظيمة في حماية عباده من كل شر.
المسلم الذي يلجأ إلى الله في هذا الدعاء سيجد أن الله قادر على أن يمنحه الفرج ويجعله في مأمن من أي ضرر قد يأتيه من السلطان أو أي شخص آخر.
الدعاء لا يقتصر على حماية المؤمن من الأذى الجسدي فقط، بل يشمل أيضًا الأذى الروحي والنفسي الذي قد يسببه الخوف من السلطة أو القوة.
واللجوء إلى الله وطلب الحماية منه في مواجهة أي نوع من المخاطر هو من أعظم أساليب التحصين في حياة المسلم. الدعاء الذي ذكره عبدالله بن عباس رضي الله عنهما يُعد من أبرز الأدعية النبوية التي يمكن أن يستعين بها المسلم عند الخوف من السلطان أو أي قوة. إن الصلاة والدعاء هما السبيل إلى الطمأنينة الداخلية والتوكل الكامل على الله سبحانه وتعالى، الذي هو وحده القادر على أن يجير عباده من كل سوء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التحصينات النبوية الله عبدالله الدعاء هذا الدعاء من السلطان أن الله هو الخوف من على الله الله فی على أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور.. ردده الآن
يبحث عدد كبير من المسلمين عن أفضل صيغ لأدعية قضاء الحاجة وتيسير الأمور، بهدف قضاء حوائجهم، وباعتبار أن الدعاء من أكبر أبواب الخير التي متى طُرِقت فُتِحت.
دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمورحول دعاء قضاء الحاجة وتيسير الأمور، فقد نشرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على الفيس بوك عددا من الأدعية التي يمكن للمسلم الاستعانة بها في الدعاء لقضاء الحوائج وتيسير الأمور ومنها:
اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً.
اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم.
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن.
ومن الأدعية التي يمكن ترديدها في لتيسير الامور «اللهم افتح علي فتوح عبادك العارفين، اللهم انقلني من حولي وقوتي وحفظي إلى حولك وقوتك وحفظك، اللهم اجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا».
اللهمّ نسألك يا غفور يا رحمن يا رحيم أن تفتح لأدعيتنا أبواب الإجابة، يا من إذا سأله المضطرّ أجاب، يا من يقول للشيء كن فيكون.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيِعِ سَخَطِكَ
يا رب أسألك نعيمًا لا ينفد وأسألك قرةَ عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاءِ، أسألك بَرْدَ العيْشِ بعدَ الموتِ، مولاي إني أسألك لذَّةَ النظرِ إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك، في غيرِ ضرَّاءَ مضرةٍ، ولا فتنةٍ مضلَّةٍ، اللهمَّ زيِّنا بزينةِ الإيمانِ، واجعلْنا هداةً مهتدينَ.
اللَّهمَّ إنِّي أسألكَ من خيرِ ما سألكَ عبدكَ ونبيكَ، وأعوذ بكَ من شرِّ ما عاذَ منه عبدكَ ونبيكَ، ربي إنِّي أسألكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ، وأعوذ بكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، كما أسألكَ أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا.
اللهم فوضت أمري كله، فجمّله خيرا بما شئت، واجعلني يا رب ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته.
آداب الدعاءأوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني أن من آداب الدعاء: أن يتحقق الداعي بحسن الظن بخالقه، وأنه سيجيب دعاءه ويحقق له مطلوبه ورجاءه، ففي "سنن الترمذي" عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ».
وأكدت الإفتاء أنه ينبغي الإلحاح في الدعاء، فإن الله يحب الـمُلحِّين في الدعاء، وأن يتمثَّل شروط الإجابة من إطابة المطعم من الرزق الحلال الطيب، وينبغي أيضًا ألا يستبطئ رحمات ربه تعالى ويتعجل الإجابة والله تعالى يقول في الآية الكريمة: «تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً».
اقرأ أيضاًدعاء الصباح اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025.. اللهم ارزقني قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا
افتتح يومك بالتضرع إلى الله.. دعاء الصباح اليوم السبت 4 أكتوبر 2025