بدأ ضيوف الرحمن الفائزون بحج القرعة تجهيز الأوراق الخاصة بهم تمهيدا لموسم الحج 2025، وتشمل الجواز المميكن والفيش الجنائى وشهادات التحركات والتطعيمات اللازمة.

 

ويواصل الفائزون سداد الرسوم المقررة وذلك بالبنوك الوطنية ومكاتب البريد، وذلك ضمن الإجراءات المعمول بها قبل سفرهم للأراضى المقدسة فى موسم 2025.

 

بين بنوك الوطن ومكاتب البريد، تتزاحم القلوب قبل الأيدى، محملة بأوراقهم الرسمية وشهادات تطعيمهم وكأنها جوازات عبور إلى رحاب المولى.


300 جنيه مصري... رقمٌ قد يبدو جافًا على الورق، لكنه يحمل فى طياته وعدًا بأعظم تجربة إيمانية، من 30 نوفمبر حتى 22 ديسمبر 2024، تُفتح أبواب السداد عبر فروع البنوك الوطنية ومكاتب البريد المصرية.

 

المبلغ شاملٌ لكل شيء إلا تذاكر الطيران، تلك التى ستحدد لاحقًا وكأنها تترك فسحةً صغيرة لآمال الطيران نحو السماء، وهنا يأتى شرط الرقم القومى السارى، وكأنه بطاقة عبور بين عالمين: "الأرض والسماء".

 

هنا تبدأ القصة تأخذ منحى الجدية، فجواز السفر الدولى ليس مجرد وثيقة، بل هو مرآة لطموحٍ لا يقل عن سنةٍ من الصلاحية، والبطاقة الصحية والتطعيمات، أشبه بدروع حماية للمسافر فى دروبٍ تتشابك فيها الأقدار، وشهادة تحصين كورونا للأكبر سنًا، وتقريرٌ طبى يفتح نوافذ العناية لمن يحتاجها، أما البصمة العشرية فهى شاهد صامت بأن هذا الحاج، بكل تفاصيله الدقيقة، على موعدٍ مع لحظة لا تُنسى.

 

وكأنها إرشادات لرحلة فضائية، تأتى التعليمات محكمة، تدعو الحجاج للالتزام، تدابير صحية هنا، منع للتصوير هناك، وتنظيم دقيق للصلاة والتفويج إلى جسر الجمرات، وبينما يُحذّر الحجاج من حرارة الشمس، تُذكّرهم الوزارة بأن الظل الحقيقى هو فى طاعة الله والتزام التعليمات.

 

ليس حج القرعة مجرد ترتيب إدارى، بل هو لوحةٌ متناغمةٌ بين روحانية العبادات ودقة التنظيم.

 

وزارة الداخلية، كقائد أوركسترا ماهر، لا تترك شيئًا للمصادفة، بل تُقدّم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وكأنها تقول: "أنتم فى ضيافة الله، ونحن فى خدمتكم."

 

فى أروقة وزارة الداخلية، تبدو الأمور أشبه بمشهد يتقاطع فيه الإحسان مع التنظيم؛ هنا تُجهَّز مخيمات مشعر عرفات بكل ما يليق بالكرامة، وهناك تُحجز فنادق قريبة من الحرمين لتكون أقرب للرحمة.

 

وعلى طرق مكة والمدينة، تتمايل الحافلات الحديثة، مصحوبة بظلال أطباء يطببون الجسد، وعلماء يطببون الروح، لكن الرحلة إلى الله ليست متاحة للجميع، إذ تسطر الجهات المعنية قائمة من الضوابط الصحية، كأنها نصائح أم حنون تخاف على فلذات أكبادها، فمرضى الفشل الكلوى وتليف الرئة، والسيدات الحوامل فى نهايات الحمل، والأطفال دون الثانية عشرة، يقفون عند حدود العذر، لا العجز.

 

ولأن الطاعة لا تُورث، حظرت الوزارة التنازل عن الفرصة أو توريثها، إلا من الابن إلى الوالدين، فى لفتة تتوشح بروابط الرحمة وصلة النسب.

 

أما الفائزون الأكبر سنًا، فقد جعلتهم القرعة فى صدارة الركب، مع مرافق يحمى خطواتهم الواجفة، لتكتمل الرحلة بمزيج من الحكمة والعون.


وفى زحام الاستعدادات، تبرز شهادات التحركات، وبطاقات الرقم القومى، وشهادات الميلاد، كأنها مفاتيح أبواب السماء، بينما يتردد صدى شروط التسكين المنفرد فى أروقة الحديث، مؤكدًا أن رحلة الطاعة هى فردية، لا تجمعها إلا نية واحدة وقلب واحد.

 

يبدو حج القرعة كعقد مقدس بين الإنسان وربه، يُكتب على الورق، لكنه يختم فى السماء، رحلة لا تقتصر على الطواف حول الكعبة، بل هى طواف حول معنى الطاعة والصبر، حيث يحمل الحجيج قلوبهم كأمتعة، ويعودون بأرواح مغسولة بنور الرحمة.







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: حج حجاج حج القرعة قرعة الحج الداخلية

إقرأ أيضاً:

منتخب المغرب وقائده الملهم المرشح الأبرز لكأس أفريقيا

جوهانسبرج (أ ف ب)


يملك المغرب أفضلية الأرض ومنتخباً حقق رقماً عالمياً، بالفوز في 18 مباراة متتالية، وقائداً ملهماً هو نجم باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي، أفضل لاعب في القارة، في سعيه لتحقيق المجد في النسخة الخامسة والثلاثين من نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 على أرضه.
التوقعات مرتفعة في المملكة بأن يتمكن «أسود الأطلس» من رفع أغلى كأس في القارة للمرة الثانية فقط في تاريخه في 18 يناير، بعد مرور 50 عاماً على آخر تتويج لـ «أسود الأطلس» عام 1976 في إثيوبيا.
لكن أبطال النسخة الماضية كوت ديفوار، ومصر بقيادة محمد صلاح «المأزوم» مع فريقه ليفربول الإنجليزي، ونيجيريا بقيادة فيكتور أوسيمين، والسنغال بقيادة ساديو مانيه، من أبرز المنافسين القادرين على إفساد الحلم المغربي.
تستعرض وكالة فرانس برس أبرز ملامح الحدث الرياضي الأرفع في أفريقيا، من بدايته المتواضعة عام 1957 إلى نسخة 2025 التي يُتوقع أن تجذب متابعة جماهير تلفزيونية ضخمة حول العالم منذ المباراة الأولى في 21 ديسمبر.
لم يشارك في نسخة 1957 سوى السودان المضيف، ومصر البطلة، وإثيوبيا، بعد استبعاد جنوب أفريقيا، ومع مرور الوقت، توسع عدد المنتخبات المشاركة، ستة عام 1963، وثمانية بعد خمس سنوات، ثم 12 في 1992، و16 بعد أربع سنوات، قبل أن تستضيف مصر أول نسخة تضم 24 منتخباً في 2019.
هيمنت مصر (7 ألقاب)، الكاميرون (5)، غانا (4)، وكوت ديفوار ونيجيريا (3 لكل منهما) على العرس القاري، حيث فازت بـ22 من أصل 34 نسخة، وساهم نجوم مثل حارس المرمى عصام الحضري، والمدافع وائل جمعة، ولاعبَي الوسط محمد أبو تريكة ومحمد بركات في فوز مصر بثلاثة ألقاب متتالية بين 2006 و2010.
غانا والرأس الأخضر، وكلاهما تأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، سيكونان أبرز الغائبين عن البطولة في المغرب بعد مشوار كارثي في التصفيات، حققت الرأس الأخضر فوزاً واحداً فقط في ست مباريات، فيما كان أداء غانا أسوأ، إذ تعادلت في ثلاث مباريات وخسرت الثلاث الأخرى.
يُعد المغرب المنتخب الأبرز للفوز باللقب وإنهاء سلسلة من المشاركات المخيبة، وبعد أن كان مرشحاً في كوت ديفوار مطلع 2024، خرج من ثمن النهائي بخسارة قاسية أمام جنوب أفريقيا 0-2. وتضم لائحة أبرز المنافسين له نيجيريا والكاميرون اللتين تسعيان للتعويض بعد الفشل في التأهل لكأس العالم 2026، ومصر التي لم تُتوج منذ 15 عاماً، والسنغال الباحثة عن رد اعتبار بعد مشوار مخيب في نسخة 2024 وخروج مبكر من ثمن النهائي.
من بين 12 منتخباً لم يسبق لها الفوز بالبطولة، تبرز مالي منتخباً قادراً على الذهاب بعيداً، بعد خروجه غير المحظوظ من ربع النهائي أمام كوت ديفوار المضيفة العام الماضي، وقال مدربها البلجيكي توم سانتفيت: «نحترم الجميع، لكننا لا نخشى أحداً، طموحنا هو البقاء في المنافسة حتى النهاية».
أبدى مدرب المغرب وليد الركراكي تفاؤله بشأن تعافي القائد والمدافع حكيمي من إصابة في الكاحل، قائلاً: «نأمل أن يكون جاهزاً لمباراتنا الأولى ضد جزر القمر»، ومن بين عشرة لاعبين مرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2025 التي فاز بها حكيمي، يُتوقع أن يشارك ثمانية في البطولة بالمغرب، فيما يغيب لاعب وسط الكاميرون ونابولي الإيطالي أندري-فرانك زامبو أنجيسا للإصابة، ومهاجم بوروسيا دورتموند الألماني سيرهو جيراسي لعدم تأهل غينيا.
أثار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بتغيير موعد السماح للاعبين الأفارقة من أنديتهم الأوروبية للحاق بمنتخباتهم الوطنية من 8 إلى 15 ديسمبر غضب العديد من المدربين، إذ اضطروا إلى تعديل خططهم بشكل كبير، وقال مدرب أنجولا الفرنسي باتريس بوميل: «الفيفا يحتاج إلى أفريقيا فقط خلال الانتخابات، لكنه لا يقدِّر بطولاتنا مثل كأس الأمم الأفريقية ولا يمنحها الاعتراف الذي تستحقه».
عندما فازت السنغال بنسخة 2022 في الكاميرون، حقق الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) أرباحاً بنحو 10 ملايين دولار، أما نسخة 2025 في المغرب، يتوقع أن تحقق فائضاً قدره 110 ملايين دولار بفضل زيادة كبيرة في عائدات حقوق البث التلفزيوني.
من المشكلات التي تكررت في نسخ عديدة ضعف الحضور في المباريات التي لا يشارك فيها المنتخب المضيف، ما يعطي انطباعاً خاطئاً بضعف الاهتمام بالبطولة، لكن نسخة 2024 في كوت ديفوار شهدت تحسناً كبيراً، ويأمل المسؤولون المغاربة في جذب الآلاف من الجماهير المحلية إلى الملاعب في كل مباريات المجموعات الـ36 والأدوار الإقصائية الـ16.

 

أخبار ذات صلة منة شلبي تبحث عن كنوز «نورماندي» تعرف على القائمة النهائية لمنتخب مصر في كأس أفريقيا

          

 
 

مقالات مشابهة

  • ما العائق الأبرز أمام بدء المرحلة الثانية من الاتفاق في غزة؟
  • كاريكاتير أسامة حجاج
  • عمرو يوسف: الجواز أكتر قرار غير حياتي .. والغباء والاستهتار بيعصبوني
  • حجز إعادة محاكمة 6 متهمين فى خلية المرج للحكم 9 نوفمبر
  • سباق نحو ثروة السماء.. من يملك كنوز القمر في عصر التعدين الفضائي؟
  • ملكة الشهب تعود .. عرض سماوي يخطف الأنفاس في ديسمبر
  • منتخب المغرب وقائده الملهم المرشح الأبرز لكأس أفريقيا
  • بوتين: جنودنا على الجبهة يجهزون "هداياهم" في العام الجديد
  • بوتين: جنودنا على الجبهة يجهزون "هداياهم" في العام الجديد
  • هل كنا في السماء؟.. اعتراف إيراني يهزّ رواية إسقاط مقاتلات إف-35 الإسرائيلية