وقالت البحرية البريطانية في بيان، الأحد، إن المدمّـرة (إتش إم إس دنكان) عادت إلى المملكة المتحدة بعد ستة أشهر من إرسالها إلى البحر الأحمر لتحل محل المدمّـرة الفارة (دايموند) التي انسحبت بعد أن تعرضت لعدة هجمات يمنية.

ولكن (دنكان) لم تقترب من البحر الأحمر منذ إرسالها إليه، وظلت متواجدة شرق البحر الأبيض المتوسط، وقد برّر البيان ذلك بأنها "تلقت أوامر بالبقاء هناك؛ بسَببِ توترات الصراع".

والحقيقة أن المدمّـرة البريطانية لم تجرؤ على الاقتراب من البحر الأحمر؛ خوفًا من التعرض لهجمات مماثلة وربما أكبر من تلك التي تعرضت لها سابقتها (دايموند) والتي أقر طاقمها في أواخر مارس الماضي بأنها لم تنجح في اعتراض أي صاروخ بالستي يمني، وفقًا لما نقلت شبكة "بي بي سي" وقتها.

وقد كشفت معركة البحر الأحمر عن نقاط ضعف فاضحة في أسطول السفن الحربية البريطانية، حَيثُ أفادت العديد من التقارير بأن المدمّـرات البريطانية لا تستطيع اكتشاف ومواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة، وهو ما جعل وزارة الحرب البريطانية تعلن في يناير الماضي وبعد أَيَّـام فقط من بدء العدوان على اليمن، عن التوجّـه نحو تحديث الأنظمة الدفاعية لسفنها الحربية؛ مِن أجلِ مواجهة الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، غير أن هذه الخطوة ستتطلب وقتًا، ولذلك اضطرت البحرية البريطانية إلى إخلاء البحر الأحمر كما يبدو.

وقالت صحيفة "تلغراف" البريطانية مطلع نوفمبر الماضي: إن "وزارة الخارجية منعت حاملة الطائرات البريطانية (إتش إم إس كوين إليزابيث) من الانتشار في البحر الأحمر، في وقت سابق من هذا العام" معتبرة أن الوضع في البحر الأحمر يشكِّلُ "إحراجًا" للغرب، وأن اليمن كشف عن عقود من النقص في قدرات القوات البحرية الغربية.

ولا شك أن هذا الفشل الذريع والفاضح في التواجد بالبحر الأحمر، فضلًا عن الحد من العمليات اليمنية، هو ما خلق حالة "اليأس" التي باتت معلَنة لدى صناعة الشحن في المملكة المتحدة، بشأن عودة السفن المرتبطة ببريطانيا إلى البحر الأحمر بدلًا عن الطريق الجديد الطويل والمكلف حول رأس الرجاء الصالح.

وفي هذا السياق، أجرت صحيفة "لويدز ليست" البريطانية المتخصصة بالشحن البحري الأسبوع الماضي استطلاعا حول موعد العودة إلى البحر الأحمر، وقالت إن 79 % من رواد قطاع الشحن الذين شاركوا، يعتقدون أن ذلك لن يحدث خلال عام 2025، وربما يحدث في وقت لاحق.

وأوضحت الصحيفة أن مزاج صناعة الشحن في لندن كان "أكثر تشاؤمًا"، حَيثُ يرى 41 % من المشاركين في الاستطلاع أن البحر الأحمر لن يكون مفتوحًا إلا في وقت متأخر من عام 2027.

ومؤخّرًا نقل موقع "فرايت نيوز" الإفريقي المختص بشؤون الشحن البحري، عن مارك ويليامز من شركة الاستشارات التجارية البحرية البريطانية (شيبينج استراتيجي) قوله: "يجب أن نفترض أن البحر الأحمر سيظل منطقة محظورة إلى أجل غير مسمى بالنسبة للعديد من المشغلين" في إشارة إلى الشركات والسفن المعرضة للاستهداف وعلى رأسها البريطانية.

وَأَضَـافَ ويليامز إن: "القوات البحرية الغربية لم تمنع الهجمات، وعمليات القصف الجوي الغربية لم تضع حَدًّا لها".

وكانت مجلة "دراي كارجو" البريطانية المختصة بشؤون نقل البضائع السائبة، قد حذَّرت في الوقت نفسِه من أن أسعارَ الشحن قد ترتفعُ خلال العام المقبل إذَا استمر ما وصفته بـ"العنف في البحر الأحمر" مشيرة إلى أن حالة عدم اليقين لا زالت تسيطر على الوضع.

 

المسيرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: البحریة البریطانیة البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

حصار البحر الأحمر يُنهك ميناء إيلات: تراجع الإيرادات بنسبة 80% وخلافات حول استمرار التشغيل

في ضربة موجعة للاقتصاد الإسرائيلي، كشفت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية أن ميناء إيلات الواقع على البحر الأحمر تكبّد خسائر قاسية خلال عام 2024، حيث انهارت مداخيله بنسبة تقارب 80% مقارنة بالعام السابق، هذه الأزمة جاءت نتيجة الحصار البحري الذي تفرضه جماعة (الحوثيون) على حركة الملاحة في البحر الأحمر. اعلان

وأفادت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية ستصوّت يوم الأحد المقبل على مشروع قرار يتعلق بتقديم تعويضات للميناء، مشروطة بسداد ديون متراكمة بقيمة 3.2 مليون شيكل على الجهة المشغلة للمرفأ.

 ويعكس المشروع حجم الضرر الذي تعرض له الميناء منذ بدء الحصار، حيث اضطرت العديد من السفن التجارية إلى تغيير مسارها والالتفاف حول القارة الإفريقية للوصول إلى ميناءي أسدود وحيفا على البحر الأبيض المتوسط، بدلاً من عبور البحر الأحمر إلى إيلات.

وبحسب المعطيات، فقد رست 6 سفن فقط في ميناء إيلات منذ مطلع عام 2025 حتى منتصف شهر مايو، مقارنة بـ16 سفينة فقط في عام 2024، و134 سفينة في عام 2023. هذا التراجع الحاد في النشاط أدى إلى توقف شبه كامل في عمليات التشغيل، وإرسال موظفين في الميناء إلى إجازة غير مدفوعة.

Relatedشاهد: الآلاف من فراشات البحر الأحمر تغزو خليج إيلات جنوب إسرائيل.. مشاهد خلابة الحوثيون يستهدفون مطار بن غوريون بصاروخ باليستي يؤدي لتوقف الملاحة الجوية وتوجه السكان إلى الملاجئ الحوثيون يُطلقون صاروخين نحو إسرائيل واستمرار إلغاء الرحلات الجوية نحو مطار بو غوريون

وكانت إيرادات الميناء في عام 2023 قد بلغت نحو 212 مليون شيكل، قبل أن تهبط إلى 42 مليون شيكل فقط في عام 2024، نتيجة توقف استيراد السيارات –وهو النشاط التجاري الأساسي في الميناء– وتحويله إلى موانئ أخرى.

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة كالكاليست الاقتصادية العبرية أن الأزمة في ميناء إيلات تسببت في تصعيد التوتر بين إدارة الميناء ونقابة العمال العامة (الهستدروت)، في ظل مطالبات بوقف تشغيل الميناء من قبل الشركة المشغّلة، نظراً لفشلها في تأمين الحد الأدنى من متطلبات التشغيل خلال فترة الحرب والحصار.

وبحسب التقرير، فإن الهستدروت اتهمت إدارة الميناء بعدم الالتزام بالتفاهمات مع العمال، مشيرة إلى أن الميناء، الذي تديره شركة "بيبو" للشحن المحدودة، بموجب امتياز مدته 15 عاماً منذ عام 2012، لا يمكنه الاستمرار في العمل من دون إيرادات منذ أكثر من عام وأربعة أشهر.

وأكد التقرير أن الميناء يضم نحو 107 موظفين، وقد جرت خلال الأشهر الماضية عدة محاولات لإيجاد حلول تضمن استمرارهم في العمل، لكن من دون جدوى.

ونتيجة لذلك، قررت إدارة الميناء تقليص عدد العمال وإرسال 21 منهم إلى إجازة غير مدفوعة، قبل أن تُعلن لاحقاً عن نيتها فصل 18 عاملاً بشكل دائم، في خطوة أثارت غضب الهستدروت، التي اعتبرت القرار خرقاً للمفاوضات الجارية بين الجانبين.

تجدر الإشارة إلى أن ميناء إيلات، الذي يُعد بوابة إسرائيل الجنوبية نحو آسيا، يعاني من شلل شبه تام منذ نوفمبر 2023، حيث بدأ الحصار البحري الذي فرضته قوات أنصار الله على السفن المارة في البحر الأحمر، في سياق دعمها العسكري والسياسي لقطاع غزة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إعلام أمريكي: الصراع مع اليمنيون في البحر الأحمر استنزف الذخائر وأرهق الطواقم
  • بينهم 3 سنين.. محمد صلاح ينشر صورتين من الغردقة: البحر شاهد على تفاصيل الزمن
  • بمساحة 29 كم² في السخنة.. مصر تنفذ أكبر مشروع لوجستي على البحر الأحمر
  • "رسوم المخاطر" في اليمن: تكاليف إضافية على مستوردات ميناء الحديدة
  • حصار البحر الأحمر يُنهك ميناء إيلات: تراجع الإيرادات بنسبة 80% وخلافات حول استمرار التشغيل
  • بعد تراجع هجمات الحوثيين.. الملاحة تعود تدريجياً للبحر الأحمر
  • "ستريت جورنال": الحوثيون عدو صعب وشرس أرهقوا البحرية الأمريكية بعمليات معقدة (ترجمة خاصة)
  • قائد البحرية الأوروبية: القوات اليمنية تستهدف فقط السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني
  • وول ستريت جورنال: كيف استطاع الحوثيون قض مضاجع البحرية الأميركية؟
  • مفاجأة من الماضي.. الذكاء الاصطناعي يعيد تأريخ مخطوطات البحر الميت