يمن مونيتور/قسم الأخبار

وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات إلى مسؤولين عسكريين سوريين بارزين بارتكاب جرائم حرب ضد مواطنين أمريكيين وآخرين في سجن سيئ السمعة في دمشق خلال الحرب الأهلية السورية، وذلك وفقًا للائحة اتهام تم الكشف عنها يوم الاثنين.

وتمثل هذه اللائحة المرة الأولى التي توجه فيها الولايات المتحدة تهمًا جنائية لمسؤولين سوريين كبار بشأن سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان التي استخدمت لإسكات المعارضة ونشر الخوف في البلاد.

ولا يُعرف مكان وجود المسؤولين، جميل حسن وعبد السلام محمود، ولكن اللائحة توضح بجلاء أن الولايات المتحدة تهدف إلى محاسبة أولئك الذين كانوا في أعلى المستويات من الحكومة السورية.

وشغل جميل حسن منصب رئيس إدارة المخابرات الجوية، فيما كان عبد السلام محمود، وهو عميد في وحدة المخابرات الجوية، مسؤولًا عن السجن الموجود في قاعدة المزة الجوية في دمشق وعن العمليات في تلك القاعدة.

ووفقًا للائحة الاتهام، التي تم تقديمها تحت ختم سري الشهر الماضي في محكمة فدرالية في شيكاغو، “سعى حسن ومحمود إلى بث الرعب وترويع وقمع أي معارضة أو معارضة مفترضة للنظام”.

وتم الكشف عن اللائحة بعد يوم واحد من إسقاط المعارضة السورية لحكومة الرئيس بشار الأسد. وسيحتاج حسن ومحمود إلى المثول أمام محكمة فدرالية في شيكاغو للمحاكمة، لكن التهم توفر الآلية القانونية للسلطات الأمريكية للقبض عليهما إذا تم العثور عليهما.

فر الأسد، المعروف بوحشيته خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا، إلى روسيا، التي ساعدته مع إيران في البقاء في السلطة.

وبصفتهما من القيادات البارزة تحت حكم الأسد، أشرف حسن على حملة قمع ضد المواطنين السوريين ازدهرت فيها منظومة وحشية من الاعتقالات والتعذيب، أما محمود، فقد كان مسؤولًا عن سجن قاعدة المزة الجوية وعن العمليات فيها.

اتهم حسن ومحمود، إلى جانب متآمرين آخرين غير مسمّين، “بارتكاب جريمة حرب تتمثل في التآمر المتعمد على ارتكاب معاملة قاسية وغير إنسانية”، وفقًا للائحة الاتهام، التي أوضحت أنهما سعيا لإلحاق “إيذاء جسدي خطير بالضحايا تحت سيطرتهم”، بما في ذلك مواطنون أمريكيون ومعتقلون آخرون في سجن المزة، حيث قيل إن الرجلين كان لهما مكاتب هناك.

وتصف لائحة الاتهام التعذيب الذي مارسه مسؤولون عسكريون سوريون بين عامي 2012 و2019، والذي شمل الصعق بالكهرباء، وخلع أظافر أصابع القدم، وحرق السجناء بالأحماض، وضربهم بشكل منتظم.

كان الرجلان أساسيين في مساعدة الأسد على إسكات المعارضة، باستخدام التعذيب والخوف منه للحفاظ على حكمه لأكثر من عقد وانتهى حكم الأسد قبل أيام عندما استولت المعارضة على أكبر مدن البلاد، حلب، والعاصمة دمشق، وأسقطت حكومته، وأطلق الثوار سراح السجناء، والعديد منهم يُعتقد أنهم مدنيون أبرياء.

وكان كل من حسن ومحمود معروفين جيدًا للمدافعين عن حقوق الإنسان والحكومة الأمريكية فقد فرضت الولايات المتحدة في عام 2012، عقوبات على الأسد ودائرته المقربة، بما في ذلك حسن، لارتكابهم أعمال عنف ضد المدنيين.

وفي منتصف نوفمبر، قبل ثلاثة أيام من صدور لائحة الاتهام عن هيئة محلفين كبرى ضد الرجلين، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قيدت قدرة محمود على السفر “بسبب تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب أو المعاملة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة”.

ولم يرد متحدث باسم مكتب المدعي العام الأمريكي في شيكاغو على طلب للتعليق بشأن سبب انتظار المدعين أكثر من 20 يومًا للكشف عن لائحة الاتهام.

ويحقق المدعون في شيكاغو في قضية حسن وآخرين منذ عام 2018، عندما فتحت وزارة العدل قضية تتعلق باحتجاز وقتل عاملة إغاثة أمريكية تدعى ليلى شويكاني.

وسافر عملاء من مكتب التحقيقات الفدرالي إلى أوروبا والشرق الأوسط لمقابلة الشهود، بمن فيهم الشخص الذي قد يكون دفن السيدة شويكاني.

ولا تذكر لائحة الاتهام اسم السيدة شويكاني، التي احتُجزت بالقرب من دمشق لمدة تقارب السنة في ثلاثة مرافق اعتقال معروفة باستخدامها للتعذيب: منشأة في مطار المزة، وسجن عدرا المدني، وسجن صيدنايا العسكري.

وقالت دينا كاش، وهي شاهدة لمكتب التحقيقات الفدرالي كانت معتقلة في سجن المزة، في مقابلة إن المحققين طلبوا أسماء زملاء المعتقلين ومعلومات عن كيفية معاملتهم.

وأضافت أن الحراس السوريين ضربوها حتى أسقطوا أسنانها وأجبروها على الاستماع إلى صرخات سجناء آخرين أثناء تعذيبهم، كما قتل الحراس زوجها.

وأكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كريستوفر راي، في بيان، عزمه على محاسبة الرجلين وقال: “حسن ومحمود أشرفا، وفقًا للتقارير، على استخدام منهجي لمعاملة قاسية وغير إنسانية ضد أعداء النظام السوري، بمن فيهم مواطنون أمريكيون”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأسد الحرب اليمن لائحة الاتهام حسن ومحمود فی شیکاغو

إقرأ أيضاً:

فيديو متداول لـاحتفال مؤيدي الحكومة السورية بهجوم تدمر.. هذه حقيقته

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تداولت حسابات مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، زاعمة أنه لاحتفال لمؤيدي الحكومة السورية في محافظة اللاذقية، بهجوم وقع قرب مدينة تدمر (وسط البلاد)، وأسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني.   

وجرى ترويج الفيديو عبر منشورات ناطقة باللغتين العربية والإنجليزية، حاصدًا عشرات الآلاف من المشاهدات والتفاعلات في منصات اجتماعية عديدة، كما فيسبوك وإكس.

ورافق الفيديو وصف مُضلل يقول: "احتفالية في مدينة جبلة بريف محافظة اللاذقية شارك فيها مؤيدون للحكومة المؤقتة على خلفية مقتل جنديين أمريكيين".

لقطة شاشة لمنشورين يحتويان الفيديو المتداول بسياق مٌضلل

كشف تحقق CNN بالعربية أن الفيديو قديم، ولا يرتبط بالهجوم الذي تعرضت له قوات أمريكية مؤخرًا في سوريا. 

وبتجزئة مشاهد الفيديو إلى لقطات ثابتة، واستخدام البحث العكسي تبيّن أن الفيديو نٌشر للمرة الأولى في 13 فبراير/شباط الماضي، بحسب منشور في صفحة عبر فيسبوك.

لقطة شاشة من الفيديو وقت نشره للمرة الأولى في 13 فبراير/شباط 2025

آنذاك، كان تعليق الفيديو يقول: "أولى لحظات سقوط الطاغية من ساحة الحرية #جبلة_الأدهمية"، في إشارة إلى سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد. ردد الأشخاص الذين ظهروا في المقطع هتاف: "لبيك لبيك لبيك يا الله". 

أعلنت وزارة الداخلية السورية، في بيان لها الأحد، اعتقال خمسة مشتبه بهم في كمين نُصب قرب تدمر، السبت. وحذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، من عواقب ردًا على الهجوم.

في وقت قالت القيادة المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع إن الهجوم نفذه مسلح واحد من تنظيم داعش.

أمريكاسوريانشر الأحد، 14 ديسمبر / كانون الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عامٌ على سقوط نظام الأسد.. فرصُ وتحدياتُ سوريا الجديدة!!
  • فيديو متداول لـاحتفال مؤيدي الحكومة السورية بهجوم تدمر.. هذه حقيقته
  • نيويورك تايمز: إسطنبول مهددة بأسوأ “كارثة إنسانية”
  • سقوط صاحب كيان تعليمي غير مرخص في قبضة الأمن بالقاهرة
  • جوتيريش: الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام في جنوب كردفان ترقى إلى جرائم حرب
  • ZTE تقترب من دفع مليار دولار لإنهاء تحقيقات الرشوة مع الحكومة الأمريكية
  • التدريب الديني أولاً.. نيويورك تايمز: الولاء يطغى على الكفاءة في بناء الجيش السوري الجديد
  • نيويورك تايمز: أميركا لا تستطيع صناعة ما يحتاجه جيشها
  • رئيسة الحكومة التونسية تشيد بالإصلاحات العميقة التي تشهدها الجزائر
  • سوريا وفرنسا تطلبان من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السابق.. ماذا نعرف عن جميل حسن؟