بقلم : د. سنان السعدي ..
الاستقراد مفردة لم تطرق مسامع الكثير من القراء ومن أجل توضيح هذه المفردة يجب علينا تعريف الاستقراد لغتاً واصطلاحاً
الاستقراد لغتاً : هو مشتق من قرد قرودي اي يريد ان يصبح قُريد ثم قرداً
الاستقراد اصطلاحاً : يعني محاولة تقليد القرد بطريقة غبية
انتشرت ظاهرة الاستقراد بين البعض ممن يحسبون انفسهم على السياسية والاعلام ،فضلا عن عدد غير قليل من القنوات الفضائية الحزبية .
من السهل ان نلاحظ ان هذه القنوات دائما ما كانت تقفز على الحقائق كما تتقافز القرود من شجرة الى اخرى بحثا عن الثمار الناضجة ،لتلتهم منها ما يكفيها وتخرب المتبقي لتحرم البقية ،تجلت ظاهرة الاستقراد بعد التطورات الاخيرة في سوريا وسقوط نظام الاسد الورقي ،الذي كشفت الايام انه كان قطاً بلباس اسد ،فهذه القنوات والابواق التي كانت تساند النظام السوري وتعمل على صناعة راي مظلل من اجل الزج بابنائنا في الجحيم السوري بمختلف الذرائع والحجج من اجل حماية نظام شوفيني بائس لا يعرف سوى لغة الحديد والنار ،نراها اليوم هي نفسها من تصف نظام الاسد بالنظام البعثي المجرم ،لذلك يجب على الحكومة العراقية ان تكون لها وقفة حقيقية تجاه هذه القنوات وبعض الشخصيات التي كانت تأجج وتطبل لصالح النظام السوري ،والذي راح ضحيته المئات من ابناء العراق في سوريا ومحاسبتهم ،فضلا عن ضرورة وضع قيود صارمة على الخطاب الاعلامي غير الرسمي وان يكون تحت مظلة الخطاب الحكومي الرسمي ،كون المرحلة القادمة سوف يكون فيها اللاعب الدولي جاد جدا ولن يسمح بمرور هكذا تخرصات وتصريحات مرور الكرام ( استروا علينا لان الشعب محتاج فلوس والفلوس بجيب العروس }امريكا { ) وصلت لو بعد .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
التصريح الرسمي.. حرارة العفوية أم برودة التقنين؟
خالد بن حمد الرواحي **
في لحظة عابرة، التقطت الكاميرات كلمات مسؤول خرجت من القلب قبل أن تمر على العقل. جملة صادقة حملت دفئًا إنسانيًا غير مألوف في الخطابات الرسمية، فصفّق لها النَّاس في مجالسهم، وتناقلتها الشاشات والهواتف. غير أن الصدق الذي أسر القلوب سرعان ما تحوّل إلى جدل واسع: هل تمثل هذه الكلمات رأيًا شخصيًا أم تعبيرًا عن سياسة مؤسسة كاملة؟
العفوية في تصريحات المسؤولين قد تكون جسرًا مباشرًا إلى قلوب الناس، فهي تكسر الجمود وتُشعر المواطن بقرب المسؤول منه. غير أن هذه العفوية، إذا لم تُحسن إدارتها، قد تتحول إلى عبء يُضعف وضوح الرسائل ويفتح باب التأويلات. فالمسؤول لا يتحدث بصفته الفردية فقط، بل بلسان مؤسسة تُبنى صورتها على كلماته.
أما التصريحات المُقنّنة، فهي تمنح الخطاب الرسمي استقرارًا وانضباطًا، لكنها في المقابل قد تترك لدى الناس شعورًا بالجفاء. وحين تمتلئ الكلمات بالمصطلحات الرسمية والعبارات المحسوبة بدقة، يبدو الخطاب موجّهًا إلى التقارير والأوراق أكثر من كونه موجّهًا إلى البشر، فينشأ حاجز عاطفي يضعف جسور الثقة.
وبين العفوية والتقنين يسير المسؤول على خيط رفيع يشبه الحبل المشدود. فالعفوية تمنحه صدق الحضور لكنها قد تجرّه إلى الانزلاق، في حين يوفر له التقنين الأمان لكنه قد يحرمه من حرارة التأثير. لذلك تبقى التصريحات الأكثر نجاحًا هي تلك التي توفّق بين الجانبين: صدق إنساني لا يُفقد المسؤول مهابته، وانضباط مؤسسي لا يجرّده من ملامحه البشرية.
وما يقوله المسؤول أمام موظفيه يختلف كثيرًا عن خطابه أمام الإعلام. فالتواصل الداخلي يسمح بقدر من الصراحة والمكاشفة، بينما الخطاب الموجّه للجمهور يحتاج إلى ضبط وحذر لأنه عُرضة للتأويلات المتعددة. والعفوية الزائدة في هذه المواقف قد تجذب الانتباه وتُثير المتلقي، لكنها في المقابل تضعف صورة المؤسسة التي يمثلها.
كما إن التحضير المسبق لأي لقاء إعلامي لا يقل أهمية عن لحظة التصريح ذاتها. فمراجعة المعلومات والأرقام والإحصاءات تمنح المسؤول ثقة في حضوره ووضوحًا في رسالته، وتجنّبه الوقوع في التناقض أو تقديم بيانات غير دقيقة. والإعداد الجيد لا يقيّد عفويته، بل يحمي المؤسسة من الارتباك ويصون صورتها أمام الرأي العام.
ولا يمكن إغفال دور الإعلام في تضخيم أثر التصريحات. فبعض المنابر تسعى وراء "الترند" أكثر من حرصها على الدقة، وقد تُقتطع جملة من سياقها أو يُحاصر المسؤول بأسئلة لا تترك له مجالًا إلا أن يجيب بالاتجاه الذي يريده السائل. مثل هذه الممارسات قد تُبرز العفوية بشكل مبالغ فيه أو تُفرغ التقنين من مضمونه، لتصل إلى الناس صورة مبتورة لا تعكس الحقيقة.
ومن هنا تبرز أهمية اختيار المتحدث الرسمي بعناية، بعيدًا عن المجاملات أو القرارات الشكلية، فهو الوجه العلني للمؤسسة وصوتها أمام الجمهور. وينبغي أن يمتلك المهارات الكافية للتعامل مع الإعلام، وأن يخضع لتأهيل متخصص قبل توليه هذه المهمة. فغياب الكفاءة أو ضعف التدريب لا يُسيء إلى الشخص وحده؛ بل ينعكس سلبًا على صورة المؤسسة بأكملها، بينما يضمن الاختيار الواعي والتأهيل الجيد نقل الرسائل بدقة ويحمي المؤسسة من الهفوات والتأويلات.
وفي الختام.. تظل تصريحات المسؤولين مرآة لعلاقتهم بالمجتمع؛ فالعفوية تمنح دفئًا وثقة، والتقنين يوفر حماية وانضباطًا، أما الفاعلية الحقيقية فتقوم على الجمع بين الصدق والاتزان. فالمسؤول الذي يظل قريبًا من الناس دون أن يفقد هيبة موقعه، يرسّخ جسور الثقة ويمنح خطابه حياة لا تصنعها العبارات الرسمية وحدها. وهكذا، يصبح الحديث الرسمي فنًّا يوازن بين العقل والقلب، والسياسة والإنسانية.
** باحث متخصص في التطوير الإداري والمالي
رابط مختصر