يشهد قطاع غزة تطورات غير مسبوقة نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بعد موافقة حركة حماس على شروط وصفها المراقبون بـ "الأصعب". يأتي هذا التطور في ظل دمار هائل في القطاع ومعاناة إنسانية خانقة، حيث أكد وسطاء عرب أن حماس أبلغت الجانب الإسرائيلي موافقتها على وجود مؤقت للقوات الإسرائيلية في مناطق محددة بغزة عقب التهدئة.

وحسب تقرير صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، يعد هذا الإعلان تحولا كبيرا في موقف الحركة التي كانت ترفض هذا المطلب طوال جولات التفاوض السابقة. وتسعى الأطراف للوصول إلى اتفاق يعيد بعض الاستقرار للقطاع، بينما تستمر جهود الوسطاء المصريين والأميركيين لتحقيق انفراجة خلال الأيام القادمة.

رهائن وأسرى.. معادلة معقدة

جزء أساسي من الصفقة يتضمن إفراج حماس عن ما يصل إلى 30 رهينة، من بينهم مواطنون أميركيون، مقابل إطلاق سراح إسرائيل دفعة من الأسرى الفلسطينيين. كما تشمل الخطة السماح بدخول مساعدات إنسانية موسعة إلى القطاع المحاصر.

ورغم حساسية هذه الخطوة، يرى الوسطاء أنها فرصة لبناء الثقة بين الطرفين، لا سيما بعد فشل العديد من المحاولات السابقة. وقد أشار مسؤولون إلى أن استمرار القصف والغارات يهدد بإفشال هذه المساعي إذا لم يتم التحرك سريعًا.

أصعب شرط: وجود إسرائيلي مؤقت في غزة

من بين النقاط الأكثر جدلًا، موافقة حماس على شرط يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء مؤقتًا في محور فيلادلفيا وممر نتساريم داخل قطاع غزة. يعتبر هذا البند بمثابة "الاختبار الأصعب" للحركة، التي ما دام عارضت أي وجود إسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، لكنه يعكس مرونة غير معتادة في سبيل تحقيق وقف إطلاق النار.

إلى جانب ذلك، وافقت حماس على عدم توليها أي دور في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وهو ما اعتبره البعض خطوة باتجاه تهدئة المخاوف الإقليمية والدولية من استغلال المعبر لأغراض عسكرية.

دور الوسطاء وزخم المفاوضات

اكتسبت المفاوضات زخمًا إضافيًا مع الزيارات المتبادلة للوفود الإسرائيلية والفلسطينية إلى القاهرة، والدعم الأميركي المباشر. ويُتوقع أن تكون زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان هذا الأسبوع إلى المنطقة عاملًا حاسمًا لدفع الأطراف نحو اتفاق نهائي قبل نهاية العام.

هل تقود المرونة إلى حل دائم؟

في ظل هذه التطورات، تبدو حماس أكثر استعدادًا لتقديم تنازلات صعبة، بينما تأمل الأطراف الدولية أن تشكل هذه الهدنة خطوة أولى نحو حل دائم للأزمة. ومع ذلك، فإن التحديات الميدانية، وضمان الالتزام بالشروط المتفق عليها، تظل عقبات رئيسية أمام تحقيق الاستقرار.

 

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة حماس اسرائيل وقف اطلاق النار رهائن محور فيلادلفيا معبر رفح مفاوضات السلام المساعدات الانسانية

إقرأ أيضاً:

حماس ترد على ترامب وويتكوف: نحن ملتزمون بالسلام ونتنياهو هو المعرقل

صراحة نيوز – أعربت حركة “حماس”، السبت، عن استغرابها من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، التي ادعيا فيها رفض الحركة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أن هذه التصريحات “تتناقض مع تقييم الوسطاء ولا تعكس حقيقة ما يجري في المسار التفاوضي”.

وجاء في بيان صادر عن القيادي في الحركة عزت الرشق، أن “تصريحات ترامب وويتكوف جاءت في توقيت كانت فيه الأطراف الوسيطة، خصوصًا مصر وقطر، تعبّر عن ارتياحها وتقديرها للموقف الجاد والبنّاء الذي أبدته حماس خلال المفاوضات”.

وأشار الرشق إلى أن مصر وقطر أوضحتا في بيان مشترك، الجمعة، أن تعليق المفاوضات مؤقت وجاء بغرض إجراء مشاورات قبل استئناف الحوار، وهو ما وصفاه بأنه أمر طبيعي ضمن مسار تفاوضي معقد.

واتهم القيادي في “حماس” الإدارة الأميركية بـ”تجاهل العرقلة الحقيقية التي تمارسها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر وضع العقبات، والمراوغة، والتنصل من الالتزامات، وهو ما يمثل التحدي الحقيقي أمام التوصل لأي اتفاق”.

وشدد الرشق على أن الحركة “تعاملت منذ بداية المفاوضات بمرونة ومسؤولية وطنية عالية، وسعت بجدية إلى التوصل إلى اتفاق شامل ينهي العدوان ويخفف من معاناة أهل غزة”.

وأوضح أن الرد الأخير لحركة “حماس” على مقترح وقف إطلاق النار الذي طُرح عبر الوسطاء، جاء بعد مشاورات وطنية موسعة شملت الفصائل الفلسطينية والدول الصديقة، مؤكداً أن الحركة أبدت تجاوبًا إيجابيًا مع النقاط المطروحة في وثيقة ويتكوف، مع التأكيد على ضرورة وضوح البنود الإنسانية وضمان تدفق المساعدات وتوزيعها من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها دون تدخل إسرائيلي.

وكان ترامب قد صرّح الجمعة بأن “حماس لم تكن جادة في التوصل إلى اتفاق”، بعد انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من مفاوضات الدوحة. كما زعم ويتكوف، مساء الخميس، أن رد حماس على المقترح الأخير “يدل على عدم رغبتها في الاتفاق”.

مقالات مشابهة

  • قيادي فيحماس: لا جدوى من استمرار المفاوضات مع أزمة المجاعة بغزة
  • حماس: أبدينا مرونة في المفاوضات وإسرائيل انسحبت لتمرير مزيد من الإبادة
  • اتفاق بين المصرف المركزي ووزارة المالية على أتمتة «مرتبات القطاع العام»
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية إلى 59 ألفا و821 شهيدا
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • حماس تتحدث عن تفاصيل آخر جولة مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال
  • ستارمر:بريطانيا لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في إطار اتفاق سلام تفاوضي
  • حماس ترد على ترامب وويتكوف: نحن ملتزمون بالسلام ونتنياهو هو المعرقل
  • على طاولة نتنياهو.. 3 خيارات ومعضلة بشأن حرب غزة
  • الرشق: تصريحات ترامب تتعارض مع تقييم الوسطاء