هرب الأسد ومستقبل غامض ينتظر دمشق.. خبراء يكشفون السيناريوهات المتوقعة
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
على مدى أيام من تاريخ سوريا أنقلبت فيهم الأحوال رأس على عقب، عقب إطلاق المعارضة السورية عملية أسمتها "ردع العدوان" بقيادة هيئة تحرير الشام التي تتمركز في مدينة إدلب شمال غرب سوريا.
انطلقت العملية ضد القوات السورية في ريف حلب الغربي، حسبما أعلنت الهيئة، ثم بدأت العملية التي تُدار من قبل مجموعة "إدارة العمليات المشتركة" تتسع لتشمل مدن سورية أخرى، لتسقط تباعًا واحدة تلو الأخرى.
ومن هنا أعلن هروب الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق، وركوبه طائرة لجهة غير معلومة، في الساعة العاشرة من مساء السبت 7 ديسمبر، ليخرج بعدها التلفزيون السوري في خبر عاجل ليبث سقوط نظام بشار الأسد.. ويشكل سقوط النظام السوري لحظة فاصلة في تاريخ البلاد، ومعه تأتي تغيرات جذرية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ليبقى هناك مستقبل غامض المعالم.
سايكس بيكو على أرض الواقع
في هذا السياق أكد الدكتور إكرام بدر الدين، محلل سياسي، أن هناك عدد من السيناريوهات تنتظر سوريا، أغلبها سيء بالطبع، فنظام الأسد سقط بشكل سلمي ويبدو أن الأمر مخالفة لم تكن متوقعة، مشيرًا إلى صدور تعليمات للجيش السوري الذي انسحب، لكن المؤسسات ما زالت تمارس أعمالها الحكومية على أرض الواقع.
ولفت بدر الدين، في تصريحات خاصة للوفد أن الأحداث السورية تم رسمها بريشة تدخل أطراف اقليمية ودولية ويبدو ان هناك اطراف كانت تؤيد الأسد وتخلوا عنه فسقط النظام بتلك السهولة وتلك الأطراف الخارجية بالطبع هي إيران وروسيا وإسرائيل وواشنطن.
وتوقع بدر الدين، أن الأذرع الخارجية ستتجه للتحالف مع المعارضة الإسرائيلية، من أجل مخطط إعادة التقسيم "سايكس بيكو" ومن المتوقع أن تطول الأحداث قريبًا العراق ولبنان، متوجسًا من أن يتم تقسيم سوريا إلى عدة دويلات في الفترىة القادمة.
وانتقد المحلل السياسي، من عدم صدور رد فعل عربي مناسب، حيث أن التدعيات التي أكبر من قدرة المنطقة العربية على التعامل آملًا بان لا تتدهور الأمور أكثر من ذلك.
أما عن السيناريو الأفضل، فأشار بدر الدين، أن المكأمول هو أن تتم مرحلة انتقالية وانتقال السلطة بشكل سلمي مع استمرار عمل المؤسسات بكفائتها دون التأثر بتدخلات إقليمية أو دولية.
الشرق الأوسط الجديد
من جهته أكد الدكتور جمال أسعد، المحلل السياسي، أن أحداث سوريا لا يجب ان نجعلها منفصلة عن الأحداث التي تمر بها المنطقة بالكامل، فهناك ارتباط بين الأحداث السورية وأحداث 7 أكتوبر، حيث أن تلك الأحداث أظهرت مقولة "الشرق الأوسط الجديد"، وما حدث في فلسطين وضم الضفة الغربية للإسرائيل، وما حدث في لبنان والعراق وفلسطين هي فصول مسبقة من أحداث سوريا، والتي ستتابع كما هو متوقع.
ولفت أسعد، في تصريحات خاصة للوفد، أن مخطط الشرق الأوسط الجديد يسير بخطى متسارعة، وأحداث سوريا خير دليل فهناك فرق بين معارضة تعبر عن رأيها السياسي في مواجهة النظام الحاكم، وبين الفصائل والمليشيات المدعومة من الخارج، فتلك المعارضة وتنتمي إلى تنظيمات عالمية ترعى الصهيونية الفجة التي ندرك أهدافها الاستعمارية.
وتابع المحلل السياسي، ، أنسوريا في ظروف قاسية، ولا يعينا نظام بشار، ولكن ما يعنينا هو سوريا الوطن، مشيرًا إلى أن ما تم هو محاولة لتبيض وجه الجولاني، وهناك خطة مستقبلية غامضة المعالم ترعاها الأنظمة الصهيونية بالطبع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هرب الأسد دمشق سوريا المعارضة السورية ردع العدوان
إقرأ أيضاً:
مجموعة “أ3+” في مجلس الأمن تؤكد على وحدة وسيادة واستقلال الأراضي السورية
نيويورك-سانا
جددت مجموعة “أ3+” بمجلس الأمن الدولي أمس تأكيدها على وحدة وسيادة واستقلال وسلامة الأراضي السورية، وأعربت في الوقت نفسه عن تشجيعها لآلية الحوار والتعاون بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وسوريا.
ونقل موقع الإذاعة الجزائرية عن مجموعة “أ3+” التي تضم (الجزائر والصومال وسيراليون + غيانا) تأكيدها في بيان تلاه ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع في اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في سوريا على وحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا، وقالت انه “لا يمكن انتهاكها ويجب احترامها واتخاذ تدابير إقليمية لخفض حدة التصعيد”.
وأضافت المجموعة: إن التهديدات المستمرة لما يسمى تنظيم “داعش” مصدر قلق كبير لدول المجموعة”، كما رحبت أيضاً بأول عملية تقوم بها سوريا ضد التنظيم في حلب وبتشكيل اللجان الخاصة بالعدالة الانتقالية والأشخاص المفقودين بصفتها خطوات مهمة للأمام ونحو المساءلة والمصالحة”.
وفي سياق متصل رحبت المجموعة بالتواصل الإيجابي ما بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وسوريا، بما في ذلك الزيارة التي قام بها المدير العام للمنظمة إلى دمشق بالإضافة إلى الزيارات الناجحة التي قامت بها المنظمة وحققت وصولاً غير مسبوق وتعاوناً وجمعاً لوثائق وعينات جديدة لم يتم الكشف عنها من قبل، وأثنت على استعداد سوريا لعلاقات تتسم بالشفافية مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأشادت مجموعة “أ3+” بالتزام السلطات السورية بتأمين مكاتب للمنظمة في دمشق وتوفير وصول كامل ومرافقة أمنية وإبداء التعاون الكامل خلال الاجتماعات الفنية مع الخبراء السوريين.
وأعربت المجموعة عن ترحيبها بالمستجدات الاقتصادية الدولية الأخيرة المتعلقة بسوريا، بما في ذلك رفع العقوبات من قبل المانحين الدوليين الرئيسيين وإعادة أهلية سوريا للحصول على قروض من المؤسسات المالية الدولية، وذلك بعد تسوية الديون من قبل الشركاء الإقليميين.
وبخصوص الوضع الأمني بسوريا أعربت المجموعة عن قلقها العميق حيال تصاعد الغارات الصهيونية، وخاصة الغارات الجوية في محيط القصر الرئاسي في دمشق في الثاني من أيار الماضي، والهجمات على اللاذقية وطرطوس، حيث أدانت هذه الأفعال بـ “أقوى العبارات” ودعت إلى وقف فوري لكل الاعتداءات ضد الأرض السورية.
تابعوا أخبار سانا على