سوريا بين الاستقرار والفوضى
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
أمل عبد العزيز الهزاني
ما نراه في سوريا اليوم من سقوط مدوٍّ للنظام، وخروج الناس إلى الشارع بهتافات الفرح، هو مشهد تأخر 14 عاماً عمَّا حصل في تونس وليبيا واليمن ومصر.
أخبار قد تهمك 3.4 مليار ريال لمستفيدي “حساب المواطن” في ديسمبر 10 ديسمبر 2024 - 12:54 مساءً إيداع الدفعة الـ 85 اليوم.. “حساب المواطن”: يجب إضافة الزوجة ضمن التابعين لحساب المستفيد 10 ديسمبر 2024 - 12:53 مساءً
كان النظام ليسقط من حينها لو تقطعت أذرعه التي تحميه، وهو ما حصل اليوم نتيجة للحروب القائمة؛ في غزة، ولبنان، وأوكرانيا.
الحروب التي ألقت بظلالها بشكل مباشر على سوريا، مع ضربات إسرائيل المتلاحقة على «حزب الله» وقياداته ومستودعات ذخيرته، وتركيز القوة العسكرية الروسية على حربها ضد أوكرانيا، انتهت فرص بشار الأسد في الصمود، فسقط خلال أيام.
من حُسن حظ السوريين أن العالم امتلأ بالتعاطف تجاههم طوال هذه الأعوام، المجتمع الدولي يُبدي كثيراً من الاهتمام بالوضع السوري الراهن، والدول العربية سارعت بإعلان موقفها بالدعم والمساندة، الكل مبادر لضمان استقرار «ما بعد الصدمة» حتى لا تتكرر مآسي الدول التي سبقتها وتعم الفوضى ومظاهر عدم الاستقرار السياسي أو الاقتصادي كما نراه اليوم.
بشار الأسد الذي فرَّ بطائرة إلى موسكو، استنفد كل الفرص التي قُدمت له، ليس فقط حبل النجاة الذي رمت به إيران وروسيا، بل الأهم الموقف العربي الذي ظل يحاول حتى أسابيع ماضية، لإنجاح مساعي المفاهمات معه في حماية سيادة بلاده من الوجود الأجنبي، وحثّه على لملمة الشتات، وحث الناس على العودة، والكفّ عن تهديد أمن المنطقة بشحنات الكبتاغون التي يُصدرها.
مدَّت الجامعة العربية يدها له في محاولة أخيرة كلها رجاء، لكنه فشل في الالتزام بوعوده للعرب كونه لا يملك من أمره شيئاً، وانزوى في قصره وهو يرى سوريا مقسمة إلى مقاطعات محكومة من أجانب كل منهم خادم لأهدافه.
سوريا اليوم حرة، لكنها خطيرة، سيناريوهات مخيفة متعددة قد تحصل ما لم يكن السوريون أنفسهم مدركين لخطورة المرحلة، وواعين أن عدوهم الأول هو التدخل الأجنبي، أي تدخل كان، سواء سياسي أو بالمال أو السلاح، خارج إطار الحكومة، أو هيئة التفاوض في الوقت الحالي.
عدوهم الثاني هو الخلاف بين بعضهم البعض، مرجع الخلاف محاولة الأطراف التي شاركت في إسقاط النظام الحصول على النصيب الأكبر من الغنيمة.
الأطراف الأقوى التي ستتصدر المشهد هي «جبهة تحرير الشام»، وجيش «سوريا الحرة»، المدعوم من الولايات المتحدة، و«المعارضة السورية» المدعومة من تركيا، إضافةً إلى الأكراد، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
«جبهة تحرير الشام»، المسلحة والمدربة، يتزعمها أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، الذي خطب في المسجد الأموي في دمشق خطاباً يحمل رؤيته للمستقبل بلغة متزنة، لم يُظهر فيها أدبيات الفصائل المتطرفة التي تنبذ الآخر وتلعن وتدحر، وترى وحدانية الحكم لنفسها.
والحقيقة أن «جبهة تحرير الشام» لديها فرصة تاريخية لن تتكرر، بتقديم نفسها فصيلاً وطنياً أسهم مساهمة كبيرة بإسقاط النظام لكن ينتهي دورها العسكري عند هذه النقطة.
إنها فرصة الجبهة، والشرع بشكل شخصي، أن يخلع جلباب الخطاب الإسلاموي المتعصب، ويقدم نفسه شريكاً سياسياً في بناء سوريا الحديثة، هذه الفرصة تشبه ما توفر لحركة «طالبان» في 2021م بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وآل إليها حكم البلاد، لكنَّ «طالبان» فشلت في الإدارة المدنية، وعادت أفغانستان مملوءة بالفوضى والتخلف والسلاح كما كانت قبل 40 عاماً.
الطريق أمام أحمد الشرع واضح، وهو مَن سيقرر أن يكون عدواً أو شريكاً، حتى مع التصريحات الأميركية ضده وضد الجبهة، لو قدم خطوة للأمام سيراجع الجميع موقفهم منه بما فيهم واشنطن.
الطرف الآخر هو القوات الكردية «قسد»، وكان دورها فاعلاً في الشمال حيث مواقعها وأهدافها الاستراتيجية، وكانت ولا تزال الرقيب على نشاط «داعش» في شرق سوريا بخاصة في الرقة التي انتشرت فيها في الأيام الأخيرة، وهي كذلك لها دور مرحلي كبير، واندماجها في الشراكة الوطنية سيحميها ويحقق أهدافها بالاستقرار في جغرافيتها التي تقاتل من أجلها، كونها جزءاً من النسيج الوطني، وربما سيأتي اليوم الذي يكون للكرد فيه حكمهم الذاتي كما في العراق.
سوريا اليوم بحاجة إلى المجتمع الدولي، لكن حاجتها إلى الدول العربية أكبر، في لمّ شمل السوريين، وضبط التطفل الأجنبي، من دون تدخل مباشر في قرارهم الذاتي أو الابتزاز بالمال والسلاح.
*كاتبه؛ باحثه وأكاديميه سعوديه
نقلاً عن: aawsat.com
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: حساب المواطن
إقرأ أيضاً:
تراجع جديد في سعر الذهب مساء اليوم 9-10-2025
تعرض الذهب في مصر لنزيف جديد بالتزامن مع اقتراب اغلاق تعاملات مساء اليوم الخميس الموافق 9-10-2025، داخل محلات الصاغة.
الذهب يتراجع
وفقد سعر جرام الذهب نحو 85 جنيه جديدة علي مستوي الأعيرة الذهبية، ليصل مجمل ما فقده المعدن الأصفر علي مدار تعاملات مساء اليوم نحو 135 جنيه علي الأقل.
وتعرض سعر جرام الذهب لهزة كبيرة بالتزامن مع إتمام اجراءات وقف إطلاق النار في غزة، لينخفض المعدن الأصفر بمعدلات غير مسبوقة.
وبلغ آخر تحديث سجله سعر الذهب اليوم نحو 5280 جنيه في المتوسط
سعر عيار 24 اليوموسجل سعر عيار 24 الأكثر قيمة نحو 6034 جنيه للبيع و 6066 جنيه للشراء
بلغ سعر عيار 21 الأكثر انتشارا نحو 5280 جنيه للبيع و 5310 جنيه للشراء
سعر عيار 18 اليوموصل سعر عيار 18 الأوسط بين أعيرة الذهب نحو 4525 جنيه للبيع و 4551 جنيه للشراء
سعر عيار 14 اليوموصل سعر عيار 14 نحو 3520 جنيه للبيع و 3540 جنيه للشراء
سعر أوقية الذهب اليومسجل سعر أوقية الذهب نحو 3957 دولار للبيع و 3958 دولار للشراء
بلغ سعر الجنيه الذهب 42.24 ألف جنيه للبيع و 42.28 ألف جنيه للشراء
الذهب في السوق العالمياستقرت أسعار الذهب اليوم الخميس، محافظةً على تموضعها فوق مستوى 4000 دولار للأونصة الذي اخترقته للمرة الأولى في تاريخها يوم أمس، وسط آمال بمزيد من خفض معدلات الفائدة الأميركية خلال العام الجاري، ومؤشرات على انحسار التوترات في الشرق الأوسط.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 4037.39 دولاراً للأونصة، بعدما لامس مستوى قياسياً بلغ 4059.05 دولاراً أمس الأربعاء.
كما تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر كانون الأول بنسبة 0.3% لتسجّل 4056.10 دولاراً للأونصة.
ووفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي.إم.إي»، تتوقع الأسواق خفضاً إضافياً لمعدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كلٍّ من أكتوبر تشرين الأول وديسمبر كانون الأول، بنسبة احتمالات تبلغ 95% و83% على التوالي.
ويزدهر الذهب، الذي لا يدرّ عوائد، عادة في بيئة تتسم بانخفاض معدلات الفائدة وارتفاع مستويات عدم اليقين الاقتصادي.
وشهدت الأسواق هذا الأسبوع اضطرابات سياسية في اليابان وفرنسا، إلى جانب استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما عزّز الإقبال على أصول الملاذ الآمن وفي مقدمتها الذهب.