سياسيون: إزاحة الأسد تخدم أجندات إسرائيل التوسعية في المنطقة
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
خالد الصايدي
وصف سياسيون، ما حدث في سوريا بعد رحيل الأسد واستيلاء المعارضة السورية على الحكم بـ”الزلزال المدمر” ستمتد تداعياته إلى دول الجوار والمنطقة العربية ككل.
ويرون أن المشهد السوري الحالي معقد ومليء بالألغام السياسية والأمنية، مع تزايد أعداد الفصائل المسلحة ذات الأجندات المتباينة، ما يعقد عملية إعادة الاستقرار.
وأشاروا إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا ترافقت مع غياب واضح لأي موقف من الحكام الجدد، الأمر الذي يثير المخاوف بشأن مستقبل سوريا في ظل احتلال صهيوني يتوسع بلا مقاومة تذكر، داعين المعارضة السورية إلى فتح جبهة الجولان ضد الاحتلال الإسرائيلي، وطرد جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية، وخاصة الأمريكية والإسرائيلية.
تحديات معقدة
قال محمد مفتاح، نائب رئيس حكومة التغيير والبناء، أن الكيان الصهيوني بدأ باستهداف الوضع الجديد في سوريا عبر قصف أهداف نوعية واحتلال أجزاء جديدة، مع فرض حظر تجول على خمس بلدات كبيرة، دون أن يظهر الحكام الجدد أي موقف واضح مما ينبئ بخطورة الوضع، ويرى مفتاح، أن السلطة الجديدة في سوريا تواجه تحديات معقدة على كافة المستويات، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالملفات الشائكة، وعلى رأسها إعادة الأمن والاستقرار.
وأوضح مفتاح أن من أبرز التحديات إعادة السيطرة على الأمن، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، في ظل الانفلات الأمني الناجم عن تعدد الأطراف المتصارعة، إضافة إلى الحاجة الماسة لرأب الصدع المجتمعي في بلد متنوع طائفيًا ودينيًا.
مفتاح: الحكام الجدد منشغلون بالانتصار الوهمي بينما العدو الصهيوني يقصف ويحتل
مؤكدا أن وجود ثلاث احتلالات أجنبية على الأراضي السورية (أمريكي، تركي، وصهيوني) يجعل مهمة السلطة الجديدة أكثر صعوبة، محذرًا من أطماع الكيان الصهيوني في الجنوب السوري في ظل خضوع بعض الأنظمة العربية للهيمنة الصهيونية، وأكد أن كل من ساهم في تنفيذ مشروع تفتيت سوريا سيكون هدفًا للجهات التي استخدمته، بما في ذلك الصهاينة والأمريكان.
ويضيف مفتاح: “الأنظمة المصرية والأردنية والتركية لن تنجو من تداعيات ذلك، وستدفع ثمن هذا التواطؤ، وقد تنتقل الفوضى إلى أنظمة أخرى مثل السعودية والإمارات، والتي تعتقد خطأً أنها محصنة من هذه التداعيات.”
لن يكون سهلاً
من جهته، يشير حسين العزي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، إلى الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا منذ اللحظات الأولى لرحيل الأسد خطوة مستفزة وصادمة، تستدعي رد فعل حازم من المعارضة السورية الجديدة.
ويؤكد العزي، أن المشهد السوري الحالي معقد ومليء بالألغام السياسية والأمنية، مع تزايد اعداد الفصائل المسلحة ذات الأجندات المتباينة، ما يعقد عملية إعادة الاستقرار.
منبهاً إلى خطر تعرض المواطنين السوريين للخطر في ظل وجود فصائل “موتورة وثأرية”، معربًا عن أمله في أن يحفظ الله الشعب السوري من هذه التداعيات، مشددًا على أن الطريق إلى الاستقرار لن يكون سهلًا.
العزي: أين ثوار الإخوان من صد العدوان الاسرائيلي على غزة؟
وقال: “نشعر بوجع أمتنا لإننا الأسبق في استشعار المسؤولية، كنا قد حذرنا من أن ما يجري في سوريا يخدم الكيان الصهيوني مباشرة، واقترحنا دورًا وسيطا لصنعاء، لكن البعض ظن خطأً أننا قلقون على بشار الأسد، مع أن المسألة تتعلق بمصير الأمة.”
وتابع العزي: “اليوم يثبت الإخوان المسلمون أنهم ليسوا أغبياء فقط، بل مطايا في يد العدو، فهم يشغلون الحكام الجدد بخزعبلاتهم حتى يجدوا أنفسهم أمام أوامر صهيونية صارمة بفرض حظر التجول.”
الخطر ما يزال قائمًا
عبد الملك العجري، عضو الوفد الوطني المفاوض، تناول المشهد السوري من زاوية مختلفة، حيث ركز على خطر تنظيم الإخوان المسلمين، معتبرًا أن الإخوان المسلمين يمثلون بيئة خصبة للتطرف، ومن الضروري احتواء خطرهم بدلًا من ملاحقتهم فقط، لأن الحظر والملاحقة يؤديان إلى ظهور تنظيمات أشد تطرفًا.
العجري: خطر الإخوان لا يهدد سوريا بل يُعيد تفريخ الإرهاب في المنطقة
وأشار العجري إلى أن التعامل مع الإخوان يحتاج إلى إعادة تأهيل سياسي وفكري، محذرًا من أن أي حديث عن التنمية أو الدولة المدنية في المنطقة لن يكون ذا معنى إذا لم تتم معالجة خطر الإخوان بشكل جذري.
وأكد العجري أن “الإخوان تنظيم كبير سيظل يؤرق المنطقة، وإذا لم يتم احتواء مخاطره، فسيصبح لغمًا عملاقًا يهدد مستقبل المنطقة برمتها.”
احتلال جـــــديد
فيما تساءل الدكتور عبد العزيز البكير، الأمين العام للحزب القومي الاجتماعي بصنعاء “إذا أردتم معرفة من الرابح ومن الخاسر مما حدث في سوريا، ستجدونه بوضوح من خلال الفرحة التي أبداها نتنياهو وحكومته وتحركاتهم العسكرية بعد رحيل الأسد، وكذلك من خلال التصريحات الأمريكية والبريطانية، ومن معهم من القوى والدول الإقليمية والعالمية”.
البكير: ما حدث في سوريا يخدم مصلحة إسرائيل والدول الكبرى
مؤكدا أن إسرائيل استغلت عقب الأوضاع الراهنة في سوريا بساعات، شن عدوان خبيث لاحتلال أراضي سورية جديدة تحت مسميات واهية، وإعلانه انتهاء اتفاق 1974م الخاص بفض الاشتباك، داعيا هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدوليين إلى القيام بدورهم في حفظ الأمن والسلم في سوريا.
انتصار غير مكتمل
في السياق ذاته اعتبر الدكتور أحمد مطهر الشامي، أن الانتصار في سوريا لن يكتمل ما لم يتم تحرير فلسطين، لأن فلسطين هي أقدس ما في الشام، ودعا المعارضة السورية إلى فتح جبهة الجولان ضد الاحتلال الإسرائيلي، وطرد جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية، وخاصة الأمريكية والإسرائيلية.
الشامي: الانتصار في سوريا لن يكتمل دون تحرير فلسطين وفتح جبهة الجولان
وقال الشامي: “من يقاتل لتحرير الشام عليه أن يدرك أن فلسطين هي أقدس ما في الشام، وإن لم تُفتح جبهة الجولان، فسيظل الانتصار ناقصًا.”
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي المعارضة السوریة الحکام الجدد فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
اتفاق بين الأكراد والحكومة السورية على إعادة نازحي مخيم الهول
تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
أعلنت السلطات الكردية في شمال شرق سوريا، الإثنين، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الانتقالية في دمشق يقضي بوضع آلية مشتركة لإعادة المواطنين السوريين من مخيم الهول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية، في خطوة تُعد مؤشراً على تنامي التنسيق بين الجانبين.
وقال شيخموس أحمد، أحد مسؤولي الإدارة الذاتية الكردية، إن الاتفاق تم التوصل إليه عقب اجتماع ضم ممثلين عن الإدارة الكردية، والحكومة السورية، ووفداً من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وأضاف أن الاتفاق يهدف إلى تسهيل إعادة العائلات السورية من مخيم الهول، مشيراً في الوقت نفسه إلى عدم وجود أي نقاش حول نقل إدارة المخيم إلى السلطات السورية في الوقت الراهن.
ويأوي مخيم الهول أكثر من 37 ألف شخص، غالبيتهم من زوجات وأطفال مقاتلي تنظيم داعش، إضافة إلى عناصر ومناصرين للتنظيم من جنسيات مختلفة، بينهم عراقيون وغربيون. وقد واجه المخيم انتقادات واسعة من منظمات حقوقية بسبب تردي الأوضاع المعيشية وانتشار العنف داخله.
وعلى الرغم من وجود آلية سابقة لإعادة السوريين الراغبين إلى المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، فإن الاتفاق الجديد يُعد الأول من نوعه الذي يشمل التنسيق مع الحكومة السورية لإعادة النازحين إلى مناطقها.
ويأتي هذا التطور في إطار سلسلة من التفاهمات السياسية والأمنية بين الطرفين، بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي وتولي الرئيس أحمد الشرع قيادة البلاد.
وكانت أبرز هذه التفاهمات توقيع اتفاق في مارس الماضي ينص على دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش الحكومي، ونقل إدارة المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط في الشمال الشرقي إلى الحكومة المركزية، إلى جانب تسليم سجون تضم نحو 9 آلاف عنصر مشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش.
وتواجه عملية تنفيذ الاتفاق صعوبات على الأرض، وسط ضغوط أميركية متزايدة على الطرفين للإسراع في تطبيقه، وخاصة فيما يتعلق بملف إدارة السجون.