تمثل التجربة السورية نموذجا للدول التي تعتمد على القمع كوسيلة لإدارة الحكم، حيث أظهرت نتائجها أن تجاهل المطالب الشعبية والاعتداء على حقوق الإنسان يقود إلى زعزعة الاستقرار وخلق أزمات طويلة الأمد. نظام الأسد القمعي دفع ثمن تجاهله لهذه المطالب، مما أدى إلى انهيار مؤسساته وتحول البلاد إلى ساحة صراع داخلي وإقليمي.



في السياق المصري، تحمل هذه التجربة دلالات بالغة الأهمية. إن استمرار القمع السياسي وقمع الحريات العامة في مصر يهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي، ويضعف مناعة الدولة أمام التحديات الداخلية والخارجية. فقد يؤدي تآكل الثقة بين المواطنين والنظام إلى تزايد حدة الأزمات، مما يترك البلاد أمام خيارات محدودة وغير سلمية.

التجربة السورية ليست مجرد سرد للماضي، بل تُعتبر إنذارا يوضح أن القمع يولّد أزمات لا رجعة فيها. إن تعزيز الإصلاح السياسي، وضمان احترام حقوق الإنسان، والانفتاح على مطالب الشعب، ليست خطوات تجميلية، بل هي حجر الزاوية لضمان استقرار مستدام. تجاهل هذه الدروس قد يدفع الدول ذات السياقات المشابهة إلى مسارات من الفوضى والانهيار، وهو ما يجعل من الضروري أخذ العبرة قبل فوات الأوان.

الاعتماد على القمع في كل من سوريا ومصر يُظهر تجاهلا واضحا لأهمية الحقوق والحريات كركائز أساسية لبناء دولة مستقرة. الأنظمة التي تعتمد على القمع تُعرض نفسها لخطر الانهيار عند أول مواجهة كبيرة مع احتجاجات شعبية واسعة، فالقمع لا يُعالج الأسباب الجذرية للاحتجاجات، مثل الفساد، وغياب العدالة الاجتماعية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، بل يزيد من تعقيدها
انعكاسات المشهد السوري على حقوق الإنسان في مصر

استمرار القمع كأداة للحكم

في سوريا، أدت سياسات القمع إلى تدمير العلاقة بين الدولة والمجتمع، والاحتجاجات السلمية التي انطلقت في عام 2011 قوبلت برد فعل أمني عنيف، شمل الاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والإخفاء القسري. هذه السياسات لم توقف الحراك الشعبي، بل على العكس زادت من حجم الغضب والتوتر، مما دفع البلاد نحو دوامة من العنف والانهيار السياسي. النظام السوري، الذي اعتمد على القمع لضمان استمراريته، وجد نفسه في مواجهة انهيار شامل لمؤسساته، بما في ذلك الجيش الذي فقد سيطرته تدريجيا أمام المعارضة الوطنية المسلحة. هذا الوضع يُظهر أن القمع قد ينجح في تأجيل الأزمات، لكنه لا يمكن أن يوفر حلا مستداما.

في المقابل، النظام المصري يُظهر توجهات مشابهة في اعتماده على القمع كوسيلة للحفاظ على السلطة. منذ عام 2013، شهدت مصر موجة واسعة من الاعتقالات والمحاكمات السياسية التي استهدفت المعارضة والنشطاء الحقوقيين. والقضاء تم تسييسه، وأصبحت الأجهزة الأمنية أداة قمعية تُستخدم لتثبيت النظام بدلا من حماية المواطنين. هذه السياسات قد توفر استقرارا ظاهريا على المدى القصير، لكنها تضعف الثقة بين الشعب والدولة وتُعمق حالة الاحتقان المجتمعي.

الاعتماد على القمع في كل من سوريا ومصر يُظهر تجاهلا واضحا لأهمية الحقوق والحريات كركائز أساسية لبناء دولة مستقرة. الأنظمة التي تعتمد على القمع تُعرض نفسها لخطر الانهيار عند أول مواجهة كبيرة مع احتجاجات شعبية واسعة، فالقمع لا يُعالج الأسباب الجذرية للاحتجاجات، مثل الفساد، وغياب العدالة الاجتماعية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، بل يزيد من تعقيدها. التجربة السورية تُظهر أن القمع الممنهج لا يؤدي فقط إلى زعزعة استقرار النظام، بل قد يُشعل صراعات داخلية تؤدي إلى تفكك الدولة.

إذا لم يأخذ النظام المصري العبرة من التجربة السورية، فقد يجد نفسه في مواجهة تحديات مشابهة. الاستقرار الحقيقي لا يمكن تحقيقه من خلال القمع، بل يتطلب احترام الحقوق الأساسية والحريات العامة، وتعزيز العدالة الاجتماعية. الإصلاح السياسي هو المفتاح لبناء نظام شرعي ومستقر يستطيع مواجهة الأزمات دون اللجوء إلى العنف أو القمع.

الحاجة الي الإصلاح السياسي

التجربة السورية تسلط الضوء على عواقب إنكار الإصلاح الفعلي واستبداله بإجراءات شكلية تهدف إلى الحفاظ على الوضع القائم. فنظام الأسد تجاهل المطالب الشعبية بالإصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية، واعتمد على تغييرات سطحية في الدستور وانتخابات بلا معنى لتعزيز قبضته على السلطة. هذه الإجراءات لم تفلح في تهدئة الشارع أو معالجة جذور الأزمة، بل عمّقت التوترات، ما أدى إلى انهيار النظام أمام ثورة شعبية تحولت إلى صراع شامل.

في مصر، يتكرر النهج ذاته. منذ عام 2013، شهدت البلاد محاولات لإظهار إصلاحات شكلية، مثل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تفتقر إلى التنافسية، وتعديلات دستورية تُرسخ السلطة بدلا من توزيعها بشكل عادل. بدلا من فتح المجال أمام عمليات إصلاحية حقيقية تستوعب المعارضة والمطالب الشعبية، اكتُفي بإجراءات تجميلية تهدف إلى إضفاء شرعية زائفة على النظام القائم، مثل الحوار الوطني. هذه الممارسات قد توفر استقرارا ظاهريا، لكنها تترك جذور الأزمات دون معالجة.

غياب الإصلاح الحقيقي يعني أن الأنظمة الاستبدادية تستنزف مصداقيتها تدريجيا، وتفقد ثقة الشعب في مؤسساتها. في سوريا، أدى هذا النهج إلى تآكل شرعية النظام وانهيار مؤسساته الأساسية، ما فتح الباب أمام التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية. ومصر تواجه تحديا مشابها: استمرار تجاهل المطالب الشعبية والإصلاحات الجادة قد يهدد استقرار الدولة ويعرضها لأزمات لا يمكن احتواؤها
غياب الإصلاح الحقيقي يعني أن الأنظمة الاستبدادية تستنزف مصداقيتها تدريجيا، وتفقد ثقة الشعب في مؤسساتها. في سوريا، أدى هذا النهج إلى تآكل شرعية النظام وانهيار مؤسساته الأساسية، ما فتح الباب أمام التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية. ومصر تواجه تحديا مشابها: استمرار تجاهل المطالب الشعبية والإصلاحات الجادة قد يهدد استقرار الدولة ويعرضها لأزمات لا يمكن احتواؤها.

الإصلاح السياسي الحقيقي يتطلب فتح المجال أمام مشاركة حقيقية من كافة الأطياف السياسية والاجتماعية، واحترام سيادة القانون، وإعادة بناء المؤسسات على أسس من العدالة والشفافية. الدرس الواضح من سوريا هو أن الإصلاح ليس خيارا شكليا، بل ضرورة لحماية الدولة وضمان استقرارها في وجه الأزمات المستقبلية. مصر لديها فرصة للتعلم من هذا الدرس، لكن أي تأخير في تبني إصلاحات جادة قد يجعلها تواجه مصيرا مشابها.

تجنب عسكرة السياسة

أخشى بشدة من الترويج لفكرة أن التغيير السياسي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال اللجوء إلى السلاح، متجاهلين التكاليف الباهظة لهذا المسار على الشعوب والدول. هذه الفكرة الخطيرة تُزرع في أذهان البعض خلال نشوة الانتصار، وكأنها الخيار الوحيد لإحداث تحول في الأنظمة.

التجربة السورية تبرز بشكل واضح مخاطر عسكرة السياسة وتحول الصراعات السياسية إلى مواجهات مسلحة. ما بدأ كاحتجاجات سلمية تطالب بالحرية والكرامة والإصلاح السياسي قوبل بعنف مفرط من النظام السوري، مما أدى إلى عسكرة الصراع. هذا التحول كان له تأثير كارثي على المستويات الإنسانية والسياسية والاقتصادية، حيث تحولت سوريا إلى ساحة حرب مستمرة أدت إلى تشريد الملايين ومقتل مئات الآلاف، فضلا عن تفكك الدولة والمجتمع.

في مصر، يشكل الحفاظ على سلمية المعارضة السياسية ضمانة أساسية لتجنب سيناريو مشابه. ورغم الضغوط الهائلة على المعارضة من اعتقالات وقمع للحريات، إلا أنها ظلت متمسكة بسلمية نضالها. المفارقة أن النظام المصري نفسه، يعمل على عسكرة الحياة السياسية والاجتماعية بطرق غير مباشرة. أمثلة ذلك تشمل دعم مليشيات مثل "مليشيات العرجاني" في سيناء، التي توسع نفوذها تحت مظلة رسمية، ومليشيات "نخنوخ" التي تُستخدم كأداة للسيطرة وإرهاب المعارضين على المستوي المحلي. هذه السياسات لا تزيد فقط من تعقيد المشهد، بل تزرع بذورا لفوضى قد تكون مستدامة.

هذا الوضع المزدوج يبعث برسائل خطيرة إلى الداخل والخارج على حد سواء. فمن جهة، يتهم النظامُ زورا المعارضةَ بالسعي لإثارة الفوضى، بينما هو من يعمل على عسكرة المجتمع. ومن جهة أخرى، يُرسل إشارة خاطئة بأن حمل السلاح قد يكون الخيار الوحيد المتبقي للتغيير، وهو أمر يعرض البلاد لخطر الانزلاق نحو مسارات مشابهة لما شهدته سوريا.

لتجنب هذه المخاطر، يجب أن يعمل النظام المصري على التخلي عن استراتيجيات عسكرة المجتمع، وتعزيز سيادة القانون كبديل عن دعم المليشيات. فتح المجال السياسي والحوار مع المعارضة هو السبيل الوحيد لاستعادة الثقة بين الدولة والمجتمع، وعلى المعارضة أن تستمر في التمسك بسلميتها مهما كانت الضغوط، لأن اللجوء إلى السلاح لن يؤدي إلا إلى تكرار السيناريو السوري بكل مآسيه.

القبول بانهيار الجيوش

انهيار الجيش السوري، الذي كان رمزا لسلطة النظام وأداة قمع فعّالة، حظي بترحيب دولي وإقليمي باعتباره ضرورة للتخلص من نظام استبدادي أضعف البلاد لعقود. هذا القبول لم يكن سعيا لزعزعة الاستقرار، بل استجابة لحقيقة أن الجيش لم يعد يُمثل مؤسسة وطنية حامية للشعب، بل أداة قمع تضر بمصالحه، وانهياره فتح المجال لإعادة بناء مؤسسات تُعبر عن الشعب وتعزز الاستقرار.

في مصر، حيث يُعتبر الجيش عمود النظام السياسي، يُثير أي حديث عن انهياره قلقا كبيرا، لكن التجارب الإقليمية تُبرز أهمية الفصل بين الجيش والسياسة للحفاظ على دوره الوطني. استمرار الجيش في لعب دور سياسي واقتصادي مهيمن يهدد شرعيته الشعبية ويضعف كفاءته في أداء مهامه الأساسية كحام للدولة من التهديدات الخارجية.

رغم صعوبة القبول بانهيار الجيوش، فإنه في بعض الحالات يُصبح ضرورة لإعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية وعادلة. ومع ذلك، يتطلب هذا المسار رؤية واضحة لإعادة تشكيل المؤسسة العسكرية كجزء من مشروع إصلاحي شامل يوازن بين الأمن واحترام الحقوق الأساسية.

التجربة السورية تُظهر أن تفكيك الجيوش المرتبطة بالأنظمة القمعية قد يكون خطوة شاقة، لكنها ضرورية لإنهاء الاستبداد وبناء مؤسسات تحترم إرادة الشعب. النجاح في هذا التحول يعتمد على تقديم بدائل قادرة على تحقيق الاستقرار وضمان الحقوق، مما يجعل من هذه العملية نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر توازنا وعدلا.

"إرهابيو" الأمس حكام اليوم

تُظهر ظاهرة "إرهابيو الأمس حكام اليوم" نمطا متكررا في مناطق النزاع، حيث تصبح أطرافٌ كانت تصنّف كإرهابية جزءا من المشهد السياسي بفعل تغييرات موازين القوى وأولويات المجتمع الدولي. في سوريا، برز هذا التحول بوضوح؛ فالجماعات التي وُضعت على قوائم الإرهاب الدولية والمحلية أصبحت اليوم لاعبا رئيسيا في المعادلة السياسية، بل وتمكنت من السيطرة على مواقع قيادية. تقبّل المجتمع الدولي هذا التحول كخطوة ضرورية لإنهاء الصراع، متجاهلا أحيانا مدى التزام هذه الجماعات بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

في المقابل، تسير مصر على مسار مشابه، حيث تُستخدم تهمة الإرهاب كوسيلة لإقصاء المعارضة وتهميشها. السلطات المصرية تصنّف العديد من القوى المعارضة ضمن قوائم الإرهاب، وهو نهج قد يحقق أهدافا قصيرة المدى لكنه يحمل في طياته مخاطر بعيدة المدى. فاستمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يمكن أن تتحول هذه القوى المقموعة إلى قوى شرعية أو مسيطرة، سواء عبر فرض نفسها كأمر واقع أو نتيجة لتحولات محلية وإقليمية غير متوقعة، كما حدث في سوريا.

يلعب المجتمع الحقوقي المصري دورا مهما في متابعة ما يحدث في سوريا؛ ليس فقط من باب التضامن، ولكن أيضا كفرصة لاستلهام العبر والدروس لدعم التجربة السورية. فمن خلال مشاركة خبراته، سواء الإيجابية أو السلبية، يمكن للمجتمع الحقوقي المصري مساعدة نظيره السوري على تجنب الأخطاء التي وقعت فيها مصر خلال مراحلها الانتقالية. النجاح في سوريا لن يكون حكرا على الشعب السوري، بل ستكون له انعكاسات إيجابية على المنطقة بأسرها، بما في ذلك مصر
لتجنب هذا المصير، على النظام والمعارضة في مصر أن يدركا أن وصم الخصوم بالإرهاب ليس استراتيجية مستدامة. المجتمع الدولي براغماتي في تقبّل التحولات على الأرض، لكنه لن يضمن استقرارا طويل الأمد دون احترام الحقوق الأساسية وفتح مساحة حقيقية للتعبير السياسي. الحل يكمن في بناء مصالحة وطنية شاملة، ومعالجة انتهاكات حقوق الإنسان، والعمل على تأسيس بيئة سياسية تحترم التعددية وتضمن استقرارا مستداما بعيدا عن تكرار سيناريوهات الفوضى.

دروس مشتركة للمجتمع الحقوقي

المجتمع الحقوقي المصري والمجتمع الحقوقي السوري يواجهان تحديات متشابهة في التعامل مع المراحل الانتقالية التي تعقب الانتفاضات الشعبية أو الثورات. فكلا المجتمعين يعملان ضمن بيئات سياسية وأمنية معقدة تُعيق تحقيق الأهداف الأساسية لحقوق الإنسان، مع وجود ضغوط داخلية وخارجية تجعل من مسيرة الإصلاح مهمة شاقة. ومع ذلك، تقدم التجربة المصرية بعد ثورة يناير 2011 دروسا قيمة للمجتمع الحقوقي السوري، خاصة في كيفية التعامل مع التحديات في المراحل الانتقالية، مع ضرورة استلهام العبر من هذه التجربة لتجنب الأخطاء وتعزيز فرص النجاح.

بعد ثورة يناير، شهد المجتمع الحقوقي المصري نشاطا مكثفا، حيث برزت منظمات حقوق الإنسان والنشطاء كقوى مؤثرة في المشهد السياسي والاجتماعي. كان هناك أمل كبير في أن تساهم هذه المرحلة الانتقالية في بناء نظام ديمقراطي يحترم الحقوق والحريات، ولكن سرعان ما واجه المجتمع الحقوقي المصري تحديات خطيرة، أبرزها الانقسامات الداخلية وأدلجة الحقوق والحريات، إلى جانب إنكار حقوق المخالفين في الرأي، ما أدى إلى تراجع تأثيره وفقدانه لجزء كبير من شرعيته أمام الرأي العام.

هذه الدروس تُظهر للمجتمع الحقوقي السوري أهمية تجاوز الانقسامات والعمل بروح الوحدة والتضامن. من الضروري أن يركز المجتمع الحقوقي السوري على بناء تحالفات واسعة تشمل مختلف القوى السياسية والاجتماعية، مع التركيز على قضايا جوهرية مثل العدالة الانتقالية، وحقوق الضحايا، وإعادة بناء المؤسسات. هذه القضايا ليست فقط أساسية لتحقيق الاستقرار، بل تمثل حجر الزاوية لأي تحول ديمقراطي ناجح.

من جهة أخرى، يلعب المجتمع الحقوقي المصري دورا مهما في متابعة ما يحدث في سوريا؛ ليس فقط من باب التضامن، ولكن أيضا كفرصة لاستلهام العبر والدروس لدعم التجربة السورية. فمن خلال مشاركة خبراته، سواء الإيجابية أو السلبية، يمكن للمجتمع الحقوقي المصري مساعدة نظيره السوري على تجنب الأخطاء التي وقعت فيها مصر خلال مراحلها الانتقالية. النجاح في سوريا لن يكون حكرا على الشعب السوري، بل ستكون له انعكاسات إيجابية على المنطقة بأسرها، بما في ذلك مصر.

التعاون بين المجتمعات الحقوقية في البلدين ضروري لتعزيز فرص نجاح التجربة السورية، التي تُعتبر امتدادا طبيعيا للتطلعات الديمقراطية في المنطقة.

استقرار سوريا ونجاحها في بناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان سيكون بمثابة دفعة قوية للمجتمعات الحقوقية في مصر والمنطقة بأكملها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه القمع حقوق الإنسان الاستقرار المصري سوريا تغييرات ديمقراطية سوريا مصر حقوق الإنسان قمع استقرار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدالة الاجتماعیة التجربة السوریة ت الحقوق والحریات الإصلاح السیاسی النظام المصری حقوق الإنسان هذا التحول السوری على فتح المجال ما أدى إلى على القمع فی سوریا من خلال لا یمکن التی ت فی مصر

إقرأ أيضاً:

الغارديان: استياء من استعداد بريطانيا لتوقيع اتفاقية تجارية مع دول الخليج

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن المملكة المتحدة على وشك توقيع اتفاقية تجارية بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني مع دول الخليج، وسط تحذيرات من منظمات حقوقية من أن الاتفاقية لا تتضمن أي أحكام ملموسة بشأن حقوق الإنسان، أو العبودية الحديثة، أو البيئة.

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن الاتفاقية مع مجلس التعاون الخليجي - الذي يضم دول البحرين، والكويت، وعُمان، وقطر، والسعودية، والإمارات - على وشك التوقيع، مما يجعلها الاتفاقية التجارية الرابعة التي يبرمها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بعد اتفاقيات مع الولايات المتحدة، والهند، والاتحاد الأوروبي.

أعربت المملكة المتحدة عن أملها في أن تضيف الاتفاقية 8.6 مليار جنيه إسترليني سنويا إلى حجم التجارة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2035.

وذكرت مصادر مطلعة على المفاوضات في المنطقة الغنية بالنفط أن الاتفاقية وصلت الآن إلى مراحلها النهائية، وتوقعت موافقة المملكة المتحدة عليها قريبا، وفقا للصحيفة.


ولفت التقرير إلى أنه من المرجح أن تكون الاتفاقية مفيدة بشكل خاص لقطاعي السيارات والخدمات المالية، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن اتفاقية التجارة الحرة ستبلغ قيمتها أقل من 0.1% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد المقبل.

ومع ذلك، من المرجح أن يكون هناك رد فعل عنيف على اتفاقية واردات الدجاج، حيث قد تؤدي معايير رعاية الحيوان المنخفضة إلى تقويض المزارعين البريطانيين بشكل كبير.

وعلمت صحيفة "الغارديان" أن اتحاد نقابات العمال من بين الجهات التي حثت على توخي الحذر بشأن الاتفاقية، وقد أثار مخاوفه مع الوزراء.

وكانت جماعات حقوق الإنسان قد قالت سابقا إنه لا ينبغي للمملكة المتحدة إبرام اتفاقية تجارة حرة دون التزامات قانونية بشأن تحسينات حقوق الإنسان، وخاصة للعمال المهاجرين.

وأضافت أن المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي يجب أن تتمتعا بشروط قوية لحقوق الإنسان في أي اتفاقية مستقبلية، وأن على المملكة المتحدة تقديم تقييمها المستقل للأثر بشفافية بشأن العواقب المحتملة لتعميق العلاقات التجارية.

أشار مصدر آخر مطلع على المحادثات للصحيفة، إلى أنه على الرغم من احتمال وجود بعض الصياغة حول حقوق الإنسان كجزء من الالتزامات، إلا أنه لا توجد أي التزامات قانونية متضمنة.

صرح متحدث باسم وزارة الأعمال والتجارة البريطانية: "المفاوضات بشأن اتفاقية تجارية مع دول مجلس التعاون الخليجي جارية. أولويتنا هي التوصل إلى الاتفاقية المناسبة، ولن نحدد موعدا نهائيا".

وقال مصدر وزاري إنه من المحتمل أن يكون هناك حاجة إلى تعليق مؤقت بمناسبة عيد الأضحى المبارك، الذي يبدأ في 6 حزيران/ يونيو.

ومن المرجح أيضا، وفق التقرير، أن يكون لاتفاقية التجارة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تأثير على طموحات المملكة المتحدة في تحقيق صافي انبعاثات صفري، حيث تحتل دول مجلس التعاون الخليجي الست المرتبة العاشرة من حيث نصيب الفرد من انبعاثات الكربون.

وقال الأمين العام لاتحاد نقابات العمال في بريطانيا، بول نوفاك: "لقد أثار اتحاد نقابات العمال مخاوفه مباشرة مع الوزراء بشأن اتفاقية تجارية مع دول الخليج، وسنواصل القيام بذلك".

وأضاف "وجهة نظرنا بشأن الاتفاقيات التجارية متسقة - لا ينبغي للحكومة أن توافق على اتفاقيات مع دول تنتهك حقوق الإنسان وحقوق العمال، وتنتهك القانون الدولي. كان من الصواب أن تعلق الحكومة محادثات التجارة مع إسرائيل".

وتابع بالقول "سنواصل الدفاع عن أجندة تجارية تضع العمال في صميمها مع الوزراء، والضغط على دول الخليج وغيرها من الدول بشأن معايير العمل وحقوق الإنسان".

وصرح توم ويلز، مدير حركة العدالة التجارية البريطانية، قائلا: "اتفاقية التجارة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي اتفاقية خالية من القيم، ولن تقدم سوى فائدة ضئيلة للاقتصاد البريطاني، مع الإشارة إلى أن حقوق الإنسان وحماية البيئة ليست أولوية في السياسة التجارية للمملكة المتحدة".

وأضاف ويلز "اختارت الحكومة إتمام هذه الاتفاقية دون نشر تقييم لأثرها على حقوق الإنسان، أو ضمان التزامات ملزمة بشأن حقوق العمال أو المعايير البيئية، أو السماح للبرلمان بأي تدقيق ذي معنى. إنها استمرار لنهج تجاري سري قصير المدى يضع وصول الشركات فوق القيم العامة".


وقال ويلز إن الكلمات الدافئة حول الحقوق في الاتفاقية ستظل تعني أنها لا ترقى إلى مستوى المعايير المماثلة. "عندما نرى لغة تقدمية في اتفاقية تجارية - حول دعم العمال أو البيئة - فإننا نطرح دائما السؤال نفسه: هل هي ملزمة؟ هل ستكون هناك عواقب لعدم الالتزام بالمعايير؟ وأضاف "إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن هذه الكلمات الدافئة لا تستحق الورق الذي كتبت عليه".

ولفتت الصحيفة إلى أنه من المرجح أن يواجه الوزراء رد فعل عنيف من الاتحاد الوطني للمزارعين بشأن الجوانب الزراعية للاتفاقية. وصرح مسؤولون في القطاع لصحيفة الغارديان أن الاتفاقية قد تشمل وصولا غير محدود للدجاج إذا استوفت الواردات معايير النظافة.

لا تشمل هذه المعايير الرعاية الاجتماعية، مما أثار قلق المزارعين الذين اضطروا مؤخرا إلى استيفاء متطلبات جديدة أكثر صرامة بموجب القانون البريطاني، وفق التقرير.

قاد المفاوضات وزير التجارة البريطاني دوغلاس ألكسندر، الذي من المقرر أن يختتم العمل الذي بدأ في عهد المحافظين، والذي كان يُنظر إليه سابقا على أنه احتمال أكثر واقعية من اتفاقية الهند، التي وُقعت قبل أسبوعين. ومن المتوقع أن يلتقي ألكسندر بنظيره للتوقيع النهائي.

وكانت وزيرة التجارة البريطانية السابقة آن ماري تريفيليان قد وعدت في البرلمان بأن الاتفاقية "لن تكون على حساب حقوق الإنسان".

وأشار أعضاء البرلمان إلى وجود سابقة لإدراج شواغل حقوق الإنسان في اتفاقية تجارية، مثل الفصل المتعلق بالشعوب الأصلية في اتفاقية نيوزيلندا الذي ينص على التزامات من جانبهم في تقدم بلادهم في المستقبل.

وقال نك توماس سيموندز، الذي كان آنذاك وزيرا للتجارة في حكومة الظل، في المعارضة إنه "من الضروري أن تكون حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق العمال جزءا لا يتجزأ من مفاوضات التجارة التي تقوم بها المملكة المتحدة".

لكن في أحدث المراسلات في ظل حكومة حزب العمال، قالت وزيرة التجارة في مجلس اللوردات، البارونة جونز، إنه على الرغم من أن المملكة المتحدة "من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم... إلا أن هذا العمل يُجرى بشكل منفصل عن مفاوضات اتفاقيات التجارة الحرة".

وقالت لمجلس اللوردات العام الماضي: "في حين أن جوانب السياسة التجارية يمكن أن تتيح الفرصة لمعالجة قضايا أخرى في العلاقات الثنائية، فإن اتفاقيات التجارة الحرة ليست عموما الأداة الأكثر فعالية أو استهدافا للنهوض بقضايا حقوق الإنسان".

وصرح وزير التجارة الإماراتي، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، لصحيفة بوليتيكو عام 2023 بأنه يجب على المملكة المتحدة والدول الغربية الأخرى "تخفيف" الأحكام القياسية المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق العمال في الصفقات التجارية "إذا كانوا يرغبون في مزيد من الوصول إلى الأسواق ومزيد من فرص التجارة".

وتبلغ قيمة التجارة مع الاتحاد الأوروبي حوالي 59 مليار جنيه إسترليني سنويا، وفقا لتقديرات الحكومة، باعتباره سابع أكبر سوق تصدير للمملكة المتحدة، ومن المتوقع أن تزيد اتفاقية التجارة من حجم التجارة بنحو 16%.

ويمكن لدول الخليج أيضا، حسب التقرير، السعي إلى تعميق شراكاتها مع المملكة المتحدة، حيث كانت صناديق الثروة السيادية في دول الخليج، بما في ذلك السعودية والإمارات، من أكبر المستثمرين الأجانب في المملكة المتحدة.

اختار وزير التجارة، جوناثان رينولدز، وألكسندر، الخليج كأول زيارة دولية مشتركة لهما بعد الانتخابات. وكان ستارمر قد زار السعودية في كانون الأول/ ديسمبر.

وسبق للمملكة المتحدة أن تعهدت بأن الاتفاق لن يمسّ بالمعايير البيئية، ومعايير الصحة العامة، ورعاية الحيوان، ومعايير الغذاء، وهو ما أصبح أكثر إلحاحا نظرا لاتفاقية الأغذية الزراعية التي تأمل المملكة المتحدة في إبرامها مع الاتحاد الأوروبي في الأشهر المقبلة. يُستثنى من الاتفاق هيئة الخدمات الصحية الوطنية(NHS) .


ستشكل التكنولوجيا والابتكار والخدمات المالية جزءا أساسيا من الاتفاق، ومن المرجح أيضا أن يتضمن بعض أحكام العمل والتأشيرات لرجال الأعمال من كل من المملكة المتحدة ودول الخليج - وهو مجال آخر قد يثير هجوما من المحافظين وحزب الإصلاح، على الرغم من أن معظم بنود الاتفاق تم التفاوض عليها في عهد المحافظين.

وقال جوي شيا، الباحث في شؤون السعودية والإمارات في "هيومن رايتس ووتش": "إن إبرام اتفاقية تجارية بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي دون حماية ملموسة للحقوق سيكون خطأ فادحا له عواقب وخيمة على العمال المهاجرين في جميع أنحاء الخليج".

أشارت استطلاعات رأي أجرتها حركة عدالة المهن في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 إلى وجود معارضة شعبية للاتفاقية، حيث أيدها 21% فقط.

وقد قدّم اتحاد نقابات العمال سابقا أدلة خلال مفاوضات المحافظين بشأن الاتفاقية، مُشيرا إلى أن نظام "الكفالة" - الذي يتضمن إلزام العمال المهاجرين بصاحب عمل مُحدد - قد رسّخ العبودية الحديثة واستغل ملايين العمال المهاجرين، على حد قول الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • الغارديان: استياء من استعداد بريطانيا لتوقيع اتفاقية تجارية مع دول الخليج
  • اليمن.. من أم الرشراش إلى حيفا.. قراءة في تحولات المشهد ودلالاته
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إلى العاملين في الجيش والقوات المسلحة، إن التزامكم بلوائح السلوك والانضباط -التي ستصدر بعد قليل- يعكس الصورة المشرقة التي نسعى لرسمها في جيش سوريا، بعدما شوّهه النظام البائد وجعله أداةً لقتل الشعب السوري، فيما نعم
  • «حقوق الإنسان» تشارك في مؤتمر «الذكاء الاصطناعي» بالدوحة
  • الصفدي: نحرص على مراجعة مستمرة للأداء في البرلمان لتصويب الخلل
  • مياه ملوثة وطرق مغلقة.. تحذير عاجل من حقوق الإنسان في البصرة
  • مدير الحج السوري نور أعرج لـ سانا: وصول ما يقارب أربعة عشر ألف حاج سوري حتى اليوم من الحجاج السوريين إلى مكة المكرمة، وسيستمر وصول الحجاج حتى تاريخ الـ 2 من حزيران من الشهر القادم، وعدد حجاج سوريا لهذا العام 22,500 حاجاً
  • الحرب وتفشي الكوليرا ومصادرة حقوق الإنسان
  • وقفة أمام البرلمان الهولندي ضد دعم أوروبا لنظام السيسي.. لا تمولوا القمع
  • بعد عقدين من زوال النظام السابق.. ندوة تناقش حقوق الكورد الفيليين المسلوبة