وكالة الصحافة المستقلة:
2025-08-02@22:55:12 GMT

اختلاف العالم ومتلازمة فجوة الأجيال

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

ديسمبر 12, 2024آخر تحديث: ديسمبر 12, 2024

 

 

د. محمد وليد صالح

كاتب عراقي

على الرغم من اختلاف العالم مازالت فجوة الأجيال موجودة؟

وصفت الفجوة الاختلافات بين الناس من جيل الشباب وكبار السن بين الآباء وأبنائهم، وظهور الفرق في القيم والتوجهات بين جيل وآخر ينتج عنها خلل في التواصل بسبب طبيعة الخبرات المتراكمة والآراء والعادات والسلوك مما يولد صعوبة التعايش والثقة والتفاهم والاقتناع أو التصدع الأسري أو الفراغ العاطفي، على الرغم من تنوع العبارات التي تناولتها عبر التأريخ، ربما يعود إلى زيادة سرعة التغير الثقافي في العصر الحديث بين الأجيال بالمقاربة بين مدتين زمنيتين سابقة وأخرى لاحقة، وخاصة فيما يتعلق بأمور مثل الأذواق العامة والأزياء والثقافة والسياسة.

كثيرة هي أسباب الفجوات وخاصة في دول العالم المتأخرة بسبب طبيعة البنية السياسية للنظم التي غالباً ما تركز على التنمية النسبية للبناء المادي، ولكن لا تركز على التنمية المتواصلة للإنسان بوصفه البناء المعنوي للحياة وهذا ما يعد بداية تشكّل الفجوة التي يطلق عليها الفجوة بين الشمال والجنوب، إذ ان وسائل الاتصال الحديثة ساعدت على تقارب العالم ونشرت المعرفة والمعلومة، ويأتي هنا إعلام العولمة كسلطة تكنولوجية ذات منظومات متفاعلة، ويضاف إلى العاملين التقني (تكنولوجيا مجتمع الاتصال) والاقتصادي (حركة السلع ورؤوس الأموال وهو بدوره تطلب الإسراع في تدفق المعلومات وأصبحت المعلومات سلعة اقتصادية).

في حين يلاحظ على دول العالم التي تعمل على التطور السياسي والاجتماعي احتلال التطور الاقتصادي والعلمي المرتبات الثانية في سلم أولوياتها لبناء مجتمعاتها، وينعكس ذلك على قلة الاهتمام بتنمية الوعي الثقافي، الأمر الذي يؤدي إلى تقديم اختيارات محددة للجمهور لتلقيها وتقليل الفرص الممنوحة له في انتقائية المتناسب مع أذواقهم وثقافاتهم، في حين ان دول متقدمة تمنح جانب العلم والاقتصاد والثقافة إطاراً واسع الأهمية وهذا سر تميزها.

ومن العوامل المؤثرة في زيادة فجوات التدفق الإعلامي هو القرب المكاني أي ان النظم الاتصالية المختلفة تهتم بتغطية أحداث جوارها الجغرافي، وكذلك بناء الصلات الثقافية فالدول تتبادل البرامج مع نظيراتها وبالتالي ينعكس على مدى الاهتمام الذي تبديه بأحداثها وزيادة الروابط الدولية، ويتوجب هنا ان يكون حجم سكان الدول هو الأبرز ظهوراً في التدفق الدولي للأنباء والأكثر حظوة بالاهتمام في وسائل اتصال الدول المختلفة، وحجم التجارة بين الدول ويفترض هنا أنه كلما زاد حجم التبادل التجاري بين دولتين زاد حجم الأنباء والمعلومات المتبادلة والمصالح المشتركة بينهما، فضلاً عن حصة الفرد من إجمالي الناتج القومي ومكانة الدولة الموصوفة بالمكانة النسبية التي تتبوئها دولة ما في المجتمع الدولي، وصورتها لدى الدول والشعوب الأخرى ولاسيما وضعها الاقتصادي والسياسي وتطورها التكنولوجي، عن طريق امتلاك تقانات المعلومات والاتصالات بمعنى سعة الانفتاح العالمي نحو المعرفة أي ان الحد من ظاهرة احتكار المعلومات والسيطرة عليها، نظراً لحاجة المجتمع والرغبة في سرعة معرفة الأنباء العالمية والمحلية.

 

 

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

بعض الأجيال الحالية بلا أهداف

لكل جيل من الأجيال أهداف مهمة في حياته يرتبط تحقيقها بإطار زمني محدد تبدأ معه من المراحل الدراسية المختلفة وخاصة في مرحلة الثانوية العامة التي أصبحت في المملكة بنظام المسارات التخصصية التي تُحدد هدف التخصص الجامعي الذي يرغبه، ثم التخرج من الجامعة في سن محددة (كمثال 22 عاماً) ثم التوجه إلى سوق العمل أو إكمال الدراسات العليا التي قد تمتد لثلاث أو أربع سنوات بحد أقصى، ثم الزواج في سن الثلاثين والإنجاب، ثم هدف تملك منزل في سن الخامسة والأربعين مثلاً، والبعض منهم تكون له طموحات أخرى كتأسيس عمل تجاري بدلا من الوظيفة خاصة مع تعدد وسائل التكنولوجيا وظهور التطبيقات الجديدة والتجارة الإلكترونية وغيرها من الخدمات العصرية الحديثة.

بلا شك أن الأهداف تجعل لحياة الإنسان معنى كبير وتقوده لحياة سعيدة بإذن الله وطريق واضح ومعروف نهايته ونجاح باهر، لكن المشكلة تكمن في بعض أفراد هذا الجيل الذي ليس له أهداف واضحة أو محددة، وعندما تسأل أحدهم عن أهدافه تجِدَه يقول: لا أعلم، أو لم أُحدِّد أهدافي بعد، أو الكلمة التي تعودوا عليها: سأتركها على الله.

بالطبع لكل مرحلة عمرية ما يُميزها وطريقة خاصة للتعامل معها، خاصة إذا شعر الأبوين أن الطفل أو المراهق لا يعرف ماذا يُريد ولم يفكر أصلا في وضع أهدافاً له في المستقبل، هنا لابد من المبادرة لتعليم الأبناء كيفية وضع الأهداف المستقبلية والسعي لتحقيقها بخطوات متتابعة لأن الطفل لو تدرَّب على وضع أهداف وتذوَّق حلاوة تحقيق النجاح، سوف تكون له عادةً وقاعدةٍ عند النضوج، خاصة إذا كانت هذه الأهداف من اختياره وملائمة لرغباته ستكون فرص النجاح والتحقيق لديه أكبر من غيرها، مع عدم تخلِّي الوالدين عنهم ومساعدتهم بالتوجيه السليم والنصائح المفيدة والمتابعة الدقيقة والدعم القوي بحيث تتناسب أهدافهم مع شخصياتهم وميولهم وفتح باب المناقشة والحوار لمعرفة الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها في تحقيق الأهداف ومحاولة إبعادهم عن أصدقاء السوء وأصحاب الطاقات السلبية ومصاحبة الأخيار وذوي الطموح العالي، والأهم من ذلك هو التشجيع المعنوي (والمادي إن أمكن في حدود مُحكمة) عند تحقيق الأهداف مع كل مرحلة عمرية، خاصة في سن المراهقة.

إن من أهم عوامل تدريب الأبناء على تحقيق الأهداف هي وضع أهداف يومية تقودهم لمعرفة قيمة وأهمية الوقت واستغلاله والالتزام به وتوجيه طاقاتهم للجوانب الإيجابية لتحويل الكسل والخمول إلى نشاط وحيوية وتطوير مهاراتهم الاجتماعية وإثراء ثقافاتهم القرائية وإتقانهم لحل المشكلات والتفكير في إيجاد حلول مناسبة لها وتخطي المصاعب، مما يزرع الثقة في نفوسهم ويشعرهم بالمسؤولية والاستقلالية والاعتماد على النفس الذي يساعدهم على الالتزام بتحقيق الأهداف.

مما أصابني بالدهشة والإعجاب أنني قرأت أن اليابان قد خصصت مدينة للأطفال تقوم بتدريبهم عملياً على تجربة 80 وظيفة مختلفة كالطبيب والمهندس والطيار ورجل الأمن والإعلامي وعامل المحطات والكهربائي وغيرها من الوظائف العملية التي تهدف إلى نجاح الطفل الياباني ومساعدته في تحديد أهدافه واختيار مسار مستقبله الوظيفي على أرض الميدان من واقع الممارسة الفعلية لهذه الوظائف.

وأختم بأهمية قرب الأبوين من الأبناء ومعرفتهم بنقاط ضعفهم وقوتهم وإمكاناتهم عند تحديد الأهداف المطلوبة والتركيز على الجهد المبذول منهم والتقدم نحو أهدافهم قبل النظر إلى النتائج النهائية، وعدم مقارنتهم بالآخرين الذي قد يُسبب لهم الإحباط ويفقدهم الثقة في أنفسهم، مع تقديم الدعم الكامل لهم خاصة عند التعثر أو الفشل “لا قدر الله” والتعلم من أخطائهم وحثهم على عدم تكرارها، والابتعاد عن النقد الجارح والقاسي وتحفيزهم لمحاولة التكرار وعدم الاستسلام للفشل من أجل النجاح وضبط التوقعات الواقعية لهم دون السعي للكمال وعدم مطالبتهم بسرعة تحقيق الأهداف، وهذا يعني أن الآباء أيضا لهم أهداف واضحة ومحددة في صناعة أجيال تُجيد وضع الأهداف والتخطيط لها وتحقيقها حسب المراحل العمرية لخدمة الدين والوطن كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام “كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ” (أخرجه البخاري).

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد العماني والذكاء الاصطناعي
  • إكسترا نيوز: انتظام التصويت في الخارج وانتشار واسع للمقار الانتخابية حول العالم
  • انتخابات مجلس الشيوخ.. انتظام التصويت في الخارج وانتشار واسع لـ مقار الاقتراع حول العالم
  • خبير سلامة لـ”اليوم“: حادث "ملاهي" الطائف كشف فجوة في تطبيق اشتراطات قائمة ومعروفة
  • الصبان: سنصل إلى الحياد الصفري قبل 2060 وعلى العالم أن يلحق بالمملكة .. فيديو
  • تصنيف الدول حسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب (إنفوغراف)
  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • ما هي نسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب؟
  • بعد تسونامي الاعترافات المنتظرة بفلسطين.. قصة دولة قررت الانتحار
  • بعض الأجيال الحالية بلا أهداف