نيويورك تايمز: مسؤولون عسكريون سوريون متهمون بارتكاب جرائم حرب مع سقوط الحكومة
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات إلى مسؤولين عسكريين سوريين بارزين بارتكاب جرائم حرب ضد مواطنين أمريكيين وآخرين في سجن سيئ السمعة في دمشق خلال الحرب الأهلية السورية، وذلك وفقًا للائحة اتهام تم الكشف عنها يوم الاثنين.
وتمثل هذه اللائحة المرة الأولى التي توجه فيها الولايات المتحدة تهمًا جنائية لمسؤولين سوريين كبار بشأن سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان التي استخدمت لإسكات المعارضة ونشر الخوف في البلاد.
ولا يُعرف مكان وجود المسؤولين، جميل حسن وعبد السلام محمود، ولكن اللائحة توضح بجلاء أن الولايات المتحدة تهدف إلى محاسبة أولئك الذين كانوا في أعلى المستويات من الحكومة السورية.
وشغل جميل حسن منصب رئيس إدارة المخابرات الجوية، فيما كان عبد السلام محمود، وهو عميد في وحدة المخابرات الجوية، مسؤولًا عن السجن الموجود في قاعدة المزة الجوية في دمشق وعن العمليات في تلك القاعدة.
ووفقًا للائحة الاتهام، التي تم تقديمها تحت ختم سري الشهر الماضي في محكمة فدرالية في شيكاغو، “سعى حسن ومحمود إلى بث الرعب وترويع وقمع أي معارضة أو معارضة مفترضة للنظام”.
وتم الكشف عن اللائحة بعد يوم واحد من إسقاط المعارضة السورية لحكومة الرئيس بشار الأسد. وسيحتاج حسن ومحمود إلى المثول أمام محكمة فدرالية في شيكاغو للمحاكمة، لكن التهم توفر الآلية القانونية للسلطات الأمريكية للقبض عليهما إذا تم العثور عليهما.
فر الأسد، المعروف بوحشيته خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا، إلى روسيا، التي ساعدته مع إيران في البقاء في السلطة.
وبصفتهما من القيادات البارزة تحت حكم الأسد، أشرف حسن على حملة قمع ضد المواطنين السوريين ازدهرت فيها منظومة وحشية من الاعتقالات والتعذيب، أما محمود، فقد كان مسؤولًا عن سجن قاعدة المزة الجوية وعن العمليات فيها.
اتهم حسن ومحمود، إلى جانب متآمرين آخرين غير مسمّين، “بارتكاب جريمة حرب تتمثل في التآمر المتعمد على ارتكاب معاملة قاسية وغير إنسانية”، وفقًا للائحة الاتهام، التي أوضحت أنهما سعيا لإلحاق “إيذاء جسدي خطير بالضحايا تحت سيطرتهم”، بما في ذلك مواطنون أمريكيون ومعتقلون آخرون في سجن المزة، حيث قيل إن الرجلين كان لهما مكاتب هناك.
وتصف لائحة الاتهام التعذيب الذي مارسه مسؤولون عسكريون سوريون بين عامي 2012 و2019، والذي شمل الصعق بالكهرباء، وخلع أظافر أصابع القدم، وحرق السجناء بالأحماض، وضربهم بشكل منتظم.
كان الرجلان أساسيين في مساعدة الأسد على إسكات المعارضة، باستخدام التعذيب والخوف منه للحفاظ على حكمه لأكثر من عقد وانتهى حكم الأسد قبل أيام عندما استولت المعارضة على أكبر مدن البلاد، حلب، والعاصمة دمشق، وأسقطت حكومته، وأطلق الثوار سراح السجناء، والعديد منهم يُعتقد أنهم مدنيون أبرياء.
وكان كل من حسن ومحمود معروفين جيدًا للمدافعين عن حقوق الإنسان والحكومة الأمريكية فقد فرضت الولايات المتحدة في عام 2012، عقوبات على الأسد ودائرته المقربة، بما في ذلك حسن، لارتكابهم أعمال عنف ضد المدنيين.
وفي منتصف نوفمبر، قبل ثلاثة أيام من صدور لائحة الاتهام عن هيئة محلفين كبرى ضد الرجلين، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قيدت قدرة محمود على السفر “بسبب تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب أو المعاملة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة”.
ولم يرد متحدث باسم مكتب المدعي العام الأمريكي في شيكاغو على طلب للتعليق بشأن سبب انتظار المدعين أكثر من 20 يومًا للكشف عن لائحة الاتهام.
ويحقق المدعون في شيكاغو في قضية حسن وآخرين منذ عام 2018، عندما فتحت وزارة العدل قضية تتعلق باحتجاز وقتل عاملة إغاثة أمريكية تدعى ليلى شويكاني.
وسافر عملاء من مكتب التحقيقات الفدرالي إلى أوروبا والشرق الأوسط لمقابلة الشهود، بمن فيهم الشخص الذي قد يكون دفن السيدة شويكاني.
ولا تذكر لائحة الاتهام اسم السيدة شويكاني، التي احتُجزت بالقرب من دمشق لمدة تقارب السنة في ثلاثة مرافق اعتقال معروفة باستخدامها للتعذيب: منشأة في مطار المزة، وسجن عدرا المدني، وسجن صيدنايا العسكري.
وقالت دينا كاش، وهي شاهدة لمكتب التحقيقات الفدرالي كانت معتقلة في سجن المزة، في مقابلة إن المحققين طلبوا أسماء زملاء المعتقلين ومعلومات عن كيفية معاملتهم.
وأضافت أن الحراس السوريين ضربوها حتى أسقطوا أسنانها وأجبروها على الاستماع إلى صرخات سجناء آخرين أثناء تعذيبهم، كما قتل الحراس زوجها.
وأكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كريستوفر راي، في بيان، عزمه على محاسبة الرجلين وقال: “حسن ومحمود أشرفا، وفقًا للتقارير، على استخدام منهجي لمعاملة قاسية وغير إنسانية ضد أعداء النظام السوري، بمن فيهم مواطنون أمريكيون”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأسد الحرب اليمن لائحة الاتهام حسن ومحمود فی شیکاغو
إقرأ أيضاً:
اقتراح حكومي: عسكريون من الخارج للتحقّق من حصر السلاح
كتب مجد بو مجاهد في" النهار": مقترح لبنانيّ جديد طرحه رئيس الحكومة نواف سلام قائم على إحضار مندوبين عسكريين من دول صديقة يرافقون الجيش اللبنانيّ في جولات للتحقّق من مهمّة حصر السلاح جنوب لبنان، وسط عدم اقتناع إسرائيليّ بالإجراءات المتبعة.وبحسب معطيات رسميّة لـ"النهار"، تشاور رئيس الحكومة في هذا المقترح الذي لا يزال أوّلياً، مع مبعوثين خارجيين وقائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي سيطرحه في اجتماعات سيعقدها، ويمكن أن يبحث فيه أيضاً خلال زيارات خارجية.
توازياً، لا تزال إسرائيل تنفّذ ضربات هجومية على أهداف غالبيتها في جنوب لبنان، باعتبارها منشآت أو مخازن أسلحة لـ"حزب الله". ويتظهّر أنّ اقتراح رئيس الحكومة يتلاءم مع نهج رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي يحبّذ أن يطّلع المجتمع الدولي على ما يتحقق توالياً في مهمّة حصر السلاح.
الطرح الهادف إلى تأليف قوة دولية من العسكريين لتنفيذ مهمة حصر السلاح، والذي يحاول رئيس الحكومة الحض على التوصل إليه مع اقتراب نهاية عام 2025، يختلف عن فكرة أخرى كان لفت إليها أيضاً، مقترحاً قوة أممية مساندة لمراقبة الهدنة أو قوة حفظ سلام محدودة عندما تنتهي ولاية "اليونيفيل" آخر 2026. وإذ تتنوع طروحات رئاستي الجمهورية والحكومة وتتعدّد حول هذه الفترة وفترات مقبلة، فإنّ المقترح الحكوميّ لم يلقَ اكتراثاً سياسيّاً كبيراً، ولا يمكن إغداق الترجيحات حوله حتى الآن، علما أن ثمة من ينتقده.
يقول عضو الهيئة التنفيذية في "القوات اللبناتية" النائب السابق وهبي قاطيشا لـ"النهار": "إذا كان الهدف التبرير، فإنّ مقترح إحضار قوة من مندوبين عسكريين دوليين قد يكون ضارّاً ويظهر لبنان على أنه ليس بدولة".
ولا يغفل الخبير عسكرياً في الجنوب اللبنانيّ أنّ "على الدولة اللبنانية الضغط على "حزب الله" وتنفيذ حصر السلاح، وإلا سيكون لبنان عرضة للخطر. الأفضل إنهاء مهمة حصر السلاح، وما تبقى من اقتراحات يشكّل هروباً من الواقع".
أمّا النائب عبد الرحمن البرزي فيرى أن "مقترح دعوة مراقبين دوليين خبراء للتأكد من أن الجيش اللبناني يقوم بالمهمة المطلوبة منه جيّد، لأنه يعطي انطباعاً دوليّاً أن لبنان رغم إمكاناته المتواضعة يقوم بالمطلوب منه. ونعتبر أن دعوة مراقبين دوليين، ما دامت تحصل بإشراف الجيش اللبناني وبطلب من الحكومة اللبنانية، فإنها تتحقق ضمن الأطر السيادية".
ويستطرد البزري: "إذا كان وجود مراقبين للتأكد من تنفيذ مهمة الجيش فأهلاً بهم. لن تكون المرة الأولى يلجأ لبنان إلى دوليين للتأكد من التنفيذ".
لم يطرح مقترح رئيس الحكومة على اللجنة العسكرية الخماسية "الميكانيزم"، رغم أنّ سلام مستعدٌّ للتنسيق مع اللجنة حوله على أنّه طرح لبنانيّ لا يزال في طور البحث. ورغم وجود عسكريين في لجنة "الميكانيزم" حالياً، فإنّ رئاسة الحكومة اللبنانية تفضّل أن ينفّذ مقترحها من خارج اللجنة. ولا يمكن التوسّع في كيفية تنفيذ الطرح الحكوميّ أو من أيّ دول يمكن أن يحضر عسكريون دوليون وصلاحياتهم حيال المهمات التي قد تُسند إليهم، لأنّه لا يزال مقترحاً أوّلياً تقدمه رئاسة الحكومة محاولة مواجهة الانتقادات الإسرائيلية للأداء اللبنانيّ في حصر السلاح.
مواضيع ذات صلة سلام استقبل وزير خارجية مصر: الجيش يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح Lebanon 24 سلام استقبل وزير خارجية مصر: الجيش يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح