السومرية نيوز - محليات

أصبح أرز العنبر "آخر ضحايا" أزمة المناخ، وسط شح المياه وارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية في العراق، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. ويعتبر الأرز عنصرا أساسيا في النظام الغذائي العراقي، حيث يتم تناوله في كل وجبة تقريبا. وفي مدينة المشخاب بمحافظة النجف جنوب غربي العاصمة بغداد، تعد زراعة أرز العنبر جزءا لا يتجزأ من الهوية المحلية.



لكن مع تعرض البلاد لآثار تغير المناخ، فإن المزارعين المحليين في هذه المدينة لا يفقدون دخلهم فقط، بل حتى أسلوب حياتهم الذي تغير بسبب الجفاف.

وبعد 10 سنوات قضاها في المملكة المتحدة عند فراره بسبب الحرب الأهلية في إقليم كردستان، عاد نبيل موسى إلى موطنه العراق ليبقى بالقرب من عائلته. لكن بعد عودته إلى موطنه السليمانية، وجد موسى مدينته مختلفة تماما عن تلك التي تركها قبل الغربة.

ويعيش العراق، الذي يسمى "بلاد ما بين النهرين" لمرور نهري دجلة والفرات فيه، انخفاضا في مستوى المياه منذ سنوات، بسبب بناء الجارتين إيران وتركيا سدودا، وتراجع معدل سقوط الأمطار.

ويعاني العراق من أسوأ موجة حرارة منذ عقود. واقتربت تدفقات المياه على نهري دجلة والفرات من مستويات منخفضة قياسية، مما أدى إلى أزمات متتالية في الريف العراقي، حيث لم تكن تقنيات الزراعة مواكبة للتغيرات.

وتتطلب زراعة أرز العنبر، التي تمتد عادة من نهاية يونيو إلى أكتوبر، بقاء الأرز مغمورا بالمياه طوال فصل الصيف.

وفي عام 2021، اتخذت وزارة الزراعة العراقية قرارا "صعبا" بمنع معظم زراعة الأرز، في محاولة للحفاظ على المياه.

ويقول مدير الموارد المائية في محافظة النجف، شاكر فايز كاظم، في تصريح سابق لوكالة فرانس برس، إن "مخزونات الموارد المائية أصبحت قليلة جدا ... أقل بكثير من مؤشرات الخطر، وهي 18 مليار متر مكعب".

وحذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الأربعاء من أن ما يواجهه العراق من ارتفاع في درجات الحرارة وجفاف هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع، وذلك في ختام زيارته إلى هذا البلد الذي يعدّ من الأكثر عرضة لبعض آثار التغير المناخي.

وتحتاج زراعة العنبر إلى ما بين 10 إلى 12 مليار متر مكعب من المياه خلال الموسم الواحد، كما يشرح فايز، وبالتالي "من الصعوبة زراعة محصول الأرز في محافظة النجف والمحافظات الأخرى بسبب استهلاكه العالي للمياه".

وسجل البنك الدولي عام 2021 انخفاضا بنسبة 17,5 بالمئة في النشاط الزراعي بالعراق، خصوصا بعد الجفاف الذي يتعرض له البلد.

بدوره، قال مساعد مدير دائرة الزراعة في النجف، حكيم الخزرجي: "بسبب انخفاض كميات المياه من الدول المجاورة وندرة الأمطار، اضطررنا إلى تقليص مساحات زراعة العنبر".

وأصبح العديد من المزارعين مثل، رياض عبد الأمير، البالغ من العمر 53 عاما، عاطلين عن العمل.

وفي حديثه لصحيفة "واشنطن بوست"، قال عبد الأمير: "اعتدنا أن يكون لدينا اكتفاء ذاتيا اقتصاديا جيدا للغاية، ولم نهتم بالتغيرات السياسية أو ارتفاع سعر صرف الدولار".

وأضاف: "كان العنبر عملتنا، لكن الآن لا يمكنني حتى تغطية النفقات اليومية لمنزلي".

وكان حيدر محمد يزرع القمح والشعير في أرضه في جنوب العراق، كما كان يفعل والده من قبله، لكنه اليوم يكسب قوته كعامل بناء، بعد أن أرغمه الجفاف على تر أرضه والنزوح إلى المدينة في محافظة أخرى.

ويشكل القطاع الزراعي ثاني أكبر مساهم في الناتج الإجمالي المحلي العراق بنسبة 5 بالمئة بعد النفط، ويوظف القطاع نسبة 20 بالمئة من اليد العاملة.

من جانبه، قال الباحث الاجتماعي، مثنى السلامي، إن "معدلات الجريمة في المنطقة آخذة في الارتفاع"، نتيجة انتشار البطالة. وحذر من أن "الشباب ذوي الإمكانات غير المستغلة، قد يتجهون إلى أنشطة أخرى إذا لم تتوفر البدائل الاقتصادية".

واضطر السكان المحليون إلى اللجوء إلى أصناف مستوردة من الهند وإيران، أغلى ثمنا، من أرز العنبر.

وقال حسين عقيل، 41 عاما، وهو يتسوق في إحدى الأسواق المحلية: "ارتفعت أسعار الأرز ارتفاعا كبيرا، لتصل إلى 5 أضعاف السعر المعتاد".

ومع اختفاء أرز العنبر من الأسواق، نشأت سوق سوداء، حيث يزرع ويباع سرا بعيدا عن أعين السلطات.

وقال حسين علي، تاجر يبلغ من العمر 20 عاما: "السؤال عن ذلك الآن يشبه السؤال عن المخدرات، هناك من يزرعها سرا ويبيعها سرا، لكن بكميات محدودة للغاية".

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

تعزيز مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات.. أبرز أهداف خطة قنا التنموية مع «الهابيتات»

عقد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، اجتماعًا موسعًا مع وفد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات"، وذلك لمناقشة الرؤية المستقبلية والأهداف الاستراتيجية لتنمية مدينة قنا، ضمن مشروع التنمية الحضرية المتكاملة "حينا".

يأتي هذا اللقاء في سياق دعم جهود المحافظة لتطوير البنية التحتية، وتحسين جودة الحياة للمواطنين، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفقًا لرؤية الجمهورية الجديدة 2030.

شارك في الاجتماع الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، والدكتورة نهال المغربل، استشاري التخطيط والتنمية المحلية، والمهندس أحمد رزق، مدير مكتب "الهابيتات" بمصر، والمهندسة إلهام قاسم، المدير الوطني لمشروع "حينا"، والدكتور أحمد الضرغامي، مدير برنامج الخدمات الأساسية والمتغيرات المكانية، و محمود سالم، منسق المشروع، و لمياء مليجي، مدير برنامج التنمية المحلية والسياسات الحضرية، والمهندس محمد قناوي، المنسق الميداني لمشروع "الهابيتات" بمدينة قنا، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، من بينهم عبد الرحيم محمد، مدير إدارة الاستثمار، والمهندسة رضوى عبد الرحمن، مسؤولة التخطيط العمراني، ومحمد عبد الحفيظ، نائب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قنا.

وخلال الاجتماع، استمع المحافظ إلى عرض توضيحي قدّمته الدكتورة نهال المغربل حول الرؤية والأهداف الاستراتيجية لتنمية مدينة قنا، والتي تهدف إلى بناء أطر حوكمة فعّالة تدعم التنمية الاقتصادية المحلية على أسس علمية وبمؤشرات أداء دقيقة، وتعتمد الاستراتيجية على تحليل شامل للمؤشرات الاقتصادية الحيوية، بما في ذلك معدلات التشغيل والبطالة، ومستوى الإنتاجية، ووضع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلًا عن مؤشرات الاستثمار المحلي، ومساهمة القطاعات الاقتصادية الرئيسية في الناتج المحلي.

أوضحت استشاري التخطيط والتنمية المحلية، أن الرؤية الاستراتيجية تستند إلى تحويل قنا إلى مركز اقتصادي تنافسي، يستثمر في موارده البشرية والطبيعية، ويعتمد على مقوماته المحلية، بما يحقق تنمية شاملة ومستدامة، كما تتضمن الأهداف الاستراتيجية تعزيز مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات، وخلق فرص عمل مستدامة، ودعم سلاسل القيمة في القطاعات الواعدة، مثل الزراعة والصناعات التحويلية، إلى جانب تحسين البنية التحتية، وتعزيز تنافسية الاقتصاد المحلي، ورفع إنتاجيته، وتعزيز الموارد المالية المحلية، وترسيخ مبادئ الشفافية في الإدارة المحلية.

من جانبه، أكد محافظ قنا، أن الرؤية المقترحة تهدف إلى تحويل مدينة قنا إلى مدينة ذكية وخضراء، تُعد مركزًا للأنشطة التجارية والترفيهية والاقتصادية، مع تعزيز الروابط بين الريف والحضر من خلال التصنيع الزراعي المستدام.

وأشار المحافظ إلى أن هذه الرؤية تسعى إلى توفير تجربة سياحية متميزة في مجال السياحة الريفية، تتيح فرص عمل نوعية للشباب، وتُسهم في تحسين مستوى المعيشة، وتحقيق جودة الحياة، من خلال تركيز التنمية على الاقتصاد كعنصر محوري.

وفي ختام الاجتماع، شدد محافظ قنا على أهمية تضافر الجهود لإعداد استراتيجية تسويقية متكاملة تُبرز مقومات المناطق الصناعية بالمحافظة، بما يسهم في جذب الاستثمارات وفتح آفاق جديدة للتنمية، كما أكد على ضرورة إطلاق برنامج إعلامي شامل يُسلط الضوء على الفرص الاستثمارية والإنجازات التنموية التي تحققها المحافظة، باعتبار ذلك أحد المحاور الرئيسة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة قنا على الخريطة الاقتصادية الوطنية.

مقالات مشابهة

  • المجرشة الأم.. شاهدة على صناعة الرز العنبر منذ أكثر من نصف قرن
  • قطر وسيط جديد بين العراق وترامب… ما الذي يدور في الكواليس؟
  • الأمين العام للأمم المتحدة: يسعدنا التطور الإيجابي الذي يحصل في العراق
  • واشنطن بوست: جامعة نيويورك تحجب شهادة تخرج طالب أدان فظائع غزة
  • صفية العمري تكشف تفاصيل سبب عقدتها النفسية من المياه وتأثيره على عملها
  • الهند تدرس قطع كميات من مياه السند عن باكستان
  • ترخيص 456 شركة جديدة منذ بداية العام حتى نيسان الماضي
  • تعزيز مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات.. أبرز أهداف خطة قنا التنموية مع «الهابيتات»
  • فيضانات وسيول جارفة في الجزائر تخلف ضحايا ومصابين
  • زراعة الفيوم تنظم ندوة بأبشواي حول ترشيد استهلاك المياه وفوائد الكمبوست